هل أؤدي تحية المسجد أم أستمع لخطبة الجمعة؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
أوضح الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقائه بالبث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية، الحكم الشرعي المتعلق بمن يدخل المسجد أثناء خطبة الجمعة، وهل يأثم إذا جلس دون أن يصلي ركعتي تحية المسجد.
وبين العجمي أن تحية المسجد من السنن المؤكدة التي يستحب للمسلم المحافظة عليها في كل وقت، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين»، موضحًا أن هذا الأمر النبوي يشمل جميع الأوقات، حتى في يوم الجمعة، حيث ورد أيضًا في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب، فليركع ركعتين وليتجوز فيهما»، أي يخففهما.
وتناول الحديث الفقهي حول هذه المسألة، حيث يكثر التساؤل بين المصلين: هل يأثم من ترك تحية المسجد إذا دخل أثناء خطبة الجمعة؟، خاصة أن بعض المصلين يترددون بين أداء الركعتين أو الجلوس مباشرة للاستماع إلى الخطبة خشية فواتها.
وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن جمهور الفقهاء متفقون على أن سماع الخطبتين واجب، لأنهما يقومان مقام ركعتي صلاة الظهر، وبالتالي فإن الصلاة لا تتم على الوجه الأكمل إلا بسماعهما، أما الحنفية فذهبوا إلى أن الاستماع للخطبة الثانية هو الذي يكمل صلاة الجمعة.
ومع ذلك، فإن أداء تحية المسجد لا يعد مخالفة، بل هو عمل مشروع يؤجر عليه المسلم، خاصة إذا خفّف في أدائهما كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية أن صلاة ركعتين تحية المسجد سنة مؤكدة في جميع الأحوال، ولا ينبغي للمسلم أن يجلس دون أن يؤديهما، حتى إذا دخل المسجد والإمام يخطب، لأن المقصود بهما تعظيم بيوت الله، وهذا لا يسقط بسبب الخطبة، بل يُراعى فيه التخفيف التام حتى لا يُشوش على الخطيب أو المصلين.
واستدل المجمع بما ورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا جاء أحدكم يوم الجمعة، والإمام يخطب، فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما»، موضحًا أن قوله "وليتجوز فيهما" أي ليخففهما، ليتحقق الجمع بين أمرين: أداء حق المسجد، والاستماع إلى الخطبة دون انقطاع أو إطالة.
ومن هنا يتضح أن المسلم لا يأثم إذا ترك تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة، لكنه يفوّت على نفسه فضل سنة مؤكدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل أن يصلي الركعتين بخفة، محافظةً على سنة النبي وتحقيقًا لآداب الدخول إلى المسجد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تحية المسجد خطبة الجمعة دار الإفتاء عبدالله العجمي مجمع البحوث الإسلامية النبی صلى الله علیه وسلم تحیة المسجد خطبة الجمعة إذا دخل
إقرأ أيضاً:
حكم الصلاة في المنزل أثناء الأمطار الشديدة.. دار الإفتاء توضح
سأل أحد الأشخاص عن الحكم الشرعي للصلاة في البيوت أثناء هطول الأمطار الغزيرة، حيث يعتاد على أداء الصلاة جماعة في المسجد، لكن ظروف الشتاء وصعوبة السفر إلى المسجد بسبب الأمطار تجعله يتساءل عن جواز الصلاة في البيت في مثل هذه الحالة، وهل تُجزئ عنه كالصلاة في المسجد.
وردت دار الإفتاء على هذا الاستفسار بالإشارة إلى جواز ذلك شرعًا عند وجود المشقة الحقيقية، مستدلةً بما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه في ليلة ذات برد ومطر قال: "ألا صلوا في الرحال"، ثم بيَّن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن في الليلة الباردة ذات المطر أن ينادي: "ألا صلوا في الرحال"، والمقصود بالرحال هنا المنازل والبيوت، وهذا الحديث متفق عليه.
وأضافت الدار أنه إذا كان الشخص في البيت مع آخرين من أهله أو غيرهم، فمن الأولى أن يصلي بهم جماعة إن تيسر ذلك، وإلا صلى منفردًا.
وفي كلتا الحالتين، فإن له الأجر الكامل كما لو صلى مع الجماعة في المسجد، شريطة أن يكون معتادًا على صلاة الجماعة ولم يمنعه منها إلا عذر المطر الشديد والمشقة الناتجة عنه.
كما نبهت دار الإفتاء إلى أن هذا الحكم مرتبط بوجود العذر، فإذا زال المطر الشديد وانقطعت المشقة التي تحول دون الذهاب إلى المسجد، فإنه يجب على المسلم العودة إلى حضور صلاة الجماعة في المسجد، حتى لا يحرم نفسه من الخير المضاعف والأجر العظيم المترتب على السعي للصلاة مع الجماعة.
هل الدعاء بـ"ربنا يكفينا شرك" يعتبر ذنبًا؟ أمين الفتوى يجيب
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال سوسن من السويس تقول فيه: «قريب مش كويس معنا ويكره لنا الخير وكل ما أشوفه أقول في سري ربنا يكفينا شرك، هل علي ذنب؟»، موضحًا أن مثل هذه الصيغة لا ذنب فيها، لأنها تعني أن الإنسان يفوض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى ويطلب منه أن يبعد عنه الشر.
وقال أمين الفتوى، خلال لقاء تلفزيوني، إن المهم في هذه الصيغة ألا يقتصر الدعاء على شخص بعينه، بل يكون بصيغة عامة تشمل أي شر محتمل من أي شخص دون تحديد، لأن ما يظنه الإنسان أحيانًا قد لا يكون حقيقيًا وقد يكون مجرد ظن أو شك.
وأضاف شلبي أن تحويل الدعاء إلى صيغة عامة يعني أن الإنسان يلجأ إلى الله عز وجل للحماية من الشر بشكل شامل، ولا يكون هذا ذمًا لأي شخص أو توجيه شر له، بل هو وسيلة للحماية والتوكل على الله، وهو أمر مشروع شرعًا.
وأكد أن الصيغة العامة للدعاء تساعد على تفادي أي خطأ في الظن، وتضمن أن يكون الإنسان متوكلًا على الله في حماية نفسه من أي سوء، مع التوجه بالدعاء بشكل صحيح يبعد عنه كل شر ويصرف عنه السوء بإذن الله تعالى.