بوابة الوفد:
2025-06-23@07:06:52 GMT

«الفلسفة والنقد».. دعائم التفكير الناقد

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

إن التفكير الناقد هو أحد أنماط التفكير التي نستخدمها جميعًا في أمور حيتنا اليومية، وهو مفهوم مركب، له ارتباطات بعدد غير محدود من السلوكيات في عدد غير محدود من المواقف والأوضاع، وهو متداخل مع مفاهيم أخرى كالمنطق وحل المشكلة والتعلم ونظرية المعرفة، وقدم لنا جون ديوي تعريفًا مبسطًا لذلك النشاط الفكري قائلًا: "نه التمهل في إعطاء الأحكام وتعليقها لحين التحقق من الأمر".

والسؤال الآن، ما هي دعائم ذلك النشاط الفكري المسمى بالتفكير الناقد؟ وبعبارة أخرى، ما هي علاقة التفكير الناقد بالفلسفة والنقد؟ 

عزيزي القارئ للنقد جانبين، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، وإذا ما أردنا أن يكون النقد عقليًا فلا يمكن أن تغيب عنه أي من الجانبين تمامًا. والناقد ما هو إلا قارئ يثير تساؤلًا حول مدي صحة ما يقرأه وللإجابة عن هذا التساؤل، فإنه يحاول أن يفصل العناصر الصحيحة عن العناصر الخاطئة في العمل الذي يقوم بنقده. ولا ينبغي أن يكون الناقد باحثًا عن الصراع، داعيًا إلى هدر الطاقات، أو يمسك بالسكين لاقتلاع الجذور، عليه أن يكون مرشدًا، معلمًا، ملهمًا.

أي أنه يكون الناقد الكامل هو من يقرأ العمل بالروح نفسها التي كتب بها المؤلف عمله، كما يجب أن ينظر إلى العمل في شموله، ولا يسعي إلى تصيد الاخطاء، بل عليه أن يتوخى الموضوعية، وألا يملي عليه أحد رأيًا. يقصد بالفهم ما يعنيه التأسيس والسؤال عما إذا كان ما يتبعه صحيحًا موقفان متميزان إلا انهما لا ينفصلان، ومحاولة الفهم دون النقد ما هي إلا رفض للمشاركة في عملية التأسيس. ويعد هذا الموقف الناقد من التأسيس عنصرًا جوهريًا في تدشينه. إلا أن النقد لن يأتي بالهدف المرجو منه دون استخدام الفلسفة وسيلة تمكنه من بلوغ ذلك الدور، أي انها الأداة التي بمقتضاها يستطيع الناقد أن يغزل بها ما يشاء في عمله.  

حيث أن الفلسفة تُعرف على أنها رؤية تهدف إلى تحرير العقول من الأهواء وتخفيف حدة التوتر في الحياة الاجتماعية السائدة ويجعل من البيئة مصدرًا أداتيًا لغرس المعايير الأخلاقية في النفوس البشرية ويحصر مهمتها في قوله: "إن الوظيفة المميزة للفلسفة، وان مشكلات الفلسفة ومادتها، إنما تنشأ عما يحدث من ضروب التوتر في الحياة الاجتماعية التي منها ينشأ لون بعينه من ألوان الفلسفة"، ويعتقد أن الفلسفة كان لها دور كبير في ظهور الحركة العلمية كعلم الفلك والفيزياء والتاريخ يثبت أن المناقشات الفلسفية التي اكتسحت مجالات الحياة قد أنجزت عملًا كبيرًا إذ لولاها لما وصل العلم إلى ما هو عليه اليوم.

كما أنه من التعريفات السائدة للفلسفة اعتبارها نظامًا من الأفكار والرؤى والتصورات المرتبطة بزمان ومكان معينين، وهي نظام فكري يتعلق بالجوانب والعناصر الكبرى في حياة الإنسان ككائن وجودي وأخلاقي وعاقل، وهكذا حددت الفلسفة كممارسة أنطولوجية وأخلاقية ومعرفية، غير أن هذا التحديد على شموليته وعموميته يغفل كون الفلسفة ليست فقط مضمونًا ومحتوى فكريًا، بل إنها وبالأساس طريقة تقديم وعرض ذلك المضمون، ليس الفيلسوف هو من يبني النسق الفكري، ولكن أيضًا من يحسن منهجية وبلورة ذلك الفكر وعرضه ونقله للآخرين. وبالتالي فإذا كانت الفلسفة هي الأداة اللازمة للناقد لمواصلة عمله، فإنهما معًا ينتُجان ذلك النشاط العقلية المسمى بالتفكير الناقد.

واخيرًا، إن التفكير الناقد هو تفكير تأملي محكوم بقواعد المنطق والتحليل، وهو نتاج لمظاهر معرفية متعددة كمعرفة الافتراضات والتفسير وتقويم المناقشات والاستنباط والاستنتاج، كما أنه عملية تقويمية تستخدم قواعد الاستدلال المنطقي في التعامل مع المتغيرات، كما يعد عملية عقلية مركبة من مهارات وميول. وفي عبارة واحدة أنه التفاعل بين الفلسفة والنقد البنَّاء، لإنتاج فهمًا سليمًا وتكوين صورة معرفية صحيحة.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التفکیر الناقد

إقرأ أيضاً:

iPhone 17 Air.. أنحف آيفون على الإطلاق| هل يكون على حساب البطارية؟

تفصلنا أقل من ثلاثة أشهر عن الكشف عن سلسلة هواتف iPhone 17 الجديدة، ويبدو أن الأنظار ستكون موجهة نحو إصدار جديد كليًا يُطلق عليه اسم iPhone 17 Air، والذي يُشاع أنه سيكون أنحف هاتف تنتجه آبل في تاريخها.

نحافة فائقة تتفوق على الآيباد

وفقًا للتقارير، فإن iPhone 17 Air قد يصل سُمكه إلى 5.5 ملم فقط، مما يجعله أنحف من iPhone 6 الذي يبلغ سُمكه 6.9 ملم، وكذلك أنحف من جهاز iPad Air بمعالج M4 بسُمك 6.1 ملم، وحتى أنحف من iPad Pro بشاشته الـ 11 إنش وسُمكه البالغ 5.3 ملم.

المعالج والذاكرة والذكاء الاصطناعي

من المتوقع أن يعمل الهاتف الجديد بمعالج A19 وليس A19 Pro، إلى جانب ذاكرة عشوائية بسعة 8 جيجابايت من نوع LPDDR5، وهي سعة كافية لتشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة من آبل تحت مظلة Apple Intelligence.

قيود البطارية في التصميم النحيف

ومع هذا التصميم شديد النحافة، تُطرح تساؤلات جدية حول قدرة البطارية في الجهاز، خاصةً أن المساحة الداخلية لا تسمح بإدخال بطارية كبيرة الحجم.

أشارت تقارير حديثة من كوريا الجنوبية إلى أن المستخدمين الذين يخططون لشراء iPhone 17 Air قد يكون من الأفضل لهم الانتظار حتى عام 2027 لشراء iPhone 19 Air، الذي من المتوقع أن يحل مشكلات استهلاك الطاقة عبر استخدام شاشة أكثر كفاءة.

تقنية شاشة جديدة في الأفق

تعمل آبل على اختبار شاشة OLED تعتمد على تقنية LTPO TFT الجديدة (الترانزستور بالأكسيد متعدد التبلور منخفض الحرارة)، والتي يمكن أن تقلل من استهلاك الشاشة للطاقة، ما يساهم في تحسين عمر البطارية بشكل كبير.

 لم تُقرر آبل بعد ما إذا كانت ستستخدم هذه التقنية، ومن المتوقع أن تُتخذ هذه القرار خلال الربع الثالث من عام 2025.

هل عليك الانتظار حتى iPhone 19 Air؟

إذا قررت آبل دمج التقنية الجديدة في شاشات iPhone 19 Air، فقد يكون الانتظار حتى عام 2027 خيارًا منطقيًا لمن يهتم بعمر البطارية. سيوفر لك هذا الوقت أيضًا فرصة لتقييم ما إذا كان التصميم شديد النحافة يناسب استخدامك اليومي فعلًا.

iPhone 17 Air قد يحمل تجربة تصميم أنيق وغير مسبوق من حيث النحافة، لكنه على الأرجح سيكون محدودًا من حيث البطارية.

يفضل المستخدمون الراغبون في الأداء الكامل قد الانتظار حتى الجيل القادم الذي سيوازن بين التصميم الفائق والنشاط اليومي دون الحاجة إلى الشحن المتكرر.

طباعة شارك iPhone 17 Air iPhone Apple Intelligence

مقالات مشابهة

  • iPhone 17 Air.. أنحف آيفون على الإطلاق| هل يكون على حساب البطارية؟
  • موعد اختبار القبول لبرنامج دكتوراه الفلسفة بجامعة الباحة
  • جامعة الباحة تُعلن موعد اختبار القبول لبرنامج الدكتوراه للعام الجامعي 1447هـ
  • التفكير النقدي في ظل المتغيرات العالمية
  • كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة
  • حسب أبحاث آبل.. الذكاء الاصطناعي غير قادر على التفكير العميق
  • نائب جزائري يفجر جدلاً واسعاً بطلب إلغاء مادة من البرنامج الدراسي لطلبة الثانوية
  • طبيب يوضح كيفية التخلص من التفكير الزائد نهائيًا .. فيديو
  • الفلسفة السياسية والنظرية السياسية (1): لغة الخطاب
  • الغامدي: الهلال سيسجل اسمه بحروف من ذهب في البطولة ..فيديو