74 دولة تشارك بمؤتمر سبيتار العالمي للطب الرياضي
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
انطلقت في قبة أسباير فعاليات مؤتمر سبيتار العالمي 2025، الحدث الدولي الرائد في الطب الرياضي، بمشاركة أكثر من 1000 متخصص يمثلون 74 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وشهد حفل افتتاح المؤتمر سعادة السيد منصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود وزير الصحة العامة، وسعادة السيد محمد بن خليفة السويدي مدير عام مؤسسة حمد الطبية، إضافة إلى العديد من الشخصيات الطبية والأكاديمية البارزة في دولة قطر وعائلة الطب الرياضي الدولية.
وأكد السيد خالد بن علي المولوي، مدير عام مستشفى سبيتار بالإنابة، على ريادة سبيتار كمركز عالمي متقدم في الطب الرياضي، ودوره المتميز في استقطاب الخبرات الدولية وتعزيز مكانة قطر في مجالي الطب الرياضي والسياحة العلاجية.
وقال كلمته: ” يجسد هذا المؤتمر المكانة الريادية لسبيتار على الساحة الدولية، ورسالتنا المستمرة في تعزيز التميز والابتكار والتعاون في مجالات صحة الرياضيين وأدائهم. وعلى مدى الأيام الثلاثة القادمة، سيجتمع هنا أكثر من ألف مشارك من أكثر من أربع وسبعين دولة لتبادل المعرفة والعلوم لأخر ما توصلت إلية الأبحاث والتطورات االطبية والممارسات المبتكرة التي تدفع بحدود هذا المجال إلى آفاق جديدة.
كما أعلن المولوي في كلمته عن استضافة سبيتار للمؤتمر الدولي لإعادة التأهيل عام 2026، ومؤتمر سبيتار العالمي في نسخته الثانية عام 2027 بالتزامن مع احتفال سبيتار بميلاده العشرين، الأمر الذي يعزز من مكانة دولة قطر كوجهة رئيسية للسياحة العلاجية في المنطقة.
بدوره، عبّر الدكتور عبدالعزيز جهام الكواري، الرئيس التنفيذي لسبيتار ورئيس المؤتمر، عن فخره بالجهود التنظيمية التي أسهمت في تقديم برنامج علمي مميز، مشيداً بريادة سبيتار في دفع حدود البحث والابتكار في الطب الرياضي على المستوى العالمي.
شهد اليوم الأول مجموعة من المحاضرات العلمية الرائدة التي غطت موضوعات حيوية، من أبرزها عرض البروفيسورة جين ثورنتون من اللجنة الأولمبية الدولية، الذي ركز على الأولويات الصحية للأولمبيين واستراتيجية اللجنة لحماية وتعزيز صحة الرياضيين، مع دعوة للمجتمع الرياضي للمشاركة الفاعلة في هذه المساعي.
وشملت الجلسات أحدث الابتكارات في جراحة القدم والكاحل، ودمج علوم البيوميكانيك والأعصاب في طب كرة القدم، فضلاً عن التطورات الحديثة في جراحة الغضروف.
وناقش خبراء سبيتار أحدث التقنيات في جراحة القدم والكاحل، مع تحليلات مستفيضة عن مزايا ومخاطر هذه الحلول الجراحية في دعم الأداء الرياضي والنهوض بقدرات التعافي. قطر مؤتمر سبيتار العالمي
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات قطر مؤتمر سبيتار العالمي الأكثر مشاهدة الطب الریاضی
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تَطعن المحكمة الجنائية الدولية
في سابقة لم يُقدم عليها الغرب من قبل، قام المستشار الألماني فريدريك ميرتس، الأسبوع الماضي، بزيارة دَولة رئيس حكومتها مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وهي المحكمة التي كانت ألمانيا من أكثر الدول حماساً لإنشائها، حيث يُذكر اسم رئيس وفدها «هانس - بيتر كول» كأحد أهم الفاعلين في مؤتمر روما الذي وضع النظام الأساسي لها.
السيد كول دفع باتجاه التوافق على محكمة قوية ومستقلة عن مجلس الأمن (حتى لا تتأثر بالفيتو الذي تتحكم فيه خمس دول وحتى لا تكون قراراتها مُسيسة)، وطالب أيضا بأن لا تكون هنالك حصانة لأحد أمام الجرائم الدولية.
ألمانيا كانت قد قامت أيضاً العام 2002 بمواءمة قوانينها المحلية مع نظام روما الأساسي حتى لا يكون هنالك تعارض بينهما، وحتى تتمكن هي من ملاحقة جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب على أرضها وفق قوانينها المحلية.
وألمانيا تُعتبر بعد اليابان من أكبر الممولين للمحكمة، لذلك أن يقوم مستشارها بزيارة دولة الاحتلال والاجتماع مع نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية فهذه طَعنة في ظهر المحكمة نفسها وللضحايا الفلسطينيين ولتاريخ بلاده أيضاً.
ربما لم يخطر في بال الساسة الألمان، وهم يساندون بقوة استقلالية محكمة الجنايات الدولية، أنها ستنظر يوماً ما في جرائم دولة الاحتلال، ولو توقعوا ذلك، ربما لما دعموا إنشاء المحكمة، لِما لإسرائيل من «مَعزة» خاصة في قلوب هؤلاء الساسة. لكن لسوء طالعهم، أصبح قادتها متهمين بجرائم حرب.
ولِمَ لا، فهؤلاء القادة ارتكبوا جرائم أكبر بكثير من تلك التي ارتكبها بوتين في أوكرانيا أو ميلوشيفيتش في البوسنة على سبيل المثال.
هل شاهد المستشار الألماني حجم الدمار في غزة وهل قارنه بالدمار في أوكرانيا أو البوسنة؟ هل قارن أعداد الأطفال الذين قتلوا في غزة وأعدادهم مع ما حدث في أوكرانيا والبوسنة؟ أو لم يسمع تصريحات قادة دولة الاحتلال التي تعكس نيتهم بالإبادة والتهجير؟
المستشار الألماني يعرف بالضبط ما فعله الاحتلال ويفعله في غزة والضفة لأن استخبارات بلاده قوية، لكنه يتجاهل كل ذلك عَمداً مدفوعاً بولاء ألمانيا التاريخي لدولة الاحتلال.
كان يُمكن الصمت على هذا الولاء الأعمى، لكن أن يُقدم المستشار ميرتس على الاجتماع مع نتنياهو وفي إسرائيل، فهي بالفعل سابقة ودلالاتها خطيرة.
هنالك العديد من رؤساء الدول الذين أدينوا بارتكاب جرائم حرب أو إبادة أو جرائم ضد الإنسانية أو جميعها.
من هؤلاء الرؤساء: الرئيس السوداني عمر البشير العام 2010، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 2023، الرئيس مُعمر القذافي 2011، رئيس ساحل العاج لوران غباغبو 2011، الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش 1999.
في كل هذه الحالات لم يَلتق رئيس دولة أوروبية مع رئيس دولة صدر بِحقه قرار اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.
كل اللقاءات التي تمت مع بوتين مثلاً كانت سابقة لقرار اعتقاله في آذار 2023 وهي لم تحدث بعده.
الاستثناء الوحيد كان اجتماع فيكتور أوربان رئيس هنغاريا معه في تشرين الثاني 2023 على هامش منتدى مبادرة الحزام والطريق في الصين، لكن أوربان أصلاً معروف بولائه لروسيا.
وهنغاريا نفسها مصنفة في أوروبا كدولة غير ديمقراطية وتم تحذيرها أوروبياً أكثر من مرة على تجاوزها لمبدأ سيادة القانون.
هنالك أيضاً العديد من القادة الأوروبيين الذين زاروا إسرائيل لكن أيضاً قبل صدور قرار المحكمة الدولية بحق نتنياهو في أيار 2024، ومنهم أولاف شولتز (ألمانيا)، إيمانويل ماكرون (فرنسا)، جورجيا ميلوني (إيطاليا)، مارك روته (هولندا) وغيرهم. لكن بعد صدور مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو، لم يقم أي رئيس دولة أوروبية بزيارة إسرائيل.
ميرتس هو الأول الذي يتجاوز العرف الأوروبي بعدم الاجتماع مع مطلوب للجنائية الدولية.
إن دلالات اجتماع ميرتس مع نتنياهو خطيرة لأنها أولاً تنتهك قواعد الاتحاد الأوروبي التي تنص على أن الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية مُلزَمة باعتقال المشتبه بهم عندما يصلون إلى أراضيها، وبالتالي فإن زيارة مُشتبه به تُعطي إشارة إلى أن هذه الدولة التي قام رئيسها بالزيارة لن تقوم باعتقال المُشتبه إن وصل إلى أراضيها.
السلوك الألماني مُشين تجاه القضية الفلسطينية
وهي ثانياً إشارة صريحة إلى أن ألمانيا لا تقبل قرار المحكمة الدولية، ولا تكترث بها أو بسلطتها، ولا تأبه حتى بما هو متوقع كدولة من التزام أخلاقي بمعايير المحكمة ومعايير الاتحاد الأوروبي نفسه.
والزيارة أخيراً تهدف إلى إضفاء شرعية على رئيس حكومة تم نزع الشرعية الدولية عنه.
إن السلوك الألماني مُشين تجاه القضية الفلسطينية وكان من الممكن عدم الحديث عنه لو كان وزن ألمانيا السياسي والاقتصادي بوزن هنغاريا مثلاً.
لكن ألمانيا (ومعها فرنسا) هما من يقودان فعلياً الاتحاد الأوروبي ومن يقرران سياساته إلى حد بعيد، وبالتالي فإن زيارة ميرتس لدولة الاحتلال ستفتح الطريق لزيارة رؤساء دول أوروبية أخرى لدولة الاحتلال، وهو ما يعني في النهاية إدارة أوروبا ظهرها لقرارات المحكمة، ومن ثم ممارسة الضغوط عليها، كما تفعل الولايات المتحدة، لإعادة النظر في قرارها باعتقال نتنياهو.
لا يمكن للمستشار ميرتس أن يدعي أنه زار إسرائيل للمساعدة على «السلام في غزة» أو دفاعاً عن «حل الدولتين». فهو يعرف تمام المعرفة أن دولة الاحتلال تواصل ابتلاع الأرض بالاستيطان، وأنها ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة، بل تعمل على التخلص من الشعب الفلسطيني بالتهجير إن أمكن وبالقتل إن لم يكن ذلك ممكناً.
ومع إدراكه لهذه الحقائق، اختار ميرتس أن يكون أول زعيم أوروبي يكسر القاعدة الأخلاقية والسياسية بعدم الاجتماع مع مُتهم صدرت بحقة مذكرة توقيف دولية، وقام بالاجتماع مع مجرم حرب، مُقدماً له شرعية سياسية، هدفها الواضح الالتفاف على قرار المحكمة الدولية بجعل الاجتماع معه يبدو كما لو أنه مسألة «طبيعية».
الأيام الفلسطينية