الجديد برس:

أصبحت سفن تجارية تغير من طريقها للوصول إلى موانئ كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد التهديدات والعمليات التي أعلنت عنها قوات صنعاء في مياه البحر الأحمر، والتي تستهدف سفناً مملوكة لإسرائيليين، ضمن تصعيد صنعاء ضد الاحتلال جراء عدوانه على قطاع غزة، وأدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشحن.

يهودا ليفين، رئيس قسم الأبحاث في شركة Freightos للتكنولوجيا الفائقة، وهي منصة رقمية لإدارة الشحن، أقرّ بزيادة في أسعار شحن البضائع التي تأتي إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي من الصين أو العكس بعد الحرب، وفقاً لما أوردته صحيفة Globes الإسرائيلية، يوم أمس الإثنين الموافق 27 نوفمبر.

ليفين قال للصحيفة: “طال هذا بالفعل جميع البضائع التي تصل إلى ميناء أسدود في إسرائيل من الصين، التي بدأ سعرها في الارتفاع في الأسابيع الأخيرة، وهذا انحراف عن الاتجاه السائد في التجارة بين آسيا ومنطقة البحر المتوسط، حيث شهدنا بالفعل انخفاضاً طفيفاً في الأسعار خلال تلك الفترة”.

وتحدث ليفين، الذي يسمح له منصبه بالاطلاع على معلومات جميع قنوات الشحن حول العالم، عن بداية الضرر الذي لحق بالتجارة بين آسيا و”إسرائيل”، فعلى سبيل المثال، ابتعدت السفن الأخرى في أسطول Ray Shipping التابع لرجل الأعمال رامي أونغر، الذي احتجزت قوات صنعاء سفينة له، عن مضيق باب المندب في المنطقة اليمنية لتجنب الأضرار.

وكانت سفينة Globis Star، التابعة لشركة أونغر بالبحر الأحمر ومرت عبر قناة السويس، في طريقها إلى الصين، لكنها عادت بعد الهجوم على Galaxy (جالاكسي ليدر) ورست في القناة، يوم الإثنين الماضي 20 نوفمبر.

كذلك كانت سفينة أخرى في الأسطول نفسه، تحمل اسم Hermes Leader، موجودة بالفعل بالقرب من ساحل اليمن وقت الهجوم، وعادت أيضاً شمالاً في البحر الأحمر، واضطرت سفينتان أخريان على الأقل لهما اتصالات إسرائيلية إلى تغيير مسارهما منذ عملية الاستيلاء.

ويؤكد ليفين أن عدة سفن لها اتصالات مع “إسرائيل” اضطرت بالفعل إلى الإبحار حول أفريقيا، أو يخطط بعضها لفعل ذلك، وهو طريق قد يزيد من تكلفة الرحلة ويطيل مدتها لأسبوعين.

ويضيف ليفين أن “السفن الإسرائيلية أو شبه الإسرائيلية تزيد من عدد أفراد الأمن على متنها، الأمر الذي يستلزم تكاليف. حتى إن شركة Zim أعلنت أنها سترفع علاوة المخاطرة على كل حاوية بأكثر من 100 دولار، ويمكن الافتراض أن هذه الخطوة أدت بالفعل إلى زيادة في أسعار حاويات الشحن على الطرق الدولية المؤدية إلى موانئ إسرائيل”.

وبحسب بيانات شركة Freightos، فإن سعر الشحن لكل حاوية من الصين إلى ميناء أسدود، ارتفع بنسبة تتراوح بين 9% و14% في الأسبوعين الأخيرين، من شهر أكتوبر 2023، ما يضعها عند سعر أعلى بنحو 5% منذ اندلاع الحرب.

ويختلف ذلك عن التغير في أسعار الشحن بين دول آسيا، ومنطقة البحر المتوسط، ​التي انخفضت فعلياً بنسبة 7% في الأسبوعين الأخيرين من شهر أكتوبر 2023، وبنسبة 8% منذ 7 أكتوبر.

ويضيف ليفين أن حركة السفن إلى الموانئ الإسرائيلية شهدت تغيراً ملحوظاً منذ اندلاع الحرب، لكن بسبب التأخير الذي يرجع على ما يبدو لنقص القوى العاملة أو إطلاق الصواريخ، سُجِّلَت اختناقات مرورية بأعداد أكبر من المعتاد.

وفي هذا الصدد، أبلغت شركة الشحن MSC عن اختناقات مرورية عند مدخل ميناء أسدود، وحوّلت شركة Evergreen سفنها إلى ميناء حيفا.

وكانت قوات صنعاء قد أضافت 56 سفينة حاويات إسرائيلية تابعة لشركة “زيم لواندا”، إلى بنك أهدافها، وسفناً أخرى تابعة لشركات نقل بحري إسرائيلية. وكتب المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في منشور على “إكس”، أحرف (ZIM)، وهو الاسم المتداول لشركة “زيم المتكاملة” التي تعد واحدة من كبريات شركات الشحن في العالم، ومقرها في ميناء حيفا.

كذلك، اهتمت القنوات ووسائل الإعلام العبرية بحديث العميد سريع عن شركة “زيم”، وفسرت ما قاله بأن قوات بلاده تعتزم الاستيلاء على سفينة إسرائيلية ثانية.

وتواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة هجوم على قوات صنعاء، وتصف العملية بأنها “جريمة دولية” تهدد أمن الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية.

وعلى رغم سعي أمريكا و”إسرائيل” إلى تحريض المجتمع الدولي على حركة “أنصار الله”، لدفعها إلى التراجع عن إجراءاتها ضد حركة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، قال مصدر ملاحي في صنعاء، إن عملية الرصد والتتبع ضد السفن الإسرائيلية والعاملة لمصلحة الكيان في البحر الأحمر مستمرة، مضيفاً أن حركة الملاحة في موانئ العدو تراجعت بنسبة 60% خلال الأيام الماضية، وهو ما أكدته وسائل إعلام عبرية، كشفت عن تعرض الاقتصاد الإسرائيلي لأضرار مباشرة، في ظل تصاعد المخاوف من أزمة تموينية في أسواق الكيان.

وبحسب وسائل الإعلام تلك، فإن نسبة 70% من الغذاء تُستورد إلى “إسرائيل” عبر البحر الأحمر، فيما ثمة سفن عاملة لمصلحة الكيان اضطرت إلى تغيير مسارها للمرور عبر مضيق جبل طارق، الأمر الذي سيكبد “إسرائيل” خسائر كبيرة.

في هذا الشأن، يورد موقع “ذا ماركر” الإسرائيلي أن “كبار مسؤولي صناعة السيارات كانوا يخشون من أن يؤدي احتجاز السفينة غالاكسي ليدر إلى ارتفاع أسعار التأمين على النقل البحري للسيارات، لكن يبدو أن تأثير العملية أوسع من ذلك بكثير”.

ويشير الموقع إلى أن “عدداً من السفن اضطرت خلال الأيام الأخيرة إلى تغيير طريقها، وبعضها عاد إلى الميناء الأصلي، والبعض الآخر أبحر إلى إسرائيل عبر طريق طويل جداً حول أفريقيا وإلى البحر الأبيض المتوسط، عبر مضيق جبل طارق، حتى لا تضطر إلى المرور بالقرب من اليمن”.

وسيؤدي ذلك إلى تمديد الرحلة البحرية بواقع 10 آلاف كيلومتر وشهر كامل، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة تكلفة النقل البحري، إلى جانب زيادة أسعار التأمين، بحسب الموقع الإسرائيلي.

وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية مراراً، بأن اليمن يشكل تهديداً استراتيجياً لـ”إسرائيل” بسبب موقعه الجغرافي.

وقال رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي السابق، غيورا آيلند، إن “مشكلتنا مع اليمنيين هي موقعهم في العنق الضيق للبحر الأحمر في الجزء الجنوبي منه، وهذه مشكلة أكبر من الصواريخ”.

وأكد آيلند، أن المشكلة الأكبر هي ما سيجري إذا قرر اليمنيون توقيف كل سفينة إسرائيلية، متسائلاً عن إمكانية أن يستمر الإبحار من البحر الأحمر إلى “إيلات”.

كما أكدت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، أن عمليات احتجاز قوات صنعاء للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ستتسبب بعواقب وخيمة على اقتصاد كيان الاحتلال الإسرائيلي.

ورأت الصحيفة أنه نتيجة لذلك قد يتم إلغاء الطرق إلى الكيان الإسرائيلي وبالتالي إرتفاع أسعار المنتجات المستوردة من البحر، مشيرة إلى أن هذا الإتجاه “من المتوقع أن يزداد بشكل كبير ويلحق الضرر في الأمن الغذائي للإسرائيليين”.

وكانت صنعاء قد توعدت أكثر من مرة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية “نصرة لقطاع غزة”، داعية الدول إلى “سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن”، بعدما أعلنت مراراً عن استهداف “إسرائيل” بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات.

وأمس الأول، جددت صنعاء، تأكيد استمرارها في منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحر الأحمر.

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي، على حسابه بمنصة “إكس”: “بكل تأكيد صنعاء أكثر حرصاً على سلامة الملاحة والأكثر احتراماً لمصالح العالم وهذا أمر أثبتناه عملياً طوال الماضي”.

وذكر العزي مرة أخرى بأن “الملاحة في البحر الأحمر ستبقى آمنة ومأمونة لجميع السفن باستثناء فقط سفن الكيان المجرم حتى إنهاء عدوانه على الأطفال والمدنيين العزل في غزة المظلومة”.

وتحدث نائب رئيس حكومة صنعاء لشؤون الدفاع والأمن، جلال الرويشان، في وقتٍ سابق، عن الهدنة الحاصلة في قطاع غزة، قائلاً: “الهدنة تخص غزة والناطق العسكري أعلن أن قرارنا بإغلاق البحر الأحمر أمام العدو ما زال قائماً”.

وفي 19 من الشهر الجاري، نجحت قوات صنعاء في احتجاز سفينة إسرائيلية “غالاكسي ليدر” في البحر الأحمر، كان على متنها 52 شخصاً. بالتزامن مع تجديد تأكيدها أن “عملياتها ستستهدف السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو تديرها شركات إسرائيلية أو يملكها أشخاص إسرائيليون”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة فی البحر الأحمر قوات صنعاء

إقرأ أيضاً:

كيف قرأ اليمنيون بيان الحوثيين الأخير حول مساندة إيران؟ (تقرير)

أثار تهديد جماعة الحوثي، السبت، باستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر حال شنت واشنطن هجوما على إيران إسنادا لإسرائيل، جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

وقالت الجماعة -في بيان لها- إن أي هجوم أميركي مساند لإسرائيل ضد إيران لن يتم السكوت عنه، وسيُقابل برد عسكري مباشر من قبلها، يتمثل في استهداف السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر.

 

وأفاد البيان أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يأتي ضمن ما وصفه بـ "مشروع السيطرة الصهيوني الأمريكي الكامل على المنطقة".

 

ويأتي تهديد الحوثيين هذا بعد أكثر من شهر على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قرار وقف الضربات على اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن، وهو ما اعبرته الجماعة "انتصارا".

 

وفي السادس من مايو الماضي، أعلن ترامب توقف حملة عسكرية ضد الحوثيين بدأها في منتصف مارس الماضي، بعد زعمه استسلام الحوثيين ورغبتهم بتوقف هجماتهم العسكرية على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، في الوقت الذي التزمت الجماعة مطلع مايو الماضي بعدم شن أي هجمات بحرية ضد السفن الأمريكية والملاحة البحرية، حتى اللحظة.

 

ومنذ فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية، وقواعد صواريخ، واغتيال قادة عسكريين، وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.

 

وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حربها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط، ولوح بإمكانية استهداف المرشد الايراني علي خامنئي.

 

وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، قد حذرت من "عواقب وخيمة" على البلاد في حال تدخل جماعة الحوثي عسكريا في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران.

 

وتوالت ردود فعل اليمنيين بشأن تهديدات الحوثيين باستئناف الهجومات ضد السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر، في خطوة عدّوها اثبات التبعية لإيران.

 

وبشأن ذلك أورد الكاتب الصحفي أحمد الشلفي العديد من التساؤلات قائلا: كيف يمكن قراءة توعد الحوثيين باستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر، في حال شنت واشنطن هجومًا على إيران؟

 

وأضاف: هل يُعد هذا التصريح خروجًا من مرحلة الترقب، التي التزمها الحوثي طوال الأيام الماضية منذ بدء المواجهة المفتوحة بين طهران وإسرائيل؟

 

وتابع الشلفي "مع تزايد الحديث عن “احتمالات عالية” لتدخل عسكري أميركي ضد إيران، ووصول قطع بحرية أميركية إضافية إلى المنطقة في الأيام الماضية، يبدو أن الحوثيين وجدوا أنفسهم أمام لحظة قرار: هل يواصلون الصمت، فيبدون وكأنهم خرجوا من محور المواجهة؟ أم يرفعون الصوت من جديد، بعد أن شعروا بالخطر الحقيقي؟

 

وأردف "يبدو أنهم اختاروا الثانية – بغض النظر عن الفعل لاحقًا". ويرى أن هذا التهديد لا يمكن عزله عن الحسابات السياسية، ولا عن ميزان القوى الذي بدأ يتشكل على وقع التصعيد الأميركي الإسرائيلي، والتخوف الإيراني من الضربة القادمة".

 

البيان الحوثي وفق الشلفي يُقرأ على مستويين: داخليًا: في محاولة لاستعادة المبادرة في الخطاب التعبوي، بعد التراجع في زخم العمليات البحرية في البحر الأحمر، إثر الضربات الأميركية الدقيقة خلال الأشهر الماضية، وما تلاها من تفاهمات بين واشنطن والجماعة، لضبط التصعيد البحري. وخارجيًا: كتذكير بأن الحوثي لا يزال فاعلًا ضمن محور إيران، وأن أي تسوية أو تصعيد لا بد أن يأخذ وجوده بالحسبان – عسكريًا وسياسيًا.

 

 

وبنظر الشلفي فإن السؤال الحقيقي الآن: هل يدرك الحوثيون أن الثمن هذه المرة قد لا يكون بسيطًا؟ وأن العودة إلى الموقع المشارك الأول” في معركة إيران قد تستدعي ضربات موجعة من واشنطن – لا تشبه ما سبق؟

 

وقال "الأرجح أنهم يدركون، لكنهم أيضًا لا يملكون خيار الغياب، فالمحور الذي بنوا عليه شرعيتهم الإقليمية يمر الآن بمرحلة إعادة تشكيل، ولهذا، يبدو التهديد الحوثي الأخير – وإن جاء بلغة نارية –  سياسي أكثر منه بيانًا عسكريًا حاسما".

 

"هو صوت مرتفع في لحظة حرجة، هدفه تثبيت الموقع قبل أن تبدأ المعركة، لكن رغم كل هذا، تبقى الكلمة الفصل بيد واشنطن". وفق الشلفي.

 

وزاد "إذا قررت الولايات المتحدة تنفيذ ضربة مباشرة ضد إيران، فإن الحوثيين سيكونون أمام اختبار كبير: إما أن يكتفوا بالبيان، فينكشف التناقض بين خطابهم وسلوكهم، أو أن ينفذوا التهديد، ويخوضوا مواجهة قد لا تكون لصالحهم، خاصة بعد استهداف بنيتهم العسكرية في البحر الأحمر، وسلسلة الانكشافات أمام الغارات الأميركية".

 

وخلص الشلفي في مقاله بالقول "قد تكون الكلمة التالية لصوت الحرب، لكن هذه المرة، من يحدد توقيتها وشكلها، هو قرار البيت الأبيض".

 

الإعلامي أحمد الزرقة كتب "تستميت جماعة الحوثي في تقديم نفسها كآخر ذراع إيراني لم يتعرض لضربات حقيقية تمس قياداته ومقدراته، كما حدث لبقية الأدوات والأذرع في لبنان وسوريا".

 

وقال "الحوثي يسعى لوراثة الدور الذي كان يقوم به حزب الله اللبناني، ويتجاوز دور الفصائل العراقية التي فضلت الصمت والانسحاب من المشهد ازاء الضربات التي تعرض لها نظام الملالي".

 

 

ويرى الزرقة أن تلويح الحوثي بمهاجمة السفن الأمريكية مرة أخرى إذا ما هاجمت إيران هو تعبير واقعي عن الإستثمار الإيراني المستمر في الجماعة ومحاولة لتخفيف الضغط عليها باستخدام الحوثي كلغم بحري اثبت قدرته على الإعاقة دون إحداث أضرار حقيقية.

 

وأكد أن تضحية الحوثي بالهدنة مع الجانب الأمريكي هي نتيجة في الأصل لانهيار التهدئة بين طهران وواشنطن والتي كان من ملامحها إبرام صفقة اليمن في مسقط دون الرجوع للحوثي.

 

وقال "اليوم يعود الحوثي للمواجهات بتوجيه إيراني مباشر دون القدرة على المناورة والرفض أو مواجهات الخسائر المحتملة".

 

الكاتب والروائي اليمني محمود ياسين، قال "عندما قصف الامريكان صنعاء هل تدخلت ايران او هددت انها ستتدخل؟ كان استهدافكم مدمراتها في البحر الأحمر اسنادا لغزة موقف بطولي يمكن حتى للشعب او لبعضه ان يتفهمه ويشيد به ولو بصمت".

 

وأضاف "لكن وقد وصلتم مع الأمريكان لاتفاق جانبي يضمن بقائكم إلى جوار غزة دون مواجهة مع الوحش الأكبر.. ماضركم لو التزمتم بذلك الاتفاق؟

 

وفي إطار السخرية من تهديدات الحوثيين قال ياسين "تحتاج ايران لإسناد دولة نووية، باكستان مثلا، اما صنعاء فلن تحدث فارقا كبيرا في مواجهة كبيرة ومفتوحة وبلا خطوط حمراء، هو باب المندب ما يسعكم اغلاقه وهذا التهديد يفقد جدواه مع تحكم ايران بمضيق هرمز حيث تمر نصف امدادات العالم من الطاقة، هناك التهديد الفعلي".

 

 

وقال "كان لتلك المواجهة في البحر الاحمر اسنادا لغزة جانبها الأخلاقي، أيا تكن دوافعكم التي يتهمكم بها خصومكم المحليين، لكن خوضها إلى جانب إيران التي تخلت عنكم وقتها يمثل شكلا من مجازفة لم نكن بحاجة اليها ولا طاقة لنا بدفع ثمنها الآن.

 

الكاتب الصحفي نبيل عبدالرب سخر بالقول  "الحوثيون يشتوا يدخلوا اليمن بحرب جديدة، صلوا على النبي، عاد نحن ناقصين فضول وحروب، مش ضروري تدخلوا كل حروب المنطقة".

 

 

أما الصحفي خليل العمري فقد اكتفى بالقول "مش قادرين يجلسوا شهر بدون حرب".

 

 

في حين قال الصحفي عدنان الجبرني "إيران تُشهر ورقة الحوثي والبحر الأحمر في وجه أمريكا إذا تدخلت في الحرب".

 

وأضاف "هذا أول عائد مباشر لإيران بعد نحو عقدين من الاستثمار في بناء قدرات الحوثيين وصقل مخالبها على حساب اليمنيين".

 

 

ويرى أن "الدور الحوثي المرتبط بحرب غزة كان مجرد بروفة تجريبية ليوم كهذا تُعلن فيه الجماعة استئناف عملياتها في البحر الأحمر حماية لإيران، وهي التي دفعت الحرس الثوري لتربية مخالب الحوثي ونقل تقنية متقدمة الى الجماعة". مستدركا "واللي مش داري يقول غزة".

 

الكتب سيف الحاضري علق بالقول "اليمن تُساق إلى الجحيم بلا راعٍ ولا قيادة.. وصمت الشرعية أخطر من نيران الحرب الإيرانية الإسرائيلية".

 

وأوضح أن إعلان مليشيات إيران دخولها المعركة إلى جانب النظام الإيراني، وتهديدها اليوم بضرب السفن والمصالح الأمريكية في المنطقة والبحر الأحمر، أمرٌ طبيعي؛ فهذه هي قدرية التابع للمتبوع".

 

 

وقال "لكن غير الطبيعي، بل والمشين، أن تكون اليمن اليوم مكشوفة بلا راعٍ، ولا قيادة، ولا جهةٍ تتصدى للدفاع عن مصالحها وسيادتها، وتدرأ عنها الكوارث التي تجلبها هذه المليشيات. ويبدو أن قيادة الشرعية – التي باتت منزوعة الشرعية فعلًا – لا تدرك حجم وخطورة انزلاق اليمن إلى ساحة حرب ليست لها فيها ناقة ولا جمل".

 

وأكد أن "الجرم الحقيقي الذي ترتكبه هذه القيادة هو صمتها المُهين، وتخليها الفاضح عن مسؤوليتها في حماية اليمن وشعبه، بصورة لا يصدقها عقل، لولا أننا نعيش تراجيديتها المؤلمة يومًا بعد آخر".

 


مقالات مشابهة

  • تحذير بريطاني من “تهديد مرتفع” للسفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن
  • تقرير: ارتفاع تهديد الشحن التجاري المرتبط بأمريكا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن
  • الحوثيون: مستعدون لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهددون بضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهدّدون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية إذا دعمت إسرائيل
  • الحوثيون: رصدنا تجهيزات واستعدادات بعض الدول لمشاركة إسرائيل هجومها على إيران
  • كيف قرأ اليمنيون بيان الحوثيين الأخير حول مساندة إيران؟ (تقرير)
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية بحال تدخل واشنطن في الحرب بين إسرائيل وإيران
  • قوات صنعاء: سنستهدف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في العدوان على إيران