أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، أن الاقتصاد العالمي أظهر مرونة فاقت التوقعات، لكنه يواجه تباطؤًا في النمو ومخاطر متزايدة، واصفة الوضع بـ "أفضل مما كان يُخشى، ولكن أسوأ مما نحتاج". 


وأوضحت، في خطاب ألقته اليوم في معهد ميلكن بواشنطن، أنه وفقاً لأحدث تقديرات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يتباطأ النمو العالمي بشكل طفيف هذا العام والعام المقبل، ليستقر على المدى المتوسط عند حوالي 3%، وهو معدل أقل بكثير من متوسط ما قبل الجائحة البالغ 3.

7%. 


كما أطلقت غورغييفا تحذيرًا بشأن الدين العام العالمي، الذي من المتوقع أن يتجاوز نسبة 100% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2029، مؤكدة أن "حالة عدم اليقين هي الوضع الطبيعي الجديد".


وفسرت غورغييفا هذه المرونة التي فاقت التوقعات بعدة عوامل رئيسية، من بينها تحسين أسس السياسات والتنسيق العالمي، والقدرة العالية للقطاع الخاص على التكيف وإعادة تنظيم سلاسل التوريد، بالإضافة إلى أن التأثير السلبي للتعريفات الجمركية كان أقل حدة مما كان متوقعًا، حيث انخفض معدل التعريفة الأمريكية من 23% إلى 17.5% حاليًا. 

مؤسسة التمويل الدولية: محفظة استثماراتنا في مصر بلغت 10 مليارات دولارمديرة صندوق النقد: التأثير الاقتصادي الكامل للرسوم الجمركية الأمريكية "لم يتكشف بعد"


وأضافت أن الظروف المالية الداعمة، المدفوعة بالتفاؤل حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، ساهمت أيضًا في هذا الصمود.


لكن على الرغم من هذه المرونة، حذرت غورغييفا من أن "الاختبار الحقيقي لم يأتِ بعد"، مشيرة إلى علامات مقلقة تلوح في الأفق. 

 الطلب على الذهب يتجاوز حمس الاحتياطيات العالمية
ومن هذه المخاطر الطلب العالمي المتزايد على الذهب، الذي تجاوزت حيازاته خُمس الاحتياطيات الرسمية العالمية، واحتمالية ظهور التأثير الكامل للتعريفات الجمركية لاحقًا، فضلًا عن تقييمات الأسواق المالية المرتفعة التي شبهتها بفقاعة الإنترنت قبل 25 عامًا، محذرة من أن أي "تصحيح حاد" قد يجر النمو العالمي إلى الأسفل.
ولمواجهة هذه التحديات، طرح صندوق النقد الدولي رؤية واضحة لصانعي السياسات تتمحور حول ثلاثة أهداف رئيسية، وهي ضرورة رفع النمو بشكل دائم عبر تحفيز إنتاجية القطاع الخاص، وإصلاح الموارد المالية الحكومية لامتصاص الصدمات المستقبلية، مع دعوة البلدان منخفضة الدخل إلى تحديد هدف ضريبي لا يقل عن 15% من الناتج المحلي الإجمالي. أما الهدف الثالث فهو معالجة الاختلالات الاقتصادية المفرطة لتجنب إثارة ردود فعل حمائية.
وفي هذا السياق، طالبت الولايات المتحدة بمعالجة عجز الميزانية الفيدرالية، وحثت الصين على تبني حزمة مالية لتعزيز الاستهلاك الخاص وتقليل الإنفاق على السياسات الصناعية الذي قدر الصندوق تكلفته بـ 4.4% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا. 
كما طالبت إلى أوروبا بإكمال مشروع السوق الموحدة للحاق بالديناميكية الاقتصادية الأمريكية.
واختتمت غورغييفا كلمتها بالتأكيد على مسؤولية المؤسسات الدولية في خلق الفرص الاقتصادية للجميع، خاصة للشباب، داعية إلى العمل المشترك لمواجهة تحديات المستقبل.
 

طباعة شارك صندوق النقد الدولي الاقتصاد العالمي النمو العالمي واشنطن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولي الاقتصاد العالمي النمو العالمي واشنطن صندوق النقد الدولی

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد: تحسين السياسات يساعد الاقتصادات الناشئة على تحمل الصدمات

أظهرت دراسة صادرة عن صندق النقد الدولي أن اقتصادات الأسواق الناشئة أصبحت أفضل في مواجهة الصدمات الاقتصادية العالمية الكبرى بفضل استهدافها للتضخم على نحو موثوق وتحسين أنظمة الصرف الأجنبي ووضع أدوات قوية للحماية المالية.

وأثرت الصدمات الخارجية مثل تداعيات جائحة كوفيد-19 في 2020 والحرب بين روسيا وأوكرانيا في 2022 على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية بشدة، وهي أحداث عادة ما تترجم إلى زيادة الضغط على الاقتصادات الناشئة التي تملك احتياطيات مالية أصغر وتصنيفات ضعيفة.

صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي - يوليو 2025

 توقعات بنمو الاقتصاد العالمي بـ 3% في 2025 و 3.1% في 2026
 من المتوقع أن يتباطأ التضخم حول العالم، ولكن ذلك لا ينطبق على التضخم في الولايات المتحدة الذي من المتوقع أن يبقى أعلى من المستهدف

لكن الدراسة، وهي جزء من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي، أظهرت أن أطر السياسات الاقتصادية الأقوى والبنوك المركزية المستقلة ساعدت على تسريع النمو منذ أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008، مع الضغط على أسعار المستهلكين نحو الانخفاض.

وخلصت الدراسة المنشورة، يوم الاثنين 6 أكتوبر/ تشرين الأول، إلى أن بعض الظروف الخارجية الإيجابية، مثل سياسة سعر الفائدة الصفري في الولايات المتحدة، أسهمت في زيادة الزخم.

وكتب مؤلفو الفصل الثاني الذي صدر اليوم قبل صدور التقرير الكامل الأسبوع المقبل "رغم أن الظروف الخارجية المواتية ساهمت في هذا الصمود، فإن تحسن أطر السياسات لعب دوراً حاسماً في تعزيز قدرة الأسواق الناشئة على مواجهة صدمات تراجع المخاطر".

طباعة شارك النقد الدولي صدور تقرير سعر الفائدة

مقالات مشابهة

  • رئيسة صندوق النقد تحذر من تداعيات عدم اليقين الاقتصادي
  • صندوق النقد يحذر من مخاطر تهدد الاقتصاد العالمي رغم صموده
  • صندوق النقد الدولي يتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي خلال عامي 2025 و2026
  • صندوق النقد يتوقع تباطؤ الاقتصاد العالمي في 2025 و2026
  • صندوق النقد يوافق مبدئياً على صرف 244 مليون دولار للأردن
  • مديرة صندوق النقد الدولي: ارتفاع الطلب على الذهب مؤشر مقلق
  • الدين العام العالمي سيتجاوز 100% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2029
  • البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني
  • صندوق النقد: تحسين السياسات يساعد الاقتصادات الناشئة على تحمل الصدمات