في السادس من أكتوبر عام 1973، انطلقت صيحة النصر من فوق ضفاف قناة السويس، لتعلن للعالم أن مصر عادت قوية قادرة على استرداد حقها المسلوب.

وفي هذا اليوم التاريخي، سطر أبناء الوطن ملحمة من الفداء والتضحية، كان لأبناء محافظة البحيرة نصيب وافر فيها، حيث ارتقى العديد منهم شهداء في سبيل الله والوطن، لتبقى ذكراهم خالدة في وجدان كل مصري.

محافظة البحيرة، بمدنها وقراها، كانت وما زالت خزانا بشريا للبطولة، خرج أبناؤها من بيوت متواضعة، يحملون في قلوبهم الإيمان وفي أيديهم السلاح، وشاركوا في كل أفرع القوات المسلحة، فمنهم من كان جنديا على خط النار يقتحم الحصون، ومنهم من كان ضابطًا يقود رجاله في معارك التحرير، ومنهم من كان طيارًا أو بحارًا يحمي سماء وبحار مصر، لقد جسّدوا جميعًا معنى الانتماء الحقيقي، وضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام.

تذكر سجلات البطولات عددا من أبناء البحيرة الذين ارتقوا شهداء خلال معارك أكتوبر، ومن بين هذه الأسماء:  الشهيد عبد الكريم الشبينى -مركز رشيد

الشهيد أبو السعود محمد المحلاوى - سلاح المشاة - مركز رشيد

الشهيد أمين أنور  محمد بحيرى- سلاح مشاة ميكانيكي - مركز رشيد

الشهيد عبده عبد المولى إبراهيم المسلمانى- سلاح المشاة  - مركز رشيد

الشهيد الرائد عبد الهادي السقا، أحد أوائل شهداء حرب أكتوبر المجيدة، الذي استشهد صباح السادس من أكتوبر عام 1973، قبل ساعات قليلة من انطلاق ساعة الصفر، لتكون دماؤه الطاهرة مقدمة للنصر العظيم.

والشهيد البطل صبحي الصعيدي، أحد أبناء إيتاي البارود، سطر اسمه بحروف من ذهب في سجل أبطال الوطن، و البطل الشهيد ملازم أول عزت السيد عبد الحميد النمر ابن إيتاي البارود في محافظة البحيرة

وغيرهم العشرات الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل النصر، هؤلاء الأبطال لم يغيبوا عن ذاكرة أهلهم وذويهم، بل صاروا أيقونات مضيئة في تاريخ مصر.

كان لأسر الشهداء من البحيرة دور كبير في دعم أبنائهم، حيث تحمّلت الأمهات لوعة الفراق بصبر ورضا، وأكمل الآباء رسالة غرس القيم الوطنية في الأجيال التالية.

لقد قدمت البحيرة نموذجا متكاملا في الفداء، ليس فقط عبر دماء الشهداء، بل عبر صمود أهلهم وتضحياتهم.

ومع مرور الأعوام، ما زالت محافظة البحيرة تحيي ذكرى أبنائها الأبطال في احتفالات أكتوبر السنوية، حيث تُقام الندوات والاحتفالات التي تستعرض بطولاتهم، كما تم إطلاق أسمائهم على العديد من المدارس والشوارع لتظل سيرتهم العطرة باقية للأجيال.

إن أسر الشهداء في البحيرة كانت ولا تزال نموذجًا للصبر والاعتزاز، أمهاتٌ زُفّ أبناؤهن إلى الجنة واحتسبنهم عند الله، وآباءٌ وقفوا شامخين رغم ألم الفقد، حاملين رسالة مفادها أن مصر تستحق كل تضحية، ولذا، لم يكن غريبًا أن تحرص الدولة على تخليد ذكراهم بإطلاق أسمائهم على المدارس والشوارع، ليبقى التاريخ شاهدًا على عطائهم.

 

اليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود على انتصار أكتوبر، يظل شهداء البحيرة جزءًا أصيلًا من ذاكرة النصر، فهم لم يرحلوا أبدا، بل يعيشون بيننا بقصص بطولاتهم التي تروى للأبناء والأحفاد، إنهم الدليل الحي على أن مصر لا تهزم، وأن أبناءها دائمًا على استعداد للتضحية بالغالي والنفيس من أجلها.

إن دماء شهداء البحيرة في حرب أكتوبر لم تكن مجرد قطرات سالت فوق رمال سيناء، بل كانت بذورا أنبتت حرية وعزة وكرامة لمصر كلها، وسيظل تاريخهم شاهدا على أن الوطن باقٍ ما بقيت تضحيات رجاله ونسائه، وأن روح أكتوبر ستبقى مصدر قوة وإلهام للأجيال القادمة.

 

لقد جسّد شهداء البحيرة معنى الإيمان بقضية الوطن، وأثبتوا أن النصر لا يصنع إلا بالتضحيات. دماؤهم التي سالت فوق رمال سيناء لم تذهب هدرا، بل أنبتت حرية وكرامة، وفتحت صفحة جديدة من المجد لمصر.

واليوم، ونحن نعيش ثمار النصر، يظل واجبنا أن نحفظ لهم العهد، وأن نكمل ما بدأوه بالعمل والبناء وحماية الوطن من كل تهديد.

وهكذا، ستظل دماء شهداء البحيرة في حرب أكتوبر درسا يضيء الطريق، ويؤكد أن مصر باقية ما دام فيها رجال يعشقون ترابها، ويهبون أرواحهم دفاعًا عنها، إنها ملحمة خالدة، عنوانها "الشهادة"، ونتيجتها "النصر"، ورسالتها أن الوطن يستحق كل غال ونفيس.

 

وتظل محافظة البحيرة علامة مضيئة في سجل البطولات المصرية، إذ قدّمت خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 كوكبة من خيرة أبنائها الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل استرداد الأرض والكرامة، وبينما يحتفل المصريون بذكرى العبور كل عام، يظل أبناء البحيرة الشهداء رمزًا للفداء وملحمةً تخلدها الأجيال.

لقد كانت مصر كلها جبهة واحدة، من أسوان حتى الإسكندرية، لكن البحيرة كان لها نصيب وافر في تقديم التضحيات، فمن قُرى صغيرة ونجوع متواضعة خرج الأبطال، شبابًا في مقتبل العمر، حملوا بنادقهم بقلوب مؤمنة، وأقسموا ألا يعودوا إلا مرفوعي الرأس، بعضهم عاد منتصرًا، وبعضهم عاد ملفوفًا بعلم الوطن شهيدًا خالدًا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محافظة البحیرة شهداء البحیرة حرب أکتوبر أن مصر

إقرأ أيضاً:

أكتوبر في ذاكرة البادية ندوة نظمتها لجنة التراث بمطروح

نظمت لجنة التراث بمطروح برئاسة  عبد الحميد القناشي ندوة بمناسبة حرب اكتوبر المجيدة بعنوان: أكتوبر في ذاكرة البادية" حكايات وأشعار" بحضور المهندس حسين السنيني السكرتير العام المساعد   ، والدكتور سيد هارون عميد المعهد التكنولوجي العالي فرع مطروح ، والروائي السياسي صلاح هزاع والشاعر قدورة العجني عضو لجنة التراث، وشعراء البادية وأعضاء لجنة التراث، وعدد من طلاب وطالبات جامعة مطروح والمعهد التكنولوجي العالي وعددا من طلاب المدارس الثانوية.
نقل المهندس  حسين السنيني السكرتير العام المساعد تحيات اللواء خالد شعيب محافظ مطروح ،
ونوه إلى أن حرب اكتوبر ليست احتفالية فقط، وانما ملحمة ساهمت في الحفاظ على هوية الوطن العربي كله، ونوه إلى أن حرب اكتوبر ليست احتفالية فقط وانما ملحمة ساهمت في الحفاظ على هوية الوطن العربي.
واشار الى تكاتف أبناء الوطن في مواجهة الخطر الصهيوني عن طريق الاستعانة بالله وحب الوطن ومحاربة الأفكار الدخيلة على المجتمع ، التي من شأنها هدم البلاد.
ثم تحدث صلاح هزاع  عن التهديدات التي كانت تحيط بالمجتمع العربي والخطر الصهيوني والمشروع اليهودي من النيل للفرات إلى أن حدثت حرب اكتوبر التي عطلت ذلك المشروع،تلك الحرب التي شارك فيها العديد من الجنود المصريين من كل المحافظات، بما فيهم أبناء مطروح وقبائلها الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن .
وتم عرض فيلم تسجيلي قصير يعرض شهداء الوطن من أبناء مطروح ، من إعداد الكاتب صلاح هزاع.
ثم ألقى الشاعر جبريل عيسى قصيدة  عن انتصارات أكتوبر تلاها قصيدة للشاعر العبس حمزة.
ثم تحدث الدكتور سيد هارون عميد المعهد التكنولوجي العالي بمطروح عن ذكرى حرب أكتوبر في قلوب أبناء مطروح ،
،
ونوه إلى ضرورة الفخر بحرب أكتوبر وأن نعيش على ذكراها، ونحيي ذكراها مرارا وتكرارا.
ثم ألقى الشاعر محمد رجب الجديدة قصيدة ثم الشاب الشاعر أحمد الحنفا قصيدة تحيا مصر، واختتمت الندوة بقصيدة للشاعر قدورة العجني.
وفي النهاية تقدم رئيس اللجنة الإذاعي عبد الحميد القناشي الشكر والتقدير  للواء خالد شعيب والحضور الكريم.

طباعة شارك مطروح محافظة مطروح اخبار المحافظات اخبار محافظة مطروح لجنة التراث

مقالات مشابهة

  • أكتوبر في ذاكرة البادية ندوة نظمتها لجنة التراث بمطروح
  • ملحمة وطنية يسطرها أبناء البحيرة في احتفالات نصر أكتوبر بمعرض دمنهور للكتاب
  • شهداء البحيرة سطروا بدمائهم وأسمائهم بحروف من ذهب في سجل أبطال الوطن
  • خارجية النواب: نصر أكتوبر ملحمة خالدة صنعت مجدًا سيبقى محفورًا في ذاكرة الوطن
  • الفن والأدب.. سلاح الجبهة الداخلية في نصر أكتوبر المجيد
  • مدارس البحيرة تحتفل بذكري إنتصارات أكتوبر
  • محافظ البحيرة تضع إكليل الزهور على النصب التذكاري بدمنهور احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
  • الأزهر: نصر أكتوبر ملحمةٌ خالدة سطر فيها أبناء مصر أروع بطولات الإيمان والكرامة
  • حاتم باشات مهنئاً بذكرى نصر 73: روح أكتوبر ستظل مصدر إلهام في مواجهة التحديات