أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في رسالة نصية بعثتها إلى أمهات الشهداء بمناسبة "يوم الشهيد" الذي يصادف 30 نوفمبر من كل عام، أن ذكراهم ستبقى نبراساً يقتدي به أجيال المستقبل، ويستمد من بطولاتهم معاني العزم والعزيمة والإرادة الوطنية والصدق والإخلاص في حب الوطن.

أخبار ذات صلة حمدان بن محمد: في يوم الشهيد نستذكر بكل فخر تضحيات كوكبة من أبناء الإمارات سيف بن زايد: يوم الشهيد.. ذكرى غالية نقف فيها باعتزاز إجلالاً وتقديراً لشهدائنا الأبرار

وفيما يلي نص الرسالة: "الشهداء رمز الأمة وثباتها، وإقدامهم بالذود عن حمى الوطن يمثل الحصن المنيع والدرع المتين الذي يجعل راية الإمارات دوماً خفاقة. نحن فخورون بأمهات الشهداء وبالأبطال الذين ارتقوا في سبيل الإمارات وستبقى أسماؤهم محفورة في ذاكرة أبناء هذا الوطن المعطاء".

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فاطمة بنت مبارك أم الإمارات يوم الشهيد

إقرأ أيضاً:

7 أكتوبر.. اليوم الذي أسقط أسطورة القوة وفضح زمن الخضوع

 

 

 

عباس المسكري

 

في حياة الأمم لحظات تصنع وعيها وتعيد تعريف شرفها، لحظات لا تمرّ كغيرها، بل تترك في الذاكرة أثرًا لا يُمحى، والسابع من أكتوبر كان تلك اللحظة الفاصلة التي بدّدت الضباب وكشفت الجوهر، فبان الصادق من المدّعي، والشريف من الخانع، إنه اليوم الذي تكلّم فيه الفعل، فصمتت الشعارات، وتهاوت الأصنام التي صُنعت من وهم القوة والخوف.

في ذلك اليوم، انقلبت موازين الفهم والقول رأسًا على عقب، وسقطت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر" تحت أقدام الحقيقة، فإذا به جيشٌ أوهن من بيت العنكبوت، يتهاوى أمام عزيمة لا تُقاس بالعتاد، وما إن انكشفت هشاشته حتى هرع يستنجد بحلفائه، فلو لا مظلة أمريكا وسلاحها ومالها، لكان اليوم خبرًا من التاريخ لا أكثر، فلقد فضح السابع من أكتوبر زيف القوة المصطنعة، وكشف أن من يستقوي على الضعفاء لا يملك في داخله إلا الخوف.

ومن قلب غزة خرجت الحكاية، ومن أزقّتها المهدّمة انبعث المجد من جديد، هناك، في أضيق رقعة وأقسى حصار، وُلد رجال من نورٍ ودم، لا يعرفون الانكسار. مجاهدون جعلوا من أجسادهم سورًا يحمي كرامة الأمة، ومن إيمانهم وقودًا لا ينطفئ، هم أبناء الأرض والحق، سلاحهم يقينهم، وقوتهم في صدقهم، بصمودهم علّموا العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن النصر يولد من رحم الألم، لا من موائد المساومة.

لقد صار أبناء غزة عنوانًا للعزة، ورمزًا لكل عربيٍّ ومسلمٍ لا يرضى بالهوان، وفي كل خطوةٍ من خطواتهم تذكيرٌ للأمة بأن الشرف لا يُستورد، وأن البطولة قرارٌ لا شعار، نعم هناك، تحت القصف والجوع، كُتبت أنصع صفحات التاريخ بمدادٍ من دمٍ وصبرٍ وإيمانٍ لا يلين.

لكن ذلك اليوم لم يكشف ضعف العدو فحسب، بل فضح أيضًا زيف بعض من تزيّنوا بلباس الدين والسياسة، فخرجت أصوات تدّعي الورع وهي تلعن المقاومة وتكفّر المجاهدين، فأسقطها التاريخ قبل أن يسقطها الناس، لقد أرادوا أن يُطفئوا نور الصدق بفتاواهم، فإذا بهم ينكشفون أمام الله والخلق، أولئك الذين اصطفّوا إلى جانب الباطل خسروا مكانتهم، وذهبت هيبتهم أدراج الرياح، لأن الأمة بطبعها تعرف أن الحق لا يُحارب باسم الدين، وأن من يخذل المظلوم شريكٌ في ظلمه. لقد باءوا بغيظهم وحقدهم، وبقيت دماء الأحرار أصدق من كل خطبةٍ جوفاء.

مرّت سنتان، وما زال صدى ذلك اليوم يهزّ الضمائر، فلقد أعاد السابع من أكتوبر تعريف العزة في الوعي العربي والإسلامي، وأيقظ في الشعوب يقينًا كان يُراد له أن يموت، فصار ميزانًا يُعرف به الناس، من مع الأمة، ومن عليها، من اختار الكرامة، ومن باعها في سوق الخنوع، ذلك اليوم لم يكن مجرّد معركة، بل لحظة وعيٍ كبرى أعادت للأمة ثقتها بنفسها، وأثبتت أن من يتوكّل على الله لا يُهزم، مهما اشتدّ الحصار وتكاثر الأعداء.

سيبقى السابع من أكتوبر شاهدًا على أن الكرامة لا تموت، وأن الشرفاء مهما ضاق بهم الواقع لا ينكسرون، يومٌ كان عزًّا للأحرار، وفضيحةً للمتخاذلين، يومٌ فيه سقطت الأقنعة، وارتفعت الهامات، مرّت سنتان، وما زال وهجه يضيء القلوب، يذكّر الأمة أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الباطل، مهما علا، زائل، وسيظل السابع من أكتوبر تاريخًا لا يُنسى، ويومًا تعلّمت فيه الأمة من جديد كيف يكون الشرف، وكيف يُصان الحق بالدم لا بالكلام.

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات الشيخة فاطمة.. الهلال الأحمر يفتتح مشاريع أم الإمارات الصحية في جزيرة أنجوان بجزر القمر
  • بتوجيهات الشيخة فاطمة.. الهلال الأحمر يفتتح مشاريع “أم الإمارات” الصحية في جزيرة أنجوان بجزر القمر
  • الصحة بغزة: 10 شهداء و49 إصابة خلال 24 ساعة
  • ارتفاع شهداء الإبادة  الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 67 ألفاً و١٨٣
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 67,183 شهيدا
  • 7 أكتوبر.. اليوم الذي أسقط أسطورة القوة وفضح زمن الخضوع
  • نهيان بن مبارك يفتتح الملتقى السنوي لأندية التسامح والهوية الوطنية بالجامعات
  • شهداء البحيرة سطروا بدمائهم وأسمائهم بحروف من ذهب في سجل أبطال الوطن
  • شهداء أبناء البحيرة في حرب أكتوبر 73.. ذكراهم خالدة في وجدان كل مصري وذاكرة لا تموت
  • من أوائل شهداء النصر.. الشهيد السيد المدبوح لقى ربه شامخا مرفوع الرأس