تحدث محلل شؤون الشرق الأوسط الفلسطيني الأمريكي، عمر بدّار، عن الأسباب التي أدت إلى الهجمات على إسرائيل ولماذا يعتقد أنها كانت متوقعة.

وقال بدّار في مقابلة لشبكة CNN إن توقيت الهجوم "عشوائي بطبيعته، وإلا فلن يكون هجومًا مفاجئًا وناجحًا".

وتابع بدّار بالقول: "الفضيحة الحقيقية هنا هي أن هذه الفضيحة مروعة للغاية لأنها يمكن التنبؤ بها ويمكن الوقاية منها.

الكثير من الناس يتحدثون عن الأمر كفشل استخباراتي، لكنني أعتقد أن هناك خللًا أكبر بكثير في الحس العام، أن بإمكانك وضع ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال غير المشروع ونظام تمييز عنصري كما تعترف به كل مجموعات حقوق الإنسان الرئيسية في العالم، حيث ترتكب إسرائيل جرائم حرب يومية ضد الفلسطينيين في كل مكان، وسرقة الأراضي وشح الوصول إلى المياه وإسقاط القنابل على المناطق المدنية بشكل عشوائي، مع الاعتقاد بأن هذا لن يؤدي إلى انفجار، هذا أمر جنوني تمامًا. هذا يمكن التنبؤ به تمامًا".

وأشار المحلل إلى أن "من الواضح أننا كنا نتجه نحو كارثة من هذا النوع في نهاية المطاف. والآن، من الواضح أن كل هذا يتجه نحو المزيد من العسكرة والمزيد من العنف، ولن يؤدي إلى أي شيء أفضل، لأن هذا بالضبط المسار الذي أوصلنا إلى هنا. أعتقد أن هذا صحيح تمامًا. نحن بحاجة إلى حل حقيقي وهادف للظلم الذي يحرك هذا العنف. ويجب أن يكون ذلك بأن يكون الفلسطينيون متحررين من السيطرة والاحتلال الإسرائيلي".

كما علق بدّار على تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم ريتشارد هيكت، التي قال فيها: "نحن لا نركز هجماتنا على النساء والأطفال. سنفعل كل ما في وسعنا لتقليل الأضرار الجانبية. ولكن مرة أخرى، نحن في حالة حرب مع حماس، وللأسف، قد يكون هناك أشخاص غير متورطين يُقتلون، لن يكون ذلك مقصودًا. وللأسف، فإن حماس تمكنت من تحصين نفسها بطريقة شائنة بين السكان المدنيين".

وقال بدّار إن "هناك كل هذه التصريحات بأنهم سيقومون بكل ما في وسعهم لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قامت بقصف غزة مرات عديدة من قبل، وتقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية وحتى منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية مثل "بتسيلم" إن هذا ليس سلوك إسرائيل على الإطلاق. ليس هناك جهد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

كما أشار إلى أن "هناك تفجيرات جماعية عشوائية في المناطق المدنية، ونحن نشاهد ذلك يتكشف الآن أيضًا. تهدف السياسة إلى معاقبة جميع الفلسطينيين وقطع الكهرباء عن جميع أنحاء غزة ومنع أي شخص في غزة من الدخول والخروج منها. هذا عمل من أعمال العقاب الجماعي. وهذا هو بالضبط المسار الذي نسير عليه للأسف. أعتقد أننا سنشهد المزيد من الوفيات التي ستغطي قطاع غزة بأكمله، وفي نهاية الأمر، سيبقى الفلسطينيون في وضع تحت الحصار غير القانوني كما تعترف به الأمم المتحدة، ونحن نُعد أنفسنا فقط لجولة أخرى من هذا الأمر في المستقبل".

وانتهى بدّار بالقول: "ما نحتاج إليه حاليًا هو أن يلتقي المجتمع الدولي معًا ويبدأ التعامل مع هذه القضية بجدية، وأن يدرك أن سياسة إعطاء إسرائيل تفويضًا مطلقًا للتصرف كما تريد تجاه الفلسطينيين ليس السبيل لتحقيق سلام طويل الأمد. لا يمكنك الاستمرار في فعل الأمر نفسه مرارًا وتكرارًا وتوقع نتيجة مختلفة. الأمر الوحيد الذي لم يتم تجربته حتى الآن هو السماح للفلسطينيين بالتحرر من الاحتلال الإسرائيلي والديكتاتورية العسكرية. وإلى أن نبدأ في أخذ المظالم الفلسطينية على محمل الجد، وإلى أن تبدأ إسرائيل في النظر إلى الفلسطينيين كبشر متساوين يستحقون نفس حقوق الإنسان والكرامة التي يتمتع بها الإسرائيليون، أخشى أننا سنظل عالقين في هذا الوضع لفترة طويلة جدًا"، حسبما قال.

نشر الاثنين، 09 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تمام ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

لا يمكن أن تستمر إسرائيل في هذه الانتصارات..

ترجمة: أحمد شافعي

في أعقاب الهجمة الإسرائيلية على زعامات حماس في الدوحة بقطر في التاسع من سبتمبر، قال مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته لأكسيوس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد وقع «في غرام كونه المتنمر الإقليمي الذي لا يمكن أن يتوقع أحد خطوته التالية».

والواقع أن إسرائيل قد أظهرت على مدى العامين الماضيين كلا من قدرتها المخابراتية النادرة وعزمها على ضرب أي مكان في المنطقة وإن يكن ـ كما في الحالة القطرية ـ بلدا ليس عدوا لها، ويعمل وسيطا ويتصادف أيضا أنه حليف لأكبر رعاة إسرائيل. والأدهى من ذلك أنها عازمة على عمل ذلك في غمار مفاوضات ترمي إلى إنهاء حرب غزة وإرجاع الرهائن الإسرائيليين إلى الوطن.

منذ هجمة حماس في السابع من أكتوبر سنة 2023، ركزت إسرائيل في ظاهر الأمر على إعادة تأسيس أمنها في المنطقة، من خلال إعادة بناء قدرتها على ردع الخصوم وتفكيك قدراتهم العسكرية، وأيضا من خلال العزم على الانخراط في حرب دائمة، وهي الحالة التي غيرت المجتمع الإسرائيلي وديناميات القوة في الشرق الأوسط. تحلت إسرائيل بالجرأة، وبالخروج على المألوف، وبالامتناع عن محاولات الإيقاف، حتى وقف إطلاق النار المقترح أخيرا. وفي أغلب المجالات، استمرت في استعمال القوة دونما انخراط في أي عمل دبلوماسي ذي جدوى. وأبرز أمثلة هذا هو بطبيعة الحال تدمير غزة الذي سلب القطاع قدرته على الحياة تماما وهو ما أعرب عن الرغبة فيه بعض أعضاء مجلسها الوزاري علنا.

ويأتي مقترح دونالد ترامب الشهر الماضي لإنهاء الحرب ـ وهو في جوهره لا يمثل خطة سلام وإنما هو إنذار نهائي لحماس ـ قادر على إنهاء إراقة الدماء وتدمير غزة، وإطلاق سراح الرهائن وإعطاء جميع الفاعلين على الأرض فرصة للبدء في معالجة الجراح. لكن نجاح هذا المقترح يعتمد على انخراط سياسي ممتد وضغط مستدام من الولايات المتحدة على كل من إسرائيل وحماس.

تبنى نتنياهو خطة ترامب واعتبرها نصرا. غير أن المكتسبات الأمنية التي حققها بلده هشة أو مشكوك فيها، وعزلته الدولية قد تتعمق. وتغيير شخصية إسرائيل الحربية ليس بالضرورة جزءا من المعادلة.

ويجدر بكل هذا أن يثير قلق الإسرائيليين. فحتى في حالة انتهاء الحرب، سوف تبقى هناك حاجة إلى لحظة محاسبة للذات بشأن مسؤولية المجتمع كله عن سنتي القتل والتشريد الجماعيين. والفلسطينيون يحتاجون أمس الاحتياج إلى إنهاء هذه الحرب. لكن الإسرائيليين ليسوا أقل احتياجا إلى ذلك.

فلقد باتت تبعات عقيدة إسرائيل الأمنية متزايدة الوضوح. ففي نهاية المطاف، كانت الهجمة الفاشلة على الدوحة ـ وهي ضربة في قلب الخليج الذي استفادت فيه إسرائيل من درع الاتفاقات الإبراهيمية المستمر ـ هي التي أدت إلى نتائج عكسية إذ تسببت في ضغط متضافر على نتنياهو من أجل تلبية مطلب ترامب بإنهاء الحرب. وجاء هجوم تحالف نتنياهو أخيرا على مدينة غزة فلم يتم فقط بمخالفة لإرادة البعض في الجش الإسرائيلي وبمخالفة إرادة أغلب الإسرائيليين، ولكنه ساعد في زيادة الإجماع العالمي المتنامي على إن حملة إسرائيل في غزة ترقى إلى الإبادة الجماعية. أما عزلة إسرائيل الدبلوماسية ـ التي تجلت على أوضح نحو في الأمم المتحدة الشهر الماضي حيث اعترفت بلاد غربية كبرى بدولة فلسطين وحيث ألقى نتنياهو كلمته أمام قاعة فارغة المقاعد إلى حد كبير ـ لتجعل البلد يبدو أكثر فأكثر كمن يلحق الهزيمة بنفسه، وأشبه بلاعب غير عقلاني منه بالقوة الإقليمية المسيطرة التي طالما طمحت إسرائيل إلى أن تكون إياها.

لقد أثمرت استراتيجية إسرائيل بعض المكاسب التكتيكية. ففي غزة، أضعفت إسرائيل قوة حماس العسكرية. ووجهت عملياتها في لبنان ضربة قاصمة لحزب الله ـ وكانت بصورة شبه مؤكدة ضربة غير مقصودة ـ فأسهمت في سقوط خصم آخر هو الرئيس السوري بشار الأسد. وفي حين أن حرب الاثني عشر يوما لم تؤد في ما يقال إلى تحقيق أهداف نتنياهو وهي القضاء على برنامج طهران النووي وإضعاف النظام الحاكم بشدة، فقد نالت من قدرات إيران الهجومية والدفاعية، وأظهرت في المقام الأكبر أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تخافان الضرب في أعماق البلد.

لكن في كل حالة من تلك الحالات، بدلا من البناء على هذه المكاسب والتقدم نحو السلام بوصفه حلا عمليا، أمعنت إسرائيل في طريق الحرب، حتى لو صب ذلك في غير مصلحتها. ومثلما أوضح المبعوث الأمريكي توم باراك أخيرا، فليس لدى حزب الله أي دافع لتسليم ما بقي من ترسانته إذ «تهاجم إسرائيل الجميع». فحينما دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم بوساطة أمريكية حيز التنفيذ في مستهل العام الحالي، كان بإمكان إسرائيل اغتنام الفرصة لاستعادة الرهائن وتحقيق أهدافها بتحسين المشهد الأمني الإقليمي، لكنها بدلا من ذلك انتهكت وقف إطلاق النار ومضت لتتسبب في تجويع واسع النطاق للفلسطينيين في غزة.

وفي سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس الأسد، شنت إسرائيل هجمات لتعطيل قدرات سوريا العسكرية وتدمير مواقع الأسلحة الكيميائية المشتبه بها. وتركز جنود إسرائيليون داخل البلد ومنع الجيش الإسرائيلي الحكومة الجديدة من تأكيد سيطرتها على مناطق الدروز. وحتى لو أن هذه أعمال مؤقتة لخدمة الأمن الإسرائيلي، فذلك لا يفسر قيام وزير الدفاع إسرائيل كاتس ـ وسط تقارير عن قرب وصول إسرائيل وسوريا إلى اتفاقية أمنية ـ بسخرية واضحة من خصومه إذ نشر صورة له بجانب جنود إسرائيليين في منطقة غزتها إسرائيل واحتلتها مع تعليق بقوله «لن أتزحزح من جبل الشيخ».

في العادة، نفهم الانتصار باعتباره غاية، أو على أقل تقدير نتيجة حاسمة لا يجب بعدها مزيد من العمل. أما في إسرائيل، فالانتصار لا يفضي إلا إلى بحث عن المزيد من جولات الاقتتال. فإسرائيل ليست المنتصرة، لكنها المحاربة الدائمة.

في الشهر الماضي، ألقى نتنياهو ما بات يعرف بخطبة «اسبرطة الخارقة»، مقارنا إسرائيل بمدينتي أثينا واسبرطة القديمتين. اعترف نتنياهو بأن إسرائيل تزداد انعزالا وأنه سوف يتعين على الجيش والاقتصاد أن يعتمدا على نفسيهما. ولم تكن تلك زلة لسان، فكما هيأ الإسرائيليين للتآلف مع حرب مستمرة، كان يعمل أيضا على أن يألفوا عزلة بلدهم.

لقد أصبح من مسلمات السياسة في إسرائيل أن استراتيجية نتنياهو الوحيدة هي النجاة السياسية، وأنه سوف يفعل أي شيء للبقاء في السلطة، وأن حرب إسرائيل الأبدية لا تعدو ضربا من جنون العظمة. ولكن هذه ليست القصة كاملة. صحيح أن الأغلبية في الشعب والجيش الإسرائيليين دعت منذ شهور إلى اتفاقية لإنهاء الحرب، ولكن ما كان ليمكن القيام بشيء مما فعلته إسرائيل على مدى العامين المنصرمين لولا إرادة الجيش ووسائل الإعلام والمجتمع، بما في ذلك عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الذين ينفذون الأوامر. فليس الأمر أن كثيرا من الإسرائيليين لا يجدون غضاضة في فكرة طرد الفلسطينيين من غزة، أو يعارضون حق تقرير الفلسطينيين لمصيرهم وحل الدولتين. ففي قلب المسألة، أن كثيرا من الإسرائيليين ـ سواء عن اقتناع أو خوف من أصحاب السلطة أو إذعان لهم ـ بدوا مؤمنين بأن طريق الأمن هو السيطرة وسحق كل من يعترض الطريق.

ولقد حاول الرئيس ترامب، برغم كل جعجعته واهتمامه بمصلحته الشخصية، أن يغير هذه المعادلة.

وإلى حين الإعلان عن محادثات سلام جديدة بما دفع الجيش الإسرائيلي إلى القول بأنه يتحول إلى وضع دفاعي في غزة برغم الغارات الجوية المستمرة، لم يؤثر الضغط المتنامي دبلوماسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا في سياسة إسرائيل، ولم يحدث تأثيرا ذا شأن في حياة الناس اليومية. في الوقت نفسه، فإن من شأن وقف إطلاق النار ـ وإن يكن متأخرا كثيرا ـ أن يخفف على الأرجح الضغط الدولي المتنامي على إسرائيل من أجل تغيير سياستها لا في غزة وحدها وإنما في علاقتها مع الفلسطينيين بعامة. وفي الوقت الراهن، وحتى في حال وجود وقف لإطلاق النار في غزة، سوف تظل إسرائيل تحتل أرضا في غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية، وتحافظ على وجود عسكري في لبنان وسوريا، في ما وراء مناطق مرتفعات الجولان المحتلة والمضمومة بالفعل.

ولن يعرف الإسرائيليون الأمن الحقيقي ما لم يشعر به جميع من حولهم، وليس في بلد واحد فقط.

مايراف زونسزين كاتبة رأي مشاركة ومحللة بارزة لشؤون إسرائيل في مجموعة الأزمات الدولية

خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • ما الذي يمكن أن يتعلمه الصحفيون من الماراثون؟
  • “حماس”: الاتفاق الذي وافق عليه الطرفان هو وقف نهائي للحرب على غزة وعلى العالم أن يراقب سلوك “إسرائيل”
  • تقرير أمريكي يدعو إلى تحرك غربي لردع الحوثيين وعدم الركون إلى الاتفاقات معهم (ترجمة خاصة)
  • عضو اتحاد الكرة: هناك دول تتمنى أن يكون لديها "نصف" حسام حسن
  • ضياء رشوان: إسرائيل تتعامل مع حماس بحكم الأمر الواقع وليس اعترافا رسميا
  • لا يمكن أن تستمر إسرائيل في هذه الانتصارات..
  • الفيديو الذي ظهر فيه الأردنيان قبل هجوم الاحتلال على اسطول الحرية
  • هجوم حماس يفجّر مراجعة بحرية كبرى في إسرائيل.. وتحذيرات من السيناريو الأميركي    
  • سموتريتش: هجوم حماس كلف إسرائيل ثمناً باهظاً والحرب لم تنته بعد
  • عامان على هجوم 7 أكتوبر.. اليوم الذي غيّر وجه المنطقة