بعد مسيرة زاخرة بالنجاح.. الموت يغييب الفنان اللبناني فادي ابراهيم
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
غيب الموت الممثل اللبناني فادي إبراهيم عن عمر يناهز الـ67 عاماً، بعد صراع مع المرض، تاركا وراءه مسيرة فنية مليئة بالأدوار الناجحة، استمرت أكثر من أربعة عقود.
وقبل فترة وجيزة تعرّض إبراهيم لعارض صحيّ دخل على إثره إلى المستشفى حيث عانى من مضاعفات كبيرة ناتجة عن إصابته بمرض السكري.
والمحطة الأبرز في مسيرة الراحل، كانت مسلسل “العاصفة تهب مرتين” الذي شكّل علامة فارقة في الدراما اللبنانية في منتصف التسعينات وامتد على أكثر من 170 حلقة.
وقد تكرّرت هذه الثنائية في مسلسل “نساء في العاصفة” أواخر التسعينات.
كما يزخر رصيد فادي ابراهيم خلال العقود الأربعة الماضية بمشاركات تمثيلية كثيرة في عشرات المسلسلات اللبنانية والعربية، بينها “كل الحب كل الغرام”، و”بين بيروت ودبي” إضافة إلى “أبناء الرشيد”، و”أسمهان”، وصولاً إلى “الزمن الضائع” و”للموت 2″.
ورغم مشكلاته الصحية التي استدعت إدخاله المستشفى مرات عدة في السنوات الأخيرة، أصرّ ابراهيم على متابعة عطائه الفني، حتى أن معلومات صحافية تحدثت قبل تفاقم حالته أخيراً عن تلقيه عروضاً للعودة إلى الشاشة بأدوار تراعي وضعه الصحي المستجد.
وإلى جانب التمثيل، عمل فادي ابراهيم مترجماً لأفلام وثائقية عبر تلفزيون لبنان الرسمي، كما مارس مهنة الماكياج الفني للأعمال التلفزيونية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الفنان اللبناني فادي ابراهيم الممثل فادي ابراهيم تلفزيون لبنان وفاة الفنان اللبناني فادي ابراهيم
إقرأ أيضاً:
وقائعُ موتٍ حُليٍّ جديدْ
بقلم : وجيه عباس ..
“إلى “شاهول” سبحتنا المُفَضَّض، موفق محمد،
بعد أن قطع خيط سبحتنا بفقده”
لُذْ بالترابِ ودعْ ثيابَ الماءِ
يا أيها المسكونُ بالأخطاءِ
أنْ جئتَ في الوطنِ العراقِ خطيئةٌ
وجريمةٌ لوكنتَ في الفقراءِ
وَدَع النوارسَ تتَّقيكَ لأنَّها
سَكَنتكَ بالحنِّاءِ دونَ حياءِ
اَسْكِتْ صداكَ بها فأنتَ مُخيَّرٌ
وسواكَ فيهِ مُسَيَّرُ الأصداءِ
هيِّأ لنفسك حفرةً لتلمَّها
كانتْ وكنتَ موزَّعَ الأنحاءِ
وَتَوقَّ من صَخَبِ الكؤوسِ وحزنِها
فلأنك المنفيُّ في الأسماءِ
دعْ بعضَ ظلِّكَ يستفيقُ من الظما
لتقومَ فيكَ حكايةُ الغرباءِ
ياناطقاً بالموتِ بعضَ ضجيجِهِ
وَمُسَرْبَلاً بالصمتِ والبأساءِ
الميِّتون وأنتَ أعرفُ بالذي
نطقَ الشهادةَ من فمِ الشُهَداءِ
الموتُ دون أصابعٍ، كيف استطالَ
وقام يحملُ غربةَ الشعراءِ؟!
كنتَ اللصيقَ وكانَ يفخرُ أنَّهُ
بيديك كان يُعدُّ في الطُلَقاءِ
لكنما “كاسرت” كأسك بالذي
أغوتكَ فيهِ خديعةُ الإمضاءِ
أوقِدْ شموعَكَ في الغيابِ سحابةً
فلسوفَ تمطرُ غيمةَ الضرّاءِ
للحزنِ مئذنةٌ وأنت” بلالُهاً”
لو ساقَطتْكَ مآذنُ”الفيحاءِ”
وَتَملَّ وجهَكَ دونَها، فلأنَّكَ
الساعي بأقصاها إلى النُدَماءِ
ماجئتَ من أقصى المدينةِ راكضاً
قَدَماكَ فيها أوَّلُ الأشياءِ
كنْ ثابتاً، فكؤوسُ كفِّكَ أينعتْ
وَجَرتْ على شفتيكَ بالصهباءِ
لا كارعاً دَمَكَ الغريبَ ضلالةً
دَمُكَ الذي يسعى بلا أبناءِ
تلك المقابرُ أولَدَتْكَ غُيابةً
والجُبُّ ذا وطنٌ من الأشلاءِ
غاضتْ عظامُ بنيك بين ترابِها
فإذا القيامةُ دونما إمضاءِ
دَفَنتكَ حيّاً بين كلِّ ضلوعِها
عَجباً تُعَدُّ بها من البُعَداء!
يارافضيَّ الحزنِ توخزُ بطنَهُ
بالموجعات وأنتَ عنهُ النائي
فيسيلُ أنهاراً بُكاكَ بموطنٍ
يا أيُّها البكّاءُ دون بكاءِ
يا أيها الموجوعُ بين أراملٍ
لبستْ ثيابًكَ في رثاءِ الماءِ
الناسُ يوجعُهم بُكاك بعالَمٍ
أعمى يراك بمقلةٍ عمياءِ
لا” بيت أحزانٍ” يَلُمُّكَ حاسراً
لِيَقيكَ حتى أعينَ السُفَهاءِ
ها أنت وحدَكَ تستفيضُ عشائراً
في الحزنِ حتى آخر الزعماءِ
وتعودُ وحدك تستريح إلى
كوبٍ يعاقرُكَ الأسى ومساءِ
ها أنت تبحثُ عنكَ بين وجوهِهم
فلأنَّ وجهَكَ قسمةُ الغُرماءِ
من يدَّعيكَ لسوفَ يقطعُ كفَّكَ اليمنى لتشرقَ باليد العسراءِ
أو ينكُرنَّكَ سوف يقتلُ أمَّةً
جَعَلتْكَ رايتَها على الأعداءِ
حتى حيادُكَ لستَ تبصرُ ظلَّهُ
فلِأنَّ ظهرَكَ لم يكن لوراءِ
ماذا ستخسرُ أو ستربحُ قائلاً
إلا الذي آمنتَ دون رياءِ
ستقولُ إنِّي…يا لِإِنَّكَ متخمٌ
وأَناة غيرِكَ فيك بعضَ هراءِ
قُلْها…تَقُلْكَ…فللضلوعِ مواقدٌ
أسجرتَها بمدامعٍ ودماءِ
كُنْ ثأر حزنِكَ في الزمان وإنَّما
الباقي هناك سلالةُ البؤساءِ
القانعون بِذُلِّهِم والمُدَّعون
وهم بها في الثقل بعضُ إماءِ
كُنْها…تَكُنْكَ ووقدُ حرفِكَ جمرةٌ
أشعلْ بها قبساً من البغضاءِ
الأبيضان ضميرُ روحك والطِلى
ويداكَ فيها كاليدِ البيضاءِ
أنعى إليكَ، وماعليك رثائي ياصوتَ هذي الناس في البأساءِ
إني أواسي الناسَ فيكَ لأنَّهم موتى، وأنتَ الحيُّ في الشُفعاءِ
الموتُ أولَدَكَ الحياةَ وربَّما ميتٌ يواري سوأةَ الأحياءِ
ياحاملاً في الناسِ نعشَ ترابِهِ ليقولَ فيهم مايقولُ الرائي
وَيُكَذِّبونَ عيونَهم لكنَّني
حدَّ اليقين أراكَ في الظلماءِ
الموتُ أترعَ بالشرابِ كؤوسَهُ
وظِماكَ أن تغشاهُ في الجُلساءِ
ومددت كفَّكَ تستظلُ من الظما
ورضيت أن تروى بغير عناءِ
أنتَ استرحت من الحياة وعبئِها
ورضيتَ موتَك في بيوت الداءِ
وتركتنا نحن اليتامى دونها
مُتَوزِّعين بدولة الفقراءِ
أمرِرْ يديك على الرؤوس وقل لهم
كونوا من الفقراءِ لا الأمراءِ
الفقرُ فيك خلافةٌ أورثتَها
وذممت فيها الحكمَ في الخلفاءِ
ورضيتَ أن تحيا بفقرك شاعراً
لا حاكماً بدويلة الإفتاءِ
كُنْ أنت من هال الترابَ على الثرى
لينامَ ليلته بدون غطاءِ
حَمَلوكَ؟! بل حَمَلَتْكَ روحُك إنها
كانت على التابوتِ بعضَ عزاءِ
وَبَكوكَ؟ أنت أبو البكاء بحلَّةٍ فارقتها وحملتَ حرف الحاءِ
تركوكَ؟! عدتَ إلى عزائِكَ مُفرداً
ووقفت تتلو سورةَ الإسراءِ
يابضعةً رفعتكَ طوداً شامخاً
وَكَأَنْ وَقَفْتَ بها على “سيناءِ”
الآن يسخرُ فيك موتُكَ واقفاً وَكَأنَّكَ الموعودُ بالإبقاءِ
وكَأنَّكَ الباقي وغيرُك راحلٌ
وَكَأنْ رضيتَ قيامةَ العنقاءِ
وَكَأنَّ موتَكَ غربةٌ ورضيتَها
لتعود تسقي النهرَ بعضَ ظِماءِ
كالنهر يجري ساجداً لكنَّما
لمَّت أصابعُهُ الضفافَ بماءِ
الآن تنتحبُ الضفافُ كأنَّها
أمٌّ تدرُّ عليكَ بالأثداءِ
تابوتُكَ المرفوعُ قاربُها الذي
أوصى الشراعَ عليك بالإغفاءِ
فَغَفوتَ، كان الموتُ صاحبُك الذي
في الحان يكرعُ خمرَهُ بإناءِ
ورحلتما، والموت صاحبُك الذي
أغراك فيه الشيبُ بالآباءِ
ولأنتَ زائرُه الأخير ثمالةً
أبقيتَها لقصيدة خرساءِ
أدري بأنَّك لم تقلها مَرَّةً
وغِناك أن فارقْتَها بغناءِ
هي سفرةٌ، سترى المهودَ حكايةً
وصغارُها وقفٌ على الإيماءِ
سترى وَليدَكَ والذين فقدتهم
سأراك تمحو صفحة الإنشاءِ
وتعودُ تكتبُ ماتراه بإصبعٍ
والريقُ ألفُكَ تقتفيه بباءِ
كُنها قصيدتك التي بك آمنتْ
فقصيدُ موتِكَ بُلغةُ الحكماءِ
ستقولُ إني لم أمتْ، وأجبتُ في
وَلَدي النداءَ لرؤية الأبناءِ
لي في المقابر مجلسٌ ورواية
كالنايِ يوقظُني بغير نداءِ
لي معشرٌ والموتُ فرَّق شملَهم
الآن يجمعُنا على الغبراءِ