"الماسونية" وخيوط المُؤامرة الكونية!
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
حمد الناصري
عُرفت "الماسونية" بأنَّها حركة عالمية سرية واسعة الانتشار، يُحظر في عقيدتها مُناقشة الدِّين رغم ارتباط تقاليدها وأعرافها الوثيق بالدِّين اليهودي وما يتعلق به ولها نفوذ كبير ضِمن مسؤولين وحكومات ومُتنفذين حول العالم ناهيك عن مُجتمعنا العربي، وظاهر هذه الحركة هي أنها مجموعة من الرجال تتشارك أفكارا وأهدافاً مُعينة يتعاونون فيما بينهم لمُساعدة بعضهم البعض كإخوة، ولذلك يُسَمون أنفسهم أيضًا "أخويّة البناؤون الأحرار"، إشارة إلى هدفهم في إعادة بناء هيكل سليمان، مِن خلال التشارك في الأفكار دون فرض اعتناق أي دِيْن.
ويبدو للوهلة الأولى أنّ الماسونية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ"الإلحاد"، ولكن هذا الطرح غير وارد لكون أعضائها من ديانات مُختلفة ومن ضِمنهم رجال دِين!
وقد كتبت فاطمة بنت ناصر في مجلة الفلق الإلكترونية في 30 يونيو 2019: "لطالما أثارت هذه المنظمة الغامضة مخيلة الناس ليحيكوا حولها قصصًا أشبه بالخيال، وأصبحت مثالًا للمؤامرات السرية التي تهدف إلى خراب العالم الإسلامي بشكل خاص؛ فالمنظمة ما زالت تمارس نشاطاتها بحرية كأي جماعة أو نادٍ معترف به رسميًا، وقد تعلمون كذلك أن لهذه المنظمة فروعًا في دول عربية مختلفة أبرزها مصر، وكانت لها عدة محافل أنشئت إبان الحملة الفرنسية، وكانت تمارس عملها بحرية، ولها منشورات تطبع رسميًا مثل نشرة (التاج المصري) وهناك أسماء معروفة انضمت إلى ماسونية مصر منها: جمال الدين الأفغاني، وسيد قطب، وعبدالقادر الجزائري، والأمير محمد توفيق وغيرهم الكثير، وكما نرى، فمنهم أسماء لمفكرين إسلاميين قبل أن تتشوه صورة الماسونية في البلاد العربية. غير أن ما أثارني لكتابة هذا الموضوع؛ جملةٌ في أحد الكتب تفيد أن أحد السلاطين كان ماسونيًا؛ فقد كنت أعتقد أن هذه الحركة نشطت في بلاد الشام ومصر، ولم يكن لها وجود في عُمان. ومع ندرة المعلومات وقتها حول وجود الماسونية في عُمان؛ إلا أنها مادة مثيرة وتستحق العرض".
وقد كتب الأستاذ خميس بن راشد العدوي بتاريخ 17 مارس 2021 مقالا بعنوان "الماسونية.. والماسونية في عمان" كرد وتعقيب لما كتبته الفاضلة فاطمة بنت ناصر؛ حيث قال "وأبدأ برأيي حول الماسونية نفسها، ثم أردفه برأيي عن مقال الكاتبة، وتحريري هنا يحاول أن يتجاوز المزايدات التي صُوّرت؛ بل استُغلت فيها الماسونية كأداة لمواقف سياسية ودينية؛ وأحيانًا اجتماعية واقتصادية، وأن يطرح المسار المنطقي للماسونية؛ نشأةً وتطورًا ومآلًا".
وبعد عرض مُختصر للماسونية، يرى العدوي "أن الماسونية، ليست شيئًا جديدًا، وأن زمن الفضاء المفتوح سوف يكتب عنه في قادم الأيام. وأن مقال أ. فاطمة بنت ناصر، لا تتوفر فيه شروط التحليل الموضوعي للبحث التاريخي".
وربما يُريد أنْ يقول إنه مجرد سبق صحفي لا غير. وبالتالي فإن مقال الكاتبة فاطمة ناصر، يفتقر إلى الموضوعية وإلى القيمة المطلوبة في التحليل التاريخي المنطقي للواقعة وتفاصيلها، فمثلا أوردت الكاتبة أعلاه، وثيقة انضمام السيد تركي الذي ذكرته بعض المراجع دون الإشارة إلى أنه حاكم عُمان، وأن ما عُرض في تلك الوثيقة الماسونية الأمريكية أنّ السيد تركي أحد أعضاء الماسونية، فمن هو تركي، حاكم أم غير حاكم، عُماني أم غير عُماني. وأنّ كلمة سيّد، ليست بالضرورة تُشير إلى حاكم عُمان.
الخلاصة.. تم تصوير الماسونية كبعبع ومُنظمة مُحاطة بالغموض والتكهنات بينما الانتماء لها ليس جريمة ولا يتعارض مع التوجه الديني أو الوطني للعضو ولا ترتبط بالإلحاد أو التآمر على الأديان طالما أعمالها ترتبط بصالح للناس، ولم يَثبت حتى الآن ارتباطها بأفعال مُنافية بالدِّيْن، وإنما هي تنطلق من فكر التعاون والتشارك وتقديم ما هو نافع لكل مجتمع، دون أنْ ترتبط بالدين.
والحقيقة أنّ تاريخ الماسونية ليس فيه دليل على تكفير دِين أو القيام بأعمال منافية للأخلاق العامة وإنما هي تحمل مبادئ التعاون الإنساني ولو ظاهريا علًى الأقل. وأنّ ما ذُكِر في المصدر التي أوردته الكاتبة فاطمة، حول المدعو محمود جمعة، ضابط السفينة الحربية التي ذُكِرت لإمام مسقط، رغم أنّ هذا الاسم، ذكرته المصادر التاريخية في عهد الإمام سعيد بن سلطان البوسعيدي (1807ـ 1856 Mahmoud Jumah) وقد وردت تفاصيل انضمامه في كتيّب أصدره المحفل الماسوني في ولاية إلينوي بأمريكا يضم قوائم بالأعضاء الذين انتسبوا للماسونية من مختلف الولايات الأمريكية، وتم نشره عام 1867م، ولم نجد هناك دليلًا موثوقا تمامًا على انضمام شخصية كبيرة من عُمان إلى الماسونية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بأجل سنة واحدة.. شهادات الادخار في بنك ناصر الاجتماعي بعد قرار المركزي
أصدر بنك ناصر الاجتماعي شهادات ادخار متنوعة العائد ضمن باقة الأوعية الادخارية لديه، والتي تستهدف أغلب شرائح المجتمع.
وطرح بنك ناصر شهادات ادخار ثلاثية بعائد يصرف شهري بنسبة 22%، وعائد يصرف ربع سنوي بفائدة 22.50%، وعائد سنوي 24%
ويقدم بنك ناصر الاجتماعي شهادات الادخار بعائد تراكمي يصل إلى 24% يصرف تراكمي عن فترة 18 شهرا، وشهادات ادخار بأجل 3 سنوات يصرف عائدها تراكميا عند الاستحقاق بفائدة 25%
ويطرح بنك ناصر وديعة «رد الجميل» للعملاء من كافة فئات المجتمع العمرية وخصوصاً كبار السن، ويتم ربط الوديعة لمدة سنة بحد أدنى 1000 جنيه ومضاعفاتها حتى مليوني جنيه، وتتيح عائدا شهريا ثابتا بسعر فائدة 20.50%، وعائدا سنويا عند الاستحقاق بسعر فائدة 22%.
ويوفر بنك ناصر نفس الوديعة على أجل يمتد لـ 3 سنوات تحت سعر عائد شهري 22.25%، وعائد سنوي ثابت 24.25%.
وعلى الجانب الآخر، من المقرر أن تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري ثالث اجتماعاتها يوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، بعدما أعلنت في اجتماعها الشهر الماضي عن تخفيض سعر الفائدة على الجنيه بمقدار 225 نقطة أساس، ليسجل سعر الإيداع 25% وسعر الإقراض نسبة 26%.
وتوقع تقرير صادر من بنك الكويت الوطني، أن يقوم البنك المركزي المصري خلال ما تبقى من هذا العام بتخفيض أسعار الفائدة بنسبة 4%، لتصل بنهاية العام إلى حدود 21% و22%.
ورجح «بنك الكويت» أن يتجه البنك المركزي المصري نحو تخفيض أسعار الفائدة بنسبة 4 إلى 5% على مدار عام 2026، وذلك على خلفية تراجع معدل التضخم حتى 12%.
اقرأ أيضاًبعد قرار «المركزي».. 11 بنكا يخفض سعر الفائدة على الشهادات والحسابات
بعد الخفض 2%.. كم تبلغ أسعار الفائدة على شهادات الادخار في بنكي مصر والأهلي؟
محمد الإتربي: 35 مليار جنيه حصيلة بيع شهادات الادخار بالبنك الأهلي المصري في 3 أيام