يعتقد خبراء أن السعودية ستطلب "ثمنا أعلى" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد الحرب التي تشنها الأخيرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأودت بحياة أكثر من 24 ألف فلسطيني، وفقا لنادين إبراهيم في تحليل بموقع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية (CNN) ترجمه "الخليج الجديد".

وبشأن احتمال تطبيع العلاقات، بوساطة الولايات المتحدة، بعد حرب غزة، قال سفير السعودية لدى لندن الأمير خالد بن بندر، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري: "بالتأكيد يوجد اهتمام" بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وفي إحدى جولات الدبلوماسية المكوكية عبر دول بالشرق الأوسط، بينها السعودية وإسرائيل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إن محادثات التطبيع مستمرة و"توجد مصلحة واضحة في المنطقة في متابعة ذلك".

لكن خبراء يقولون إن "الثمن الذي ستطالب به السعودية مقابل التطبيع سيكون أعلى الآن مما كان عليه قبل حرب غزة؛ إذ قد تشعر الرياض بأنها مضطرة إلى انتزاع المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة وإسرائيل"، وفقا لنادين.

اقرأ أيضاً

أكسيوس: بلينكن أبلغ قادة إسرائيل أن السعودية تشترط حل الدولتين للتطبيع وإعمار غزة

خطوات إسرائيلية ملموسة

علي الشهابي، الكاتب والمحلل السعودي، قال إن "الحكومة السعودية لا تزال منفتحة على التطبيع، بشرط أن تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة على الأرض لإرساء أسس حل الدولتين".

وأوضح أن هذه الخطوات قد تكون مثلا "إنهاء الحصار بشكل كامل عن غزة (مفروض منذ 17 عاما)، وتمكين السلطة الفلسطينية بشكل كامل في غزة والضفة الغربية، والانسحاب من المناطق الرئيسية في الضفة الغربية".

الشهابي شدد على أن الخطوات يجب أن تكون "وعودا ملموسة وليست فارغة يمكن أن تنساها إسرائيل بعد التطبيع كما فعلت مع الدول الأخرى التي طبَّعت (إسرائيل معها)".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل التي تحتل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

ومرارا، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون احتمال قيام دولة فلسطينية. وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حكومة نتنياهو بقوله إنها "لا تريد حل الدولتين".

وإلى جانب الخطوات الإسرائيلية، ترغب السعودية في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطورا، وتشغيل دورة وقود نووية مدني كاملة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم داخل المملكة.

اقرأ أيضاً

استطلاع: 97% من العرب مضغوطين نفسيا بسبب حرب غزة.. وارتفاع نسبة رفض التطبيع بالسعودية

تنازلات أكثر أهمية

في ظل حرب غزة، أجرى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى استطلاع للرأي، بين 14 نوفمبر/ تشرين الثاني و6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي شمل ألف سعودي.

وأظهرت النتائج أن 96% منهم يعتقدون أنه "يجب على الدول العربية قطع جميع الاتصالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وأي اتصالات أخرى مع إسرائيل على الفور".

وقال فراس مقصد، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط بواشنطن العاصمة: "بالنظر إلى مدى غضب الرأي العام السعودي في ضوء حرب غزة، ستحتاج الرياض الآن إلى تنازلات إسرائيلية أكثر أهمية تجاه الفلسطينيين، ربما تشمل إنشاء دولة فلسطينية مؤقتة".

وردا على سؤال عما إذا كانت حركة "حماس" ستكون جزءا من أي دولة فلسطينية مستقبلية، لم يستبعد السفير السعودي بلندن هذا الاحتمال، قائلا إن ذلك "يتطلب الكثير من التفكير والعمل".

وتشعر الرياض بالقلق من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

وقال الأمير بن بندر إن المستوطنين المتطرفين لم يحتلوا الأرض الفلسطينية فقط، بل احتلوا أيضا الحكومة الإسرائيلية، وهذه "العقلية الاستيطانية المتطرفة المطلقة هي العقبة الرئيسية الآن".

اقرأ أيضاً

غزة تنزف.. وبلينكن يُغري إسرائيل بتطبيع ويُمنِّي العرب بسلام

المصدر | نادين إبراهيم/ سي إن إن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية تطبيع إسرائيل حرب غزة دولة فلسطينية بايدن حماس مع إسرائیل حرب غزة

إقرأ أيضاً:

مصر.. 57 دولة عربية وإسلامية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشروط!

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن عدداً كبيراً من الدول العربية والإسلامية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن بشرط إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف الحرب في قطاع غزة.

وأوضح عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، نقلته “بوابة الأهرام” اليوم الثلاثاء، أن “57 دولة عربية وإسلامية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشرط وقف إطلاق النار في غزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”، مؤكداً أن مصر تواصل جهودها لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء المأساة الإنسانية.

وأضاف أن مفاوضات شرم الشيخ الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تناقش إنشاء آلية أمنية تضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، إلى جانب بحث آليات الدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية عبر القنوات الأممية.

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن المفاوضات تهدف إلى تكريس مسار السلام العادل على أساس حل الدولتين وتحقيق وحدة كاملة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشدداً على ترحيب مصر بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الألماني: أنا أكثر من يدافع عن إسرائيل في بروكسل
  • نشطاء تونسيون يطلقون حملة «المليون توقيع» لتجريم التطبيع مع إسرائيل
  • أونروا: إسرائيل ما تزال تمنعنا من إدخل المساعدات لغزة منذ أكثر من 7 أشهر
  • سموتريتش: هجوم حماس كلف إسرائيل ثمناً باهظاً والحرب لم تنته بعد
  • أكثر مأساوية وخطورة.. الفاتيكان: الجيش الإسرائيلي يستهدف مدنيين عزل في غزة
  • مصر.. 57 دولة عربية وإسلامية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشروط!
  • العراق “يتوسل” بأمريكا لتوريد الغاز الإيراني أو التركمانستاني عن طريق إيران أيضاً!!
  • وزارة الحج والعمرة: تنسيق مبكر مع أكثر من 60 دولة لموسم حج 1447هـ
  • تحويل إسرائيل إلى إسبرطة: قلق دولة إبادة منبوذة
  • كيف كشف طوفان الأقصى حلم دولة الاحتلال لمشروع إسرائيل الكبرى؟