نائب وزير الصناعة لشؤون التعدين: المملكة تعزز استثماراتها لدعم التعدين الأفريقي عبر نقل المعرفة والشراكات الإستراتيجية
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
أكد معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، خلال مشاركته في مؤتمر التعدين الأفريقي 2025 “إندابا”، أهمية تعزيز التعاون الدولي في قطاع التعدين لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع عالميًا، مشيرًا إلى أن الشراكات العالمية والاستثمارات الإستراتيجية ليست مجرد خيار، بل ضرورة مُلحة لضمان استدامة سلاسل الإمداد المعدنية وتأمين المعادن الحرجة اللازمة للتحول في مجال الطاقة على مستوى العالم.
وأوضح أن الدول الغنية بالموارد خاصة في أفريقيا، تمتلك فرصًا كبيرة لتعزيز دورها في السوق العالمي من خلال تطوير بنيتها التحتية، والاستفادة من أحدث التقنيات، وتنفيذ سياسات داعمة للاستثمار، مشيرًا إلى أن البنية التحتية المعدنية تُعد عنصرًا أساسيًا في تأمين الإمدادات المستدامة للمعادن الحيوية.
ونوّه في هذا الصدد بنجاح ممر لوبيتو، الذي يربط أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا، باعتباره يمثل أنموذجًا رائدًا لكيفية مساهمة الاستثمار في النقل والخدمات اللوجستية في دعم قطاع التعدين وتعزيز التجارة بين الدول.
ولفت المديفر النظر إلى أن خمسة من بين سبعة ممرات معدنية تم تحديدها خلال الاجتماع الوزاري الرابع لمؤتمر التعدين الدولي تقع في أفريقيا، مما يعكس الدور المحوري للقارة في سلاسل الإمداد العالمية، مبينًا أن هذه الممرات المعدنية ستكون ضمن الأولويات لكونها عنصرًا أساسيًا في تعزيز التنمية من خلال مكونات البنية التحتية، وضمان إمداد مستقر وفي الوقت المناسب بالمعادن الحيوية لقطاعات تحول الطاقة والصناعات الحديثة.
اقرأ أيضاًالمملكةسلطنة عُمان تُعرب عن رفضها للتصريحات الإسرائيلية بحق المملكة
وتطرّق معاليه إلى الجهود التي بُذلت في سبيل تحويل قطاع التعدين في المملكة، وتضمّنت البدء بتدشين أكبر وأحدث مسح جيولوجي إقليمي في العالم على مساحة 700,000 كيلومتر مربع من الدرع العربي، وجرى إطلاق النسخة الأولى من قاعدة المعلومات الجيولوجية الوطنية التي تحتوي على 80 عامًا من السجلات الجيولوجية في المملكة، وإصدار نظام الاستثمار التعديني الذي يتسم بالتنافسية والشفافية والوضوح، ويتبنى المبادئ الجديدة للاستدامة البيئية والاجتماعية، وإطلاق برنامج الاستكشاف المسرّع، لإصدار الرخص للمستثمرين ذوي الكفاءة العالية والمهتمين بالمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى تطوير منصة ترخيص رقمية لإصدار التراخيص في مدة قياسية على المستوى العالمي.
وأشار إلى التزام المملكة بدعم قطاع التعدين في أفريقيا من خلال الاستثمارات، ونقل المعرفة، وبناء الشراكات الإستراتيجية، مؤكدًا على الدور الذي ينهض به مؤتمر التعدين الدولي الذي أطلقته المملكة، الذي يُعد منصة عالمية لتعزيز التعاون الدولي في قطاع التعدين، وإيجاد صوت أقوى للمناطق الأقل تمثيلًا، مثل آسيا وأفريقيا، مع التركيز على أهمية تطوير البنية التحتية الإقليمية لضمان إمدادات مستدامة من المعادن.
كما أكّد على التزام الاجتماع الوزاري الدولي بدعم قطاع التعدين في أفريقيا من خلال إطلاق مبادرات إستراتيجية تعزز قدرات الدول المنتجة وتمكنها من لعب دور أكبر في سلاسل الإمداد العالمية.
وأوضح معاليه أن الاجتماع الوزاري أطلق تسعة مراكز تميز في أفريقيا وآسيا، تهدف إلى بناء القدرات التقنية وتدريب المواهب الشابة، إلى جانب تطوير إطار دولي للمعادن الحيوية لدعم الدول المنتجة وتعزيز مكانتها في السوق العالمي، إضافة إلى دعوة الاجتماع للاستثمار في ممرات البنية التحتية المعدنية، حيث تم تحديد سبعة ممرات رئيسة، يقع خمسة منها في أفريقيا، وذلك لتعزيز التكامل بين الدول المنتجة وضمان تدفقات آمنة ومستدامة للمعادن الحرجة.
ومن جانب آخر، دعا معاليه المؤسسات المالية الدولية والمنظمات متعددة الأطراف إلى إطلاق المزيد من الاستثمارات والتمويل لدعم تطوير البنية التحتية لقطاع التعدين في أفريقيا، مجددًا التأكيد على أن تطوير ممرات معدنية مثل ممر لوبيتو، يُعد خطوة حيوية نحو تعزيز سلاسل الإمداد العالمية وتأمين المعادن الضرورية لأسواق المستقبل.
وفي ختام كلمته، أكّد المديفر أن تحول الطاقة يتطلب قرارات جريئة، وأن أفريقيا تملك المفتاح المطلوب لتنفيذ هذه القرارات، مشددًا على ضرورة ضمان استفادة الدول الغنية بالموارد من النمو في قطاع التعدين.
يذكر أن معاليه التقى -على هامش المؤتمر- عددًا من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص لبحث سبل تعزيز التعاون في قطاع التعدين والمعادن في أفريقيا، وتناولت تلك اللقاءات أهمية توحيد الجهود بين الحكومات والمستثمرين وقادة الصناعة، والتعاون مع المملكة لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاع التعدين الأفريقي، وضمان إمداد مستدام وعادل ومسؤول بالمعادن الحيوية للمستقبل.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی قطاع التعدین قطاع التعدین فی البنیة التحتیة سلاسل الإمداد فی أفریقیا من خلال
إقرأ أيضاً:
“الآثار السالبة الناتجة عن أنشطة التعدين التقليدي”.. عضو مجلس السيادة د. نوارة أبو محمد تلتقي مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية
التقى عضو مجلس السيادة الانتقالي، د. نوارة أبو محمد محمد طاهر، اليوم مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، المهندس محمد طاهر عمر.وتناول اللقاء عدداً من القضايا الاستراتيجية المتعلقة بتطوير قطاع التعدين في السودان وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني، كما أمن اللقاء على اهمية تطوير هذا القطاع الحيوي، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية للاقتصاد السوداني، من خلال تحديث البنية التشريعية والتنظيمية، وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتوسيع مظلة الإنتاج المنظم، بما يعزز العوائد العامة ويوفر فرص عمل مستدامة.كما استعرض اللقاء آليات ترسيخ الشفافية والحكم الرشيد في إدارة الموارد المعدنية، عبر تعزيز نظم الرقابة والمحاسبة، وتطبيق أفضل المعايير الدولية في إدارة القطاع، بما يضمن الاستخدام الأمثل للثروات المعدنية لصالح الدولة والمجتمع.وشدد اللقاء على ضرورة بناء خطط استجابة عاجلة في جميع المجالات المرتبطة بالمناطق المنتجة للمعادن، بما في ذلك الصحة، التعليم، البنية التحتية، والبيئة، بهدف الحد من الآثار السالبة الناتجة عن أنشطة التعدين التقليدي، وتحسين أوضاع السكان المحليين.وأكدت عضو السيادي د. نوارة على أهمية دعم المجتمعات المحلية في مناطق الإنتاج، من خلال برامج المسؤولية المجتمعية، وتوفير الخدمات الأساسية، والمشاركة العادلة في العائدات، لتحقيق التنمية المتوازنة والشاملة.من جانبه، قدم المهندس محمد طاهر عمر عرضاً مفصلاً حول جهود الشركة في تنظيم وتطوير قطاع التعدين، بما يشمل تقنين التعدين التقليدي، والحد من الأنشطة غير القانونية، وزيادة التنسيق مع الولايات وأجهزة الحكم المحلي، مؤكداً التزام الشركة بدورها الوطني في قيادة قطاع التعدين نحو التنمية المستدامة.ويأتي هذا اللقاء في إطار اهتمام مجلس السيادة الانتقالي بتعزيز الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية، وتفعيل الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وضمان أن تنعكس عائدات الموارد المعدنية على تحسين حياة المواطنين وتحقيق تطلعاتهم في التنمية والرفاه.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب