انطلق في صباح اليوم الأربعاء، ندوة نظمها المركز المصري للدراسات الاقتصادية بعنوان: "الذكاء الاصطناعي في مواجهة البشر.. من ينجو ومن يُستبدل؟" والتي ناقشت تأثير التحول الرقمي على مستقبل الوظائف ودور الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي، وذلك بحضور العديد من الشخصيات وهم مها عبدالناصر، عضو مجلس النواب المصري، ماجد عز الدين، الشريك التنفيذي لمكتب برايس وترهاوس كوبرز مصر، أكرم القصاص، الكاتب الصحفي، و الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بـ المركز المصري للدراسات الاقتصادية.

 

وتناول المؤتمر الحديث عن، أن العالم يقف اليوم أمام مرحلة فاصلة قد تعيد رسم خريطة التوظيف، وتثير تساؤلات جادة حول قدرة الإنسان على الصمود أمام زحف الآلات، على الرغم من التوسع الكبير في قدرات الذكاء الاصطناعي، فإن بعض المجالات ما زالت تتطلب ذكاًء عاطفيًا وتفاعلًا إنسانيًا لا يمكن للآلات تقليده، وفي ظل هذا الواقع المتغير، يشدد الخبراء والضيوف على ضرورة الاستعداد المبكر لموجة التحول الرقمي عبر تطوير مهارات يصعب على الذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل:التفكير النقدي والتحليلي، والذكاء العاطفي، والمرونة الرقمية والتعلم المستمر.

كما ينصحون بالتوجه نحو القطاعات المقاومة للأتمتة، مثل الرعاية الصحية والتعليم، والمطالبة بإطلاق برامج تدريبية لإعادة تأهيل القوى العاملة بما يواكب احتياجات سوق العمل المستقبلية.

وفي بداية الحديث تحدث أكرم القصاص، الكاتب الصحفي، قائلا: أنه بدأ عمله المهني في ١٩٨١، وكان شاهد على بداية الكتابة الصحفية البدائية، بداية من الكتابة على الورق وتجمعيه بحروف رصاص، ثم تطور إلي الجمع التصويري، ومع ظهور الكمبيوتر ثم الابل ماكنتوش والتي تعمل الجريدة كلها لظهور الفيلم الخاص بالجريدة الورقية، لذا كانت كل مرحلة من تلك المراحل كانت الصحافة مهددة بالانتهاء، بداية من ظهور الإذاعة والتلفزيون والإنترنت إلا أن الصحافة الورقية لم تنتهي، وبرغم التطور التكنولوجي إلا أن الصحافة تقاوم وتطور من نفسها وتتكيف مع هذا التطور.

 

ولفت إلي أن الصحافة الرقمية لم تعد هي الصحافة المكتوبة، كما أن دور الصحافة الرقمية ظهرت مع ظهور الأحداث الحالية ونشرها في نفس اللحظة، لذا اخذت في فترة من الفترات لقب العهد الذهبي لها، وكانت تتقدم بسرعة مهولة، كما أن الموبايل أصبح واجهة الإنسان على العالم، كما أن برغم ظهور الصحافة الرقمية إلا أنها أظهرت وظائف شاغره جديدة مثل المحلل السياسي والاقتصادي والدولي ومهنة الجرافيك ديزاينر، وهذا يعني أن التطور لم يمحي وظائف بل يستطيع الإنسان أن يقاوم التطور التكنولوجي ويطور من إمكانياته الذاتية للتكيف مع الواقع التكنولوجي، لذا فإن التطور التكنولوجي يقع مابين الفرص والمخاوف الكبيرة.

 

ومن جانبها، أكدت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بـ المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أهمية تدخل الحكومة لمواجهة التحولات المتسارعة في سوق العمل الناتجة عن انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تأهيل الشباب بالمهارات المطلوبة في مختلف التخصصات، بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد الرقمي الحديث.

 

وأوضحت "عبد اللطيف" أن التحول الكامل نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات ضخمة لا تتوافر في الوقت الحالي داخل مصر، مشيرة إلى أن ذلك يمثل فرصة لتعزيز وتطوير القدرات البشرية بدلاً من استبدالها بالتقنيات الحديثة، مؤكدة أن البشر سيظلون عنصرًا محوريًا في عملية التنمية مهما تقدمت التكنولوجيا.

 

ودعت إلى الاستفادة من التجربة السنغافورية التي ركزت على تطوير التعليم الفني ودعم المتميزين فيه، معتبرة أن تطبيق نموذج مماثل في مصر من شأنه أن يسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، ويؤهل الشباب للمنافسة في بيئة عمل مستقبلية قائمة على التكنولوجيا والابتكار.

 

وفي نفس الإطار، أكدت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب المصري، أن وظائف خدمة العملاء تُعد من أكثر المهن عرضة للاستبدال بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة بين الشباب والخريجين العاملين في هذا المجال داخل مصر.

 

وأوضحت "عبد الناصر" خلال مشاركتها في ندوة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في مواجهة البشر.. من ينجو ومن يُستبدل؟"، أن الوظائف القائمة على مهارات التواصل، والتحليل، وحل المشكلات ستظل قادرة على الصمود أمام التطور التكنولوجي، لأن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه استبدال القدرات الإنسانية في الإبداع والتفاعل.

 

ودعت عضو مجلس النواب إلى ضرورة تدخل الدولة لتأهيل  الشباب واكتسابهم المهارات الرقمية والتقنية التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديثة، مؤكدة أن الاستثمار في التعليم والتدريب يمثل حجر الأساس لحماية الوظائف وضمان استمرارية النمو الاقتصادي.

 

كما أشارت إلى أن الزراعة الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تمثل أحد المجالات التي قد تشهد تراجعًا في الاعتماد على العنصر البشري، ما لم يتم إعادة تأهيل العاملين وتطوير قدراتهم بما يواكب التحول الرقمي ويعزز الإنتاجية في هذا القطاع الحيوي.

 

 

ومن الناحية الاقتصادية، أكد ماجد عز الدين، الشريك التنفيذي لمكتب برايس ووترهاوس كوبرز – مصر، أنه مع اختلاف العقود هناك تطورات في مهنة المحاسبة والبنوك، ففي التسعينات الاستعانة بالأعمال اليدوية، ثم الاستعانه بالاله الحاسبة، ثم استخدام برنامج الاكسيل، ثم ظهور الأعمال من خلال اللاب توب والايفون أو ريموتلي من المنزل، وبرغم من التطور التكنولوجي، إلا أننا مازلنا في احتياج العنصر البشري، وذلك لأنه يعتمد على المشاعر والأحاسيس، وتلك غير متواجدة في برامج الذكاء الاصطناعي، لذا فبرغم أن الذكاء الاصطناعي هيغير من المهن، الا أنها من الممكن أن تظهر مهن أخرى ولكن لن تختفي المهن الاعتيادية.

ولفت"عز الدين"، إلى أن التطور التكنولوجي المتسارع ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي يهددان عددًا من الوظائف التقليدية مثل المحاسبة وغيرها، إلا أن الاحتياج إلى العنصر البشري سيظل قائمًا، موضحًا أن الوظائف تتطور مع الزمن تبعًا للتغيرات التقنية، غير أن الإنسان يظل محور العمل والإبداع، مشددًا على أهمية مواكبة التطور التكنولوجي لتجنب اختفاء الشركات والوظائف تدريجيًا.

 

وأشار "عز الدين" إلى أن مهنة المحاسبة، التي وُجدت منذ أكثر من 118 عامًا، ما زالت قائمة رغم جميع مراحل التحول الرقمي، مؤكدًا أن ذلك دليل واضح على استحالة استبدال الكائن البشري بالكامل في منظومة العمل الحديثة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عضو مجلس النواب المهارات الرقمية الذكاء الاصطناعي التطور التکنولوجی الذکاء الاصطناعی التحول الرقمی عز الدین إلى أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

شركة النفط بعدن تنظم ورشة عمل حول «توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإدارة»

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

برعاية مدير عام الشركة، الدكتور صالح عمرو الجريري، اختُتِمت اليوم في شركة النفط اليمنية – فرع عدن، ورشة العمل الخاصة بـ«الذكاء الاصطناعي واستخدام تقنياته في العمل الإداري»، بمشاركة عدد من مدراء الإدارات ونوابهم ورؤساء الأقسام بالشركة.


وهدفت الورشة – التي جرى تنظيمها على مدى يومين في مركز التدريب والتأهيل التابع للشركة ، إلى رفع مستوى الوعي الرقمي لدى الموظفين، من خلال تزويدهم بالمفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في قطاع النفط، بالإضافة إلى خلق ثقافة الابتكار عبر تحفيز الموظفين على اقتراح حلول مبتكرة للمشاكل القائمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.


وتأتي اقامة وتنظيم هذه الورشة في إطار اهتمام وحرص قيادة شركة النفط فرع عدن، ممثلة بالمدير العام الدكتور صالح الجريري، على مواكبة التطورات التكنولوجية والاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة في تعزيز قدرات الموظفين ورفع كفاءة الأداء المؤسسي بالشركة، باعتبار الذكاء الاصطناعي أحد الأنظمة الاصطناعية التي تمكن من العمل بشكل أذكى وأسرع، وإنجاز المزيد بموارد أقل، بفضل الميزان أو المنتجات الجديدة التي يجلبها إلى بيئات العمل، مما يغيّر استراتيجياتها وعملياتها الداخلية والخارجية، ويخلق قيماً جديدة للعملاء.


في سياق ذلك كان الاخ ياسر عبده صالح الحبيل، مدير الموارد البشرية بشركة النفط عدن، قد افتتح الورشة في يومها الأول، بكلمة اكد فيها على أهمية الورشة ، لافتاً الى انها تُعد الأولى من نوعها على مستوى الشركة، ومؤكداً في ذات الوقت على اهتمام شركة النفط فرع عدن بمواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية والثورة الرقمية، والاستفادة منها في تعزيز قدرات الموظفين ورفع كفاءتهم ومستوى أداءهم المؤسسي نحو الافضل دائماً.


من جانبها، تقدمت المهندسة رنا زكي مبارك، مدير إدارة مركز التدريب والتأهيل بشركة النفط عدن، وفي كلمة لها بجزبل الشكر والتقدير لقيادة الشركة ممثلة بالدكتور صالح الجريري – المدير العام، ونائبيه، مشيدة بجهودهم الكبيرة في دعم وإنجاح هذه الدورة التدريبية الهامة، التي هدفت إلى تطوير مهارات الموظفين في استخدام التقنيات الحديثة في العمل الإداري.


كما توجهت بالشكر والعرفان لمدرب الدورة المهندس سامي بارفيد، على جهوده في اعداد وإدارة الورشة.. داعية المشاركين إلى تطبيق ماتلقوها من معلومات ومفاهيم حول الذكاء الاصطناعي في واقع عملهم.


وفي ختام الورشة، تم تكريم المدرب المهندس سامي بارفيد، بالإضافة إلى تكريم المشاركين في الورشة على تفاعلهم وإسهامهم الفعّال في انجاحها.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر دولي بالدوحة يناقش دور الذكاء الاصطناعي في دعم التمويل الإسلامي
  • الذكاء الاصطناعي يُهدّد باستبدال 72% من مهام الصحافة.. ونصف وظائف «الكول سنتر» فى خطر
  • الذكاء الاصطناعي يهدد سوق العمل العالمي .. مستقبل الوظائف بين التحول والاختفاء
  • الذكاء الاصطناعي يزاحم العمالة في مصر
  • أحمد عاطف آدم يكتب: احذر.. الذكاء الاصطناعي يكذب ويبتز
  • معرض الرياض للكتاب يناقش التحولات العميقة بالمشهد الصحفي في ظل الذكاء الاصطناعي
  • هل يشجع الذكاء الاصطناعي البشر على الغش؟
  • شركة النفط بعدن تنظم ورشة عمل حول «توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإدارة»
  • الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة تعزز التحول الرقمي في المحافظات وترفع كفاءة التنمية المستدامة