رحلات سياحية توعوية لزيارة عدد من الأماكن الأثرية بالمحافظات.. تفاصيل
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تعزيز الوعي السياحي والأثري لدي كافة فئات المجتمع باختلاف مراحلهم العمرية، تنظم الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي عددا من الرحلات التوعية لزيارة المعالم السياحية والأثرية بمختلف المحافظات بما يساهم في إثراء معرفة المواطنين بتاريخ وحضارة بلدهم.
حيث تنظم الهيئة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة والمشروع الثقافي لمناطق بديل العشوائيات سلسلة رحلات وندوات سياحية توعوية لتعزيز الوعي السياحي والأثري لدى سكان المناطق بديلة العشوائيات وتعريفهم بأهمية السياحة من خلال زيارة الأماكن السياحية والأثرية بمحافظتي القاهرة والجيزة، وذلك حتى نهاية العام الجاري 2023.
يأتي ذلك في إطار استراتيجية مصر 2030 وحرص الدولة على تأهيل سكان المناطق بديلة العشوائيات لتنشئة جيل جديد يعي بأهمية السياحة وتعريفهم بالمقاصد السياحية ببلدهم وما تتمتع به من مقومات سياحية وأثرية ومنتجات وأنشطة سياحية، وبدور السياحة كأحد أهم مصادر الدخل القومي وكوسيلة لتحقيق التقارب بين الشعوب.
وأشارت الدكتورة سها بهجت مستشار وزير السياحة والآثار لشئون التدريب إلى أن تنظيم هذه الرحلات والندوات يأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة رفع الوعي لدى سكان المناطق البديلة للعشوائيات وضرورة إدماجهم في الحياة الثقافية وتعريفهم بما تزخر به بلدهم من آثار عريقة وتعزيز قيم الانتماء والمواطنة لديهم، لافتة إلى أنه في ضوء ذلك تم التنسيق والتعاون مع كافة الوزارات المعنية لوضع برنامج متكامل من خلال لجنة الوعي والثقافة المشكلة من جانب وزارة التضامن الاجتماعي التي تقود تنفذ مشروع تطوير سكان المناطق بديلة العشوائيات، والمشاركة في غرس مفاهيم الوعي السياحي والأثري لدى سكان هذه المناطق من خلال قيام الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بتنظيم الرحلات والندوات التوعوية والتثقيفية والسياحية لتعريفهم ببلدهم وأهم الأماكن السياحية والأثرية بها.
كما أوضحت الأستاذة إيمان عبد الرحمن مدير عام الإدارة العامة للتوعية السياحية بالهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي أن إطلاق هذه الرحلات والندوات يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لإثراء معارف وتجارب المواطنين بما تتمتع به بلدهم من مقومات سياحية وأثرية وترسيخ الأماكن السياحية والأثرية في أذهانهم بالإضافة إلى ربطهم بالموروث الثقافي والحضاري لبلدهم.
وأضافت أنه هذه الرحلات بدأت بزيارة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وفي سياق متصل، نظمت الهيئة بالتنسيق مع جمعية المبرات الخيرية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، برنامجاً سياحياً لعدد من أعضاء الجمعية من كبار السن لزيارة محافظة الإسماعيلية والتعرف على ما تذخر به معالم سياحية وأثرية.
كما نظمت الهيئة برنامجاً سياحياً لأوائل طلبة الثانوية العامة للعام الدراسي 2022/2023 لزيارة عدد من الأماكن السياحية والأثرية بمحافظتي القاهرة والجيزة، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر (الجمهورية).
وجاء تنظيم هذا البرنامج السياحي في إطار حرص الوزارة على تعزيز الوعي السياحي والأثري لدي كافة فئات المجتمع باختلاف مراحلهم العمرية ولاسيما الشباب الذين يعتبرون نواة المستقبل وبناة الوطن، وتشجيعاً وتكريماً لهؤلاء الطلاب على ما بذلوه من جهد واجتهاد.
وقد تضمن البرنامج زيارة منطقة أهرامات الجيزة، والمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بالإضافة إلى القيام برحلة نيلية على أحد البواخر السياحية للاستمتاع بأجواء النيل الساحرة، بالإضافة إلى تقديم الهدايا التذكارية لهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوعي السياحي أهمية السياحة استراتيجية مصر 2030 استراتيجية مصر الأماكن السياحية الهيئة العامة لقصور الثقافة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي الوعی السیاحی والأثری سکان المناطق فی إطار
إقرأ أيضاً:
عين غلا.. وجهة سياحية وعلاجية في قلب بوشر
استطلاع - فاطمة الحديدية
بين أحضان الطبيعة في ولاية بوشر بمحافظة مسقط تقع عين غلا في قرية غلا أو ما يُعرف محليًا بـ«عين الحمّام». وهي واحدة من أبرز المواقع الطبيعية في محافظة مسقط؛ حيث تجذب زوارها بمياهها الكبريتية الساخنة التي تنبع من باطن الأرض مشكِّلةً وجهةً استشفائية وسياحية في آن واحد.
تبعد العين حوالي عشرة كيلومترات من شارع السلطان قابوس ما يجعلها في متناول السياح والسكان المحليين على حد سواء. وتفتح أبوابها للزوار يوميًا من الساعة السابعة صباحًا حتى العاشرة مساءً، لتوفر لهم متنفسًا طبيعيًا بعيدًا عن صخب المدينة.
ويتميز الموقع بوجود ممشى جبلي مطل على عين غلا صُمم ليكون متنفسًا للرياضة، ومكانًا مثاليًا لعشاق رياضة المشي والجري في أجواء طبيعية مفتوحة ما يضيف بعدًا ترفيهيًا وصحيًا للزيارة. ويؤكد الزوار أن هذا الممشى يجعل العين وجهة متكاملة تجمع بين الاستجمام والسياحة والأنشطة الرياضية.
وفي قلب هذا الينبوع الساخن في هيكل ضخم يفصل الدولوميت الترياسي (الصخور الرسوبية) عن الأفيوليت (الصخور البركانية)، وقد ظهر عندما اندفع قاع المحيط أمام ساحل عمان فوق القارة العربية لتشكيل جبال عمان.
كما تمثل عين غلا خيارًا مثاليًا للنزهات العائلية؛ حيث تحيط بها أجواء هادئة، ومسارات طبيعية مناسبة للمشي والتأمل إضافة إلى كونها وجهة محببة لمحبي الطبيعة والمصورين. وينصح خبراء السياحة بزيارتها في الصباح الباكر؛ للاستمتاع بالهدوء، وتفادي حرارة الظهيرة مع الالتزام بالمسارات المخصصة؛ للحفاظ على جمال الموقع الطبيعي.
وتحدثت المهندسة منى الفارسية من سكان قرية غلا بولاية بوشر عن عين غلا بقولها: «الكل يتساءل ما سبب توافد الناس على عين غلا للعلاج وزيارتها، وأخذ البعض من مائها للاستحمام، وما مدى فائدة ذلك. وقد نسمع عن الكثير من القصص التي قد تبدو للبعض قصصا خيالية والأكثر إثارة قصص الناس الذين تم شفوا من الأمراض المستعصية، وليس فقط من الأمراض الجلدية كالصدفية والإكزيما. ولكن ما يتفق عليه الجميع أن الاستحمام في تلك المياه الكبريتية الساخنة تبعث الراحة والاسترخاء، وتزيل آلام المفاصل والعضلات مباشرة.
وأضافت: «وربما ما أعطى هذه العين الكثير من الأهمية والقدسية الحكاية المتداولة عن أحد الصالحين، وضربه بعصاه في الجبل حتى سالت منها المياه. والمثير للدهشة أنه الجبل الوحيد الذي تنبت فيه النباتات بكثرة مقارنة بباقي الجبال المتفرقة، كما أن له زوارا يحجون إليه كل جمعة في الماضي، ثم يذهبون للاستحمام في العين إذا لم تكن مكتظة بالزوار، وتوجد طريق مخصصة بالجبل للصعود إلى قمته للتصوير والاستمتاع بالمناظر من حوله لمزارع النخيل المتفرقة.
وتوجد في قرية غلا سبعة عيون مختلفة إلا أن عين غلا هي الأكثر شعبية واستخداما للعلاج.
ولأنني من سكان غلا المستجدين كان حتمًا عليّ أن أجرب هذه المياه السحرية والاستمتاع بها، ولي صديقة من دولة قطر كانت تعاني من السرطان، وكانت تذهب للاستحمام في هذه المياه وجاءت لزيارة العين بعد سنوات من شفائها. وهناك أيضا أفراد من العائلة شفوا من الأكزيما بفضل هذه العين. وأقول: إن سر هذه المياه ليس فقط في مكوناتها، بل في إيمان مرتاديها بأن الشفاء من بعد قدرة الله بهذه المياه ليس ضربا من الخيال، بل حقيقة قد لا يصدقها البعض، ولكنها تبقى أحد أسرار الطبيعة التي لا تبوح بها إلا لمن يصدقها ويؤمن بها؛ فهل جربت عين غلا من قبل»؟
وكان للمقيمين الوافدين في ولاية بوشر نصيب لزيارة عين غلا والحمام بانتظام، فشاركتنا المقيمة نرمين محمود سليم من جمهورية مصر الشقيقة تجربتها حول زيارة عين غلا بقولها: «نعم زرتها. وزيارتي للعين كانت سياحية وعلاجية؛ للاستمتاع والاستجمام. والوصول إليها سهل، ويوجد العديد من اللوحات الإرشادية، والمرافق كانت كافية ومريحة. وكانت تجربة ممتازة، والحمد لله بفضل الله ساعدني ماء العين في تخفيف بعض المشكلات الصحية. وأقترح زيادة الترويج والإعلانات لهاح بسبب أن فئة كبيرة من الناس لا تعرف عنها».
وأضافت المقيمة خلود خالد حمد من دولة فلسطين الشقيقة عن زيارتها لعين غلا بقولها: «تعتبر عين غلا مكانا ممتازا للاستشفاء. وقمت بزيارتها ثلاث مرات، ولكن هناك بعض الملاحظات من أجل تطوير المكان؛ فالطريق إلى عين غلا تفتقر لبعض الإشارات. والمكان يحتاج لبعض الصيانة والاهتمام بتوعية الناس بأهمية المحافظة على ترك المكان نظيفا، وعدم استخدامه لأغراض شخصية مثل غسل الملابس. وأتمنى أن تهتم الجهات المختصة باستثمار هذه الأماكن وتطويرها؛ من أجل الارتقاء بالسياحة العلاجية متل إقامة مرافق تابعة للعين، وتجديد الأحواض».
وأبدى الدكتور المعتصم القصابي «اختصاصي أمراض جلدية» رأيه حول الخصائص العلاجية التي تتميز بها العيون الكبريتية في غلا والحمام بقوله: «من الناحية الجلدية يمكن أن تسهم العيون الساخنة في تهدئة بعض الأمراض الجلدية؛ بفضل احتوائها على معادن مهمة، وأبرزها الكبريت. وتُعد عين غلا في ولاية بوشر مثالًا بارزًا على ذلك؛ إذ تُعرف مياهها الطبيعية بثرائها بالكبريت الذي يساعد على تخفيف أعراض بعض المشكلات الجلدية. ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن هذا التأثير يقتصر على التخفيف من الأعراض وليس معالجة السبب الفعلي كما لا توجد طريقة علمية مقننة تحدد كيفية ومدة التعرض لهذه المياه.
وقد استُخدِم الكبريت منذ قرون كعلاج موضعي لعدد من الأمراض الجلدية؛ نظرًا لخصائصه المُقشِّرة والمضادة للبكتيريا والفطريات، وهو يدخل في تركيب بعض الأدوية المتوفرة بوصفة أو بدون وصفة طبية لعلاج حالات مثل حب الشباب، والوردية، والتهاب الجلد الدهني، وغيرها من المشكلات الجلدية».
ونقلًا عن صحيفة السوسنة الإلكترونية التي نشرت تقريرًا حول فوائد الينابيع الحارة؛ فإن هذه العيون تُعد وجهة طبيعية مهمة لعشاق العلاج بالمياه؛ لما لها من فوائد صحية متعددة، تشمل: استرخاء العضلات وتخفيف التوتر بفضل حرارة المياه المحتوية على مركبات الكبريت، أيضًا تحسين الدورة الدموية، والمساعدة في علاج أمراض المفاصل والروماتيزم، وتساعد المياه المعدنية الحارة في تنشيط الجلد والبشرة من خلال تحفيز الكولاجين، ومعالجة حالات مثل الأكزيما والصدفية، و تقوية المناعة؛ نظرًا لاحتواء المياه على عناصر مثل الزنك والنحاس والسيلينيوم، وتسهم العيون الساخنة في تحسين صحة مرضى السكري وهشاشة العظام؛ لما تحتويه من معادن كالكالسيوم والمنجنيز والفوسفور.