يأمل الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتوقيع اتفاقية تكامل- بدلا من معاهدة دفاع مشترك- كتلك التي وقَّعتها واشنطن مع البحرين الأربعاء الماضي، ضمن الجهود الأمريكية لإقناع الرياض بتطبيع علاقتما مع إسرائيل، بحسب بول بيلار في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft)  ترجمه "الخليج الجديد".

وتهدف "الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار" إلى دفع مستويات التعاون بين واشنطن والمنامة نحو مزيد من التكامل غير المسبوق في المجال الأمني والعسكري والاستخباراتي وكذلك في قطاعات التكنولوجيا الحديثة والتجارة والاستثمار.

وهذه الاتفاقية بمثابة ترقية للالتزام الأمني الأمريكي تجاه البحرين، إذ تهدف إلى ردع التهديدات، ففي حال وقوع هجوم على المملكة، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بالتشاور الفوري مع حليفتها ومناقشة سبل الرد. لكنها لا توفر ضمانات المادة 5 الخاصة بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تعتبر أي هجوم على عضو في الحلف هو هجوم على كل أعضائه.

وخلال حفل التوقيع، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "إننا نتطلع إلى استخدام هذه الاتفاقية كإطار لدول إضافية قد ترغب في الانضمام إلينا في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي والابتكار التكنولوجي".

وبحسب بيلار، "من الواضح أن الدولة الإضافية التي تفكر فيها الإدارة (الأمريكية) أكثر من غيرها هي السعودية، التي حددت معاهدة دفاع (تستلزم موافقة الكونجرس) مع الولايات المتحدة كجزء من الثمن الذي تطالب به مقابل رفع مستوى علاقتها المهمة بالفعل مع إسرائيل إلى علاقات دبلوماسية كاملة".

وتابع: "ومن الواضح أن الإدارة تأمل أن تكون الاتفاقية مع البحرين (لا تستلتزم موافقة الكونجرس) نموذجا لنوع الاتفاقية التي من شأنها تلبية الطلب السعودي مع تجاوز المعارضة المحتملة في الكابيتول هيل (الكونجرس)".

ومقابل صمت رسمي سعودي، تتواتر تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية منذ أشهر عن أن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل مقابل قائمة مطالب، في مقدمتها توقيع معاهدة دفاع مشترك بين السعودية والولايات المتحدة.

ولا تقيم السعودية علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وترهن الأمر بقبول الأخيرة الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

اقرأ أيضاً

توقيع اتفاقية شاملة للتكامل بين أمريكا والبحرين.. ماذا يعني؟

خطر تصعيد خليجي

و"على الرغم من الجهود التي تبذلها إدارة بايدن للتوسط في اتفاق لتحسين العلاقات بين إسرائيل والسعودية، إلا أنها لم توضح بعد كيف يمكن لأي اتفاق من هذا القبيل أن يخدم المصالح الأمريكية أو قضية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، وفقا لبيلار.

واعتبر أن هذا الاتفاق "لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المواجهة وعدم الاستقرار في المنطقة، بل وزيادة هذه المواجهة".

وأردف: "ولكي نفهم السبب، علينا أن نلاحظ الأهداف الإسرائيلية الرئيسية في السعي إلى تبادل السفارات والسفراء مع دول الخليج العربية، التي ليست في حالة حرب معها".

و"أحد الأهداف يتلخص في تكثيف المواجهة مع إيران وإضفاء الطابع المؤسسي عليها، وبالتالي إبقائها عدوا شريرا يمكن إلقاء اللوم عليه عن كل المشاكل في المنطقة، وتحويل الانتباه الدولي عن أي مشاكل تتعلق بسلوك إسرائيل"، كما أضاف بيلار.

ورأى أن "هذا يعني المزيد، وليس أقل، من التوتر وخطر التصعيد في منطقة الخليج، وذلك حتى قبل النظر في المزيد من الثمن الذي سيدفعه بايدن للنظام السعودي مقابل تحسين العلاقات مع الإسرائيليين، بما في ذلك المزيد من مبيعات الأسلحة غير المقيدة والمساعدة في البرنامج النووي السعودي".

وكثيرا ما اتهمت الولايات المتحدة وعواصم إقليمية، في مقدمتها الرياض وتل أبيب، طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن ولبنان وسوريا والعراق، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

اقرأ أيضاً

اتفاقية عدم اعتداء بين السعودية وإيران بعد التطبيع.. 4 أسباب تجعلها شديدة الأهمية

لا دولة فلسطينية

والهدف الإسرائيلي الآخر، بحسب بيلار، هو "إثبات أن إسرائيل قادرة على التمتع بعلاقات طبيعية مع دول المنطقة مع مواصلة احتلالها للأراضي الفلسطينية".

وأضاف أن "رفع مستوى علاقات إسرائيل مع السعودية، كما حدث  مع البحرين والمغرب والإمارات، سيؤدي إلى عدم إحلال تل أبيب للسلام مع الفلسطينيين".

وبوساطة من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، وقَّعت إسرائيل في عام 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب لتنضم إلى مصر والأردن كخمس دول عربية من أصل 22 تقيم علاقات رسمية معلنة مع تل أبيب.

وشدد بيلار على أنه "من غير المتصور أن تقوم الحكومة الإسرائيلية الحالية (يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو) بأي شيء جوهري من شأنه الاقتراب من إقامة دولة فلسطينية أو أي حل آخر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

اقرأ أيضاً

صفقة خداع.. تطبيع السعودية وإسرائيل لا يضمن قيام دولة فلسطين

المصدر | بول بيلار/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تكامل دفاع بن سلمان بايدن البحرين اتفاقية

إقرأ أيضاً:

جمال الكشكي: مصر تتبنى فكرة السلام والاستقرار في المنطقة

علق الكاتب الصحفي جمال الكشكي، على رسائل وتصريحات الرئيس السيسي اليوم عن لقاءات شرم الشيخ ومستقبل الحرب على غزة.

أونروا: 90% من مدارس الوكالة في قطاع غزة تعرضت للقصف والتدميرموسكو: روسيا تدعم خطة ترامب بشأن غزة والهدف الرئيسي حاليا إنهاء العنفمطار العريش يستقبل طائرة مساعدات سعودية لصالح الفلسطينيين في غزةمن أرض السلام.. تحركات دولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة

وقال الكشكي في مداخلة هاتفية على قناة " المحور "، إن "  مصر دولة قوية ومحورية في المنطقة ".

وأضاف الكشكي:" مصر لعبت أدوارا كبيرة ومهمة في العديد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ".

وتابع: "مصر دولة ذات ثقل في المنطقة وتدرك وتعي معنى  إقامة دولة فلسطينية مستقلة حرصا على الامن القومي العربي والإقليمي .

وأكمل جمال الكشكي: " مصر تتبنى فكرة السلام في المنطقة، ورؤية مصر الاستراتيجية في المنطقة هي أهمية تحقيق الاستقرار ".

طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال اسرائيل اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • يديعوت: إسرائيل تسعى لتطبيع شامل مع تركيا يشمل التعاون في الأمن البحري
  • قطر تقر اتفاقية الربط السككي مع السعودية ضمن مشروع خليجي مشترك
  • أشجار الأرز التي تتحدى الزمن.. كيف يحمي لبنان كنوزه الخضراء؟
  • البرلمان الإسباني يوافق على فرض حظر شامل لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل
  • جمال الكشكي: مصر تتبنى فكرة السلام والاستقرار في المنطقة
  • “اغاثي الملك سلمان” يوقع اتفاقية تعاون مشترك لتحسين خدمات المياه في هيئة مستشفى مأرب العام
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة يتفقد المنطقة العسكرية الشرقية ويطلع على أنظمة دفاع جوي حديثة
  • برلماني: العلاقات المصرية السعودية نموذج فريد للوحدة العربية الحقيقية
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • باكستان تتطلع لاستثمارات سعودية بعد اتفاقية دفاع مشترك