رئيس لجنة بالكنيست لا يستبعد خيانة وراء هجوم 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
لم يستبعد رئيس لجنة الأمن القومي عضو الكنيست العميد (احتياط) تسفيكا فوغل، اليوم الأحد، وجود "خونة من الداخل" وراء هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات غلاف غزة.
فوغل، وهو من حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية)، قال في تصريحات لصحيفة معاريف الإسرائيلية "هل يخطر في بالك أننا طوال العشرين سنة الماضية لم نكن نعرف ما الذي يحدث في قطاع غزة؟ شخص ما هنا كان يعلم ما سيحدث".
وأضاف "أنا أقول إن هناك أمرا إذا لم نكتشفه في المستقبل، قد نعمق الفجوة التي نحن فيها بين احتمال وجود مؤامرة واحتمال أننا جميعا أغبياء، أفضّل أن أعتقد أننا لسنا أغبياء".
وتساءل فوغل "لا يمكن أن نكون لا نعرف شيئا؟ لا شيء؟ وصلنا إلى سيارة العالم النووي (..) في إيران وقتلناه، ولا نعرف ماذا يحدث في القطاع؟ إنه شيء أسوأ بكثير ويجب على شخص ما التحقيق فيه".
وتابع عندما يقول رئيس (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي) الشاباك (رونين بار) إنه يجب تشكيل لجنة تحقيق، فإنني أفهم أن هناك الكثير من الأطراف التي بدأت تقلق على نفسها بدلا من مستقبل البلاد".
وأضاف "هناك شيء كريه الرائحة هنا، أريد أن يكتشفه شخص ما، لا يمكن أن يكون مجرد تصور".
وقال إنه إذا لم يكن هذا صحيحا "فسيتعيّن علينا استبدال وحدات بأكملها في الجيش وأجيال من القادة الذين لم يكونوا مخطئين في تصورهم، فهم ببساطة غير مسؤولين وغير محترفين، وقد أخطأوا في حق دولة إسرائيل".
وأردف "أفضّل ألا أعتقد ذلك، وأفضل أن أعتقد أن هناك من خاننا من الداخل".
وقال "ربما يتعين علينا أن نكتشف هذه الحقيقة في المستقبل، لا أعرف أيهما أفضل، أن نكتشف أن هناك خونة هنا أو أن هناك مجموعة من الأشخاص غير المحترفين".
وختم فوغل تصريحاته بالقول "لا أستطيع أن أستبعد أن تكون هناك مؤامرة هنا، لا يمكن أن نكون غير مسؤولين إلى هذا الحد، أتمنى أن أكون مخطئا".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفذت حماس وفصائل مقاومة أخرى عملية طوفان الأقصى وشملت هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيليا، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، ردا على الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطنييين والمسجد الأقصى.
وقد بادلت حماس عشرات من المحتجزين مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الأحد 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن هناک
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي: السنوار استلهم خطة 7 أكتوبر من هجوم تيت الفيتنامي أثناء سجنه
في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قارن الباحث والمؤرخ الإسرائيلي "ب. ز. كيدار" بين عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبين هجوم "تيت" الذي شنه مقاتلو "الفيتكونغ" وقوات فيتنام الشمالية ضد الجيش الأمريكي عام 1968، معتبرا أن التشابه بين العمليتين "مذهل إلى حد يصعب تجاهله".
كيدار، وهو جندي سابق شارك في حرب أكتوبر 1973، وحاصل على جائزة إسرائيل في التاريخ وجائزة الأكاديمية الفرنسية، كتب "أن حماس مثل الفيتكونغ، نجحت في تشكيل قوة عسكرية ضخمة رغم كونها تُعد منظمة إرهابية صغيرة، وهاجمت في يوم عطلة كان فيه الجنود الإسرائيليون في إجازة، مستخدمة وابلا من الصواريخ أعقبه توغل بري سريع بلا دروع أو طائرات، تماما كما فعل الفيتناميون قبل نحو ستة عقود".
وأشار كيدار إلى أن التشابه ليس محض صدفة، بل ربما كان نتاج دراسة واعية من قبل قائد حماس في غزة يحيى السنوار. فقد كشفت بيتي لاهات، الرئيسة السابقة لقسم الاستخبارات في مصلحة السجون الإسرائيلية، في مقابلة مع قناة "كان 11" الإسرائيلية في أيار/مايو الماضي، "أن السنوار خلال فترة سجنه في إسرائيل، درس بتعمق حرب الفيتكونغ ضد الأمريكيين وشبكة الأنفاق التي استخدموها، بل وأصر على أن يطلع أعضاء حماس في السجن على تفاصيل هجوم تيت".
ويوضح كيدار أنه تواصل مع لاهات لسؤالها عن هذه المعلومات، فأكدت له قائلة: "جميع المعلومات الواردة نُقلت إلى أجهزة الاستخبارات". وبناء على ذلك، يُرجح الكاتب أن الملف الشخصي للسنوار في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تضمن بالفعل منذ عام 2017 إشارات واضحة إلى اهتمامه الكبير بحرب فيتنام.
ويرى كيدار أنه لو كان أحد ضباط الاستخبارات قد استنتج أن السنوار يسعى لتكرار "هجوم تيت" على غرار التجربة الفيتنامية، لكانت المؤشرات المتزايدة حول شبكة أنفاق حماس وتدريباتها على السيطرة على مواقع شبيهة بمواقع الجيش الإسرائيلي كافية لقرع أجراس الإنذار قبل عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ويضيف أنه لو كان ما سماه "الملف الفيتنامي" قد عُرض على رئيس الاستخبارات العسكرية آنذاك، اللواء أهارون حاليفا، في أيلول/سبتمبر 2023، "لكان على الأرجح شعر بالخطر القادم".
كما قارن كيدار بين حاليفا ونظيره عام 1973، اللواء إيلي زيرا، مشيرا إلى أن كليهما لم يكن من خريجي الاستخبارات بل من ضباط المشاة، على عكس شخصيات سابقة مثل يهوشات هركافي (رئيس الاستخبارات بين 1955 و1959)، الذي كان مستشرقا ومفكرا واسع الاطلاع، وامتلك رؤية ثقافية أعمق في فهم "نوايا العدو".
وختم كيدار مقاله بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة نفسها كانت قد ارتكبت الخطأ ذاته قبل هجوم تيت، إذ كانت الاستخبارات الأمريكية قد تلقت بالفعل خططا جزئية للهجوم لكنها تجاهلتها، معتبرةً أنها تهدف إلى التضليل.
ويقول الكاتب: "القادة الأمريكيون، مثل نظرائهم الإسرائيليين اليوم، تصرفوا بناءً على قناعاتهم المسبقة عن العدو، فاختاروا تجاهل المعلومات التي لا تتفق مع تصوراتهم — وكانت النتيجة مفاجأة تامة".