قالت مجلة بوليتيكو، إن إدارة بايدن، تواجه ضغوطا من الديمقراطيين التقدميين، والمسؤولين العرب، وحتى بعض الأمريكيين من أجل إنهاء الحرب في قطاع غزة، لكن البيت الأبيض، لا يريد بالضرورة وقف القتال، وعلى الأقل ليس بعد.

وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أنه حتى لو فعلت الولايات المتحدة ذلك، فمن المحتمل أن "إسرائيل" لن تستمع لها.



وأشارت إلى وجود حقائق صعبة، نتيجة هذا الصراع، من خلال محادثات مع 8 دبلوماسيين ومحللين ومسؤولين في الإدارة، بالإضافة إلى مراجعة ما قاله القادة الأمريكيون والإسرائيليون والعرب.



ومع ارتفاع عدد الشهداء، قالت المجلة إنه من الممكن أن تتغير الحسابات بشكل كبير، وقالت إنه حين يعرض المسؤولون الأمريكيون أهدافهم فإنهم يذكرون 4 تفاصيل، وهي أنهم يدعمون إسرائيل بقوة، ويريدون منع انتشاره القتال خارج القطاع، ويريدون إطلاق سراح أكثر من 200 محتجز والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تتفق مع هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس، حتى لو لم يكن من الواضح تماما كيف سيبدو ذلك في النهاية، وعندما سئل الرئيس جو بايدن الشهر الماضي من قبل شبكة سي بي إس نيوز عما إذا كان يعتقد أنه "يجب القضاء على حماس بالكامل"، قال: "نعم، أعتقد ذلك".

وفي الوقت الحالي، تضغط الإدارة على إسرائيل للسماح بوقف القتال لأغراض إنسانية وتوخي الحذر في استهدافها، لكنها لن تدعم وقف إطلاق النار طويل الأمد

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين يوم الاثنين: "ما زلنا لا نعتقد أن وقف إطلاق النار العام مناسب في هذا الوقت، وعندما نتحدث عن وقف عام لإطلاق النار، فإن ما يعنيه ذلك هو وقف كامل للقتال في جميع أنحاء غزة، وهو ما نعتقد في هذه المرحلة أنه يفيد حماس".

وقال اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2011 إلى عام 2013، إن حكومة بلاده لا تشعر حاليًا بأي دفع حقيقي من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.

وقال إن الضغط الوحيد "هو أن نقلل من عدد المدنيين الذين ينبغي قتلهم، والضغط الثاني هو السماح بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة".

وأشارت المجلة، إلى أن ما لا يقال علنا هو أن "إضعاف حماس هو في مصلحة الولايات المتحدة على مستويات عدة".

وتابعت "حماس هي قوة مزعزعة للاستقرار في منطقة لا تزال ذات أهمية حاسمة للمصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة. كما أن الجماعة المسلحة لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، مما يجعلها عائقا رئيسيا أمام حل الدولتين، كما أشار أحد المسؤولين الأمريكيين، الذي، مثل الآخرين في هذه القصة، تم منحه عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة".

تمتلك الولايات المتحدة أدوات مهمة يمكنها استخدامها للضغط على إسرائيل بما يتجاوز مجرد الكلمات التي يلتزم بها المسؤولون الآن.



ويمكن أن تهدد بقطع المساعدات العسكرية عن البلاد، أو التوقف عن الدفاع عنها في الأمم المتحدة، أو التخلي عن الجهود طويلة المدى لمساعدة إسرائيل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية. بل إن بعض الديمقراطيين في الكونجرس يفكرون في إصدار تشريع للحد من تبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل

لكن إدارة بايدن رفضت بشدة مثل هذه التحركات، وحتى في الأوقات العادية، لم تستمع الحكومة الإسرائيلية دائما إلى واشنطن. على سبيل المثال، ظل المسؤولون الأمريكيون لسنوات يحثون إسرائيل دون جدوى على وقف بناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية التي يطالب بها الفلسطينيون.

وعلى صعيد العرب، قالت المجلة، إن العديد من الزعماء العرب "يكرهون حماس، لأسباب ليس أقلها جذورها الإسلامية، بالإضافة إلى علاقتها بإيران، لذا فهم لا يمانعون في رؤية الحركة تضرب".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين في واشنطن الشهر الماضي: "كان هناك فرق كبير بين ردود الفعل العامة والخاصة للدول العربية وتعتبر معظم الدول العربية حماس عدوا، وتريد ردعها".

وعلى الرغم من ازدرائهم لحماس، فإن العديد من الزعماء العرب يحثون الولايات المتحدة سرا وعلنا على الضغط على إسرائيل لحملها على قبول وقف إطلاق النار، ويعود ذلك جزئيا إلى قلقهم من احتمال أن ينقلب غضب المواطنين ضدهم بسبب صور الشهداء والجرحى الفلسطينيين.

وقال دبلوماسي عربي مقيم في واشنطن: "من خلال إرسال الكثير من المعدات والكثير من الأموال إلى إسرائيل، تشجعهم الولايات المتحدة على الضغط والتصعيد بدلاً من البحث عن حل".

ولا يبدو أن إسرائيل تستجيب لتحذيرات أشخاص مثل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أجل "وقف هذا الجنون". ويصر المسؤولون على أنهم يفعلون ما يجب عليهم من أجل إنقاذ المدنيين، ولكن مستوى المعاناة الفلسطينية يصعب على إسرائيل تفسيره بشكل متزايد.

وعلى الرغم من أن إيران لا تشارك بشكل مباشر في الحرب، إلا أنها مهتمة بشدة بالصراع. وتدعم إيران حماس بالتمويل والأسلحة والتدريب، وتسعى منذ فترة طويلة إلى طرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.

وقالت المجلة "لقد استغلت طهران هذه اللحظة لإثارة المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. وقد هاجم وكلاؤها القوات الأمريكية في العراق وسوريا بطائرات بدون طيار وصواريخ 38 مرة على الأقل منذ 17 أكتوبر، حتى في الوقت الذي يرسل فيه البنتاغون كمية متزايدة من القوة النارية إلى المنطقة".

لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون سرا إنهم يعتقدون أن إيران تحاول ببساطة زيادة الضغط على واشنطن، وليس إثارة حرب إقليمية أوسع.

وأفضل دليل على هذا الحساب هو طبيعة الهجمات وحجمها - لا سيما بالمقارنة برد إيران على أمر الرئيس السابق دونالد ترامب باغتيال قائد عسكري إيراني كبير، قاسم سليماني، في عام 2020.

فمن ناحية، اعتمدت الجماعات الوكيلة بشكل شبه حصري على طائرات بدون طيار وصواريخ هجومية رخيصة الثمن في اتجاه واحد لشن الضربات غير الناجحة في معظمها. المتحدث باسم البنتاغون العميد. ووصف الجنرال باتريك رايدر مثل هذه التحركات بأنها "مضايقة".

وعلى الرغم من أن رايدر قال إن الولايات المتحدة ستحمل إيران مسؤولية الضربات، إلا أن طهران لم تعلن مسؤوليتها عنها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال امريكا غزة الاحتلال عدوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة على إسرائیل إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟

أصبحت تايوان على ما يبدو في الآونة الأخيرة أكثر جدية بشأن الدفاع عن نفسها، بعد أن مددت فترة التجنيد الإجباري إلى عام كامل وزادت ميزانيتها الدفاعية لشراء طائرات مسيّرة وصواريخ مضادة للسفن، وتحول تركيزها طويل الأمد من الأسلحة الثقيلة وأساليب الحرب التقليدية إلى الإستراتيجيات الدفاعية الأكثر تنوعا وتطورا.

ويخشى المحللون العسكريون من أن تتمكن الصين من غزو تايوان بحلول عام 2027 على أقرب تقدير. وفي حال اندلعت الحرب، فإن أمل تايوان وتوقعها هو أن تدخل الولايات المتحدة المعركة إلى جانبها، بينما تشير محاكاة الحرب إلى اندلاع قتال مكلف وخسائر كبيرة، بما فيها شبح التصعيد المحتمل إلى حرب نووية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الهويات الخائفة وسرديات المظلومية.. دراسة لجذور العنف في سورياlist 2 of 2قارة غنية مستغلة.. أفريقيا بين فرص الشراكة وتحديات المكانةend of list

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، تساءل رامون ماركس المحامي الدولي المتقاعد ونائب رئيس مؤسسة "رؤساء تنفيذيون من أجل الأمن القومي" عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان أم لا؟ في حال اندلعت شرارة حرب تتدرب من أجلها القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما يتوافق مع متطلبات قانون العلاقات مع تايوان، الذي يتطلب مثل هذا التخطيط لحالات الطوارئ.

قرار الرئيس لا يكفي

وقد صرح الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عدة مرات بأن الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة في حال تعرضها لهجوم من الصين.

وبموجب المادة الثانية من القسم الثاني من الدستور، يمتلك الرئيس السلطة -بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة- لإصدار الأمر باستخدام القوة العسكرية ردا على أي هجوم.

ومع ذلك، فإن هذه السلطة التنفيذية غير كافية لمنح الرئيس صلاحية أحادية لإعلان تحالف دفاعي مع تايوان دون مشاركة إضافية من الكونغرس، كما ينص على ذلك، ليس فقط الدستور ولكن أيضا قانون صلاحيات الحرب.

وأوضح ماركس أن الولايات المتحدة لم تبرم أي معاهدة عسكرية مع تايوان، ولا يلزم قانون العلاقات مع تايوان أو أي قانون اتحادي آخر الولايات المتحدة بالدفاع عنها.

إعلان

ويقتصر قانون العلاقات مع تايوان على إلزام الولايات المتحدة "بالحفاظ على القدرة على مقاومة أي لجوء إلى القوة أو غيرها من أشكال الإكراه التي يمكن أن تعرض أمن شعب تايوان أو نظامها الاجتماعي أو الاقتصادي للخطر".

ولم يصدر الكونغرس في أي وقت مضى قرارا يدعو إلى الدفاع عن تايوان، بينما تظهر عدة استطلاعات رأي في الولايات المتحدة عدم تأييد قتال واشنطن من أجل تايبيه، وتفضيل الوضع الغامض الراهن بدلا من ذلك، رغم أن واشنطن وبكين لا تزالان عالقتين في انزلاق خطِر نحو الحرب.

ويرى ماركس أن الولايات المتحدة يمكن أن تنزلق إلى الحرب في ظل سيناريوهات متعددة، مع قيام السفن الحربية والطائرات الأميركية بدوريات منتظمة في المياه القريبة من تايوان، ما قد يدفع نحو صراع كبير مع القوات البحرية الصينية فجأة.

وكتب الأدميرال جيمس ستافريديس وإليوت أكرمان رواية عن أن حادثا بحريا واحدا في بحر الصين الجنوبي يمكن أن يتصاعد إلى حرب نووية مع الصين، وإذا فرضت الصين حصارا على تايوان، فقد ينتهي الأمر بالولايات المتحدة بسهولة إلى قتال إن أمر رئيس البحرية الأميركية بمرافقة السفن التجارية المارة عبر الخطوط البحرية الصينية.

ويقول ماركس، إن الوضع الذي تواجهه واشنطن في تايوان غير مسبوق، فعلى عكس جميع صراعاتها العسكرية السابقة منذ الحرب العالمية الثانية، ستواجه الولايات المتحدة هذه المرة قوة نووية من أجل الدفاع عن دولة لا توجد لدى واشنطن أي التزامات دفاعية تجاهها.

الكونغرس والشرعية الدولية

وعندما خاضت الولايات المتحدة الحرب في كوريا عام 1950، فعلت ذلك بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، وخاضت حرب فيتنام بموجب قرار خليج تونكين الذي أصدره الكونغرس عام 1964، وشنت حرب الخليج عام 1990 بموجب قانون أقره الكونغرس، وهو التفويض باستخدام القوة العسكرية، كما شنت حملتي البوسنة وكوسوفو تحت مظلة قرارات مختلفة للأمم المتحدة.

وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، سمح قانون صادر عن الكونغرس بالتدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والحرب على ما سُمي بـ"الإرهاب"، والتفويض باستخدام القوة العسكرية عام 2001 ، كما خاضت الولايات المتحدة حرب العراق بموجب قرار التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد العراق عام 2002 ولم تكن أي من هذه الدول قوى نووية.

وإذا أطلقت الصين النار على سفن البحرية الأميركية، فإن الرئيس مُخوّل بصفته القائد الأعلى للرد بسرعة، وبإمكانه أن يأمر القوات المسلحة باتخاذ إجراء، بما فيها توجيه ضربات تصعيدية محتملة، مع مراعاة المزيد من التشاور مع الكونغرس بموجب أحكام قانون صلاحيات الحرب.

وقال ماركس إن تفاهم بكين وواشنطن بشأن وضع تايوان يرجع إلى عام 1972 وبيان شنغهاي، حين اعترف الجانبان أن "جميع الصينيين على جانبي مضيق تايوان يؤكدان وجود صين واحدة، وأن تايوان جزء من الصين"؛ وعقب إصدار البيان، اعترفت الولايات المتحدة دبلوماسيا بجمهورية الصين الشعبية وأغلقت سفارتها في تايوان، ثم أقر الكونغرس قانون العلاقات مع تايوان، الذي حدد الإطار القانوني لعلاقة واشنطن الجديدة مع تايبيه.

إعلان

ويرى ماركس أن الولايات المتحدة تواجه وضعا حساسا، حيث إن هدفها هو ردع الصين عن مهاجمة تايوان، وإبداء نوع من الاستعداد للدفاع عن تايبيه -وإن كان غامضا- يدعم هذا الهدف، لكنه يجب أن يكون ضمن حدود، لأن تزويد تايوان بالأسلحة العسكرية لدعم وضعها كمنطقة تتمتع بحكم ذاتي أمر، وإلزام الولايات المتحدة مسبقا بخوض حرب مع الصين إذا هاجمت تايوان أمر آخر، فسلطة الرئيس الدستورية هنا ليست بلا حدود.

ويعد الاستناد إلى دور الرئيس في إدارة الشؤون الخارجية بصفته القائد الأعلى سندا قانونيا ضعيفا للغاية إذا ما تعلق الأمربالتعهد بالدفاع عن تايبيه، ويتطلب الدستور أن يكون للكونغرس رأي في الأمر، واعتبر ماركس أن الرئيس بايدن تجاوز الحدود عندما تعهد بشكل متكرر بأن تدافع الولايات المتحدة عن تايوان إذا تعرضت لهجوم من الصين، وهي تعهدات تراجع عنها مساعدوه لاحقا.

ومن الجدير ذكره، أن الولايات المتحدة أبرمت معاهدات دفاعية أقرها مجلس الشيوخ مع كل من اليابان والفلبين، بينما سيكون من الصعب سياسيا الحصول على دعم رسمي من الكونغرس للقتال من أجل تايوان، ومع ذلك فإن الأمر لا يعد مبررا للسماح للرئيس بتجاوز الكونغرس.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: نمتلك أدوات قانونية ومعايير دولية كفيلة بوقف ما يحدث بغزة
  • مصطفى شردي: إيران تصف ماحدث مع إسرائيل بالصفعة القاسية
  • لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاعلون
  • هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟
  • خامنئي: الولايات المتحدة تدخلت لإنقاذ إسرائيل من التدمير الكامل
  • إيران: خسائر إسرائيل في الحرب كانت كبيرة
  • إيران ليست حزب الله.. ماذا قيل في إسرائيل عن مرحلة ما بعد الحرب؟
  • وحدة إسرائيل بعد حرب إيران ليست كما قبلها
  • ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية
  • خبير استراتيجى: إسرائيل ليست دولة ديمقراطية .. والحكومة الدينية المتطرفة تسيطر عليها