الجامعة العربية تدين تحويل غزة إلى منطقة مجاعة وتطالب بتحرك دولي وضغط أمريكي
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
دعت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي إلى "الإدانة والرفض القاطع" لعمل ما تسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" التي تفتقر إلى الشرعية القانونية والأخلاقية، وضغط واشنطن على "إسرائيل" من أجل فتح كافة المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية فورا.
وطلبت الجامعة العربية من الجزائر والصومال العضوين غير الدائمين بمجلس الأمن، الثلاثاء، مواصلة العمل لعقد جلسة طارئة للمجلس والمطالبة بـ"إصدار قرار يلزم إسرائيل بإنهاء حصارها لقطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية".
أفاد بذلك بيان صادر عن اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين عقد في مقر الجامعة بالقاهرة، وبحث التحرك السياسي والدبلوماسي لمواجهة سياسية التجويع والحصار للشعب الفلسطيني في غزة "سلاح إبادة جماعية"، وصدر عنه عدة قرارات، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
ويأتي ذلك في وقت يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ومع إغلاق "إسرائيل" الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 آذار/ مارس الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
وعبر استخدام حق النقض (الفيتو)، حالت الولايات المتحدة في أكثر من جلسة لمجلس الأمن الدولي، دون إصدار قرار للمجلس يدين ممارسات "إسرائيل" في قطاع غزة أو يوقف حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب بدعم من واشطن على القطاع.
وتضمنت القرارات الصادرة عن الاجتماع، إدانة الجامعة لـ"قيام إسرائيل، بتحويل قطاع غزة إلى منطقة مجاعة وإخضاع الشعب الفلسطيني لظروف قاتلة، واستخدام سياسة التجويع كسالح حرب، وصورة من صور الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".
وطالبت الجامعة، المجتمع الدولي بضرورة "التحرك الفوري، بوقف العدوان والاعتراف بالكارثة والمجاعة الحاصلة في غزة، وكسر الحصار المفروض على القطاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إليه، وتفعيل آليات المحاسبة والمساءلة الدولية تجاه الجرائم الإسرائيلية".
كما دعت المجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة إلى "الضغط على إسرائيل، قوة الاحتلال غير القانوني، من أجل فتح كافة المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية فوارً، لإنقاذ آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، والوقف الفوري وغير المشروط لجريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين بغزة".
وحث اجتماع الجامعة، المجتمع الدولي على مواصلة التحرك الميداني من أجل فك الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، مشيدة بجهود المجتمع المدني في هذا الإطار.
ودعت الجامعة العربية أيضا المجتمع الدولي أيضا إلى "الإدانة والرفض القاطع" لعمل ما تسمى بمؤسسة "غزة الإنسانية" وأية آلية أخرى مماثلة، باعتبارها "آليات تفتقر إلى الشرعية القانونية والأخلاقية والمستخدمة كغطاء إنساني لممارسة سياسات عدوانية تحول المساعدات إلى أداة قمع ومصائد للموت والتجويع بحق السكان المدنيين".
وأعربت الجامعة عن التضامن مع المقررة الأممية الخاصة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيز وغيرها من مسؤولي المنظمات الدولية الذين يتعرضون إلى "ضغوط ومضايقات نتيجة مواقفهم الداعمة للشعب الفلسطيني ولفضحهم جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل الاحتلال".
وفي 9 تموز/ يوليو الجاري، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إدراج ألبانيز على قائمة العقوبات الأمريكية، وتتضمن العقوبات فرض قيود على السفر، وتجميد أي أصول محتملة في الولايات المتحدة.
وأرجع روبيو عبر منصة "إكس"، العقوبات إلى جهود ادعى أنها "غير مشروعة ومخزية" لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى "اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أمريكيين وإسرائيليين".
وترتكب "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية جامعة الدول العربية المجتمع الدولي غزة الجامعة العربية الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة الجامعة العربية المجتمع الدولي جامعة الدول العربية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة المجتمع الدولی
إقرأ أيضاً:
دول غربية تدين سياسة التجويع في غزة وتحمّل إسرائيل مسؤولية الانهيار الإنساني
تتصاعد موجة الغضب الغربي ضدّ إسرائيل على خلفية تفاقم المجاعة في قطاع غزة، في ظل اتهامات مباشرة لها باستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين الفلسطينيين، في حين يستعدّ زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا لعقد اجتماع طارئ اليوم لمناقشة سبل التعامل مع الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع. اعلان
في الأيام الماضية، دقّت 109 منظمات إغاثة ناقوس الخطر، من بينها منظمتَي "أنقذوا الأطفال" و"أطباء بلا حدود"، مؤكدة أن غزة تسجّل معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، نتيجة السيطرة الإسرائيلية على دخول الغذاء والمساعدات، ما أدى إلى نقص كارثي في الإمدادات.
ولفت البيان المشترك للمنظمات إلى أن 875 شخصاً قضوا حتى 13 تموز/يوليو خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، محمّلًا إسرائيل مسؤولية منع توصيل المساعدات إلى القطاع.
Related زعيم حركة أنصار الله: التجويع في غزة ممنهج ووقف العدوان يتطلب التحركإسرائيل تتنصل من مسؤوليتها عن المجاعة في غزة: حماس تفتعل أزمة غذاء في القطاعالصحة العالمية : "في غزة مجاعة جماعية صنعها الإنسان" وارتفاع الوفيات بسبب الجوع إلى 117من جانبه، صرّح مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المجاعة في غزة هي نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية. أما برنامج الأغذية العالمي، فأعلن أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لا يجد طعامًا لأيام، مؤكدًا أن "المساعدات الغذائية وحدها قادرة على وقف المجاعة".
وقد دفع هذا التصعيد الإنساني الخطير عددًا من الدول الغربية إلى اتخاذ مواقف أكثر حدّة تجاه إسرائيل، والتنديد بسياساتها في القطاع، خصوصًا ما يتعلّق بمنع المساعدات وترويع المدنيين الجوعى.
كندا: إسرائيل تنتهك القانون الدوليأدان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الحكومة الإسرائيلية بسبب ما وصفه بفشلها في منع الكارثة الإنسانية في غزة، واتهمها بانتهاك القانون الدولي عبر منع تسليم المساعدات المموّلة من كندا.
ودعا كارني إلى وقف فوري لإطلاق النار، مكررًا دعوته لحماس بالإفراج عن الرهائن، ومطالبًا إسرائيل باحترام وحدة الأراضي الفلسطينية.
وجدد التأكيد على دعم كندا لحل الدولتين، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية سيشارك في مؤتمر رفيع المستوى تنظمه الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل لمناقشة هذا المسار.
أستراليا: الوضع كارثيشدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الجمعة على ضرورة السماح العاجل بوصول المساعدات إلى غزة، واصفًا الوضع بـ"الكارثة الإنسانية".
وقال: "لا يمكن الدفاع عن رفض إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، وبينهم أطفال يبحثون عن الماء والغذاء".
ودعا إلى عدم عرقلة عمل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مطالبًا بإلغاء أي خطط للتهجير القسري للفلسطينيين.
كما أكد دعم بلاده لوقف إطلاق نار دائم وحل الدولتين، وقال: "حتى نصل إلى ذلك، يجب بذل كل جهد الآن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء التجويع".
المملكة المتحدة: كارثة إنسانية لا توصفقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنّ الوضع في غزة "خطير منذ زمن، لكنه بلغ أعماقًا جديدة".
وفي بيان له، أدان ستارمر الظروف "التي لا يمكن الدفاع عنها"، معتبرًا أن "ما نشهده كارثة إنسانية".
وأعلن عن اجتماع طارئ سيجريه اليوم الجمعة مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا، لمناقشة خطوات تضمن وصول الغذاء لمن هم بأمسّ الحاجة إليه.
فرنسا: نحو اعتراف بدولة فلسطينيةأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية، واصفًا ذلك بـ"التزام تاريخي لتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط".
كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتحرير الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية، إلى جانب نزع سلاح حماس وضمان إعادة إعمار غزة، معلنًا أنه سيقدّم إعلانًا رسميًا بهذا الشأن في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أدانت العملية الإسرائيلية الأخيرة وسط غزة، معتبرة أنها تُسرّع من تدهور الوضع الإنساني المهدد بالمجاعة.
وطالبت باريس إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، والسماح بدخول المساعدات والصحافيين إلى القطاع فورًا.
ومع تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، يبدو أن المواقف الغربية بدأت تأخذ منحى أكثر صراحة في تحميل إسرائيل مسؤولية ما وُصف بـ"المجاعة المتعمّدة". فهل يكون هذا التحول مقدّمة لتحرك دولي ملموس؟
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة