الجزيرة:
2024-05-31@08:57:10 GMT

هل القرن الأفريقي هو ساحة الصراع الجديدة في العالم؟

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

هل القرن الأفريقي هو ساحة الصراع الجديدة في العالم؟

قال مسؤول أمني في أنقرة- بينما كان يشرح مبررات اتفاقية الدفاع بين تركيا والصومال- : "التطورات في القرن الأفريقي لا تقتصر على اتفاقية إثيوبيا – أرض الصومال فقط. هناك تطورات خطيرة لا يمكنني الكشف عنها الآن"؛ وكان صوته قلقًا بعض الشيء.

من جانبه، قال البروفيسور أحمد كافاس، الذي شغل منصب سفير تركيا في تشاد والسنغال ويعتبر من أبرز الخبراء في الشؤون الأفريقية، فور سماعه بالاتفاقية: "هذه الاتفاقية السريعة ليست طبيعية.

هناك تطورات كبيرة تحدث".

ثم توالت الأخبار تباعًا. أخيرًا، عندما قررت الصين إرسال سفن حربية إلى البحر الأحمر، أصبحت خطورة الوضع أكثر وضوحًا.

انتشار حرب غزة إلى المنطقة

إن المشكلة الرئيسية وراء جميع الأزمات في الشرق الأوسط هي إسرائيل؛ فقد رأينا التأثير الأول هو تحوُّل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى صراع ساخن في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن. والآن هناك خطرٌ من صراع ساخن في منطقة القرن الأفريقي.

هذا أمر يجب أن يخيف الجميع؛ لأنه ساحة صراع جديدة في العالم، كما أن أي انسداد في هذه المنطقة – وهي المنطقة الأكثر إستراتيجية في التجارة البحرية العالمية – سيؤثر على العالم كله، من إنجلترا إلى الصين.

بالإضافة لذلك، 12 بالمئة من تجارة العالم البحرية تتم عبر هذه المنطقة. ففي العام الماضي؛ مرت 23 ألف سفينة عبر مضيق باب المندب واستخدمت قناة السويس، وبمقابل ذلك كسبت مصر 8 مليارات دولار، من هذه السفن العام الماضي.

ولكن الحجم الاقتصادي لـ 23 ألف سفينة هائل. تذكر أنه في عام 2021، جنحت سفينة "إيفر غيفن" أثناء دخولها القناة بسبب الرياح، مما أدى إلى إغلاق حركة المرور أمام السفن؛ حينها في غضون 15 يومًا، ارتفعت أسعار النفط، وارتفعت أسعار التجارة البحرية بنسبة 30 بالمئة.

الآن هناك فكر في كيفية تأثير الصراع في هذه المنطقة على التجارة العالمية. يجب أن يكون الصينيون قد فكروا في ذلك، حيث قرروا إرسال ثلاث سفن حربية إلى المنطقة.

البيئة الفوضوية في القرن الأفريقي

أينما وجد عدم الاستقرار؛ فاعلم أن هناك دولًا أجنبية موجودة. وأينما وجد إرهاب عالمي؛ فاعلم أن هناك منظمة استخبارات تقف وراءه. وأينما وجدت بيئة فوضوية؛ فاعلم أن تجار السلاح وأمراء الحرب وتجار المخدرات قد ظهروا.

لذلك، إذا لم تنتهِ الأزمة والفوضى والاضطرابات في مكان ما، فاعلم أن هناك صراعًا على المصالح بين الدول الكبرى، والسبب الرئيسي لوجود هذه الفوضى في جميع هذه الأراضي هو الثروة الباطنية والسطحية، والمكاسب التجارية، والهيمنة الجيوسياسية.

كل الأسباب التي يتم ذكرها مثل حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب والديمقراطية كاذبة تمامًا، فالقرن الأفريقي هو منطقة تشمل كل ما تحدثت عنه، وهو مهم للغاية من الناحية الجيوسياسية، والثروة الباطنية والسطحية الغنية.

حتى صراع البحارة اليابانيين والصينيين للحصول على المنتجات البحرية الرائعة قبالة سواحل الصومال، يكفي لشرح هذا الوضع.

حروب الوكالة وخطر الاحتلال

لقد سقطت في يدي مؤخرًا خريطة تُظهر فقط المجموعات العرقية والمنظمات والقبائل والمليشيات المسلحة في الصومال؛ حيث سيطرت حركة الشباب وتنظيم الدولة والقاعدة على مناطق محددة في البلاد؛ وهذا وحده أخافني.

وإذا قمنا بتكبير هذه الخريطة ستشمل كينيا، وإريتريا، وجيبوتي، وإثيوبيا، واليمن، والسودان، وهذا هو المشهد بالضبط الذي تريده الدول الأجنبية التي لديها أعين في المنطقة؛ حيث تُظهر الخريطة وجود العديد من المنظمات الإرهابية التي يمكن استخدامها، والقبائل التي يمكن شراؤها، والصراعات التي يمكن تأجيجها، وعدم وضوح الحدود، والجهل، والفقر، وعدم الاستقرار.

الآن، إسرائيل وأميركا، وإنجلترا، وفرنسا، وروسيا، والصين، ومصر، وإيران، والسعودية، والإمارات، وتركيا، هي أطراف صراع القوة في القرن الأفريقي. ولا يوجد الكثير مما يمكن للدول الفقيرة وغير المستقرة أن تفعله في وجود دول كبيرة وقوية.

ومع ذلك، فإن معظم الدول والشعوب المتضررة من الأزمة في المنطقة هم من المسلمين.

والآن يمكننا طرح سؤال آخر لا يمكننا أبدًا العثور على إجابة له: لماذا لا تتّحد الدول الإسلامية لحل هذه المشكلة؟

يميل الضغط الخارجي للحرب الإسرائيلية الفلسطينية إلى الانتشار من الشرق الأوسط إلى القرن الأفريقي الآن، وسيؤدّي هذا الصراع السّاخن إلى احتلالات جديدة وهجرات وأزمات اقتصادية.

والآن سنرى كيف ستسير الحرب العالمية الثالثة.

 

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القرن الأفریقی صراع ا

إقرأ أيضاً:

جيف مونسون: بعض المرتزقة المقاتلين في أوكرانيا سجناء عفت عنهم واشنطن وأرسلتهم إلى هناك

أوكرانيا – أكد مصارع الفنون القتالية المختلطة جيف مونسون إن بعض المرتزقة الأجانب في أوكرانيا سجناء سابقون أطلقت الولايات المتحدة سراحهم لإرسالهم إلى القتال في أوكرانيا.

جاء ذلك وفقا لحديث مونسون إلى وكالة “نوفوستي”، حيث تابع: “في أوكرانيا لا يعرفون أن هؤلاء أطلق سراحهم من السجون. فالولايات المتحدة تأخذ سجناء من بلدان مختلفة، من كولومبيا، وبنما، أو أي مكان آخر، وتقايضهم: إذا ذهبتهم إلى أوكرانيا سنلغي الحكم الصادر بحقك. يمكنك قضاء مدة الحكم لـ 25 عاما، أو الذهاب للخدمة بأوكرانيا. فإذا نجوت يطلق سراحك، فلن تحصل على راتب فحسب، بل ستحصل على عقوبة مخففة”.

وأوضح مونسون أن السجناء السابقين في كثير من الأحيان ليس لديهم خيار آخر، لأنهم سيحصلون على أموال للمشاركة في الصراع، ويفضلون المخاطرة بحياتهم، بدلا من البقاء في السجن لبقية حياتهم، وكذلك لكسب المال منها. وقال: “يذهب الناس إلى مناطق الصراع لمختلف الأسباب. تحدثت منذ سنوات عديدة إلى جندي أمريكي عاد من العراق. فسألته عما يحدث هناك؟ قال إن من 100 جندي هناك 80 جندي لا يفضلون أن يكونوا هناك، و10 من كل 100 لا يرون أنفسهم هناك لأنهم خائفون ولا يستطيعون القتال جيدا، وليس لديهم ما يفعلونه في هذا الصراع. وهناك 10 آخرون يريدون أن يكونوا هناك لأنهم “يريدون قتل الناس”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أفادت بتصفية مرتزقة من الولايات المتحدة وبريطانيا وجورجيا وغيرها من الدول، وتقدم تقارير منتظمة عن إصابة الأماكن التي يتركز فيها المرتزقة الأجانب، ممن يقاتلون إلى جانب نظام كييف. وقد حذرت الوزارة مرارا وتكرارا المواطنين الأجانب من السفر إلى أوكرانيا وأكدت أن المرتزقة ليسوا مقاتلين بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا يحق لهم الحصول على وضع أسير حرب. وبحسب وزارة الدفاع الروسية فقد وصل عدد المشاركين في العمليات العسكرية مع نظام كييف إلى 13387 مرتزقا أجنبيا، وتم القضاء على 5962 منهم.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • مدير مكتبة الإسكندرية: صراعات المنطقة العربية دعمت الهجرة الخارجية
  • صحيفة ألمانية تنتقد "مفهوما خاطئا" للوزيرة بيربوك
  • جانب من أعمال تنفيذ مشروع SEF أرينا للرياضات الإلكترونية.. صور
  • جيف مونسون: بعض المرتزقة المقاتلين في أوكرانيا سجناء عفت عنهم واشنطن وأرسلتهم إلى هناك
  • كاليدونيا الجديدة.. تفاصيل وأبعاد الصراع مع الحكومة الفرنسية
  • «بين اتنين».. مشروع تخرج لطلاب «آداب كفر الشيخ» عن الصراع بين الخير والشر
  • العراق يدعو لوقفة عربية وإقليمية استثنائية للحيلولة دون انتشار الصراع في المنطقة
  • بوتين يحذر.. نشر قوات غربية بأوكرانيا خطوة نحو صراع عامي
  • هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب
  • نهاية الليبرالية الجديدة