عامان على طوفان الأقصى.. المرتزقة في خندق الصهاينة واليمن في موقع الصمود
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
يمانيون |
بعد مرور عامين على عملية طوفان الأقصى التي أعادت تشكيل الوعي العربي والإسلامي، تكشّف المشهد السياسي في اليمن والمنطقة على وضوحٍ غير مسبوق: سقطت الأقنعة وتهاوت الشعارات، واتّضح من يقف مع الأمة ومقاومتها، ومن اختار الاصطفاف إلى جانب أعدائها خدمةً لأجنداتٍ غربية وصهيونية.
لقد كان الطوفان امتحانًا أخلاقيًّا وسياسيًّا قاسيًا، عَبَرَ من خلاله اليمن بنجاح، لا بوصفه اسمًا جغرافيًا، بل كهويةٍ وطنيةٍ جامعةٍ جسّدتها مؤسساتٌ صامدة ومجتمعاتٌ واجهت ضغوط التاريخ بكل وعيٍ وإيمان.
لقد ارتسمت خطوط الصدع بوضوح: اليمن المقاوم الذي يخوض معركته دفاعًا عن فلسطين وعن كرامة الأمة، في مواجهة فئةٍ من المرتزقة اختارت موقع الخيانة، ووقفت في صف العدوان الصهيوأمريكي، متجاهلةً آلام شعبها وقضاياه العادلة. تلك الفئة التي لطالما اختبأت خلف شعارات “الثورة” و“الحرية” و“المدنية”، تبيّن اليوم أنها لا تمتلك من هذه القيم شيئًا سوى لافتاتٍ لتغطية الارتهان والتبعية.
ولم يكن سقوط هذه الواجهات سوى نتيجةٍ طبيعيةٍ لمسارٍ طويل من الانحراف السياسي والارتهان الممنهج، حيث بدأت الولاءات تنتقل من غرف التمويل الخليجي إلى مواقع التنسيق الصهيوني، في اصطفافٍ يفضح طبيعة المشروع الذي يخدمونه ومَن يقف وراءهم.. فقد ظنّوا أن خدمة الأعداء تمنحهم شرعيةً أو مكاسب سياسية، لكن الواقع أثبت العكس: خسروا الأرض، وخسروا ثقة الناس، وخسروا حتى دورهم كأدواتٍ صالحة للاستخدام.
في المقابل، استطاع اليمن أن يرسّخ حضوره كقوةٍ سياسيةٍ وميدانيةٍ فاعلة في معادلة محور المقاومة. فالقوات المسلحة اليمنية أثبتت كفاءتها، والشعب الذي صمد تحت الحصار والعدوان أظهر وعيًا استثنائيًا مكّنه من تجاوز كل محاولات التشويه والإغراء والانقسام. لقد تحوّل هذا الصمود إلى خبرةٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ واجتماعيةٍ تُبنى عليها ملامح الدولة الحرة المستقلة.
إنّ معركة مواجهة المرتزقة لم تعد مجرّد سجالٍ إعلامي، بل صارت معركةً وطنيةً بامتياز، جوهرها أخلاقي وسياسي. ففضح الارتزاق وتعرية الولاءات هو الخطوة الأولى في مسارٍ طويلٍ نحو استعادة القرار الوطني، ولا يكتمل هذا المسار إلا بإجراءاتٍ عمليةٍ تتضمّن تعزيز مؤسسات الدولة، ومحاسبة الخونة وفق القانون، وإعادة صياغة الحياة السياسية على أسسٍ وطنيةٍ تضمن وحدة الصف واستقلال القرار.
لقد أثبتت تجربة الطوفان أن اليمن، رغم الجراح، بات أكثر قوةً وتماسكًا ووضوحًا في الرؤية. فالمحنة لم تكسر إرادته، بل صقلت وعيه وأعادت تعريف العدو والصديق بميزانٍ لا يقبل الالتباس. واليوم، وبينما تتهاوى مشاريع الارتزاق والتطبيع في المنطقة، يواصل اليمن طريقه بثبات، حاملًا راية المقاومة، ومؤمنًا بأنَّ القضية الفلسطينية ليست شعارًا عابرًا، بل مقياسٌ للكرامة والانتماء.
وهكذا، بعد عامين من الطوفان، تبيّن أن الذين راهنوا على سقوط اليمن خسروا، وأن الذين باعوا أنفسهم للعدو انكشفوا، بينما بقي اليمن الحر عنوانًا للصمود والإيمان، يقف في صف الأمة ويواجه أعداءها بصلابةٍ لا تلين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
من «طوفان الأقصى» إلى شرم الشيخ.. عامان من الدم والمفاوضات
في السابع من أكتوبر عام 2023، استيقظ العالم على عملية عسكرية غير مسبوقة نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية «حماس» ضد الاحتلال الإسرائيلي تحت اسم «طوفان الأقصى»، لتفتح فصلًا جديدًا من الصراع الأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة.
اليوم، وبعد مرور عامين كاملين على تلك اللحظة المفصلية، لا تزال تداعيات العملية والحرب التي تلتها تلقي بظلالها الثقيلة على غزة، التي تحولت إلى ما يشبه المدينة المدمّرة.
فالمشاهد اليومية هناك لا تزال تختصر المأساة، أطفال يبحثون عن ألعابهم بين الأنقاض، وأمهات يودعن أبناءهن على بوابات المستشفيات المهدّمة، وناجون يحكون للعالم قصة شعبٍ يقاتل من أجل البقاء.
حصيلة الدمار والخسائروفقًا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، فقد أسفرت الحرب التي تلت «طوفان الأقصى» عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، فيما لا يزال آلاف آخرون مفقودين تحت الركام.
كما دُمرت أكثر من 95% من البنية التحتية لقطاع غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء، مما فاقم من المعاناة الإنسانية وجعل القطاع على حافة الانهيار الكامل.
من جهة أخرى، تشير بيانات اقتصادية إلى أن الخسائر المالية تجاوزت 68 مليار دولار، بينما يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف إنسانية قاسية، يعانون نقص الغذاء والدواء وغياب أبسط مقومات الحياة.
أرقام تتحدث عن مأساة البيانات الأولية الصادرة عن المؤسسات الفلسطينية والدولية تكشف حجم الكارثة:68 مليار دولار: تقديرات الخسائر الاقتصادية المباشرة للحرب حتى الآن.
400 ألف وحدة سكنية: تعرضت لتدمير كلي أو جزئي.
38 مستشفى و494 مؤسسة تعليمية: خرجت عن الخدمة.
2.8 مليون متر من الطرق: تم تدميرها، ما شل الحركة التجارية والمدنية.
94% من الأراضي الزراعية: لم تعد صالحة للاستغلال.
288 ألف أسرة فقدت منازلها، فيما تجاوز عدد النازحين مليوني شخص.
التحولات السياسية والإقليميةلم تكن عملية «طوفان الأقصى» حدثًا ميدانيًا فحسب، بل نقطة تحول سياسية كبرى في المنطقة، فقد أعادت الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى واجهة الاهتمام الدولي بعد أن كان يعاني من التهميش، وأجبرت القوى الكبرى على إعادة تقييم مواقفها.
وأعادت العملية النقاش حول مستقبل القضية الفلسطينية، وفتحت تساؤلات حول جدوى المفاوضات التقليدية ومسار التطبيع العربي الإسرائيلي الذي كان يتقدم بوتيرة سريعة قبل أكتوبر 2023.
الفرصة الأخيرةانطلقت في 6 و7 أكتوبر 2025 جولة من المحادثات بين ممثلين عن الجانبين، في مدينة شرم الشيخ، بحضور وفود من مصر والولايات المتحدة ودول أخرى، وتركّزت المرحلة الأولى من النقاشات على التوصل إلى اتفاق مرحلي لتبادل الأسرى والرهائن، إلى جانب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يواجه أوضاعًا كارثية.
وقدّم الوسطاء خلال الاجتماعات خطة أمريكية جديدة تُعرف باسم «خطة ترامب»، تضمنت مقترحًا لوقف مبدئي لإطلاق النار، يليها إفراج تدريجي عن الرهائن الإسرائيليين مقابل معتقلين فلسطينيين، مع ترتيبات أمنية تضمن لإسرائيل مراقبة الوضع الميداني، وتلزم حماس على المدى المتوسط بخطوات لنزع سلاحها تدريجيًا، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية وإمكانية تشكيل إدارة مؤقتة للشؤون المدنية في غزة بإشراف دولي.
ورغم المساعي الدبلوماسية الجارية، تواصلت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بالتزامن مع الاجتماعات، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وفق مصادر طبية فلسطينية.
ويرى مراقبون أن استمرار العمليات العسكرية خلال التفاوض يعكس حجم التعقيد وانعدام الثقة بين الجانبين، كما يهدد فرص التوصل إلى اتفاق نهائي في المدى القريب.
اقرأ أيضاًأبو عبيدة: عام على رحيل «الضيف».. قائد طوفان الأقصى التي أعادت قضية فلسطين للصدارة
في ذكرى «طوفان الأقصى».. سرايا القدس تنشر مشاهد لعملياتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي
عام على طوفان الأقصى.. كيف حطمت المقاومة أسطورة الاحتلال الإسرائيلي