الجزيرة:
2025-05-07@06:32:07 GMT

هل القرن الأفريقي هو ساحة الصراع الجديدة في العالم؟

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

هل القرن الأفريقي هو ساحة الصراع الجديدة في العالم؟

قال مسؤول أمني في أنقرة- بينما كان يشرح مبررات اتفاقية الدفاع بين تركيا والصومال- : "التطورات في القرن الأفريقي لا تقتصر على اتفاقية إثيوبيا – أرض الصومال فقط. هناك تطورات خطيرة لا يمكنني الكشف عنها الآن"؛ وكان صوته قلقًا بعض الشيء.

من جانبه، قال البروفيسور أحمد كافاس، الذي شغل منصب سفير تركيا في تشاد والسنغال ويعتبر من أبرز الخبراء في الشؤون الأفريقية، فور سماعه بالاتفاقية: "هذه الاتفاقية السريعة ليست طبيعية.

هناك تطورات كبيرة تحدث".

ثم توالت الأخبار تباعًا. أخيرًا، عندما قررت الصين إرسال سفن حربية إلى البحر الأحمر، أصبحت خطورة الوضع أكثر وضوحًا.

انتشار حرب غزة إلى المنطقة

إن المشكلة الرئيسية وراء جميع الأزمات في الشرق الأوسط هي إسرائيل؛ فقد رأينا التأثير الأول هو تحوُّل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى صراع ساخن في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن. والآن هناك خطرٌ من صراع ساخن في منطقة القرن الأفريقي.

هذا أمر يجب أن يخيف الجميع؛ لأنه ساحة صراع جديدة في العالم، كما أن أي انسداد في هذه المنطقة – وهي المنطقة الأكثر إستراتيجية في التجارة البحرية العالمية – سيؤثر على العالم كله، من إنجلترا إلى الصين.

بالإضافة لذلك، 12 بالمئة من تجارة العالم البحرية تتم عبر هذه المنطقة. ففي العام الماضي؛ مرت 23 ألف سفينة عبر مضيق باب المندب واستخدمت قناة السويس، وبمقابل ذلك كسبت مصر 8 مليارات دولار، من هذه السفن العام الماضي.

ولكن الحجم الاقتصادي لـ 23 ألف سفينة هائل. تذكر أنه في عام 2021، جنحت سفينة "إيفر غيفن" أثناء دخولها القناة بسبب الرياح، مما أدى إلى إغلاق حركة المرور أمام السفن؛ حينها في غضون 15 يومًا، ارتفعت أسعار النفط، وارتفعت أسعار التجارة البحرية بنسبة 30 بالمئة.

الآن هناك فكر في كيفية تأثير الصراع في هذه المنطقة على التجارة العالمية. يجب أن يكون الصينيون قد فكروا في ذلك، حيث قرروا إرسال ثلاث سفن حربية إلى المنطقة.

البيئة الفوضوية في القرن الأفريقي

أينما وجد عدم الاستقرار؛ فاعلم أن هناك دولًا أجنبية موجودة. وأينما وجد إرهاب عالمي؛ فاعلم أن هناك منظمة استخبارات تقف وراءه. وأينما وجدت بيئة فوضوية؛ فاعلم أن تجار السلاح وأمراء الحرب وتجار المخدرات قد ظهروا.

لذلك، إذا لم تنتهِ الأزمة والفوضى والاضطرابات في مكان ما، فاعلم أن هناك صراعًا على المصالح بين الدول الكبرى، والسبب الرئيسي لوجود هذه الفوضى في جميع هذه الأراضي هو الثروة الباطنية والسطحية، والمكاسب التجارية، والهيمنة الجيوسياسية.

كل الأسباب التي يتم ذكرها مثل حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب والديمقراطية كاذبة تمامًا، فالقرن الأفريقي هو منطقة تشمل كل ما تحدثت عنه، وهو مهم للغاية من الناحية الجيوسياسية، والثروة الباطنية والسطحية الغنية.

حتى صراع البحارة اليابانيين والصينيين للحصول على المنتجات البحرية الرائعة قبالة سواحل الصومال، يكفي لشرح هذا الوضع.

حروب الوكالة وخطر الاحتلال

لقد سقطت في يدي مؤخرًا خريطة تُظهر فقط المجموعات العرقية والمنظمات والقبائل والمليشيات المسلحة في الصومال؛ حيث سيطرت حركة الشباب وتنظيم الدولة والقاعدة على مناطق محددة في البلاد؛ وهذا وحده أخافني.

وإذا قمنا بتكبير هذه الخريطة ستشمل كينيا، وإريتريا، وجيبوتي، وإثيوبيا، واليمن، والسودان، وهذا هو المشهد بالضبط الذي تريده الدول الأجنبية التي لديها أعين في المنطقة؛ حيث تُظهر الخريطة وجود العديد من المنظمات الإرهابية التي يمكن استخدامها، والقبائل التي يمكن شراؤها، والصراعات التي يمكن تأجيجها، وعدم وضوح الحدود، والجهل، والفقر، وعدم الاستقرار.

الآن، إسرائيل وأميركا، وإنجلترا، وفرنسا، وروسيا، والصين، ومصر، وإيران، والسعودية، والإمارات، وتركيا، هي أطراف صراع القوة في القرن الأفريقي. ولا يوجد الكثير مما يمكن للدول الفقيرة وغير المستقرة أن تفعله في وجود دول كبيرة وقوية.

ومع ذلك، فإن معظم الدول والشعوب المتضررة من الأزمة في المنطقة هم من المسلمين.

والآن يمكننا طرح سؤال آخر لا يمكننا أبدًا العثور على إجابة له: لماذا لا تتّحد الدول الإسلامية لحل هذه المشكلة؟

يميل الضغط الخارجي للحرب الإسرائيلية الفلسطينية إلى الانتشار من الشرق الأوسط إلى القرن الأفريقي الآن، وسيؤدّي هذا الصراع السّاخن إلى احتلالات جديدة وهجرات وأزمات اقتصادية.

والآن سنرى كيف ستسير الحرب العالمية الثالثة.

 

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القرن الأفریقی صراع ا

إقرأ أيضاً:

أجواء تنافسية في اليوم الأول لبطولة العالم العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية الجديدة

شهد اليوم الأول من منافسات بطولة العالم العسكرية للفروسية رقم (25) لقفز الحواجز عقب مراسم الإفتتاح عدة منافسات للفرق المشاركة بالبطولة على ملاعب نادى فروسية " كيان سيتى " بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى يتم تنظيمها تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حيث تنافس أكثر من 60 فارس يمثلون 20 دولة من أمهر الفرسان فى العالم فى سباقات قفز الحواجز، وظهر المستوى المتميز للدول المشاركة ليعكس مدى ما يتمتع به الفرسان من مهارات ومستوى إعداد جيد.

وقد عبر المشاركون عن مدى سعادتهم بمستوى التجهيزات التى قامت بها القوات المسلحة استعدادًا لإستقبال فعاليات البطولة، وأشادوا بالإجراءات التنظيمية الراقية للبطولة وكافة الملاعب والمنشآت الرياضية التى تستوفى كافة المعايير الدولية بما يهيئ مناخ تنافسى لكافة المشاركين بالبطولة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة الثقافة الفرنسية: مسلة الأقصر التي تُزين ساحة الكونكورد تجسد قوة علاقتنا بمصر
  • تركيا توجه رسالة قوية لإسرائيل وتحذرها من إشعال صراع شامل في الشرق الأوسط
  • بعد التصعيد الإسرائيلي الحوثي.. هل المنطقة أمام صراع جديد في معادلة الردع الإقليمية؟
  • سوريا بعد الأسد.. هل تتحول ساحة الصراع إلى مواجهة تركية-إسرائيلية؟
  • لماذا تقاطع الجزائر مناورات الأسد الأفريقي العسكرية التي تنظمها الولايات المتحدة؟
  • الجزيرة السورية.. من تراجع الزراعة إلى خطر الأمن الغذائي
  • أجواء تنافسية في اليوم الأول لبطولة العالم العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • حملة طلابية من غزة تناشد العالم: أنقذوا العائلات التي تعيش بين الركام
  • وزيرة التعليم اليابانية عن العاصمة الإدارية الجديدة: أبرز المشروعات القومية الكبرى التي تعكس رؤية مصر في مجالات التنمية
  • قوانين الخصوصية وحوكمة البيانات.. ساحة صراع بالذكاء الاصطناعي في ظل الحرب الباردة الجديدة