شفق نيوز:
2025-06-11@06:47:18 GMT

تلميذ يطعن مشرفة تدريس حتى الموت في فرنسا

تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT

تلميذ يطعن مشرفة تدريس حتى الموت في فرنسا

تلميذ يطعن مشرفة تدريس حتى الموت في فرنسا.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق الانتخابات القمة العربية أحمد الشرع نيجيرفان بارزاني سجن الحلة محافظة البصرة الدفاع بابل بغداد دهوك اقليم كوردستان اربيل المياه السليمانية اربيل بغداد انخفاض اسعار الذهب اسعار النفط أمريكا إيران اليمن سوريا دمشق دوري نجوم العراق كرة القدم العراق أهلي جدة النصر الكورد الفيليون مندلي احمد الحمد كتاب محسن بني ويس العراق الحمى النزفية غبار طقس الموصل يوم الشهيد الفيلي خانقين الانتخابات العراقية فرنسا

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة في مواجهة آلة الموت

 

نهاية ديسمبر من العام 2023، أبادت الطائرات الحربية «لإسرائيل» مربعا سكنيا في النصيرات، استُشهد عشرات الفلسطينيين ومن ضمنهم والد ووالدة وأخ الطفلة ذات *الست* سنوات دانا سمور، وقدّر الله لها أن تحيا رغم أن قوة الانفجار قد ألقتها من علو وسقطت في طرف آخر من المبنى.

عقب التهدئة الأخيرة عادت دانا رفقة جدتها وأقاربها إلى مدينة غزة ثم مع اشتداد القصف والتهديدات المتصاعدة ارتأت الجدة اصطحاب أحفادها للمنطقة الوسطى إلا أن غارة إسرائيلية عاجلتهم في المنطقة الوسطى لتقتل الجدة وأربعة من أحفادها وتُبقي دانا تُصارع الموت في العناية المركزة.

حال دانا كحال جميع أطفال غزة، ففي غزة لا يُولد الطفل ليعيش، بل يُولد في طابور الانتظار على أبواب الشهادة. بين أول صرخة وأول قذيفة، لا وقت للطفولة، ولا متّسع للأحلام. وفي هذا المكان المُتخلى عنه عمدًا، تجتمع كل عناصر الجريمة: الحصار، القصف، الجوع، والخذلان. جريمة لا تكتفي بقتل الأجساد، بل تُمعن في اغتيال البراءة، وتدمير البنى النفسية والإنسانية لأجيال لم تُعطَ حتى فرصة البكاء.

أكثر من 17,900 طفل ارتقوا شهداء منذ أكتوبر 2023، تُكتب أسماؤهم بأحرف دامية في سجلات الأمم المتحدة، بينما تقرؤها أمهاتهم على شواهد القبور. ماتوا في حضن أمهاتهم، تحت أنقاض مدارسهم، وفي مستشفيات بلا دواء. أما من بقي حيًّا، فهو على قوائم الموت القادم من حمم الطائرات الإسرائيلية: 4,000 رضيع يواجهون خطر الموت جوعًا، بلا حليب، بلا ماء، بلا أفق.

هذه ليست مجرد أرقام، بل أجساد غضّة تُحمَل كل صباح على أكتاف صغيرة، لتُدفن على عجل قبل أن تأكلها الكلاب الضالة والقطط الجوعى..

نصّت المادة (24) من اتفاقية حقوق الطفل (1989) على «حق الطفل في التمتع بأعلى مستوى من الصحة»، والمادة (6) على «حقه الأصيل في الحياة»، بينما أكدت اتفاقيات جنيف الرابعة (1949) على حماية الأطفال خلال النزاعات المسلحة.

لكن في غزة، تُنتهك هذه المواد ليس بالخطأ، بل عن عِند وإصرار رغبة في محو جيل والقضاء على عرف.

الحصار يُستخدم كسلاح إبادة، والمساعدات تُعاق، والمستشفيات تُقصف، والمدارس تُستهدف. والنتيجة: جريمة موصوفة بكل المعايير القانونية، مكتملة الأركان، تحت سمع وبصر العالم.

أين محكمة الجنايات الدولية؟ أين مجلس الأمن؟ أين الشعارات التي وُلدت من رحم الإنسانية؟

كلها تقف عاجزة أمام آلة القتل والدمار الإسرائيلية دون إرادة حقيقية لوقف المجازر اليومية.

معابر غزة تحولت من بوابات الحياة إلى، مشانق جماعية فمعبر رفح ليس مجرد

حاجز حدودي، بل هو رمز للخذلان المتكرر. يُفتح ويُغلق وفق المزاج السياسي، لا وفق صراخ الأطفال. وفي ظل التجاذبات الدولية والإقليمية، يُترك 2.2 مليون إنسان، أكثر من نصفهم أطفال، محاصرين خلف جدار الموت.

المواد الإغاثية ممنوعة، الوقود نادر، والدخول مشروط بالتواطؤ. كل هذا يحدث بينما تشير المادة (55) من اتفاقيات جنيف إلى التزام القوة المحتلة بضمان الغذاء والدواء للسكان.لكن غزة ليست بندًا قانونيًا فقط، بل هي سؤال أخلاقي يتردد صداه في ضمير الإنسانية: كيف تُجاع الطفولة أمام الكاميرات؟

لقد سقطت الإنسانية والعدالة الدولية في امتحان غزة، فالتجويع في غزة ليس نتيجة نقص الموارد، بل نتيجة تعمد منعها.

صور الأطفال الذين يُغسَلون بالماء المالح، الرُضّع الذين تُخفّف لهم الأمهات الحليب بالماء، والأطفال الذين يموتون في الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء، ليست مشاهد عابرة، بل شواهد على جريمة إبادة بطيئة.

وفق نظام روما الأساسي، المادة (7) و(8): التجويع المتعمد للسكان المدنيين، وحرمانهم من الوصول إلى الغذاء والدواء، يُعد جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب.

فكم من جريمة يجب أن تُرتكب، قبل أن يتحرك المدّعون الدوليون؟

العالم لا يجهل ما يحدث، بل يراه، يُشاهده، يقرأه، ويختار الصمت. هذا الصمت ليس نابعًا من العجز، بل من التواطؤ. إنه خيانة مكتملة، تُرتكب بربطة عنق، وبيان صحفي، ومصافحة على هامش مؤتمر.

العواصم تُضاء بألوان قوس قزح، والشوارع تمتلئ بزينة الأعياد، بينما أطفال غزة يُدفنون في أكياس بلاستيكية، بلا كفن، بلا نعش، بلا وداع.

ما يجري اليوم في غزة ليس فقط عدوانًا، بل هو مشروع ممنهج لتحطيم المجتمع من جذوره، عبر قتل روحه: أطفاله.

لن يغفر التاريخ لأولئك الذين صمتوا. ولعلّ أولئك الذين ينامون على وسائد ناعمة، يتذكرون أن في غزة طفلًا جائعًا يبكي دون أن يسمعه أحد، وأن هناك أمًّا تُرضع الخوف، وأبًا يكتب اسم ابنه على صخرة بدل شهادة ميلاد.

لقد تم توثيق الجريمة، وتم تحديد الضحية، وتم التعرف على الجلاد. وما تبقى من هذا العالم، إن لم يتحرك الآن، فإن صمته سيكون بحجم الجريمة نفسها. أطفال غزة لا يريدون شفقة، بل عدالة. لا يحتاجون بيانات، بل مواقف. لا ينتظرون مساعدات مؤقتة، بل رفع الحصار الكامل، والمحاسبة، والإنصاف.

وإلى أن يحدث ذلك، سيظل الطفل الغزّي، بابتسامته الضعيفة، ودموع أمه، وسجادة الصلاة تحت ركام المنزل، هو المُرافِع الأصدق أمام محكمة التاريخ.

 

* كاتب وناشط في العمل الإغاثي

مقالات مشابهة

  • حدث وأنت نائم| طالب يطعن زميله بـ «كتر».. وشاب يقتل زوجته في البحيرة
  • اليرموك تعلن حاجتها إلى تعيين أعضاء هيئة تدريس – رابط التقديم
  • أطفال غزة في مواجهة آلة الموت
  • طالب يطعن زميلة بسلاح أبيض بعد امتحانات الدبلومات في الفيوم
  • البعثات الفرنسية بالمغرب تتوقع استقطاب 50 ألف تلميذ في الموسم الدراسي المقبل
  • تلميذ يقتل “مشرفة تدريس” طعنًا أمام إحدى المدارس الفرنسية.. والدوافع مجهولة
  • فرنسا.. مقتل مشرفة تدريس طعنًا على يد تلميذ
  • وفاة مشرفة تدريس فرنسية.. طعنها تلميذ
  • طعَنوه حتى الموت اغتيال عقيد في منزله بعدن