ماذا يحدث في الأردن؟ كان هذا السؤال الأكثر انتشارا على منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان السلطات الأردنية، يوم أمس الثلاثاء، اعتقال 16 شخصا بتهمة التورط في تصنيع صواريخ ومسيّرات بهدف "إثارة الفوضى والتخريب داخل المملكة".

وذكرت السلطات، أن هؤلاء الأشخاص كانوا متورطين في نشاطات غير مشروعة تابعتها دائرة المخابرات العامة بدقة منذ عام 2021.

ونشرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) على حسابها في منصة "إكس" مقطع فيديو يظهر فيه بعض المعتقلين وهم يتحدثون عن تفاصيل مخططاتهم، إضافة إلى عرض مستودعات تخزين وتصنيع أسلحة اكتشفت.

في الفيديو، ظهر أحد المتهمين ليقول، إنهم زاروا لبنان حيث تلقوا تدريبا في مخرطة داخل كراج إحدى البنايات في طرق تشغيل وتصنيع الأسلحة. كما صرح متهم آخر أنه التقى في إحدى الدول العربية عضوا في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أعطاه مبلغا ماليا طالبا منه إحضاره إلى الأردن وتسليمه إلى عضو آخر في الشبكة.

فيديو يكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة#بترا #الأردن pic.twitter.com/ODCqWXpiEd

— Jordan News Agency (@Petranews) April 15, 2025

وعقب ذلك، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانا نفت فيه أي صلة لها بهذا الموضوع.

إعلان

وأكدت أن ما أعلنته الحكومة يتعلق بأعمال فردية على خلفية دعم المقاومة الفلسطينية، مشددة على أنه "لا علم لنا بها ولا صلة لنا بها".

هذا الحدث أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن، حيث انقسمت الآراء. بعضهم طالب السلطات الأردنية بالتصدي بحزم لأي جهة أو تنظيم أو فرد يهدد أمن الوطن؛ بينما شكك آخرون في الرواية الرسمية وتساءلوا عن دقة التفاصيل، منها شكل الصواريخ والمدة الزمنية اللازمة لتصنيعها.

وبين ردود الأفعال المتباينة على منصات التواصل كتب أحد المغردين متسائلًا:

"أنا داعم لغزة منذ بداية المعركة بكل ما أستطيع، وأعتبره واجبًا دينيًا وأخلاقيًا وقوميًا، لكن ما علاقة غزة بما حدث في الأردن؟ وهل العبث بأمن الأردن يخدم القضية الفلسطينية عموما وغزة خصوصا؟ أليست الأردن دولة عربية مسلمة ونصرتها واجبة إذا ما تعرضت لخطر؟".

حمّى الله الأردن قيادةً وشعبًا ومؤسسات وجيشًا وأجهزة أمنية ❤️????????#الأردن#يوم_العلم_الأردني pic.twitter.com/bV3MtTjYn9

— Ossayd Rababah (@ossayd191) April 16, 2025

من جهة أخرى، أشار آخرون إلى أهمية التعامل بذكاء مع الرواية الرسمية بعيدًا عن التشكيك المبالغ فيه. أحد المغردين كتب:

"من يدعي المهنية والمصداقية بذكاء يحاول التشكيك في الرواية الرسمية أو تجاهل بعض التفاصيل، بينما ينظر إلى رواية الإخوان وكأنها حق لا جدال فيه. البحث والسؤال يجب أن يطال الروايتين معًا".

ملفت من يدعي المهنية والمصداقية بذكاء فاضح التشكيك بالرواية الرسمية او السؤال عن تفاصيل او تجاهل تفاصيل أو مطالبة الناس بالتروي والتحقيق أما رواية الاخوان فهي :حق راسخ للتعبير والتبرير دون ادنى سؤال او تشكيك بتفصيل
نصيحة:البحث والسؤال يطال الروايتين #عيب_عليهم #الأردن

— Etaf Roudan عطاف الروضان (@EtafRoudan) April 16, 2025

إعلان

في المقابل، شكك آخرون في الرواية الرسمية وأشاروا إلى أنه:

"لا يوجد أردني عاقل يؤيد عملًا مسلحًا ضد أي جهة داخل الأردن، ولا يمكن تحميل مسؤولية تورط أحد الأفراد لجماعة سياسية بأكملها إذا كانت تنتهج منهجا سلميا منذ عقود. حتى أجهزة الدولة قد يشهد بعض منتسبيها مخالفات، فهل يُدان الكيان بأكمله؟ هناك حلقات مفقودة وأسئلة تنتظر الإجابات".

هذا أحسن وقت عند البعض لتصفية الخصومة وتخوين من تشاء كيفما تشاء وعلى مطلقه..
روح طالعة

— Khair Eddin Aljabri (@Khair_Aljabri) April 15, 2025

كما أضاف آخرون أن: "الأردن تاريخيا معروف بأنه يتمتع باستقرار سياسي وأن الأحزاب والجماعات والتنظيمات تحت رقابة مشددة ولا تخرج عن النص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الروایة الرسمیة فی الأردن

إقرأ أيضاً:

إغلاق مضيق هرمز .. ماذا قد يحدث إذا نفذت إيران تهديدها؟

القاهرة (زمان التركية)ــ مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل وتحولها إلى صراع عسكري مفتوح، بدأت الأسواق العالمية تشعر بتداعياته. ومن أبرز هذه التأثيرات المباشرة الارتفاع الحاد في أسعار النفط، الذي يحذر المحللون من أنه قد يصل إلى مستويات غير مسبوقة – قد تصل إلى 200-300 دولار للبرميل – إذا تدهور الوضع أكثر. لكن الخطر الحقيقي قد لا يكمن فقط في المواجهة العسكرية نفسها، بل في خطوة جيوسياسية لطالما ألمحت إليها طهران، وهي إغلاق مضيق هرمز.

صدر هذا التحذير مؤخرًا عن إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني. وفي حديثه لوكالة أنباء “ركنا” الإيرانية، صرّح بأن إغلاق مضيق هرمز يُدرس بجدية، وأن إيران “لن تتردد في اتخاذ مثل هذا القرار” إذا ما تعرضت مصالحها الوطنية للتهديد. وهذا ليس تهديدًا فارغًا، فالأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمضيق تجعل مثل هذه الخطوة ضربةً قاضيةً محتملةً للاقتصاد العالمي.

أهمية مضيق هرمز

مضيق هرمز ممر مائي ضيق يبلغ طوله حوالي 195 كيلومترًا، ويقع بين شبه الجزيرة العربية وإيران. ويشكل رابطًا بحريًا حيويًا بين الخليج العربي وخليج عُمان، ويتصل في نهاية المطاف ببحر العرب. ويُشار إليه غالبًا بأنه بوابة الخليج العربي، وهو ممر حيوي لإمدادات الطاقة العالمية: إذ يمر عبره حوالي 30% من الغاز الطبيعي المسال في العالم وحوالي 20% من إجمالي النفط والمنتجات البترولية المتداولة دوليًا. ويتعين على كل سفينة تغادر الخليج العربي الغني بالنفط – بما في ذلك السفن القادمة من العراق والكويت والبحرين وقطر – أن تعبر هذا الممر المائي للوصول إلى البحار المفتوحة.

في ظل تصاعد الأعمال العدائية، أفادت التقارير أن إسرائيل تستعد لتكثيف حملتها العسكرية ضد البنية التحتية النفطية والغازية الحيوية لإيران. وتشمل الأهداف المحتملة حقول النفط والمصافي وخطوط الأنابيب ومحطات التصدير. وفي حال تدمير هذه المنشآت، لن تخسر إيران ركيزتها الاقتصادية فحسب، بل ستُحرم أيضًا من الموارد اللازمة للتعافي بعد الحرب. وفي مواجهة التهديدات الاقتصادية الوجودية، قد تختار طهران الرد بإغلاق المضيق، وهي خطوة قد تُحدث صدمة في الأسواق العالمية.

تُصدّر إيران حاليًا حوالي 1.5 مليون برميل نفط يوميًا. ومن شأن أي فقدان مفاجئ لهذه القدرة التصديرية أن يدفع البلاد نحو أزمة اقتصادية حادة، لكن عواقبها ستكون عالمية. أسعار النفط ترتفع بالفعل، وإن كان تدريجيًا. ومع ذلك، من الواضح أن الأسواق تُحبس أنفاسها، غير متأكدة من مدى تفاقم المواجهة الإيرانية الإسرائيلية. ما يتضح بشكل متزايد هو أن الصراع لا يهدأ؛ بل إنه يتصاعد. تواصل إسرائيل ضرباتها بعزم، وإيران ترد بهجمات مضادة مدروسة ومدروسة، مما يخلق حلقة خطيرة من الانتقام.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران التهديد بإغلاق مضيق هرمز كورقة مساومة استراتيجية. ففي عام ٢٠١٨، حذّر الرئيس الإيراني آنذاك، حسن روحاني، من أنه إذا حاولت الولايات المتحدة وقف صادرات النفط الإيرانية، فإن طهران ستضمن عدم خروج أي نفط من الخليج العربي على الإطلاق. وكان هذا ردًا مباشرًا على العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب. وصدر تحذير مماثل في عام ٢٠١١، عندما هددت إيران بمنع شحنات النفط عبر المضيق ردًا على العقوبات الأمريكية والأوروبية.

بالنظر إلى الماضي، تُذكّرنا ما سُمّي “حرب الناقلات” بين عامي 1984 و1987 خلال الصراع الإيراني العراقي بمدى هشاشة هذا الطريق الرئيسي للنقل. خلال تلك الفترة، أصبحت ناقلات النفط التجارية هدفًا لضربات عسكرية، ورغم عدم إعلان أي طرف النصر، إلا أن الهجمات أعاقت تجارة النفط بشدة وزادت من التقلبات في المنطقة. ومن المثير للاهتمام أن أسعار النفط لم تشهد ارتفاعًا حادًا آنذاك، حيث ظلت عند حوالي 30 دولارًا للبرميل، مما دفع بعض المحللين المعاصرين إلى القول إن الوضع الحالي قد لا يُسبب بالضرورة صدمة نفطية طويلة الأمد. ومع ذلك، يُحذّر آخرون من أن الترابط العالمي الحالي في مجال الطاقة، وانخفاض الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، وتزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي، تجعل الخطر الحالي أكبر بكثير.

يشير المشككون أيضًا إلى أن إيران قد تمتنع في نهاية المطاف عن إغلاق المضيق، مستخدمةً التهديد كرادع لا كإجراء فعلي. ومع ذلك، فإن مجرد احتمالية اتخاذ مثل هذه الخطوة لا تزال تثير قلقًا في المراكز المالية والسياسية حول العالم.

تداعيات غلق مضيق هرمز

إذا نفذت إيران تهديدها، فستكون التداعيات بعيدة المدى. لن يقتصر تأثيرها على الدول المستهلكة للنفط – المستهدفة المفترضة لمثل هذه الخطوة – بل سيشمل أيضًا جيران إيران الإقليميين وشركائها من منتجي النفط. تعتمد دول الخليج، بما فيها الإمارات العربية المتحدة والكويت وعُمان والعراق، اعتمادًا كبيرًا على مضيق هرمز لصادراتها النفطية. ومن المفارقات أن العديد من هذه الدول لديها علاقات متوترة مع إيران، وستتكبد أضرارًا جانبية. حتى المملكة العربية السعودية، التي لطالما شغّلت خط أنابيب بديلًا إلى البحر الأحمر، لن تكون بمنأى عن ذلك. فرغم أن هذا الخط يوفر بديلًا استراتيجيًا، إلا أنه لا يستطيع تعويض الكمية التي تتدفق عبر المضيق بشكل كامل.

للتخفيف من حدة تهديدات مماثلة في الماضي، طوّرت الدول حلولاً بديلة. في عام ٢٠١٢، وفي خضم جولة أخرى من التوترات، أعادت المملكة العربية السعودية تفعيل خط أنابيب نفط بناه صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي لتجاوز إيران. يربط هذا الخط حقول النفط في العراق بساحل البحر الأحمر، ورغم توقفه لسنوات بسبب الاضطرابات الجيوسياسية، فقد أصلحه السعوديون وأعادوه إلى الخدمة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في العام نفسه، أطلقت الإمارات العربية المتحدة خط أنابيب رئيسيًا آخر يلتف حول المضيق، بُني خصيصًا لمواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة.

يمكن لهذه الطرق البديلة مجتمعةً نقل ما يقارب 3.1 مليون برميل يوميًا، وهو جزء ضئيل من حوالي 20 مليون برميل تمر عبر المضيق يوميًا. تُبرز هذه الفجوة الكبيرة مدى أهمية المضيق، رغم جهود التنويع الاقتصادي.

يبقى قرار إيران النهائي بإغلاق مضيق هرمز سؤالاً مفتوحاً. لكن الواضح هو أن الصراع العسكري المتفاقم بين طهران وتل أبيب قد دفع المنطقة – والعالم – إلى شفا أزمة جديدة. وفي هذا السياق، قد يكون ارتفاع أسعار النفط آخر ما يشغلنا.

Tags: أين يقع مضيق هرمزإغلاق مضيق هرمزتهديد إيران بإغلاق مضيق هرمزمضيق هرمز

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الشوكولاتة الداكنة؟
  • الأردن يعلن حجب تطبيقات التراسل في مواقع محددة .. تفاصيل
  • بارّاك في بيروت مع رسالة تحذير.. تنسيق مستمر بين السلطات الرسمية وحزب الله
  • لدغات القراد تصل إلى البرلمان التركي.. ماذا يحدث؟
  • طالبة التجمع تحاول إنهاء حياتها..ماذا حدث داخل منزل كارما؟ تفاصيل
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الذرة المسلوقة؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول البابريكا بانتظام؟ اكتشف المفاجأة
  • إغلاق مضيق هرمز .. ماذا قد يحدث إذا نفذت إيران تهديدها؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الملوخية؟
  • كيف علق مغردون على مشاهد هروب الإسرائيليين من الصواريخ الإيرانية؟