فرحة ناقصة وليس كافيا.. التفاصيل الكاملة لقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار فى غزة| مرهون بشهر رمضان وخلاف ظاهري لشركاء المذبحة
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
رحبت الكثير من الدول والجهات بالقرار الذي صدر اليوم من مجلس الامن الدولي بالأمم المتحدة، والخاص بوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، وهو القرار الوحيد الذي تخطى عقبة الفيتو من الدول الخمسة العظمى صاحبة الحق في ذلك، ولكن بالنظر إلى الواقع العملي للقرار، نجد أنه مرتبط زمنيا بشهر رمضان فقط، وهو ما تضمنه نص القرار الذي وافقت عليه الدول الأعضاء، فيما امتنعت واشنطن عن التصويت، ولكن دون أن تستخدم حق الفيتو لمنع صدوره.
والملفت للنظر للأجواء المصاحبة للصدور القرار، هو الخلاف الظاهري بين شركاء مذبحة غزة، حيث أبدت تل أبيب وحكومتها العنصرية غضبا تجاه واشنطن، وذلك لرفضها استخدام حق الفيتو ضد القرار، وخرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العلن ليهدد بمنع إرسال الوفود إلى كافة الجهات الخاصة بمناقشات وقف إطلاق النار، ولكنه خلاف لا يتخطى الشكل المعلن في التصريحات، وذلك في ظل انصياح تام من أكبر دولة في العالم لحكومة عنصرية في تنفيذ مخطط إبادة غزة، وتلك قصة القرار بالكامل.
اقتراح من 10 دول
اقتراح نص القرار الذي وافق مجلس الأمن عليه اليوم بعد مناقشته في جلسة عامة، كان قد قدمته إلى مجلس الأمن 10 دول ليست أعضاء دائمين في المجلس، وهي الجزائر والإكوادور وغويانا واليابان ومالطا وموزمبيق وكوريا الشمالية وسيراليون وسلوفينيا وسويسرا، وهم الأعضاء العشرة المنتخبون بالمجلس.
وجاءت تلك الخطوة بعد فشل القرار الأخير الخاص بغزة، والذي تقدمت به واشنطن، حيث استخدمت الصين وروسيا حق الفيتو ضد الاقتراح الأمريكي، يوم الجمعة الماضية، حيث أصرت واشنطن على ربط الدعوة لوقف إطلاق النار بصفقة الرهائن وإدانة حماس.
تفاصيل القرار .. ووعد واشنطن المسبق
وطالب القرار بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وحسب ما ذكرته مسودة القرار، فإنه يشدد على ضرورة امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، و"يشجب" جميع الهجمات ضد المدنيين و"جميع أعمال الإرهاب"، ويشير إلى أنه من غير القانوني احتجاز الرهائن بموجب القانون الدولي، وكذلك يعرب مقترحيه عن قلقهم العميق "إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة"، داعيين إلى بذل المزيد من الجهود لتوسيع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
وقد سبق التصويت على القرار وعود أمريكية بعدم استخدام حق الفيتو ضده، وقد ذكرت العديد من الصحف والوكالات العالمية، أنه من غير المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض ضد القرار ومن المرجح أن تمتنع عن التصويت، وذلك نقلا عن اثنين من كبار الدبلوماسيين في الأمم المتحدة، وهو ما مثل فرصة قوية ليكون أول قرار لوقف إطلاق النار يعتمده المجلس بعد أربع إخفاقات سابقة، وكان مبرر واشنطن لهذا الموقف، هو أن أنه يربط بين القضيتين "وقف إطلاق النار – الإفراج عن الرهائن"، وذلك على الرغم من أن اللغة مختلفة عن القرار الذي طرحته الولايات المتحدة.
ليس كافيا .. رمضان فقط
ورغم الترحيب الواسع بالقرار، إلا أن الجميع اعتبر الخطوة ليست كافية، وذلك لأن نص القرار الذي وافقت عليه 14 دولة، فيما امتنعت واشنطن عن التصويت، على أن وقف إطلاق النار سيكون لمدة شهر رمضان فقط، وهي المهلة ذاتها لإطلاق سراح الأسرى، ولكنهم أكدوا في الاقتراح على الحاجة الملحة لتقديم مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة.
وحاول المجتمع الدولة احتواء ضآلة الخطوة في ظل جسامة المذابح بغزة، وذلك حين عبر العديد من الجهات عن أملهم أن يكون القرار بداية للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وتوفير أجواء مناسبة للمفاوضات التي تمر بحالة تعثر للوصول إلى اتفاق شامل لوقف الحرب، وهي المفوضات التي تجري في العديد من العواصم العربية والعالمية، ومنها مصر وقطر بمشاركة أمريكية إسرائيلية مع دول عربية وغربية أخرى.
خلاف ظاهري لشركاء المذبحة
وعلى مدار اليوم، ومنذ تسريب واشنطن لموقفها السلبي من القرار دون إيقافه، كان هناك خلافا ظاهريا بين شركاء الجريمة، حيث هدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، الولايات المتحدة الأمريكية بعدم السماح بسفر الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، بعد امتناع واشنطن عن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وخلال الأسبوع الماضي، تحدث نتنياهو والرئيس جو بايدن بعد حوالي شهر من عدم التحدث، وذكر الإعلان الرسمي للبيت الأبيض أن الرئيس كرر ضرورة هزيمة حماس لكنه أعرب لنتنياهو عن "قلقه العميق بشأن عملية برية واسعة النطاق في رفح"، كما أكدا أن إسرائيل سترسل فريقا إلى واشنطن لمناقشة الهدف التالي للحرب و"تبادل وجهات النظر ومناقشة طرق بديلة للتركيز على العناصر الأساسية لحماس حتى تظل الحدود بين مصر وغزة آمنة بدون عملية في رفح".
ولكن هذا الخلاف ليس له تأثيرا على أرض الواقع في ظل استمرار الدعم اللامحدود من واشنطن لتل أبيب، وبكافة أنواع الدعم المالي والتسليحي، والسياسي، والعسكري، ويبدو كذلك أن بيان نتنياهو له أهداف سياسية داخلية، فمن جانبه، رد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على كلام نتنياهو بشأن قرار مجلس الأمن الدولي قائلا: "إن بيان نتنياهو المتحدي ضد الأمريكيين هو محاولة أخرى مثيرة للشفقة ومحزنة لصرف الانتباه عن قانون التجنيد على حساب علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة"، وأضاف: هذا تصرف غير مسؤول مثير للقلق من رئيس حكومة فقدها".
واشنطن تسترضي تل أبيب
ومن جانبه رد مستشار الاتصالات والأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي على الاحتلال الإسرائيلي، فيما يخص سحب وفد زائر إلى واشنطن بعد قرار أمريكا في مجلس الأمن ضدها، وفق ما ذكرت صحف أمريكية، وبين كيربي أن أمريكا لا تعبئ بطريقة الرد الصهيونية على قرارها وأنها ستسمر في سياستها الداعمة للاحتلال لكن وفق محددات واشنطن ذاكرًا: "لا أعلم ما إذا كان الوفد الإسرائيلي سيأتي إلى واشنطن أم لا وهو سؤال ينبغي توجيهه للإسرائيليين"
وذكر كيربي: "إذا قرر الإسرائيليين عدم القدوم إلى واشنطن بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر بالتواصل معهم لإيصال آرائنا"، وأكد على أن واشنطن "تسد الفجوات المتعلقة بمفاوضات اتفاق تبادل الأسرى لكننا لم نصل إلى اتفاق بعد، مشيرا إلى أن أمريكا كانت تأمل أن تناقش عملية رفح مع وفد إسرائيل ولكن إذا قرروا عدم القدوم سنناقشها مع وزير الدفاع الإسرائيلي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار القرار الذی مجلس الأمن عن التصویت إلى واشنطن حق الفیتو
إقرأ أيضاً:
روسيا تحذر الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك
حذّرت روسيا الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز "توماهوك"، وأكدت أن هذه الخطوة لن تغيّر الوضع الميداني في منطقة العملية العسكرية الخاصة، لكنها قد تؤدي إلى تصعيد خطير في الصراع.
وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، للصحفيين في موسكو: إن وجود مثل هذه الصواريخ في ساحة القتال سيمثّل "تغييرًا كبيرًا في الوضع"، رغم أنه لن يؤثر على أهداف روسيا في عمليتها العسكرية الخاصة.
وأضاف الدبلوماسي الروسي: "الاستخدام الافتراضي لمثل هذه الأنظمة لا يمكن أن يحدث إلا بمشاركة مباشرة من أفراد عسكريين أمريكيين. وآمل أن يدرك أولئك الذين يدفعون واشنطن نحو مثل هذا القرار عمق وخطورة عواقبه".
وتابع قائلاً:" من جانبنا أن ندعو الإدارة الأمريكية والعسكريين الأمريكيين إلى التعامل مع هذا الموقف بحكمة ومسئولية".
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أمس الأول احتمالية تزويد كييف بصواريخ "توماهوك"، مشيرًا إلى أنه لا يسعى إلى تصعيد إضافي للنزاع الأوكراني، لكنه أوضح في الوقت نفسه أنه اتخذ قرارًا بشأن الإمدادات المحتملة من هذه الصواريخ إلى أوكرانيا، من دون الكشف عن تفاصيل القرار.
الأمم المتحدة: مخاوف من انتشار النزاعات في إفريقيا رغم وفرة مواردها الطبيعية
حذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للاتحاد الأفريقي "بارفيه أونانجا – أنيانجا"، من انتشار النزاعات وتعقدها في القارة الإفريقية رغم وفرة مواردها الطبيعية وفرصها الواعدة وأسواقها الاستهلاكية المتوسعة، وشبابها الناشطون والمبتكرون الذين يزخرون بالأمل.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد المسؤول الأممي - في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الدوري حول التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بما فيها الاتحاد الأفريقي- أن النزاعات في بعض أجزاء القارة الإفريقية، غالبا ما تتفاقم بفعل عوامل منها ضعف سلطة الدولة أو عدم فعاليتها، والعنف والتطرف المؤدي إلى الأنشطة الإرهابية، والإدارة غير العادلة للموارد الطبيعية، والجريمة المنظمة، وتأثير تغير المناخ، وانعدام الأمن الغذائي الحاد، وفي بعض الحالات، الحرمان من حقوق الإنسان الأساسية.
وأشار إلى الصراع الدائر في السودان الذي يبرز كأكبر أزمة إنسانية ونزوح قسري في العالم، مرحبا بالزخم المتجدد للجهود الدبلوماسية المبذولة في الأسابيع الأخيرة لإنهاء الصراع.
وجدد "بارفيه أونانجا – أنيانجا"، التأكيد على "الحاجة الملحة لمعالجة وضع النساء والفتيات في المناطق المتضررة من النزاعات"، لا سيما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان، حيث لا يزال العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات متفشيين.
وشدد على أن الشراكة القوية والدائمة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وكذلك مع المنظمات الإقليمية الأخرى، "تشكل أساس التعددية الفاعلة والمترابطة".مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي أجريت انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية في العديد من البلدان.
بدورها، أشارت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، "مارثا بوبي"، في إحاطتها إلى آخر المستجدات فيما يتعلق بتطبيق قرار مجلس الأمن 2719 بشأن التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وقالت بوبي: "صُمم القرار 2719 كوسيلة لمعالجة فجوة طويلة الأمد في هيكل السلام والأمن بالاتحاد الأفريقي، بما يمكن من الاستجابة بشكل أفضل للنزاعات المسلحة في القارة الأفريقية، وبدعم من المجتمع الدولي الأوسع".
وعبرت "مارثا بوبي"، عن تفاؤلها لأن المجلس كرر مرارا وتكرارا دعمه لتنفيذ القرار على أساس كل حالة على حدة، منذ اعتماده في عام 2023. وتحدثت عما أحرز من تقدم في تطبيق القرار على صعيد مسارات العمل الأربعة ذات الأولوية وهي التخطيط المشترك، ودعم البعثات، والتمويل والميزانية، والامتثال وحماية المدنيين.
من جهته، قال المندوب الدائم للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة "محمد إدريس" إن "هذا الاجتماع ينعقد في وقت تواجه فيه أفريقيا شبكة غير مسبوقة من التهديدات الأمنية".