موقع 24:
2025-12-07@09:50:51 GMT

غزة.. أُصدّق الطفل

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

غزة.. أُصدّق الطفل

فور إعلان هدنة أربعة الأيام في غزة انتشر على وسائل التواصل بالمنطقة فيديو لطفل غزاوي ربما فاق انتشاره، ومدته 27 ثانية، جل التغطيات الخبرية يومها.

في الفيديو يقول الطفل بعفوية وابتسامة فرح تشع أملاً، وإن كانت تكسر الخاطر، وخصوصاً أن جل ضحايا هذه الحرب الغاشمة أطفال، يقول، وأنقل النص بلهجته العامية: «الدنيا حلوة هيك.

.. يا جماعة فش صوت طيارات... سامعين؟».
ويقول: «صار هدنة يا جماعة... والله من حد ما سمعت الهدنة فرحت كتير يا جماعة»، ثم يضيف مكسوراً، رغم أن ابتسامته العفوية لم تفارق محيّاه: «بس هذي الهدنة مؤقتة 4 أيام بس».
ويختم قائلاً: «يا رب في هاي الهدنة تنحل الأمور، وتصير هدنة أبدية»، ومضيفاً، وهنا القصة التي تهز كل ذي ضمير: «والله الدنيا حلوة هيك بدون صوت زنانات... فرحت كتير يا جماعة... فرحت كتير».
أُصدّق حديث الطفل هذا أكثر من كل ما قيل ويقال من تجار الحروب والدمار؛ لأن هذا هو صوت الإنسان الطبيعي، فلا أحد يريد الحروب، وهي ليست الحل، وما يحدث بمنطقتنا، وبالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ما هو إلا حروب عبثية وانتحار جماعي.
والأهم الآن هو سماع أصوات أهل غزة الحقيقية، وليس تجار الحروب، أو مدمني الشعارات من «الهتّيفة» المؤدلجين بالمنطقة. والأهم هو سماع أصوات أصحاب الوجوه الحقيقية، وليس المنتقبين، أو المتطرفين الإسرائيليين.
وعليه، يجب أن يكون الهدف الآن ليس هدنة لأيام أو سنوات، بل ضرورة السعي للسلام وحل الدولتين وإنهاء هذا الصراع المدمر الدامي، وقطع الطريق على تجار الحروب والقضية، وعلى رأسهم إيران. وقطع الطريق على متطرفي إسرائيل، وعلى رأسهم نتنياهو.
ورغم كل المآسي، فإن قناعتي هي أن المنطقة جاهزة للسلام، بل وطالبت وتطالب بذلك. قالتها الدول المعتدلة؛ السعودية ومصر والإمارات والأردن، وطالبت بها القمة العربية - الإسلامية بالرياض ببيانها الختامي، وبتوقيع إيراني أيضاً.
وتحدث عن ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام، وكذلك الأوروبيون، وبعضهم يسعى الآن للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا مسار يجب ألا يتوقف، وبموازاة مسار الدفع لعملية السلام. وليس المنطقة وحدها المستعدة للسلام، بل حتى أهل غزة.
ولذلك أُصدّق الطفل أكثر مما أُصدّق إسماعيل هنية الذي قال، وبعد خطب تصعيدية وسجود شكر لعملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، إنه يطالب بوقف إطلاق النار والشروع بحل الدولتين، أُصدّق الطفل لأنه في غزة تحت النار، في حين هنية في الدوحة.
ولذا، فلا يمكن أن يكون ثمن مقتل قرابة 15 ألفاً بغزة، وجلهم نساء وأطفال، مجرد هدنة لأيام، بل يجب أن تكون نقطة انطلاق للعملية السياسية من أجل الوصول لحل الدولتين وإعلان الدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس الشرقية.
حان الوقت الآن لتقديم مبادرة غير مسبوقة، وفق إطار زمني، للوصول لحل الدولتين، وتضطلع بها الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، والولايات المتحدة وأوروبا؛ مبادرة خاصة بتسريع عجلة السلام وفق المبادرة السعودية - العربية.
خلاصة القول، حان وقت السلام وقطع الطريق على المتطرفين، ومستثمري الوساطات، وتجار الحروب من كل جانب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

بوتين: روسيا تؤمن بضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن روسيا لا تقترح خطة خاصة لقطاع غزة، مشددا على أن موسكو آمنت بضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وقال بوتين - في مقابلة مع قناة إنديا توداي الهندية، أوردتها وكالة أنباء سبوتني الروسية ـ لا نقترح أي خطة خاصة.. لطالما آمنّا بأن حل القضية الفلسطينية يتطلب تنفيذ القرارات، التي اتخذتها الأمم المتحدة على مدى سنوات طويلة، وأهمها إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا هو مفتاح حل جميع المشاكل.

وكان الرئيس الروسي، قد أجرى يوم 15 نوفمبر الماضي، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تبادلا خلاله وجهات النظر بشكل مفصّل حول الوضع في الشرق الأوسط.

وبحسب بيان للكرملين تبادل الطرفان وجهات النظر بشكل مفصّل حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك التطورات في قطاع غزة، في سياق وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى، والوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، والقضايا المتعلقة بتعزيز الاستقرار في سوريا.

مقالات مشابهة

  • الخشت يحدد استراتيجية مواجهة الحروب الفكرية
  • البرلمان العربي يرحب بالموقفين الصيني و الفرنسي الداعمين لحل الدولتين
  • ميرتس يؤكد دعم ألمانيا لحل الدولتين قبيل زيارته لإسرائيل
  • ياسر أبو الشباب ومرتزقة اليمن بين التطوع والتطويع
  • شوقي علام: معظم كتّاب السيرة ركزوا على جانب الحروب والتبليغ وأهملوا الجوانب الإنسانية
  • وزير الدفاع القبرصي: نؤيد حل الدولتين في فلسطين
  • استمرار حرب السودان بين رفض الهدنة وانتظار الحلول
  • بوتين: روسيا تؤمن بضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين
  • سلام: ملتزمون بمبادرة السلام العربية ولا مجال لبحث التطبيع
  • البرهان يتمسّك بتسليم الدعم السريع سلاحها قبل أي تفاوض