لجريدة عمان:
2025-10-07@23:19:38 GMT

عين غلا.. وجهة سياحية وعلاجية في قلب بوشر

تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT

استطلاع - فاطمة الحديدية

بين أحضان الطبيعة في ولاية بوشر بمحافظة مسقط تقع عين غلا في قرية غلا أو ما يُعرف محليًا بـ«عين الحمّام». وهي واحدة من أبرز المواقع الطبيعية في محافظة مسقط؛ حيث تجذب زوارها بمياهها الكبريتية الساخنة التي تنبع من باطن الأرض مشكِّلةً وجهةً استشفائية وسياحية في آن واحد.

تبعد العين حوالي عشرة كيلومترات من شارع السلطان قابوس ما يجعلها في متناول السياح والسكان المحليين على حد سواء.

وتفتح أبوابها للزوار يوميًا من الساعة السابعة صباحًا حتى العاشرة مساءً، لتوفر لهم متنفسًا طبيعيًا بعيدًا عن صخب المدينة.

ويتميز الموقع بوجود ممشى جبلي مطل على عين غلا صُمم ليكون متنفسًا للرياضة، ومكانًا مثاليًا لعشاق رياضة المشي والجري في أجواء طبيعية مفتوحة ما يضيف بعدًا ترفيهيًا وصحيًا للزيارة. ويؤكد الزوار أن هذا الممشى يجعل العين وجهة متكاملة تجمع بين الاستجمام والسياحة والأنشطة الرياضية.

وفي قلب هذا الينبوع الساخن في هيكل ضخم يفصل الدولوميت الترياسي (الصخور الرسوبية) عن الأفيوليت (الصخور البركانية)، وقد ظهر عندما اندفع قاع المحيط أمام ساحل عمان فوق القارة العربية لتشكيل جبال عمان.

كما تمثل عين غلا خيارًا مثاليًا للنزهات العائلية؛ حيث تحيط بها أجواء هادئة، ومسارات طبيعية مناسبة للمشي والتأمل إضافة إلى كونها وجهة محببة لمحبي الطبيعة والمصورين. وينصح خبراء السياحة بزيارتها في الصباح الباكر؛ للاستمتاع بالهدوء، وتفادي حرارة الظهيرة مع الالتزام بالمسارات المخصصة؛ للحفاظ على جمال الموقع الطبيعي.

وتحدثت المهندسة منى الفارسية من سكان قرية غلا بولاية بوشر عن عين غلا بقولها: «الكل يتساءل ما سبب توافد الناس على عين غلا للعلاج وزيارتها، وأخذ البعض من مائها للاستحمام، وما مدى فائدة ذلك. وقد نسمع عن الكثير من القصص التي قد تبدو للبعض قصصا خيالية والأكثر إثارة قصص الناس الذين تم شفوا من الأمراض المستعصية، وليس فقط من الأمراض الجلدية كالصدفية والإكزيما. ولكن ما يتفق عليه الجميع أن الاستحمام في تلك المياه الكبريتية الساخنة تبعث الراحة والاسترخاء، وتزيل آلام المفاصل والعضلات مباشرة.

وأضافت: «وربما ما أعطى هذه العين الكثير من الأهمية والقدسية الحكاية المتداولة عن أحد الصالحين، وضربه بعصاه في الجبل حتى سالت منها المياه. والمثير للدهشة أنه الجبل الوحيد الذي تنبت فيه النباتات بكثرة مقارنة بباقي الجبال المتفرقة، كما أن له زوارا يحجون إليه كل جمعة في الماضي، ثم يذهبون للاستحمام في العين إذا لم تكن مكتظة بالزوار، وتوجد طريق مخصصة بالجبل للصعود إلى قمته للتصوير والاستمتاع بالمناظر من حوله لمزارع النخيل المتفرقة.

وتوجد في قرية غلا سبعة عيون مختلفة إلا أن عين غلا هي الأكثر شعبية واستخداما للعلاج.

ولأنني من سكان غلا المستجدين كان حتمًا عليّ أن أجرب هذه المياه السحرية والاستمتاع بها، ولي صديقة من دولة قطر كانت تعاني من السرطان، وكانت تذهب للاستحمام في هذه المياه وجاءت لزيارة العين بعد سنوات من شفائها. وهناك أيضا أفراد من العائلة شفوا من الأكزيما بفضل هذه العين. وأقول: إن سر هذه المياه ليس فقط في مكوناتها، بل في إيمان مرتاديها بأن الشفاء من بعد قدرة الله بهذه المياه ليس ضربا من الخيال، بل حقيقة قد لا يصدقها البعض، ولكنها تبقى أحد أسرار الطبيعة التي لا تبوح بها إلا لمن يصدقها ويؤمن بها؛ فهل جربت عين غلا من قبل»؟

وكان للمقيمين الوافدين في ولاية بوشر نصيب لزيارة عين غلا والحمام بانتظام، فشاركتنا المقيمة نرمين محمود سليم من جمهورية مصر الشقيقة تجربتها حول زيارة عين غلا بقولها: «نعم زرتها. وزيارتي للعين كانت سياحية وعلاجية؛ للاستمتاع والاستجمام. والوصول إليها سهل، ويوجد العديد من اللوحات الإرشادية، والمرافق كانت كافية ومريحة. وكانت تجربة ممتازة، والحمد لله بفضل الله ساعدني ماء العين في تخفيف بعض المشكلات الصحية. وأقترح زيادة الترويج والإعلانات لهاح بسبب أن فئة كبيرة من الناس لا تعرف عنها».

وأضافت المقيمة خلود خالد حمد من دولة فلسطين الشقيقة عن زيارتها لعين غلا بقولها: «تعتبر عين غلا مكانا ممتازا للاستشفاء. وقمت بزيارتها ثلاث مرات، ولكن هناك بعض الملاحظات من أجل تطوير المكان؛ فالطريق إلى عين غلا تفتقر لبعض الإشارات. والمكان يحتاج لبعض الصيانة والاهتمام بتوعية الناس بأهمية المحافظة على ترك المكان نظيفا، وعدم استخدامه لأغراض شخصية مثل غسل الملابس. وأتمنى أن تهتم الجهات المختصة باستثمار هذه الأماكن وتطويرها؛ من أجل الارتقاء بالسياحة العلاجية متل إقامة مرافق تابعة للعين، وتجديد الأحواض».

وأبدى الدكتور المعتصم القصابي «اختصاصي أمراض جلدية» رأيه حول الخصائص العلاجية التي تتميز بها العيون الكبريتية في غلا والحمام بقوله: «من الناحية الجلدية يمكن أن تسهم العيون الساخنة في تهدئة بعض الأمراض الجلدية؛ بفضل احتوائها على معادن مهمة، وأبرزها الكبريت. وتُعد عين غلا في ولاية بوشر مثالًا بارزًا على ذلك؛ إذ تُعرف مياهها الطبيعية بثرائها بالكبريت الذي يساعد على تخفيف أعراض بعض المشكلات الجلدية. ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن هذا التأثير يقتصر على التخفيف من الأعراض وليس معالجة السبب الفعلي كما لا توجد طريقة علمية مقننة تحدد كيفية ومدة التعرض لهذه المياه.

وقد استُخدِم الكبريت منذ قرون كعلاج موضعي لعدد من الأمراض الجلدية؛ نظرًا لخصائصه المُقشِّرة والمضادة للبكتيريا والفطريات، وهو يدخل في تركيب بعض الأدوية المتوفرة بوصفة أو بدون وصفة طبية لعلاج حالات مثل حب الشباب، والوردية، والتهاب الجلد الدهني، وغيرها من المشكلات الجلدية».

ونقلًا عن صحيفة السوسنة الإلكترونية التي نشرت تقريرًا حول فوائد الينابيع الحارة؛ فإن هذه العيون تُعد وجهة طبيعية مهمة لعشاق العلاج بالمياه؛ لما لها من فوائد صحية متعددة، تشمل: استرخاء العضلات وتخفيف التوتر بفضل حرارة المياه المحتوية على مركبات الكبريت، أيضًا تحسين الدورة الدموية، والمساعدة في علاج أمراض المفاصل والروماتيزم، وتساعد المياه المعدنية الحارة في تنشيط الجلد والبشرة من خلال تحفيز الكولاجين، ومعالجة حالات مثل الأكزيما والصدفية، و تقوية المناعة؛ نظرًا لاحتواء المياه على عناصر مثل الزنك والنحاس والسيلينيوم، وتسهم العيون الساخنة في تحسين صحة مرضى السكري وهشاشة العظام؛ لما تحتويه من معادن كالكالسيوم والمنجنيز والفوسفور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المیاه

إقرأ أيضاً:

«الأندلس» تحصد كأس «الأبكار» في مهرجان العين للهجن

العين (الاتحاد)
تواصلت فعاليات الجولة الختامية لمهرجان العين لسباقات الهجن 2025، الذي يقام في نسخته الأولى، بميدان الروضة بمنطقة العين، تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين.
وشهدت منافسات اليوم الرابع بختامي المهرجان إقامة 6 أشواط في منافسات فئة الإيذاع، ولمسافة 5 كيلومترات، حيث تنافست المطايا المشاركة على حصد رمزين رئيسيين خصصتهما اللجنة المنظمة للفائزين. 
وتألقت «الأندلس» في الشوط الرئيس الأول بمنافسات الإيذاع، ونجحت في إهداء مالكها محمد فرج بن حمودة الظاهري الكأس في شوط الأبكار المفتوح، حيث نجحت في التفوق على منافسيها طوال مجريات الشوط، وعبر خط النهاية مسجلة توقيتاً زمنياً قدره 7:26:60 دقيقة.
وسجل «الحصن» اسمه بحروف من ذهب في مهرجان العين بعد أن انتزع بندقية القعدان المفتوح في الشوط الرئيس الثاني لمنافسات الإيذاع، ليهدي مالكه مانع علي محمد حماد الشامسي الناموس الأغلى.
وتمكن «الحصن» من تسجيل أفضل توقيت زمني خلال منافسات فئة الإيذاع بالفترة المسائية، حيث أنهى مسافة الشوط في 7:23:99 دقيقة.
وكتبت «حفلة» لسلطان خليفة الخييلي اسمها ضمن الفائزين في المهرجان، حيث حلقت بناموس ولقب الشوط الثالث بتوقيت قدره 7:37:41 دقيقة.
وفي الشوط الرابع كانت «جلمودة» لمانع محمد قطامي السويدي على موعد مع الناموس والمركز الأول في شوط الأبكار المهجنات، ونجحت في تسجيل توقيت قدره 7:33:97 دقيقة.
أما الشوط الخامس، فقد أسفر عن فوز «محذاف» لعلي راشد مسلم العامري بالمركز الأول للقعدان المحليات، حيث قطع مسافة الشوط في 7:36:41 دقيقة.
واختتمت منافسات الإيذاع بفوز «الصداوي» لخلف راشد النايلي الشامسي بناموس الشوط السادس للقعدان المهجنات، وأنهى مسافة الشوط في زمن قدره 7:31:97 دقيقة.
وتتواصل فعاليات مهرجان العين لسباقات الهجن، غداً الأربعاء، بإقامة منافسات سن الثنايا والتي يتصارع خلالها المطايا على نيل أغلى الرموز في الأشواط الرئيسة الأولى.

أخبار ذات صلة 7 حضانات جديدة في أبوظبي بطاقة استيعابية 929 مقعداً أولدورف بطل «فردي الرجال» في «العين ماسترز للريشة الطائرة»

مقالات مشابهة

  • بـ2.6 مليون ريال.. اتفاقية لتحويل "محمية السليل" إلى وجهة سياحية بيئية متكاملة
  • «الأندلس» تحصد كأس «الأبكار» في مهرجان العين للهجن
  • ركنة العين تسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • نائب: الإصلاح الاقتصادي جعل مصر وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي
  • 18 وجهة جديدة لـ«الاتحاد للطيران» في 2025
  • أولدورف بطل «فردي الرجال» في «العين ماسترز للريشة الطائرة»
  • بوشر الوقفية تكشف خطة التمويل والاستثمار
  • وزارة العمل تحرر محاضر ضد منشآت سياحية مخالفة في شرم الشيخ
  • الأغواط: حجز أكثر من 8 آلاف “صاروخ” كانت داخل سيارة سياحية