قال موقع واي نت إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت واحدة من أكبر حملاتها في مجال "الدبلوماسية العامة" داخل الولايات المتحدة منذ بدء الحرب على غزة، وخصصت لذلك ميزانية ضخمة.

وفي تقرير بقلم دانيال إدلسون ورافائيل كاهان، أوضح الموقع التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية خصصت ميزانية ضخمة بلغت نحو نصف مليون شيكل (145 مليون دولار) للقيام بحملة تأثير في الرأي العام الأميركي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب بريطاني يحذر: قمع مظاهرات دعم فلسطين يهدد الديمقراطيةlist 2 of 2جيروزاليم بوست: الأسرى الـ4 الذين تصر حماس على الإفراج عنهمend of list

وأشار الموقع إلى أن الفئة المستهدفة من الحملة تتركز خصوصا على جيل الشباب أو ما يعرف (بالجيل زد) من خلال شركات أميركية، ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي.

ويشير مصطلح "الجيل زد" إلى الأفراد المولودين ما بين منتصف تسعينيات القرن الـ20 وبداية العقد الثاني من القرن الـ21. ووفقا لمركز بيو للأبحاث، تُحدد هذه الفترة عادة بين عامي 1997 و2012.

وكشفت وثائق قدمت إلى وزارة العدل الأميركية بموجب "قانون تسجيل العملاء الأجانب"، عن تفاصيل الحملة، أن إسرائيل تعاقدت مع شركة أميركية تدعى "كلوك تاور" بقيادة براد بارسكيل، المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، لتنفيذ الحملة، حسب الموقع.

صورة إسرائيل تضررت كثيرا بسبب الحرب على غزة (الحكومة الإسرائيلية)

ونبه الموقع إلى أن براد بارسكيل يشغل حاليا منصب كبير إستراتيجيي مجموعة "سالم ميديا" وهي شبكة إعلامية مسيحية محافظة تمتلك محطات إذاعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد أعلنت في أبريل/نيسان أن دونالد ترامب الابن ولارا ترامب أصبحا مساهمين بارزين فيها.

وستنفذ هذه الحملة -كما أفاد تقرير الموقع- بالتعاون مع وكالة "هافاس ميديا" عبر "مكتب الإعلانات الحكومي" الإسرائيلي، وتركز بشدة على المحتوى الرقمي، ويخصص أكثر من 80% من المحتوى لجيل زد عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب والبودكاست.

وتأتي هذه الحملة -حسب الموقع- في ظل تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، لا سيما بين فئة الشباب، حيث أظهر استطلاع لمؤسسة "غالوب" في يوليو/تموز الماضي أن 9% فقط من الأميركيين بين 18 و34 عاما يدعمون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

إعلان

كما أظهر استطلاع آخر أجرته وزارة الخارجية الإسرائيلية أن 47% من الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، ولذلك تم تحديد هدف غير معتاد للحملة من حيث مدى الوصول يقدر بنحو 50 مليون ظهور شهري للمحتوى.

التأثير في شات جي بي تي

ومن أكثر أجزاء الحملة إثارة للجدل -حسب الموقع- محاولة التأثير على كيفية استجابة أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شات جي بي تي وجيميناي وغروك، إذ تهدف الشركة إلى إنشاء مواد على الإنترنت يمكن أن تؤثر على البيانات المستخدمة مما قد يؤثر على الطريقة التي تعرض أو تؤطر بها القضايا المرتبطة بإسرائيل.

وتخطط شركة "كلوك تاور" لإنتاج محتوى ومواقع إلكترونية مصممة تخصيصا لتوفير "نتائج مؤطرة" في محادثات الذكاء الاصطناعي، في أسلوب جديد يعرف باسم تحسين محركات الذكاء التوليدي GEO (جي إي أو)، وهو مشابه لممارسات تحسين محركات البحث (SEO) (إس إي أو)، ولكنه يركز على التأثير في استجابات نماذج الذكاء الاصطناعي عبر التأثير على مصادر تدريبها.

وقال غادي إفرون، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني الإسرائيلية نوستيك "مثلما ترسم خرائط (SEO) المواقع التي تشكل نتائج البحث، ترسم (GEO) المصادر التي تؤثر على استجابات الذكاء الاصطناعي".

ووفقا لبعض الخبراء، فإن هذا المجال ما زال في بداياته، لكنهم يتوقعون له تأثيرا واسعا في طريقة تفاعل الذكاء الاصطناعي مع المستخدمين مستقبلا، يقول غادي إفرون "إنه مجال جديد، ويطلق عليه البعض جيو لذكاء الجيل الجديد، لكن المصطلحات ما زالت في طور التطور".

وإلى جانب حملة كلوك تاور، أطلقت إسرائيل مشروعا آخر باسم "مشروع إستير"، لدعم المؤثرين في الولايات المتحدة ممن ينشرون محتوى مؤيدا لإسرائيل، ويتم تمويل هؤلاء المؤثرين من قبل الحكومة الإسرائيلية نفسها، في سياق مشروع يتضمن تعاقدات تصل إلى 900 ألف دولار مع شركة "بريدجز بارتنرز" التي أسسها إسرائيليون.

وتشمل المرحلة الأولى من المشروع تجنيد 5 إلى 6 مؤثرين، يطلب من كل منهم نشر 25 إلى 30 منشورا شهريا، على أن يتوسع المشروع لاحقا ليشمل مؤثرين إسرائيليين وشركات أميركية، ويحصل المؤثرون على عشرات أو مئات آلاف الدولارات مقابل مشاركاتهم.

وقبل هذه الحملة، كانت إسرائيل قد تعاقدت مع شركة علاقات عامة أميركية مرتبطة بالحزب الديمقراطي، أدارت ما وصف بأنه "مزرعة بوتات" لنشر روايات مؤيدة لإسرائيل، لكنها فسخت العقد في ظروف غامضة، واكتفت الشركة بالقول إنه "تم إنهاء العمل".

إسرائيل بحاجة للتعاون مع شخصيات مثل إيلون ماسك، والاستثمار في تيك توك من أجل ضمان النصر في الساحة الأهم

بواسطة بنيامين نتنياهو

لقاء نتنياهو مع المؤثرين

وتوجت هذه الحملة الرقمية -حسب واي نت- بلقاء جمع نتنياهو مع عدد من المؤثرين المؤيدين لإسرائيل في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، وشدد نتنياهو على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في معركة إسرائيل الإعلامية، واعتبرها "الجبهة الثامنة" في الحرب، إلى جانب الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية.

وصرح نتنياهو بأن "أهم سلاح اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي"، وأضاف أن إسرائيل بحاجة للتعاون مع شخصيات مثل الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والاستثمار في تيك توك من أجل "ضمان النصر في الساحة الأهم".

إعلان

وأشار الموقع إلى أن لقاء المؤثرين هذا مع نتنياهو أثار جدلا واسعا، إذ اعتبره البعض محاولة حساسة لدعم الرواية الإسرائيلية، في حين رآه آخرون تجاهلا لمعاناة عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة والذين كانوا يتظاهرون خارج القنصلية أثناء الاجتماع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی هذه الحملة

إقرأ أيضاً:

أوبن ايه آي تكشف ملامح جيل جديد من الذكاء الاصطناعي فيDevDay

شهدت مدينة سان فرانسيسكو انعقاد مؤتمر OpenAI DevDay 2025، الذي وصف بأنه الأكبر في تاريخ الشركة، بمشاركة كبيرة من المطوّرين والخبراء التقنيين. المؤتمر، الذي افتتحه الرئيس التنفيذي سام ألتمان، مثّل استعراضًا لقوة "أوبن ايه آي" المتصاعدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وأطلق مجموعة من الإعلانات التي تُعد نقلة نوعية في علاقة المستخدمين والمطورين مع تقنيات الشركة. 
 GPT-5 Pro .. الجيل الأقوى من النماذج الذكية
أعلنت "أوبن ايه آي" عن إطلاق نموذجها الجديد GPT-5 Pro، الذي يمثل الجيل الأحدث في قدرات التفكير والاستدلال المنطقي. يتميز النموذج بسرعة استجابة أعلى، ودقة أكبر في فهم السياق وتوليد المحتوى، مع تحسين قدرات التحليل المتعدد الوسائط ليجمع بين النص والصوت والصورة والفيديو ضمن تجربة موحدة. 

 Sora 2 .. قفزة في الذكاء الاصطناعي للفيديو والصوت
من أبرز المفاجآت إطلاق Sora 2، النموذج المتقدم لتوليد الفيديوهات والمواد الصوتية. يتيح النظام دمج المشاهد والمقاطع الصوتية بسلاسة، مع الالتزام بقوانين الفيزياء بشكل واقعي غير مسبوق. وقد استعرضت الشركة مقاطع مذهلة تُظهر دقة الحركة وتفاعل الأجسام في بيئات متنوعة مثل الرياضة والأنشطة اليومية.
 منصة التطبيقات الجديدة داخل ChatGPT
قدّمت "أوبن ايه آي" أيضًا ما وصفته بأنه "التحول الأكبر في ChatGPT"، إذ أصبح التطبيق منصة متكاملة للتطبيقات الذكية.
من خلال App SDK الجديد، يمكن للمطورين بناء تطبيقات داخل ChatGPT نفسه، بحيث يستطيع المستخدم مثلاً تشغيل Spotify أو استخدام Canva أو تصفح العقارات عبر Zillow من دون مغادرة المحادثة.
 تفاصيل الميزة الجديدة
الميزة الجديدة  التي تحمل اسم "أبس اس دي كاي"، تتيح لـ"تشات جي بي تي" التفاعل مع تطبيقات الموسيقى والبحث عن عقارات وحجوزات في الفنادق أو رحلات جوية وإنشاء ملصقات وغيرها من الخدمات.وبات "تشات جي بي تي" يتيح أيضا للمستخدمين وضع إعداداتهم المفضلة على التطبيق عبر تحديد مهارات حاسوبية أساسية، بما يكوّن لديهم نموذجا شبه مستقل قادرا على أداء مهام معقدة بمفرده تشمل تحليل البيانات واستنتاج عمليات بحث إضافية وبناء البرنامج لاستخدامها.
 أدوات بناء الوكلاء الذكيين
كشفت"أوبن ايه آي" عن AgentKit، وهي مجموعة أدوات تتيح للمطورين إنشاء "وكلاء ذكيين" قادرين على تنفيذ مهام مؤتمتة وإدارة سير عمل معقّد. إلى جانبها، تم إطلاق ChatKit كأداة لتضمين واجهات دردشة تفاعلية داخل تطبيقات الشركات والمواقع، مما يسهّل دمج قدرات ChatGPT في أي بيئة رقمية بسهولة وسرعة.

 شراكة استراتيجية مع AMD
أعلنت "أوبن ايه آي" عن شراكة تقنية جديدة مع شركة AMD لتوريد معالجات وشرائح حوسبة عالية الأداء، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الضخمة للنماذج المستقبلية وتقليل الاعتماد على مورّد واحد، خاصة في ظل ارتفاع الطلب العالمي على رقائق الذكاء الاصطناعي.
 تعاون بين ألتمان وجوني آيف
في ختام المؤتمر، شارك المصمم الشهير جوني آيف، مصمم أجهزة Apple السابق، في جلسة حوارية مع سام ألتمان.
وأشار آيف إلى أن الفريق يعمل على تصميم جيل جديد من الأجهزة الذكية، لا يقتصر على الهواتف أو الحواسيب، بل يهدف إلى إنشاء أدوات تفاعلية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي كوسيط أساسي للتفاعل بين الإنسان والتقنية.

أخبار ذات صلة "جيتكس جلوبال" يُسلّط الضوء على تطورات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي تحالف المليارات.. OpenAI وAMD تطلقان صفقة تاريخية في الذكاء الاصطناعي

 ملامح المرحلة المقبلة
أكدت "أوبن ايه آي" أن رؤيتها المستقبلية تتمثل في تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة رقمية إلى رفيق تفاعلي في حياة الإنسان اليومية، في العمل، والتعليم، والإبداع، والترفيه.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان أمام حشد من المطورين في سان فرانسيسكو "هذا أفضل وقت في التاريخ للبناء؛ بات الانتقال من الفكرة إلى المنتج أسرع من أي وقت مضى".
هذا العرض التقديمي الذي شاهده أكثر من 30 ألف شخص مباشرةً، استهل يوما من العروض التوضيحية والمحاضرات لجمهور من المطورين تجمعوا في موقع على شواطئ خليج سان فرانسيسكو المشمس.
ويبدو أن DevDay 2025 لم يكن مجرد مؤتمر للمطورين، بل إعلانًا صريحًا عن دخول مرحلة جديدة من المنافسة بين عمالقة التقنية على قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي.
لمياء الصديق (أبوظبي)

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • بضغطة زر.. كيف سخرت إسرائيل الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين بغزة؟
  • كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب؟
  • كيف استخدمت إٍسرائيل الذكاء الاصطناعي سلاحا في حربها على غزة؟
  • أوبن ايه آي تكشف ملامح جيل جديد من الذكاء الاصطناعي فيDevDay
  • إسرائيل تخصص 145 مليون دولار لتسليح وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي.. أكبر حملة دعائية
  • فرصتك للسفر إلى الولايات المتحدة.. رابط وخطوات التسجيل فى اللوتري الأمريكي 2025
  • وفد الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي يختتم رحلة معرفية لكبرى الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة
  • الأصوات التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي.. الجانب المظلم من التقنية المدهشة
  • المعارضة الإسرائيلية: رد “حماس” على خطة ترامب أزمة كبرى لـ نتنياهو