أوربان.. نسعى لتهيئة الظروف لحل الصراع في أوكرانيا
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
قدم رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان إلى زعماء الاتحاد الأوروبي خطته لتسوية النزاع في أوكرانيا وتتضمن “أهدافا ومواعيد نهائية واقعية، بعد جولته إلى كييف وموسكو وبكين وواشنطن.
وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة الهنغارية بالاج أوربان في حديث لصحيفة “نمزيت” الهنغارية اليوم الاثنين: “بالمعنى الدقيق للكلمة، نحن نتحدث عن خطة أوربان، المطروحة الآن على طاولة جميع رؤساء وزراء الاتحاد الأوروبي، فالتقييم الواقعي للوضع والأهداف الواقعية والجدول الزمني المناسب هو ما يرتكز عليه نهجنا”.
ووفقا للمتحدث، فإنه لا ينبغي المبالغة في تقدير دور هنغاريا في هذا الشأن، لكن لا ينبغي أيضا التقليل من أهمية حقيقة أنه خلال أسبوعين عقد أوربان عددا من اللقاءات التي ينتظر البعض فرصة لإجرائها طوال سنوات”.
وأضاف بالاج أوربان، حامل نفس اسم عائلة رئيس الوزراء، أن بودابست ستستغل فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي “لتهيئة الظروف لمفاوضات السلام”، وإرسال “مبادرات سياسية” إلى مجلس الاتحاد الأوروبي للنظر فيها.
وأشار ممثل رئيس الحكومة الهنغارية إلى أنه إذا كانت أوروبا تريد السلام حقا، فعليها، من جانبها، تقديم خطة “لديها ولو أدنى فرصة للتنفيذ”.
وكانت دول في الاتحاد الأوروبي قابلت مهمة أوربان للسلام بنوع من الامتعاض، معتبرة أن أوربان “نصب لنفسه دورا في مهمة السلام”، في حين “ينبغي أن يكون واضحا أنه لا يمثل إلا بلاده فقط”.
وذكرت تقارير أن الاتحاد الأوروبي بدأ يستكشف الخيارات بشأن كيفية “كبح” ما تعتبره “سلوك بودابست المدمر”، حتى اقترح بعض المسؤولين الأوروبيين حرمان هنغاريا من رئاسة الاتحاد الأوروبي.
والأسبوع الماضي أفاد مكتب رئيس الوزراء الهنغاري بأن أوربان قدم تقريرا مفصلا بنتائج زياراته لمجلس الاتحاد الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية في غضون ساعات من انتهائها.
ونقلت وسائل إعلام عن أوربان في أعقاب زيارته موسكو وكييف وبكين، أن الشهرين المقبلين سيكونان “أكثر دراماتيكية” في أوكرانيا، وأنه من المرجح أن تبدأ مفاوضات التسوية نهاية العام.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن أوربان طرح خلال زيارته لموسكو المعالم الرئيسية لرؤيته لحل الأزمة الأوكرانية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
لقاء الكبار ومصير أوكرانيا.. رقعة الشطرنج في الشرق الأوروبي
منذ أن انكسرت أعمدة الإمبراطورية السوفيتية، وأوروبا الشرقية تعيش في فراغٍ جيوسياسي يشبه الصمت الذي يسبق العاصفة. أوكرانيا، التي وصفها مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" في كتابه الشهير "رقعة الشطرنج بـ"روسيا الصغرى"، تحولت إلى ساحة مواجهة كبرى بين إرث التاريخ وطموحات الحاضر. إنها ليست مجرد دولة على الخريطة، بل جسر جغرافي وثقافي يربط بين شطري أوروبا، ومفتاح التوازن في البحر الأسود، حيث تتدفق التجارة، وتتحرك الأساطيل، وتتقاطع خطوط الغاز والطموحات.
القرم: الشريان الجيوستراتيجيجزيرة القرم ليست قطعة أرض عابرة، بل شريان حيوي لروسيا داخل الأراضي الأوكرانية، ونقطة ارتكاز بحرية تتحكم في حركة الملاحة والتجارة في البحر الأسود.سيطرتها تعني بالنسبة لموسكو السيطرة على الجنوب الأوكراني وخنق أي طموح لكييف في الانفتاح البحري الحر. بالنسبة للغرب، هي ورقة ضغط ومعيار لمدى قدرة أوروبا على كبح التمدد الروسي.
ترامب والحرب: صفقة أم هدنة؟عودة دونالد ترامب إلى المشهد الأمريكي أثارت تساؤلات عميقة: هل يسعى لإنهاء الحرب بصفقة كبرى مع موسكو، أم أن الأمر مجرد إعادة تموضع لصالح واشنطن؟ ترامب يفكر بعقلية التاجر أكثر من القائد العسكري، ربما يطرح حلاً يرضي الأطراف الكبرى، لكنه بالضرورة لن يلبي أحلام القوميين الأوكران أو يعيد رسم حدود ما قبل 2014.
أوروبا بين الوحدة والانقسام
جغرافياً، القارة الأوروبية تبدو كتلة متجانسة، لكن سياسياً هي كيان منقسم بين شرق يتوجس من الدب الروسي، وغرب يضع أولوياته الاقتصادية فوق كل اعتبار. توريط أوروبا في الحرب الأوكرانية لم يكن مجرد قرار عسكري، بل كان نتاجاً لسلسلة من الحسابات الخاطئة والانجرار وراء صراع تتحدد فيه أجندات واشنطن وموسكو أكثر مما تتحدد في بروكسل.
الأقليات والقوميات والدين: جغرافيا الصراع الخفيةأوكرانيا ليست كتلة سكانية متجانسة، فهناك الروس العرقيون في الشرق والجنوب، والأوكران القوميون في الغرب، والأقليات التتارية في القرم، إلى جانب انقسامات دينية بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت. هذه الفسيفساء القومية والدينية تشكل أرضية خصبة للصراع الداخلي، وتجعل أي تسوية هشة ما لم تعالج جذور الانقسام.
رقعة الشطرنج العالميةاليوم، شرق أوروبا هو رقعة شطرنج تتقابل فيها قطع اللعبة الكبرى: روسيا بثقلها التاريخي والجغرافي، أمريكا بسطوتها الاقتصادية والعسكرية، وأوروبا العالقة بين حلف الناتو وحاجتها لسلام مستدام. السؤال الذي يفرض نفسه: هل سنشهد ترتيبات أمنية جديدة ترسم خرائط شرق أوروبا، أم أن المنطقة ستظل برميل بارود ينتظر شرارة أخرى؟
الفلسفة الجيوسياسية للتاريخالتاريخ يعلمنا أن الحدود في شرق أوروبا لم تكن يوماً خطوطاً ثابتة، بل كانت دائماً نتاج صراعات وتحالفات، وانكسارات ونهوضات. ربما يكون الصراع على أوكرانيا حلقة جديدة في سلسلة إعادة تشكيل العالم بعد الحرب الباردة، لكن النتيجة النهائية ستعتمد على وعي الشعوب أكثر من اتفاقيات القادة.
في النهاية، يظل السؤال معلقاً: هل ينجح ترامب في وقف الحرب ويعيد رسم التوازن، أم أن أوكرانيا ستظل منطقة توتر مفتوحة، تذكرنا بأن الجغرافيا قد تغيّر الملوك، لكن لا تغيّر طبيعة الصراع؟
اقرأ أيضاًجنرال أمريكي سابق: رسوم ترامب على صادرات الهند تهدد تمويل روسيا لحرب أوكرانيا
مساعد الرئيس الروسي: موقف موسكو من أوكرانيا لم يتغير وسط حديث عن لقاء بوتين وترامب
مجلس الأمن يعقد جلسات عن السودان وأوكرانيا والساحل الإفريقي الأسبوع الجاري