معهد هودسون الأمريكي يوصي إدارة ترامب بتصنيف البوليساريو تنظيماً إرهابياً يهدد مصالح الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
زنقة 20. الرباط
نشر معهد هدسون العريق مؤخرًا تقريرًا حاسمًا بعنوان: “الحجة الاستراتيجية لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية“. وفي صفحاته، يعرض بوضوح ما دأب المغرب على التحذير منه منذ عقود: جبهة البوليساريو لا تمثل حركة تحرر حقيقية، بل تتصرف كميليشيا شبه عسكرية تعمل على زعزعة الاستقرار، وتخدم أجندات أجنبية معادية لأمن المنطقة واستقرارها.
يفتتح التقرير بتحذير صارخ: “لم يعد نزاع الصحراء الغربية نزاعًا مجمّدًا. لقد تحول إلى جبهة متقلبة تُهدد بشكل مباشر مصالح الأمن القومي الأمريكي“. وفي هذا السياق، تبرز جبهة البوليساريو كفاعل خطير، ليس بسبب مزاعمها السياسية، بل نتيجة ارتباطها الوثيق بالإرهاب، وضلوعها في شبكات تهريب الأسلحة، ودورها كأداة تنفيذية تخدم الأجندات الإيرانية والروسية والصينية في القارة الإفريقية.
تمثل توصية معهد هدسون مطلبًا حازمًا: فهي تدعو الإدارة الأمريكية إلى تصنيف جبهة البوليساريو رسميًا كـ«منظمة إرهابية أجنبية» (FTO حسب اختصارها بالإنجليزية)، وذلك انسجامًا مع الوقائع الموثقة والسياق الجيوسياسي الراهن. ويستند التقرير في مطلبه إلى جملة من الأدلة الصلبة، من بينها: خرق اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991، تحويل المساعدات الإنسانية لتمويل البنية التحتية المسلحة، التعاون الوثيق مع حزب الله وحزب العمال الكردستاني، تسلّم طائرات مسيّرة إيرانية عبر الوساطة الجزائرية، والانخراط في شبكات تهريب تدعم التمردات الجهادية في منطقة الساحل.
في كلمات التقرير نفسه: “تتجاوز أنشطة البوليساريو بكثير المعايير المطلوبة لتصنيفها منظمة إرهابية. نحن لا نتعامل مع حركة سلمية، بل مع تنظيم له تشعبات خطيرة تهدد أرواح الأمريكيين في منطقة الساحل وتقوّض المصالح الاستراتيجية لواشنطن“.
يشير التقرير أيضًا إلى شخصية عدنان أبو وليد الصحراوي، العضو السابق في جبهة البوليساريو وأمير “داعش في الصحراء الكبرى”، المسؤول عن هجمات عديدة، من بينها الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر سنة 2017. ويُعدّ صعوده من مخيمات تندوف إلى قيادة فرع من فروع تنظيم الدولة الإسلامية دليلاً، بحسب معهد هدسون، على أن “النظام المسلح التابع للبوليساريو شكّل حاضنة للتطرف والتجنيد العنيف”.
الارتباط بين البوليساريو والأنظمة الاستبدادية موثَّق على نطاق واسع. وتُعدّ الجزائر الراعي الرئيسي لهذا الكيان، غير أن التقرير يفضح أيضًا تعاون الجبهة مع إيران — من خلال الحرس الثوري وحزب الله — وكذلك مع روسيا والصين، اللتين تستغلان النزاع لتقويض النفوذ الغربي وإعاقة صعود المغرب كقوة إقليمية. ويؤكد التقرير بعبارات صريحة: “البوليساريو لم تعد فاعلاً محلياً، بل تحوّلت إلى أداة في هندسة زعزعة الاستقرار التي تقودها قوى معادية”.
تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO) يمثّل قراراً استراتيجياً عالي القيمة: يعزّز الاستقرار الإقليمي، ويكرّس التحالف مع المغرب — الحليف الرئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو — ويوجّه رسالة حاسمة إلى من يستخدمون الفوضى كأداة جيوسياسية. ويخلص معهد هدسون إلى أن “الجمود لا يؤدي سوى إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة في منطقة لا تُدار إلا بمنطق القوة والوضوح”.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على الولايات المتحدة أن تراهن على الاستقرار والشرعية والتحالف مع من يشتركون معها في القيم نفسها. إن تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط قضية عدالة، بل هو أيضاً ضرورة استراتيجية في ظل مشهد عالمي يزداد اضطراباً وتعقيداً يوماً بعد يوم.
الإرهابتأشيرة الولايات المتحدةجبهة البوليساريوالمصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الإرهاب تأشيرة الولايات المتحدة جبهة البوليساريو جبهة البولیساریو الولایات المتحدة إرهابیة أجنبیة
إقرأ أيضاً:
تهديدات إرهابية تستهدف الإمارات.. وواشنطن ولندن تحذران أبوظبي .. إيران وحفائها في اليمن في قائمة المرشحين
حذرت كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية من عمليات تهديد إرهابية في الإمارات العربية المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في تحذير للمواطنين البريطانيين "احتمال كبير لمحاولة إرهابيين تنفيذ هجمات ارهابية في الإمارات العربية المتحدة".
وذكر موقع " The Maritime Executive " أن وزارات الخارجية عادة ما تصدر تهديدات صريحة بوقوع تهديدات إرهابية في دول أخرى بعد نقاشات داخلية حادة.
في هذه الحالة، يُرجّح استدعاء إدوارد هوبارت، السفير البريطاني في أبوظبي، للاستماع إلى احتجاج صارم من الحكومة الإماراتية، التي ستُشير إلى أن هذا التحذير مُثير للقلق وغير ضروري.
كما أصدرت الولايات المتحدة في اليوم نفسه تحذيرًا مشابهًا، وإن كان أكثر تحديدًا، مُشيرةً إلى أن "بعثة الولايات المتحدة على علم بمعلومات تُشير إلى وجود تهديدات ضد الجاليتين اليهودية والإسرائيلية في الإمارات.
وحثت البعثة المواطنين الأمريكيين على تجنب الأماكن المرتبطة بالجاليتين اليهودية والإسرائيلية في الإمارات، بما في ذلك دور العبادة".
لم يُشر أيٌّ من التحذيرين البريطاني والأمريكي إلى الجهة التي قد تُشكّل مثل هذا التهديد.
وقالت يمكن اعتبار إيران مُرشّحة، لكنها بذلت جهودًا للحفاظ على السلام مع الإمارات. علاوة على ذلك، تعاني المؤسسات الحكومية في إيران، التي يُحتمل وقوفها وراء مثل هذا الهجوم، من حالة من الفوضى حاليًا.
وكان العديد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وقادة الأمن، ممن كانوا يُنسقون مثل هذه الهجمات، ضحايا حرب الأيام الاثني عشر، ولا تزال مناصبهم شاغرة.
ورجحت أن تكون قيادة الحوثيين في اليمن هي المُرشح الأبرز لشنّ حملة إرهابية. فقد أبدت هذه القيادة مؤشرات واضحة على سعيها لتوسيع نطاق حربها ضد المصالح الإسرائيلية، وتحديدًا ضد المؤسسات التجارية التي تربطها علاقات تجارية بإسرائيل.
ومما يعزز دوافعهم لاتخاذ إجراءات، حسب البيان أن تحالف الحوثيين يتعرض لضغوط، وقد عانى في الأسابيع الأخيرة من انشقاقات وعدد من الانشقاقات الداخلية. باستخدام حيلة الديكتاتور المفضلة، يدرك الحوثيون أنه باستهداف عدو خارجي، يمكنهم استغلال المشاعر الشعبية، وبالتالي تأمين قاعدتهم وقبضتهم على السلطة.
تتميز قوات الأمن الداخلي في الخليج بكفاءة وفعالية فائقتين، لذا من المرجح أن تعترض أي هجوم مُخطط له، وسترد بقوة. ومع ذلك، يتمتع الحوثيون أيضًا بخبرة في العمل السري، ويمكنهم الاستعانة بأعداد كبيرة من المغتربين والمتعاطفين معهم لمساعدتهم في شن هجمات.
من بين التحذيرين، يُرجح أن يكون التحذير البريطاني العام هو الأكثر فائدة. فمعظم المغتربين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة يجهلون الروابط التجارية للشركات العالمية العاملة في كل من الإمارات وإسرائيل. لكن هذه الروابط، التي قد تشمل شركات الشحن والخدمات اللوجستية والرحلات البحرية وشركات الطيران وسلاسل البيع بالتجزئة، لن تغيب عن بال خلية حوثية تخطط لاستهداف أهداف لهجمات إرهابية.