مئات المساجد التاريخية تضمها شوارع مصر، ما بين قاهرة المعز ومحافظات الصعيد ومحافظات الوجه البحري، تضم العديد منها بين جدرانها أضرحة بعضها لأولياء الله الصالحين، وأخرى لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن القاسم المشترك بين العديد من تلك المساجد والأضرحة أن هناك العديد من الروايات المتعلقة بصاحب أو صاحبة المقام، بل وتاريخ الإنشاء.

ارتفاع عدد المساجد التي دمرها الاحتلال إلى 31 حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد

 ويعد ضريح ومسجد أم الغلام بحي الحسين بالقاهرة واحد من أهم الأضرحة المختلف عليها ليس فقط من حيث تاريخ الإنشاء ولكن أيضًا حول شخصية السيدة الذي يحمل اسمها الضريح والممر الموجود به. خلف مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وفي أحد الممرات الضيقة التى لا يعرفها إلا دائمي التردد على المشهد الحسيني، تجد لافتة خضراء كبيرة الحجم مكتوب عليها "مقام السيدة فاطمة أم الغلام والسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن" إلا أن اللافتة لا تحمل تاريخ محدد لإنشاء الضريح، وما إن تنزل درجات الضريح حتى تجد غرفتين إحداهما للسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن بن على، وزوجة الإمام علي زين العابدين، أما السيدة الثانية وهي فاطمة أم الغلام، والتي يسمى الممر والضريح باسمها، فقد اختلفت الروايات حول تعريف شخصيتها، بالإضافة إلى لوح معلق داخل الضريح حول قصة قدوم رأس الحسين إلى القاهرة، يوجد بذات الضريح لوح أخر يذكر أن السيدة فاطمة أم الغلام، هي زوجة الإمام الحسين الفارسية، شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، وهي إحدى بنات كسرى ملك الفرس، وقد زوجها الإمام على رضى الله عنه، لابنه الحسين فى حضور عمر بن الخطاب، وكانت قد أسرت خلال فتح المسلمين لبلاد فارس، وطلب علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب إعتاقها وأخريات وقعن في الأسر، لتغيير اسمها عقب دخول الإسلام إلى فاطمة وأنجبت الأمام على زين العابدين الملقب بـ"علي الأصغر". 

وأما سر وجود لافتة بالضريح تروي قصة دخول رأس الإمام الحسين بن علي للقاهرة، فوفقَا للروايات الصوفية فإن رأس الإمام الحسين قد دخلت لمرقده الحالي، من خلال ممر بضريح أم الغلام ويصل ذلك الممر إلى مسجد الحسين. ورغم أن تلك الرواية تبدو الأقرب للتصديق، إلا أن التاريخ المكتوب على جدران المقام، ينفيها، فقد كُتب على الضريح أنها دفنت عام 702 من الميلاد، بينما زواج الحسين من شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، لم يتم إلا عقب معركة نهاوند سنة 642 ميلاديًا أي بفارق 60عامًا، فمن غير المعقول أن تكون هي صاحبة المقام.

أما الرواية الثانية والمتداولة أيضًا أنه في القرن الخامس عشر، أقام السلطان الأشرف إينال السيفي مدرسة تحمل اسمه في ذات المكان، ورفض القائمون عليها الرواية المنتشرة في ذلك الوقت بإن سيدة قبطية كانت تمر مصادفة خلال أحداث معركة كربلاء بين الحسين وأصحابه وجيش يزيد بن معاوية، ورأت رأس الإمام الحسين فأخذتها وضحت برأس رضيعها ووضعتها في ذات المكان وغطتها حتى تستطيع الهروب برأس الحسين، ودفنت الرأس بالقاهرة، ورفض القائمين على مدرسة السيفي تلك الرواية لأن القاهرة التي أسست على يد جوهر الصقلي قائد جيوش الدولة الفاطمية، لم تكن قد أسست في ذلك الوقت وهناك فارق زمني 4 قرون بين موقعة كربلاء وتأسيس القاهرة.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المساجد التاريخية قاهرة المعز الإمام الحسین

إقرأ أيضاً:

عين_الحقيقة

#عين_الحقيقة

د. #هاشم_غرايبه

لدى متابعة سياسات أنظمتنا العربية، نكتشف أنها ليست مصادفة أبدا أن يتلازم تسارع التطبيع مع العدو الصهيوني مع الإبتعاد التدريجي عن الإسلام، والمتمثل بالتحولات الإنحلالية ونشر دور اللهو وأماكن الترفيه المحرم.
للجزيرة العربية خصوصية، ففيها قبلة المسلمين وبيت الله الحرام، فيها أشرقت شمس الهدى للعالمين أجمع، ومنها انطلقت الدعوة، لذلك أرادها الله أن يبقى فيها الدين خالصا لله، فأمر نبيه ومن معه بأن لا يبقى فيها كافر أو مشرك: “وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه” [الأنفال:39]، لذلك أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود من المدينة، وأوصى المسلمين بإكمال تطهير الجزيرة بكاملها من المشركين والكفار، فقد صح عن أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه قال: آخرُ ما تكلَّم به النبيُّ صلى الله عليه وسلم: “أخرجوا يهودَ أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد” [رواه أحمد (3/221) وصححه ابن عبد البر في “التمهيد”(1/169)، والألباني في “السلسلة الصحيحة” 1132 ].
حافظ كل الخلفاء والولاة على هذا، فلم يسمحوا طوال الأربعة عشر قرنا المنصرمة، بإقامة بيوت عبادة في الجزيرة العربية غير المساجد التي يذكر فيها اسم الله وحده.
في السنوات العشر الماضية، واستكمالا للحرب الأمريكية على الإسلام المسماة (الحرب على الإرهاب)، والتي تبين أنها رغم نجاحها في تدمير المجتمعات المسلمة وأعاقة تقدمها، إلا أنها فشلت في الهدف الأول وهو صدها عن منهج الله، بل اصبحت اكثر تمسكا به ومطالبة باتباعه، فجرى الايعاز للأنظمة بشن الحرب الفكرية، والتركيز على الأنظمة الخليجية باختراق الدين تحت مسمى التسامح الديني، وكانت الخطوة الأولى هي إنشاء معبد بوذي، فكان ذلك أول إعادة للأصنام الى جزيرة العرب منذ يوم فتح مكة، ولما سكت الناس عن ذلك جاءوا بفكرة إنشاء (البيت الإبراهيمي) في أبوظبي أيضا، وهو تجميع مسجد وكنيسة وكنيس معا، لتجسيد الفكرة التي قال بها “السيسي” أن الأديان واحدة، والهدف كسر الأمر النبوي بمنع وجود أية معابد غير المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم “لا يجتمع في الجزيرة دينان”.
وقد خرج بعض شيوخ السلاطين وأتباعهم بالقول أن هذا الأمر يقتصر على مكة والمدينة، لكن فتوى الشيخ بن باز كذبتهم وكان نصها قاطعا: “ولا يجوز أن يبنى في الجزيرة معابد للكفرة لا النصارى ولا غيرهم، وما بني فيها يجب أن يهدم مع القدرة. وعلى ولي الأمر أن يهدمها ويزيلها ولا يبقي في الجزيرة مبادئ أو معاقل للشرك ولا كنائس ولا معابد، بل يجب أن تزال من الجزيرة، حتى لا يبقى فيها إلا المساجد والمسلمون” [فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز” (3/282 )] .
القول أن الأديان واحدة والمعابد كلها سواء، هو شرك بالله جلي، لأنه تعالى قال: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا” [الجن:18]، والأديان ليست عند الله واحدة:” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ” [آل عمران:19]، فكل الرسالات من بعد نوح نزلت بالدعوة إليه، ولم يدعُ أي نبي لغيره، وجاء التأكيد على كل نبي بلا استثناء قد دعا الى الاسلام في ستة عشر آية، وهي لمن أراد المحاججة: البقرة: 131 و124 و135 ، والنساء: 163 و165 و125، وآل عمران: 19 و65 و 68 و52 و67، ويونس: 72 و84 ، والنحل: 123 والحج: 77 و78.
هكذا نرى أن هوان العرب وذلهم هو نتيجة حتمية لإعراضهم عن مصدر عزتهم وهوالدين، ومخالفة أمر الله بموالاة أعدائه من دون المسلمين: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ”.

مقالات ذات صلة اطروحة وزارة الداخلية عن المناسبات..بين حقيقة المظهرية وعِناد الخسائر العدمية 2025/10/08

مقالات مشابهة

  • الحسن يهنئ المحامين في يومهم
  • الأردن.. فيديو الأميرة رجوة الحسين وفستانها الأسود بلقاء ماكرون وزوجته يثير تفاعلا
  • زينب العبد تكشف كواليس شخصيتها في مسلسل «لينك»
  • سمو الأمير الحسين يلتقي ماكرون في باريس: تعزيز العلاقات ودعم فلسطين على رأس الحوار
  • عين_الحقيقة
  • شباب العقبة يبحثون ترتيبات المهرجان الرياضي الثاني
  • علاء مبارك ينشر لشقيقه جمال صورة لموقف “أعجبه” قرب ضريح السادات
  • أم متسلطة ومطلقة.. رانيا يوسف تكشف عن ملامح شخصيتها في مسلسل "لينك"
  • بناء ضريح للدكتور أحمد عمر هاشم بمسقط رأسه في قرية بني عامر بالشرقية
  • قطر الخيرية تبني 256 مسجدا في بنغلاديش خلال عام