العاصمة صنعاء (وكالات)

قال قيادي في حركة أنصار الله الحوثيين إن جماعته لن توقع اتفاقية مع السعودية إلا كطرف وليس كوسيط.

وفي التفاصيل، قال علي ناصر قرشه، “لن يتم توقيع أي اتفاقية إلا مع الجانب السعودي كطرف ليس كوسيط”.

اقرأ أيضاً تطور خطير يهدد اتفاق إنهاء الحرب في اليمن وصرف المرتبات.. تفاصيل 28 ديسمبر، 2023 ورد الآن: تحديث جديد لسعر صرف الريال اليمني أمام الدولار والسعودي اليوم الخميس 28 ديسمبر، 2023

وتابع القيادي الحوثي أن بيان المبعوث بشأن التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية” ليس موفقًا”.

وبين قرشة أن كلامه نقله من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

ويوم السبت الماضي، أعلن المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ عن اتفاق الأطراف اليمنية على خارطة طريق تشمل وقف إطلاق النار ودفع رواتب الموظفين وفتح طرقات تعز وتخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة.

وبحسب بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي، رحب هانس غروندبرغ بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وذكر المبعوث الأممي أنه سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن الالتزامات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتحسين الظروف المعيشية وتدعم تنفيذها.

وبيَّن غروندبرغ، أن خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة.

ولفت إلى أن خارطة الطريق ستنشئ أيضًا آليات للتنفيذ وستعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة.

Error happened.

المصدر: مساحة نت

كلمات دلالية: الامم المتحدة الرياض السعودية اليمن صنعاء عدن مسقط الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

هل أجبر ترامب إسرائيل على قبول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

في تطور استثنائي لأحداث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، المستمر منذ عامين، أعلن فجر اليوم الخميس في مصر التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وينسب البعض هذا الانفراج لضغوط مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انتقل من موقف الشريك في التصعيد إلى موقع الضاغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بتهدئة وتفاهم سياسي جديد.

ووفق خبراء ومختصين تحدثوا للجزيرة نت، فإن هذا التحول لا يعكس تغيرا جوهريا في طبيعة الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل، بل هو نتيجة تراكمات سياسية وعسكرية واقتصادية، وضغوط شعبية ودولية غير مسبوقة، دفعت كلها واشنطن إلى مراجعة حساباتها في الملف الفلسطيني.

وأجمعت أقول المحللين على أن الإدارة الأميركية لم تعد قادرة على تجاهل التداعيات الإنسانية للعدوان الإسرائيلي، ولا الكلفة المتزايدة لعزلة إسرائيل على الساحة العالمية، خاصة مع تزايد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وتوسع حركة التضامن الشعبي حول العالم.

وأشار المختصون السياسيون إلى أن ترامب -الذي صرح بأنه قد يزور المنطقة فعليا لحضور مراسم توقيع الاتفاق- ينظر للصفقة بوصفها إنجازا سياسيا وشخصيا، وسط تساؤلات عدة تُطرح بشأن جدية الأطراف في الالتزام ببنودها، وطبيعة الضمانات المقدَّمة للفلسطينيين.

ويجمع الخبراء أن اتفاق اليوم، رغم أهميته، هو مجرد مرحلة أولى من مسار تفاوضي طويل ومعقد، سبق أن تعثّر مطلع العام الجاري حين أخلت إسرائيل بالبنود المتفق عليها وعادت لشن عمليات عسكرية موسعة.

ويمكن تلخيص أبرز ما جاء في تحليلات المحللون والخبراء في ما يتعلق بموقف ترامب من الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على النحو التالي:

استمرار دعم ترامب لإسرائيل: بقي ترامب داعما رئيسيا للاحتلال الإسرائيلي ووفّر له غطاء دوليا وعطل قرارات وقف الحرب عدة مرات. غياب أفق الحسم العسكري: أدركت الإدارة الأميركية والإسرائيلية استحالة الحسم السريع ضد المقاومة، مما دفع ترامب لتغيير تكتيكاته. تراجع صورة إسرائيل وأميركا عالميا: أصبحت إسرائيل دولة منبوذة دوليا، وأميركا شريكة في الإبادة، مع تصاعد الاعتراف بدولة فلسطين وتغير اتجاهات الرأي العام العالمي. عزلة دبلوماسية متزايدة: الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان عزلة في المنظمات الدولية، ولم تعُد تحظيان بدعم سوى من دول قليلة. ضغوط شعبية وتحركات تضامنية واسعة: تصاعد الاحتجاجات والمواقف الجماهيرية المناصرة لفلسطين شكّل ضغطا مؤثرا على الطرفين الأميركي والإسرائيلي. ضغط سياسي عربي وإسلامي: تصاعد دور الدول العربية والإسلامية في الضغط على أميركا لوقف الحرب ودعم القضية الفلسطينية. فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها: عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق مكاسب ميدانية وسياسية رغم الدعم الأميركي. الدافع الشخصي لترامب: رغبة ترامب في الظهور بمظهر رجل السلام وسعيه لنيل جائزة نوبل دفعته للتحرك لإنهاء الحرب. محاولة إنقاذ صورة إسرائيل دوليا: التحرك الأميركي هدفه أيضا تحسين صورة إسرائيل المُشوّهة وإعادة ترميمها في المجتمع الدولي. شكوك حول جدية وضمانات الاتفاق: هناك غياب للضمانات الحقيقية بشأن التزام ترامب وإسرائيل بالاتفاقات واحتمالية نقضها لاحقا. تعقيدات مرحلة ما بعد الاتفاق: خلافات متوقعة حول مستقبل غزة، والحكومة الفلسطينية، ونزع سلاح المقاومة، ورفض فلسطيني لأي وصاية أو إدارة دولية. الحاجة إلى آلية ضمان عربية وإسلامية: ضرورة وجود دور رقابي وضامن عربي وإسلامي يمنع خروق الاتفاقات ويضمن استمرار وقف الحرب. صمود الشعب والمقاومة الفلسطينية: ثبات وصمود الفلسطينيين والمقاومة شكل عنصر حسم أساسيا في إفشال أهداف الاحتلال وفرض معادلة جديدة. إمكانية نقل الأزمة لجبهات أخرى: احتمال لجوء إسرائيل لتوسيع المواجهة لساحات أخرى هروباً من أزمتها الداخلية والخارجية.

تغير موقف ترامب من العدوان على غزة

يمثل التحول الأخير في موقف ترامب من العدوان الإسرائيلي على غزة نقلة فارقة في تعاطي واشنطن مع ملف الحرب، فبعد عامين من الدعم غير المحدود لإسرائيل، باتت الإدارة الأميركية ترى أن استمرارية الصراع تشكل عبئا سياسيا وأخلاقيا يصعب تحمله، خاصة مع اتساع دائرة الفشل الإسرائيلي أمام المقاومة، وتنامي الانتقادات الدولية لدور الولايات المتحدة بوصفها الشريك الأساسي في استمرار الحرب. ويبدو أن حسابات المشهد تغيرت أمام عجز تل أبيب عن إنجاز حسم عسكري، مما دفع واشنطن إلى تكييف موقفها بحثا عن مخرج سياسي أقل كلفة.

إعلان

ويرى المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح أن الدعم الأميركي لإسرائيل ظل ثابتا طوال الحرب، وأن ترامب لم يكن يوما بعيدا عن دائرة الشريك في العدوان والدمار، بل وفر للاحتلال غطاء سياسيا ودوليا، واستخدم مرارا حق النقض (فيتو) لتعطيل قرارات أممية تدعو لوقف إطلاق النار.

ويلفت صالح -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن المتغير الأساسي الذي دفع ترامب للتحرك هو الإقرار باستحالة الحسم الميداني، مع تزايد الاعتراف الدولي بفشل إسرائيل في إخضاع المقاومة، كما أقر بذلك رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير في تصريحات صريحة عن تعثر المعركة وامتداد أمدها لأشهر وربما سنوات.

ويؤيد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون هذا التوصيف، مضيفا أن "ترامب دعم إسرائيل حتى سبتمبر/أيلول الماضي، لكنه اضطر في النهاية إلى إعادة حساباته حين فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي إنجاز ميداني. وحينها ضاقت الخيارات أمام واشنطن، خاصة مع تصاعد موجة التضامن الشعبي الدولي التي حمّلت الاحتلال مسؤولية جرائم الحرب"، حسب تعبيره.

وأشار المدهون -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن هذا الفشل دفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في جدوى دعمها المطلق لإسرائيل في ظل التكاليف السياسية والأخلاقية المتزايدة.

ولم تبعد ملاحظات مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة كثيرا عما سبق، إذ يرى أن "صورة إسرائيل كدولة منبوذة ومعزولة دوليا، وظهور الولايات المتحدة كداعم وحيد للاحتلال والمشاركة في الإبادة الجماعية في غزة، وضعت كلها الإدارة الأميركية في مواجهة مع العالم كله". على حد قوله.

وتتعزز هذه التحليلات بما أعلنته تقارير صباح اليوم بشأن استعداد الرئيس الأميركي للقيام بزيارة عاجلة إلى المنطقة لحضور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وهي تعد خطوة رمزية تعكس رغبة ترامب في التماهي مع لحظة التحول وفرض بصمته الشخصية على مشهد إنهاء الحرب.

محللون: الرئيس الأميركي لم يعد بمقدوره تجاهل الثمن الأخلاقي والسياسي الذي تدفعه أميركا من حرب غزة (الفرنسية)دوافع ترامب الشخصية

وتكشف التحليلات أيضا عن أنه لم يعد بمقدور ترامب تجاهل الثمن الأخلاقي والدبلوماسي الذي تدفعه الولايات المتحدة جراء ارتباطها الوثيق بإسرائيل. وفي المقابل، تظهر التحركات الأخيرة عن أن دوافع ترامب تتجاوز مجرد حسابات السياسة الخارجية، إذ يبرز البعد الشخصي في رغبته بأن يُسجّل كبطل للسلام وينال التكريم الدولي، مستفيدا من اللحظة الراهنة لتعزيز صورته، خاصة وهو على أعتاب استحقاقات انتخابية، ووسط تصاعد الضغوط على إسرائيل والدعم المتراجع له في المؤسسات الدولية.

ويجمع المتحدثون السابقون على أن لدى ترامب دوافع شخصية وسياسية لا يمكن تجاهلها في تفسير هذا التحول، فبحسب صالح، فإن ترامب "يسعى إلى الظهور كبطل للسلام على المسرح الدولي، ويطمح إلى الفوز بجائزة نوبل، مستغلا لحظة مفصلية لصناعة مجده السياسي". مضيفا أن ترامب، رغم حرصه على إسرائيل، أدرك أن استمرار الحرب لم يعد يخدم مصالح واشنطن، بل بات يهدد صورة الولايات المتحدة ويجعلها في موقع الشريك في الإبادة وما يترتب على ذلك من ضغوط قانونية وملاحقة دولية.

إعلان

ويذهب المدهون كذلك إلى أن "البُعد الشخصي حاضر بقوة في تحركات ترامب، خاصة مع اقتراب الانتخابات ورغبته في تقديم نفسه "كرجل سلام" أمام الرأي العام الأميركي والعالمي". مبينا أن "إعلان جائزة نوبل الوشيك دفع ترامب إلى الإسراع في فرض اتفاق يليق بلقب "صانع السلام"، خاصة بعد أن فقدت واشنطن مكانتها الأخلاقية والدبلوماسية نتيجة تكرار استخدام حق الفيتو لصالح الاحتلال".

أما عطاونة، فيعتبر أن رغبة ترامب الجامحة في "الظهور كرجل أنهى الحروب ونال جائزة السلام" كانت حافزا أساسيا وراء هذا التحول، إلى جانب إدراكه أن إسرائيل غير قادرة على حسم المعركة وأن استمرار الحرب بات عبئا سياسيا وعسكريا على الإدارة الأميركية.

لكن مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي يضيف على ما سبق أن "الدوافع الشخصية لدى ترامب ليست وحدها الفاعلة، بل تلاقت مع متغيرات دولية غير مسبوقة، وأبرزها الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية، وعزل إسرائيل دوليا، حتى أن الولايات المتحدة باتت منبوذة في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، فلم تدعمها سوى 4 دول صغيرة ومعزولة"، حسب تعبيره.

أسطول الصمود لكسر الحصار على غزة حقق تعاطفا دوليا وشعبيا كبيرا (الأناضول)متغيرات دولية وشعبية

وتكشف الأشهر الأخيرة عن انقلاب نوعي في صورة إسرائيل على الساحة الدولية، يقابله تصاعد سريع في وتيرة التضامن الشعبي مع فلسطين، وباتت العزلة السياسية التي تواجهها تل أبيب غير مسبوقة منذ عقود، مع تحولات في مواقف الرأي العام الأميركي نفسه، وهذه المتغيرات لم تترك أمام واشنطن خيارا سوى مراجعة موقفها، في محاولة لاحتواء تداعيات الشارع العالمي، ومنع تآكل نفوذها في المنطقة وانهيار صدقيتها كقوة كبرى.

ويشدد الرنتاوي – في تصريحاته للجزيرة نت- على أن "الزخم الدولي غير المسبوق، وانقلاب الرأي العام العالمي والأميركي، شكلا نقطة تحول ضاغطة على الإدارة الأميركية". مستشهدا بما سماه "تسونامي" الاعترافات بالدولة الفلسطينية ووصولها إلى 156 دولة تمثل 81% من بلدان العالم، بما في ذلك دول من مناطق النفوذ الإسرائيلي التقليدية وبعض دول أوروبا الغربية.

ويضيف مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية أن "الولايات المتحدة وجدت نفسها معزولة تقريبا في مواجهة الإجماع الدولي، بينما الشوارع المنتفضة في أوروبا وأميركا تندد بالإبادة وبالتطهير العرقي، حتى أن نصف الجمهوريين وعددا متزايدا من الشباب الأميركي، بمن فيهم يهود أميركا والإنجيليون، بدؤوا يتعاطفون مع الفلسطينيين وينبذون السياسات الإسرائيلية".

وعن التحركات الشعبية والجماهيرية على مستوى العالم، يلفت عطاونة إلى أن "إسرائيل وُضعت في موضع محرج جدا، وهو ما دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى المقارنة بين إسرائيل والنازية في خطابه الأخير بالأمم المتحدة، لمحاولة نفي التهمة عن حكومته".

أما المدهون، فيضيف بعدا قانونيا، مذكرا بأن "القادة الإسرائيليين أصبحوا مطلوبين أمام محكمة الجنايات الدولية، وملاحقين قانونيا"، مما عمق عزلة إسرائيل وأحرج الإدارة الأميركية، واضطر ترامب إلى السعي لتغيير البيئة السياسية من أجل إعادة تصحيح صورة إسرائيل أمام العالم.

ويضيف صالح أن "تضخم موجة الاعترافات الدولية بفلسطين انعكاس لتحول نوعي في البيئة السياسية، وهو ما دفع ترامب للضغط على إسرائيل حتى لا تخسر كليا موقعها الإستراتيجي في المنطقة".

الموقف العربي وصمود المقاومة

ويوازي التحول السياسي الأميركي والأوروبي تصاعد ثقل الضغط العربي والإسلامي، حيث لعبت تحركات الدول الرئيسة والجهود الإقليمية دورا محوريا في تشكيل أفق الاتفاق الأخير، حسب رأي الخبراء الذين تحدثوا للجزيرة نت.

وأضافوا أن تماسك الجبهة الفلسطينية وصمود المقاومة على الأرض أجبرا الأطراف الدولية على الاعتراف بأن أي حل لا يمر عبر الإرادة الفلسطينية المستقلة لن يجد طريقه إلى النجاح.

إعلان

ومن ثم، يلاحظ المدهون أن "التحرك العربي والإسلامي المتصاعد من قطر وتركيا ومصر والسعودية والإمارات وصولا إلى باكستان وإندونيسيا، شكل ضغطا سياسيا مباشرا على ترامب، مشيرا إلى أن هذه الرسائل -التي تبلورت مؤخرا في اجتماعات إقليمية مكثفة- أسهمت في تشكيل موقف أميركي جديد أكثر انفتاحا على التفاوض والبحث عن حلول.

ويضيف المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بأن "صمود المقاومة الفلسطينية وفشل الاحتلال في تنفيذ مخططاته، لا سيما في ملف التهجير أو تحرير الأسرى بالقوة، فرض واقعا جديدا على الأرض، أجبر الإدارة الأميركية على إعادة النظر في إستراتيجيتها، خاصة بعد أن استنزف نتنياهو الوقت والجهد من دون تحقيق أي هدف ملموس".

ويذهب مدير مركز رؤية للتنمية السياسية إلى بعد آخر، ويعتبر أن "إرادة عربية وإسلامية قوية وحدها قادرة على تذليل العقبات في المرحلة الثانية من الاتفاق، خاصة إذا اقتنعت واشنطن بأن عودة الحرب ستضع مستقبل إسرائيل وأميركا على المحك دوليا". ويحذر من أن "مطالب نزع غزة من الحالة السياسية الفلسطينية وإدارتها دوليا لن يقبلها الفلسطينيون، وسيظلون يطالبون بحقهم في السيادة والقرار الوطني المستقل".

وأما مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية فيربط ذلك كله بالاتفاق الحالي، قائلا "هذه المرة هناك قوة دفع دولية وعربية مختلفة، وإن إرادة الرئيس الأميركي تتبلور بشكل غير مسبوق، مع توفر ضمانات جديدة للجانب الفلسطيني والوسطاء العرب، وهي تضيق الخناق على نتنياهو وتحدّ من قدرة إسرائيل على المناورة".

ويدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل اليوم الخميس حيز التنفيذ، ليشكل بادرة يمكن أن تفتح نافذة لحل سياسي مستدام في غزة، غير أن هذا الاتفاق -رغم زخمه الدولي والإقليمي وظهور ترامب في صورة الضامن والمبادر- يبقى في مرحلته الأولى، مع وجود عقبات كبيرة تتعلق بضمان التنفيذ، ومفاوضات شائكة حول مستقبل القطاع وشكل الحكم الفلسطيني.

كما تجدر الإشارة إلى أن اتفاقا أوليا كان قد أُبرم في يناير/كانون الثاني الماضي مع بداية ولاية ترامب الحالية، لكنه انهار سريعًا في مارس/آذار بعدما نقض نتنياهو التفاهمات وأعاد فرض الحصار والقصف.

ومع تجدد الاتفاق اليوم، يبقى الرهان على استمرار الضغط الدولي والعربي وصمود الفلسطينيين لضمان تطبيقه وعدم تكرار سيناريو النكوص الذي أعاد إشعال جولة العدوان الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • هل أجبر ترامب إسرائيل على قبول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • أول تعليق من شيخ الأزهر على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • أبو مازن: نتطلع إلى التزام جميع الأطراف بتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة
  • الأمم المتحدة: جاهزون لتحريك شاحنات المساعدات في قطاع غزة
  • احتفالات شعبية على سواحل غزة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
  • أمين عام الأمم المتحدة يرحب بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • قناة تكشف آخر مستجدات التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • الإعلان عن اتفاق إنهاء الحرب في غزة.. وترامب: خطوة أولى نحو سلام دائم وقوي ومستدام
  • الحوثيون يختطفون حفيدة أول رئيس لجنوب اليمن والحكومة تطالب بالإفراج عنها
  • الأمم المتحدة: نحث جميع الأطراف على اغتنام الفرصة لوضع حد للنزاع في غزة