ما هي الوحدة 8200 الإسرائيلية التي قال حزب الله إنه استهدفها؟
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
سرايا - نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن حزب الله اللبناني الذي استهدف قاعدة جليلوت بالقرب من تل أبيب، التي تضم الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وهي الوحدة المتخصّصة في جمع المعلومات الاستخباراتية والتجسس الإلكتروني.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته عربي21 ، إن حزب الله قال إنه ضرب قاعدة الوحدة 8200 بالقرب من تل أبيب يوم الأحد 25 آب/ أغسطس، وهو ما نفته إسرائيل، حيث تعد تلك الوحدة خدمةً مرموقةً مسؤولة عن الاستخبارات التقنية والاتصالات، وترتبط ارتباطًا وثيقا بعالم التكنولوجيا، وقد تعرّضت للاتهامات أيضًا بالفشل في تقييم هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وبينت الصحيفة أن حزب الله اللبناني استهدف قاعدة جليلوت فجر الأحد 25 آب/أغسطس الحالي، الواقعة على بعد 110 كيلومترات من الحدود اللبنانية و1.5 كيلومتر من تل أبيب.
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن هذا هو المكان الذي توجد فيه الوحدة 8200 المسؤولة عن جمع المعلومات والتنصت والتجسس .
ويأتي هذا الهجوم ردا على اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 تموز/يوليو الماضي.
من جهته، نفى الجيش الإسرائيلي، تعرّض القاعدة العسكرية، التي تضم الوحدة 8200، لقصف صاروخي من حزب الله. وتجدر الإشارة إلى أن الوحدة 8200 هي الخدمة المسؤولة عن استخبارات الإشارات وفك التشفير واعتراض الاتصالات أي ما يعادل وكالة الأمن القومي الأمريكية أو المديرية الفنية ضمن المديرية العامة للأمن الخارجي في فرنسا.
أفضل وكالة استخبارات تقنية
بحسب ما أفاد به مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث تابع للقوات المسلحة في المملكة المتحدة لصحيفة فاينانشيال تايمز في سنة 2015، فإن الوحدة 8200 ربما تكون أفضل وكالة استخبارات تقنية في العالم، وهي على قدم المساواة مع وكالة الأمن القومي في كل شيء باستثناء الحجم .
تأسست الخدمة المرموقة سنة 1952، عقب الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، وبعد سنتين انتقلت إلى مقرها الرئيسي في جليلوت، بالقرب من تل أبيب. وتضم اليوم عدة الآلاف من الأعضاء وثلثي أفراد جهاز أمان، المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
ووفقًا لمقال نشرته صحيفة لوموند ديبلوماتيك في سنة 2010، تم إنشاء الوحدة 8200 في أوريم في النقب، وهي واحدة من أكبر قواعد التنصّت في العالم القادرة على اعتراض المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وأنواع أخرى من الاتصالات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وكذلك تحديد مواقع السفن.
وتشمل إنجازاتها العسكرية العديد من الأعمال، من بينها فيروس ستوكسنت الذي عطل تشغيل مفاعل نطنز في إيران وأخّر بشكل كبير البرنامج النووي للبلاد.
ما يعادل هارفارد وبرينستون وييل
تماما مثل بقية الجيش الإسرائيلي، تعتمد الوحدة 8200 على العديد من المجندين، فهي تقوم بتوظيف أفضل الأشخاص في الرياضيات وعلوم الحاسوب من نهاية المرحلة الثانوية وحتى قبل ذلك من خلال برامج تحديد المواهب والتدريب.
وتعد وحدات النخبة العسكرية هذه هي المعادل الإسرائيلي لجامعات هارفارد وبرينستون وييل ، وذلك وفقا لدان سينور وسول سينجر في كتاب أمة الشركات الناشئة ، وهو كتاب صدر سنة 2009 عن ثقافة الشركات الناشئة الإسرائيلية.
وبعد انتهاء سنوات الخدمة العسكرية التي تبلغ سنتين (للنساء) و ثلاث سنوات (للرجال)، يمكن للهاكرز الانضمام بسهولة أو العثور على وظيفة في عالم التكنولوجيا. في الأثناء، ينضم معظمهم إلى شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية أو وادي السيليكون.
وهكذا، تأسست شركة وايز لنظام تحديد المواقع العالمي في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين على يد ثلاثة من قدامى الوحدة 8200. كما تم إنشاء مجموعة إن إس أو ، التي باعت برنامج التجسس بيغاسوس على يد أعضاء سابقين في جهاز المخابرات وجاء أكثر من ربع موظفيها من الوحدة المرموقة، وذلك حسب مقال لدوف ألفون رئيس تحرير صحيفة ليبراسيون .
إنجازات وإخفاقات
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوحدة لها أيضا إنجازات وإخفاقات. ففي سنة 2014، انتقد 43 من جنود الاحتياط في رسالة مفتوحة الأساليب المتبعة للسيطرة على ملايين الفلسطينيين وتجنيد المتعاونين عن طريق الابتزاز، وخاصة الابتزاز الجنسي.
وقال هؤلاء المعترضون في نص موجه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: نحن نرفض أن يتم استخدامنا تحت غطاء أسباب أمنية منافقة لإدامة نظام احتلال الأراضي القائم منذ سبعة وأربعين سنة، من خلال المشاركة في الرقابة التطفلية على الحياة الخاصة للمدنيين الفلسطينيين . ونتيجة لذلك يتم طردهم من الجيش الإسرائيلي.
وقد عادت هذه الوحدة مرة أخرى في دائرة الضوء في اليوم التالي للسابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وكانت الوحدة، المسؤولة عن التنصت، قد توقفت عن الاستماع إلى الاتصالات اللاسلكية لعناصر حماس في غزة قبل سنة معتبرة ذلك مضيعة للوقت ، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن الوحدة اتُهمت بالغطرسة التكنولوجية وإهمال تقنيات التجسس التقليدية، حسب تحقيقات إعلامية إسرائيلية. وبالتالي، كانت على علم بتدريبات حماس بهدف مهاجمة مواقع وكيبوتسات في جنوب إسرائيل بالإضافة إلى احتجاز رهائن، وذلك وفقًا لتقرير داخلي كتب في 19 أيلول/ سبتمبر.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: من تل أبیب الوحدة 8200 حزب الله
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يكثف مجازره الدموية في غزة.. وحماس تعلق (شاهد)
صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، من وتيرة مجازره الدموية في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الوحشية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فيما أكدت حركة حماس أن الاحتلال يهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين العزل.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن استشهاد 102 فلسطينيا وإصابة 193 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، جراء مجازر إسرائيلية شملت قصف مدراس ومواقع مكتظة بالمدنيين وسط وشمالي القطاع.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 22 شهيدا في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال، بقصف منطقة مكتظة بالمواطنين تضم عددا من المحال والبسطات التجارية في شارع الوحدة بمدينة غزة.
قصف مباشر للمدنيين
وأفاد بارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بالمجزرة الإسرائيلية في شارع الوحدة من 17 إلى 22 شخصا، مشيرا إلى أن عددا من الإصابات وصلت للمستشفى "في حالة خطيرة"، مرجحا ارتفاع أعداد الشهداء خلال الساعات القادمة.
وقصف الجيش الإسرائيلي مطعم "التايلندني" ومفترق "بالميرا" الواقعان في شارع الوحدة بمنطقة مكتظة بالمواطنين وتضم عددا من المحال والبسطات (العربات) التجارية، في وقت متزامن ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إن من بين ضحايا المجزرة الصحفي يحيى صبيح، ما يرفع حصيلة ضحايا الصحفيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 214 صحفيا.
وتداول ناشطون فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، توثق مشاهد مروعة للحظة القصف الإسرائيلي على هذه المنطقة.
وأظهرت المشاهد جثثا ومصابين متناثرون في شارع الوحدة مضرجين بدمائهم، حيث هرع المواطنون وسط الدخان الكثيف الناجم عن القصف لمحاولة إنقاذ المصابين وانتشال القتلى.
ويواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين، وسط إدانات محلية وأممية ودون مواقف عملية لمنع تكرارها.
وتأتي هذه المجازر وسط سياسة تجويع ممنهجة يتبعها الاحتلال بحق فلسطيني القطاع، حيث تقول مراكز حقوقية وأممية ودول إن "إسرائيل تستخدم المساعدات سلاحا ضد فلسطينيي غزة، وورقة تفاوض للضغط على حركة حماس لإجبارها على القبول بشروطها".
وفي وقت سابق، استشهد 31 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون، بينهم أطفال، في مجزرتين متتاليتين ارتكبهما جيش الاحتلال بقصف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
تعليق "حماس"
بدورها، قالت حركة حماس في بيان، إن "جيش الاحتلال يواصل عدوانه الهمجي، مستهدفًا التجمّعات المدنية بشكل متعمّد، من مراكز الإيواء والنزوح إلى نقاط توزيع الطعام، في إطار حرب إبادة ممنهجة تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين العزّل، وكسر إرادة شعبنا عبر القتل والتجويع والحصار".
وطالبت الحركة "بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف هذا المسلسل الإجرامي، وردع حكومة الاحتلال الإرهابية، التي تمعن في ارتكاب جرائم الحرب والتطهير العرقي بحق المدنيين الأبرياء، في ظل صمت دولي مريب".
ودعت جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم كافة، إلى تصعيد الحراك الشعبي بكافة الوسائل الممكنة، دعما لصمود الشعب الفلسطيني، ورفضا للإبادة الجماعية والتجويع، ومطالبة بمحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية.
صور فلسطين أون لاين| مشاهد من تشييع جثامين عدد من الشهداء -بعضهم أطفال- في مجزرة إسرائيلية جديدة ارتُكبت بحق عشرات المواطنين المدنيين قرب مطعم وسوق شعبي بشارع الوحدة غرب مدينة غزة.
تصوير: محمود أبو حصيرة pic.twitter.com/b6iadLIgaK
الاحتلال المجرم قتل اليوم الصحفي (يحيى صبيح) في مجزرة قصفه لمطعم مكتظ بالمدنيين في غزة.. وكان الصحفي صبيح قد رزق صباح اليوم بمولودته البكر.#وللحديث_بقايا pic.twitter.com/qxHesbdqb6
— د. إسماعيل الثوابتة #غزة (@ismailalthwabta) May 7, 2025اللحظات الأولى بعد ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة في مطعم التايلندي و سوق شعبي في مدينة غزة#مجلة_الهدهد pic.twitter.com/UFSSdjOKYR
— Al-Hudhud Magazine مجلة الهدهد (@AlHudhudmag) May 7, 2025مشهد مفجع لوالدة الطفل قاسم محمود وهي تضمه بشدة وتبكي، بعدما قتله الاحتلال في مجزرة استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريج وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/vuuh2d52MU
— Dr. Vasfi Aşur Ebuzeyd - د. وصفي عاشور أبو زيد (@dr_wasfy) May 7, 2025