المشاط: لدينا غرف عمليات مشتركة وسنواجه أي حماقة إسرائيلية باقتحام غزة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
الجديد برس:
قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، إن “الطرف الأمريكي يهدد بعودة الحرب في اليمن، لمنع الشعب اليمني من القيام بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني”.
وأكد المشاط، خلال تدشين “أنشطة اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى رسمياً”، أن موقف الجمهورية اليمنية واضح وهو إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، على كامل التراب الوطني الفلسطيني، مشيراً إلى أنه “لا يوجد لدينا شيء اسمه أراضي 48 أو 67”.
وكشف أن “هناك غرف عمليات مشتركة وجهوداً تراقب وتعمل لمواجهة أي حماقة صهيونية إذا اقتحمت برياً غزة، ونحن نراقب الوضع عن كثب”.
وأشار إلى أن “ما يقوم به الشعب اليمني هو أقل واجب إيماني وديني وأخلاقي وإنساني”، مشدداً على أن “المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تحتم على الجميع التحرك”.
وأكد المشاط أن “الحرب في فلسطين أضحت حرباً على الإسلام، يتحشد فيها الغرب والولايات المتحدة إلى جانب العدو الصهيوني”، مستهجناً في الوقت نفسه “من بقاء الموقف العربي والإسلامي دون المستوى المطلوب في هذه المواجهة والهجمة الشرسة”.
وقال إن “معركة طوفان الأقصى انطلقت وستدمر كل ما بنته قوى الاحتلال والإمبريالية العالمية”، مشدداً على أنه “لا يوجد في المنطقة العربية شيء اسمه إسرائيل”.
وتوجه المشاط إلى الفلسطينيين قائلاً: “الكل معكم.. الشعوب وحركات المقاومة معكم.. حتى تنهزم هذه الهجمة الشرسة”، مشيراً إلى أن “رفع العدو لسقوفه مجرد عنتريات فارغة”.
وأشار إلى أن “الغرب هرب من مشاكله وحروبه بتصدير اليهود إلى الوطن العربي، وأوجد كياناً لهم خارج طبوغرافيا المنطقة”.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، قد هدد صراحةً قبل أيام بتفجير الحرب من جديد في اليمن، معبراً عن مخاوف بلاده من دخول من وصفهم بـ”الحوثيين” على خط المواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وربط المبعوث الأمريكي خلال حديثه لمعهد السلام الأمريكي، السلام في اليمن بمدى ما وصفه “انجراره” للحرب مع حماس ضد “إسرائيل”، مشيراً إلى أن التفاؤل الذي سبق حرب غزة بامكانية تحقيق سلام في اليمن قد تضأل.
وتزامنت تصريحات ليندركينغ مع بدء متطرفين في الكونغرس الأمريكي تحريك ملف إعادة تصنيف حركة “أنصار الله” على قائمة العقوبات بذريعة “الإرهاب”، حيث أفادت تقارير إعلامية بان أعضاء في الكونغرس طلبوا إعادة مناقشة ملف التصنيف على خلفية هجوم “الحوثيين” على “إسرائيل”.
ومؤخراً دفعت الولايات المتحدة برئيس أركان الفصائل الموالية للتحالف صغير بن عزيز لتنفيذ زيارة تعد الأولى من نوعها للقوات المتمركزة على حدود محافظة صعده المعقل الأبرز لقائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي.
وكان بن عزيز أُستدعي إلى أمريكا في زيارة استغرقت أسبوع وتم خلالها دعمه عسكرياً وفق ما نقلته وسائل إعلام سعودية. وتحاول واشنطن إشغال صنعاء بالمعارك الداخلية مجدداً على أمل أن يبعدها ذلك عن المشاركة في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي لمساندة المقاومة الفلسطينية في غزة الذي بات يتردد صداها إقليمياً وينذر بحرب كبرى.
وقبل أيام أكد المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، في بيان، أن “صنعاء تراقب الوضع عن كثب، ولن تقف مكتوفة الأيدي تجاه حرب الإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزة”، مشدداً على أن “تجاوز الخطوط الحمر يحتم على صنعاء القيام بواجبها الديني والمبدئي تجاه ذلك”.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، إن “المعركة ضد العدو الإسرائيلي قائمة”، مؤكداً أن حركة “أنصار الله” على تنسيق دائم مع كل جهات محور المقاومة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، تحدثت عن صواريخ برؤوس حربية تزن ما “مجموعه 1.6 طن” أطلقتها حركة “أنصار الله” نحو منطقة الفنادق في “إيلات”.
وقبل أيام، أفاد مسؤول عسكري أمريكي، لشبكة “سي إن إن”، بأن السفينة البحرية الأمريكية “يو إس إس كارني”، اعترضت 4 صواريخ “كروز” و15 طائرة مسيرة، قبالة سواحل اليمن، مضيفاً أن عملية الاعتراض هذه استغرقت 9 ساعات.
وكان رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال في صنعاء، عبد العزيز بن حبتور، قد هدد، بأن سفن الاحتلال ستتعرض للاستهداف في البحر الأحمر في حال استمر العدوان الإسرائيلي على غزة.
يُذكر أن قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، كان قد أعلن في الأسبوع الأول لبدء عملية “طوفان الأقصى”، أن “اليمن مستعد للمشاركة بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات المسيرة لمساندة المقاومة الفلسطينية” وذلك في حال تجاوز الاحتلال الإسرائيلي “الخطوط الحمراء” الذي ألمح إلى أنه تم تحديدها ضمن التنسيق مع محور المقاومة.
وأكد الحوثي أن من ضمن هذه الخطوط الحمراء “تدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً بشكل مباشر في المواجهة لمساندة كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية”.
وأضاف أن هناك “خطوط حمراء تتعلق بالوضع في غزة” وأن هناك تنسيق مستمر مع محور المقاومة ومع الفصائل الفلسطينية في هذا السياق، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى أن المحور سيتدخل في حال اجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة برياً.
وشدد قائد حركة “أنصار الله” على أن الشعب اليمني حاضر لفعل كل ما يستطيع فعله لأداء واجبه المقدس بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
https://www.saba.ye/storage/post_galleries/jFWLfjyciqFjizi-PdYRgk/2309a9962c7cc904d6edc92d1e89d10c.mp4
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی أنصار الله فی صنعاء فی الیمن فی غزة إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
٧ أكتوبر.. لحظة انكشاف العالم ودور اليمن في كسر معادلة الاقتصاد والهيمنة
لم يكن السابع من أكتوبر يومًا عاديًا في الوعي الإنساني والسياسي، بل كان زلزالًا استراتيجيًا هزّ أسس النظام العالمي، وفتح باب الحقيقة على مصراعيه: الكيان الصهيوني المحتل الذي كان يُقدَّم كقوة لا تُقهر، تهاوى أمام مشهد المقاومة، وانكشف أمام العالم بوجهه الحقيقي — هشٌّ أمنيًا، مأزوم اقتصاديًا، ومنخور سياسيًا من الداخل.
منذ ذلك اليوم، لم تعد الحرب مجرد معركة ميدانية، بل تحولت إلى اختبارٍ شاملٍ لاقتصاد الاحتلال وقدرته على البقاء. الاقتصاد الإسرائيلي المحتل، الذي طالما تغنّى به الغرب كأنموذج للاستقرار، أصبح اليوم يواجه واحدة من أسوأ أزماته منذ تأسيس الكيان. توقف قطاعات الإنتاج، انهيار السياحة، هروب الاستثمارات، وانخفاض حاد في الثقة بالعملة والأسواق، فيما تضاعفت ميزانية الدفاع لتلتهم ما تبقّى من موارد. كل قبة حديدية تُطلَق، وكل صاروخٍ يُعترض، له ثمنٌ مالي باهظ يزيد من عمق العجز والعناء الداخلي.
ومع اتساع رقعة الحرب، لم يعد العدوّ يواجه فصائل داخل غزة فقط، بل محور مقاومةٍ يتّسع جغرافيًا وروحيًا، يمتدّ من فلسطين إلى لبنان، فالعراق، وصولًا إلى اليمن. هنا تحديدًا دخلت صنعاء بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي كعاملٍ استراتيجيٍّ غيّر المعادلة بالكامل. لم يكن اليمن يتحدث من فراغ حين أعلن أن البحر الأحمر لن يبقى ممرًّا آمنًا لبواخر الاحتلال، بل أثبت بالفعل أن الميدان الاقتصادي أصبح ميدان مواجهة.
كل صاروخٍ يُطلق من اليمن نحو موانئ الاحتلال، وكل تهديدٍ لممرٍ بحريٍّ استراتيجي، يعني خسائر مباشرة في بورصة تل أبيب، وارتفاعًا في تكاليف التأمين والشحن، وتراجعًا في شهية المستثمرين الأجانب. إنها حرب اقتصادية صامتة تخنق الكيان ببطء، وتكشف أن المقاومة لم تعد تُقاس بعدد العمليات العسكرية، بل بقدرتها على زعزعة الأسس المالية التي يعتمد عليها الاحتلال في بقائه.
في المقابل، هرعت واشنطن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فالإدارة الأمريكية واللوبيات الصهيونية، وعلى رأسها جماعات الضغط المالي والإعلامي، تحركت بسرعة لتقديم الدعم المالي والعسكري والسياسي. مليارات الدولارات تدفقت تحت عنوان “أمن إسرائيل”، لكنّها في الحقيقة كانت محاولات إنعاشٍ اصطناعيٍّ لكيانٍ يحتضر. اللوبيات الصهيونية في واشنطن تعلم أن سقوط الاقتصاد الإسرائيلي يعني سقوط المشروع كله، ولذلك دفعت الكونغرس والإدارة الأمريكية لتخصيص حزم مساعدات عاجلة، بعضها معلن، وبعضها سري، لضمان استمرار عجلة الحرب ولو على حساب المواطن الأمريكي نفسه.
ومع كل دعمٍ جديد، تزداد الأزمة وضوحًا: الاحتلال لم يعد قادرًا على تمويل وجوده دون أن يمدّ يده إلى الخارج. لقد تحوّل إلى عبء اقتصادي على حلفائه، وإلى خطرٍ ماليٍّ على شركاتهم وأسواقهم. فكل عملية مقاومة جديدة تعني تكلفة إضافية في التأمين، وكل تهديدٍ بحريٍّ يرفع أسعار الطاقة عالميًا، ويضع واشنطن في مواجهة اقتصادية مع شعوبها الغاضبة من ارتفاع الأسعار وتضخم الديون.
هكذا نجحت المقاومة — وعلى رأسها اليمن — في نقل المعركة إلى عمق الاقتصاد العالمي، وتحويل نقاط ضعف العدو إلى أوراق ضغط فاعلة. فاليمن لم يواجه بالسلاح فقط، بل قدّم درسًا استراتيجيًا في استخدام الموقع الجغرافي كمفتاحٍ للمواجهة الاقتصادية. حين يُغلق اليمن البحر الأحمر أو يهدد السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة، فإنه يضع العالم أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها: أن الكيان الصهيوني لم يعد محميًا لا بترسانته العسكرية ولا بتحالفاته المالية.
اليوم، يعيش الاقتصاد الإسرائيلي المحتل حالة “الإنعاش المالي الدائم”، لا النمو الطبيعي. معدلات الدين ترتفع، والاستثمار الأجنبي يهرب، والتضخم يتصاعد، والبطالة تلوح في الأفق. ومع كل صاروخ يسقط في سماء غزة، وكل طائرة يمنية تقصف هدفًا استراتيجيًا، تتراجع ثقة العالم بالكيان أكثر، ويزداد يقين العدو بأن زمن الهيمنة الاقتصادية دون ثمن قد انتهى.
ما حاولت أمريكا إخفاءه عبر حملات التضليل الإعلامي أصبح واضحًا: خطة إنقاذ الكيان الصهيوني ليست سوى محاولة لتأجيل سقوطه. واللوبيات التي تحرّك الإعلام والاقتصاد في واشنطن تدرك أن كل دولار يُضَخّ لن يُعيد التوازن إلى اقتصادٍ ينهار من الداخل، لأن أساس قوته كان مبنيًا على وهم الردع والسيطرة، لا على واقع الاستقرار.
لقد أرادوا إنعاش الكيان المتهالك، لكنهم أنعشوا المقاومة وأيقظوا الوعي العالمي. أرادوا إنقاذ اقتصاد الاحتلال، فإذا بالعالم يكتشف أن قوة الشعوب لا تُقاس بالأسواق المالية، بل بالإرادة والسيادة والكرامة. ومن هنا يبرز دور اليمن ليس كداعم معنوي فحسب، بل كقوة إقليمية فرضت حضورها بالعمل لا بالخطاب، وشاركت فعليًا في إسقاط أسطورة “الاقتصاد الحصين”.
في المحصلة، أثبتت الأيام أن السابع من أكتوبر لم يكن مجرد يومٍ في التاريخ، بل لحظة انكشافٍ عالميٍّ شامل: انكشاف الكيان الصهيوني، وانكشاف الغرب الذي يقيس القيم بالأرباح، وانكشاف العجز الأمريكي عن حماية مشروعه المفضل. وبينما تحاول اللوبيات الصهيونية إنعاش كيانٍ يتهاوى، يواصل اليمن ومعه محور المقاومة إعادة كتابة القواعد بلغةٍ جديدة: لغة الردع، والسيادة، والاقتصاد المقاوم.
ولعلّ التاريخ سيكتب ذات يوم أن اليمن — البلد الذي أنهكته الحروب لكنه لم ينحنِ — كان أحد أهم المفاتيح التي فتحت الباب نحو زمنٍ عربيٍّ جديد، لا مكان فيه للهيمنة، ولا بقاء فيه للاحتلال مهما امتلك من المال أو السلاح.