يرتدى النساء «الحبرة» حول أجسادهن، ويقدمن شوربة العدس والفطير للسياح، من مختلف دول العالم، ليعبرن عن تراث بلدهن القديم، فى محاولة لإطلاع الحاضرين بالمتحف القومى للحضارة المصرية، على مدينة إسنا، إذ يقفن فى مشهد مشرف يقصصن الحكاية بمختلف لغات العالم، ويزينه لعب الرجال لـ«التحطيب» فى ساحة المتحف.

نشأت مؤسسة «تكوين» فى عام 2009، بهدف العمل على التطوير العمرانى، والحفاظ على التراث المصرى الموجود فى مختلف المحافظات، ليقع الاختيار على مدينة إسنا، التى تبعد بعض الكيلومترات عن محافظة الأقصر، لترميم الأماكن الأثرية التى تحتوى عليها، وخلق فرص للعاملين بها، بالشراكة مع المعونة الأمريكية ووزارة السياحة ووزارة التعاون الدولى، حسب إبراهيم عبدالغنى مدير التسويق والاتصال بمؤسسة «تكوين»، فى حديثه لـ«الوطن»: «المشروع اسمه ديسكفر إسنا لتطوير مدينة إسنا».

تهدف المؤسسة إلى عودة الشكل التراثى لمدينة إسنا

تهدف المؤسسة إلى عودة الشكل التراثى لمدينة إسنا، خاصة المعمارى القديم، ومنه ترميم معبد «خنوم»، أحد المعابد الأثرية المهملة، بالإضافة إلى محاولة الحفاظ على التراث المادى، مثل الأكلات، إذ تشتهر المدينة بشوربة العدس.

تتميز مدينة إسنا بأنواع مختلفة من التراث، ورغم ذلك كانت مهملة، ولم يُلقَّ الضوء على الكنوز الموجودة فيها، واحتوائها على معابد كثيرة، بداية من عهد المصريين القدماء، مروراً بالحضارات التالية: «فيه محافظات كتيرة موجود فيها تراث إسلامى وفرعونى، لكن إسنا مختلفة تماماً، فيها كم كبير من الثقافات والحضارات».

تراث إسنا فى المتحف الوطنى للحضارة المصرية

أعلنت المؤسسة عن معرض «تراث إسنا»، فى المتحف الوطنى للحضارة المصرية بمحافظة القاهرة، للتعريف بإسنا والثقافات الموجودة بها، واستمرت فعاليات المعرض لمدة يومين، بالتعاون بين مشروع الاستثمار فى السياحة المستدامة بمدينة إسنا، ومبادرة تراث المحافظات فى المتحف، بدعم من وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID)، وبالشراكة مع وزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر ووزارة التعاون الدولى.

يُعد المعرض احتفاءً بتراث وثقافة إسنا، من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة، منها معرض الصور، الذى تضمن عرضاً للمنتجات اليدوية والملابس التقليدية وأدوات التحطيب، مع تقديم المأكولات المحلية التى أظهرت النسيج الثقافى الغنى للمدينة.

الزى الشعبى والتراثى للتعريف بتراث إسنا

استعانت المؤسسة بتراث إسنا الحقيقى، منها ملابس بعض أهالى إسنا، مثل «الحبرة»، وهى الزى الشعبى والتراثى للنساء هناك، عبارة عن وشاح أسود اللون، وليست به أى نقوش أو تطريز، يصل طوله إلى عدة مترات، ويُلف حول أجساد النساء، بالإضافة إلى تقديم المأكولات المحلية، التى تشتهر بها مدينة إسنا مثل السخينة، الشلولو، القرطم، والفطير: «إسنا غنية بالتراث والأكلات القديمة، اللى فيه ناس كتير ماتعرفهاش، فيه ناس من الأهالى كانوا موجودين ولابسين الزى بتاعهم، وناس تانية بتقدم الأكل التراثى».

يُعد المعرض نافذة للاطلاع على ثقافة أهالى إسنا، خاصة أن عدداً كبيراً من المصريين لم يعرفها جيداً، وسيطرت على المشهد أسئلة السياح من مختلف دول العالم، الذين يرون أشياءً لأول مرة: «الناس كانت مبسوطة جداً، وفيه تفاعل لطيف من السياح، وبيكتشفوا إيه هى إسنا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تراث المتحف القومى للحضارة المصرية التحطيب محافظة الأقصر الأماكن الأثرية مدینة إسنا

إقرأ أيضاً:

تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين

الدوحة ـ في دورة استثنائية من معرض الدوحة الدولي للكتاب، تجلّت الثقافة الفلسطينية لا كضيف عابر بل كصاحبة دار، وذلك من خلال وجودها ضيف شرف الدورة 34 عبر مشاركة واسعة وغير مسبوقة لـ14 دار نشر فلسطينية، وعرض مئات العناوين المتنوعة، في حضور هو الأول من نوعه بهذا الحجم على الساحة العربية والدولية.

وشكّلت الإصدارات الفلسطينية، بما تحمله من أدب وفكر وتاريخ، مساحة نابضة بالحياة في أروقة المعرض، حيث بدت الثقافة الفلسطينية كأنها تكتب فصولًا جديدة من نضالها عبر الكلمة، في مواجهة محاولات الطمس والتزييف، ومن خلال توثيق الذاكرة وصناعة الوعي وسط الحصار والشتات.

لم تطرح الثقافة الفلسطينية في المعرض بصفتها "قضية" فقط، بل تجلّت كمنجز حضاري متكامل، متجذر في التاريخ ومفعم بروح التجدد والإبداع. وقد أشاد الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة القطرية، غانم بن مبارك العلي، بخصوصية هذه النسخة من المعرض.

وأوضح العلي أن "ما يميز النسخة الحالية هو ضيف شرفها، فلسطين"، مشيرًا إلى أن التحديات التي مر بها الشعب الفلسطيني كانت دافعًا قويًّا لإنتاج ثقافي وإبداعي متنوع ومستمر.

الحضور الفلسطيني يتجلى في مساحات ثقافية غنية وإصدارات أدبية وفكرية وتاريخية (الجزيرة) نافذة على العالم

من جهته، اعتبر وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان هذه المشاركة نافذة يطل منها المشهد الثقافي الفلسطيني على العالم، قائلًا إنها فرصة ليروي الفلسطينيون قصتهم بلغة الأدب والفن، بعيدًا عن ضجيج السياسة.

إعلان

وفي تصريح للصحفيين، أكد حمدان أن فلسطين لا تغيب عن أي محفل ثقافي، بل تحرص على التواجد بأدبائها وناشريها ودور النشر التي تعبر عن نبض الأرض والناس، مشيرًا إلى أن الأصوات الفلسطينية ستكون جزءًا أصيلًا من الحوار الثقافي الذي يحتضنه المعرض عبر مشاركتها الواسعة في الندوات واللقاءات الفكرية.

وأكد رئيس جمعية الناشرين الفلسطينيين سامح دنديس، في حديث للجزيرة نت، أن هذه المشاركة تُعد الأوسع من نوعها، مشيرًا إلى أن المعرض يشهد مشاركة 14 دار نشر فلسطينية للمرة الأولى بهذا الشكل، إلى جانب 19 كاتبًا فلسطينيا يشاركون في الندوات والنقاشات المصاحبة للمعرض.

وأوضح دنديس أن هذه المشاركة تمثل رسالة واضحة بأن "الثقافة الفلسطينية باقية ومستمرة"، لافتًا إلى أن الجهود المشتركة بين وزارتي الثقافة القطرية والفلسطينية مهدت الطريق أمام هذه المشاركة الفاعلة التي تسعى لأن يكون الكتاب الفلسطيني حاضرًا في كل معرض ومنبر، حاملًا صوت الشعب والقضية إلى العالم.

بعض الإصدارات تناقش الحرب الإسرائيلية على غزة (الجزيرة) طوفان الأقصى.. من الميدان إلى الكتاب

ومن العناوين التي حظيت باهتمام واسع، تلك التي تناولت "عملية طوفان الأقصى"، والتي صدرت عن عدد من دور النشر الفلسطينية المشاركة، متناولة خلفيات العملية وتداعياتها السياسية والعسكرية والإنسانية. ومن بين هذه الإصدارات: "إسرائيل والقانون الدولي للأقوياء"، و"إسرائيل والعنف الإبادي"، و"الحرب ومخيمات الاحتجاج في جامعات الغرب"، و"الحرب على غزة: نقطة تحول".

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قالت مديرة إدارة التعاون الدولي بوزارة الثقافة القطرية، مريم الحمادي، إن اختيار فلسطين ضيف شرف هو "احتفاء بهوية متجددة وثقافة تواجه التحديات، وتعبير عن تلاقي الرسالة الثقافية لدولة قطر مع رؤيتها الوطنية 2030″.

وأضافت أن الثقافة الفلسطينية، بتاريخها العريق وحضورها المتميز، تُجسد أحد أرقى أشكال التفاعل بين الثقافة والكرامة، موضحة أن المشاركة هذا العام تتضمن برنامجًا غنيًّا يُبرز تنوع المشهد الثقافي الفلسطيني ويعكس كيف حوّل المثقف الفلسطيني المعاناة إلى إنتاج إبداعي ثري.

البوهاشم: الثقافة الفلسطينية مخزون هائل من الإبداع الإنساني (الجزيرة) فلسطين.. ذاكرة الأمة

من جهته، قال المدير العام لدار الكتب القطرية، إبراهيم البوهاشم، إن اختيار فلسطين ضيف شرف "يعبّر عن إيمان عميق بالدور الحضاري للثقافة الفلسطينية، واعتراف مستحق بحضورها المتجذر في وجدان الأمة".

إعلان

وأضاف البوهاشم في حديثه للجزيرة نت: "فلسطين لم تكن يومًا هامشًا في الحكاية الثقافية، بل كانت دائمًا متنًا غنيًّا بالتاريخ والحياة والرمز"، مشيرًا إلى أن مشاركتها هذا العام تجسد عراقة ثقافية لا يمكن فصلها عن المشهد الإبداعي العربي، وأن الثقافة الفلسطينية لم تكن يومًا مجرد مرآة لمأساة، بل هي مخزون هائل من الإبداع الإنساني الذي تخطى حدود الجغرافيا.

البوعينين: جائزة معرض الدوحة للكتاب تشهد مشاركة واسعة هذا العام (الجزيرة) جائزة المعرض

وبموازاة النشاط الثقافي، يشهد معرض الدوحة للكتاب الإعلان عن الفائزين بجائزة المعرض التي أطلقتها وزارة الثقافة القطرية في نسختها الماضية، لتكريم الناشرين والمؤلفين، وتشجيع صناعة النشر وتعزيز الحضور الثقافي لدولة قطر إقليميا ودوليا.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال مدير إدارة المكتبات في وزارة الثقافة ومدير المعرض جاسم أحمد البوعينين إن الجائزة شهدت هذا العام إقبالًا كبيرًا من دور النشر داخل قطر وخارجها، وتتنافس على 6 فئات، هي:

جائزة أفضل دار نشر. جائزة أفضل دار نشر قطرية. جائزة أفضل دار نشر لكتب الأطفال. جائزة أفضل دار نشر لكتب في قطر. جائزة أفضل مؤلف. جائزة أفضل مؤلف شاب قطري.

وأوضح أن إجمالي قيمة الجوائز يبلغ 160 ألف ريال قطري، تُمنح بواقع 30 ألف ريال للفئات الأربع الأولى، و20 ألف ريال لفئتي أفضل مؤلف وأفضل مؤلف شاب.

وأشار البوعينين إلى أن الجائزة تهدف إلى تحفيز الناشرين على تقديم محتوى معرفي متميز يتمتع بالجدة والابتكار، ويعزز من بناء مجتمع المعرفة والحفاظ على الهوية الثقافية.

مقالات مشابهة

  • القوات الجوية وشركة كاتيك الصينية تحتفلان بمرور 45 عاماً على التعاون المشترك
  • وفود دولية رفيعة تزور المتحف القومي للحضارة .. وتشيد بعراقة مصر
  • المتحف المصري بالتحرير والقومي للحضارة في مؤتمر التراخيص الآسيوي الدولي
  • لا هيلمان ولا حراس.. ملك بلجيكا يقود الترام بنفسه في مدينة لييج
  • محافظة المنوفية تشارك في فعاليات المتحف القومي للحضارة المصرية
  • نوايا .. مبادرة مصرية تحيي تراث الطهي من قلب الريف
  • ورشة عمل لتعليم الإكسسوارات والأعمال الحرفية بمركز شباب السلام بـ إسنا
  • تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين
  • مع تفشي المجاعة .. دقيق البقوليات خط الدفاع الأخير في معركة البقاء بغزة
  • “الحراق إصبعو”.. طعم شامـي لا يُنسى