يمانيون:
2025-10-09@12:42:16 GMT

إعادة إعمار غزة.. بين السياسة والتمويل

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

إعادة إعمار غزة.. بين السياسة والتمويل

يمانيون – متابعات
كلما تصاعد الحديث عن الهدنة في الحرب الدائرة في قطاع غزّة، تصاعد معه الحديث عن إعادة الإعمار ليس بصفته أحد شروط المقاومة للقبول بالهدنة، فحسب، ولكن بصفته الجائزة التي ستقدّم لسكان القطاع من الدول الشقيقة والصديقة التي اكتفت بدور المتفرّج طوال أيام الحرب، بل وساهم بعضها في حلّ بعض أزمات الكيان مثل تركيا، والإمارات “العربية”.

لكنّ الأموال التي سوف تتدفّق على غزّة لا تهدف إلى تبييض صفحة أنظمة متواطئة مع العدو فقط، فضمن مهمات أموال القوم “مآرب” على رأسها استكمال أجندة العدوان وتحقيق ما لم يتحقّق من أهدافه.

بناء على ما سبق يمكننا تقسيم إعادة إعمار غزّة إلى قسمين؛ سياسي، ومالي، مع وعينا بأن المالي يحاول شراء السياسي وفرض شروط عليه.

لكي نفهم استراتيجية إعادة الإعمار، لا بدّ لنا من فهم استراتيجية الدمار؛ كيف حدث؟ ولماذا حدث؟ إن كان الدمار عشوائياً فكلّ ما نحتاجه هو الأموال لرسم المخططات وشراء المواد الأولية وتشغيل العمال، والعمل بجد فيعود العمران، وتدبّ الحياة في أوصال البيوت والمدن المدمّرة.

أما إذا كان الدمار ممنهجاً ومدروساً ضمن خطة محدّدة المعالم، فإن إعادة الإعمار الحقيقية لا تكون إلا بإفشال هذه الخطة ومعاكسة نتائجها.

باعتقادي إنّ الدمار في غزّة ينتمي إلى النوع الثاني، وهو اعتقاد مبني على أدلة ساقتها مجموعات دولية مستقلة تسجّل الدمار الذي تخلّفه الحروب، بحسب الدكتور جيمون فان دن هوك من مختبر بيئة الأزمات في جامعة ولاية أوريغون فإن التدمير في قطاع غزّة متصاعد بشكل منظّم لم تشهده حروب أخرى مثل الحرب في أوكرانيا، الدمار يتصاعد منذ ثلاثة شهور، في شمال غزّة من 50 – 90%، في الوسط بما في ذلك مدينة غزّة من 12 – 24%، وفي جنوب القطاع من 7 – 15%. كما يتميّز التدمير بأنه يرتكز في خط منتصف القطاع طولياً مع معدلات تدمير أقل شرق وغرب القطاع. في الوقت نفسه يعمل العدو على إنشاء حزام أمني بعرض يتراوح بين 2 كيلومتر في الشرق وكيلومتر في الشمال، مع شارع عرضي يقسم القطاع إلى قسمين شمالي وجنوبي.

إذا وضعنا المعلومات السابقة على الخارطة لن نحتاج للكثير من الجهد لندرك أن ما يحدث هو رسم مسار لتهجير جزء كبير من سكان قطاع غزّة نحو المناطق الجنوبية، تمهيداً لنقلهم إلى أماكن أخرى داخل الوطن العربي أو خارجه، لكي يتحوّل هذا المسار إلى حقيقة على أرض الواقع تتدخّل أموال إعادة الإعمار لتستكمل المهمة، كيف؟

الذهاب إلى شمال القطاع ينطوي على مخاطر أمنية بسبب العدو الذي يمكن أن ننعته بكل النعوت السيئة، لكننا في الوقت نفسه لن نترك المشرّدين يعانون من الجوع وحرّ الصيف وقرّ البرد في العراء، فتنطلق عملية إعادة الإعمار في جنوب القطاع، ويتسابق المتبرّعون والمانحون للقيام بدورهم الإنساني، لكن مساحة جنوب القطاع ضيّقة، ومهما بلغ حجم الاستثمار فإن خلق بنية تحتية قادرة على خدمة أكثر من مليون إنسان أمر يتجاوز المستحيل. يتدخّل الإنسانيون مرّة أخرى وتبدأ هجرة جديدة طوعية تحت ستار العمل، إلى دول الخليج، أو إعادة التوطين في دول أوروبية، في مقدّمتها تركيا التي استقبلت أفواجاً محدودة من النازحين.

نعود إلى صور الرادار التي توثّق الدمار، فقد خرج مقال في صحيفة النيويورك تايمز يشير إلى أن صور الدمار التي تبثّها شركات الأقمار الصناعية الخاصة أظهرت صورة لدبابة إسرائيلية، وأن هذه الصورة قد تكون ساعدت حماس على تحديد مكان هذه الدبابة واستهدافها وتعريض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر، وعليه توقّفت شركات التلفزة والأقمار الصناعية والخاصة عن بثّ صور الدمار الملتقطة بواسطة الرادار، خوفاً من الملاحقة القانونية، علماً أنّ الشركات نفسها حصلت على تسهيلات تصفها بالخيالية، إضافة إلى دعم مالي لنقل الصور والأفلام نفسها من أوكرانيا.

سياسياً سيكون لتمويل إعادة الإعمار شروط، أولها تحديد الجهات التي تدير هذه العملية وتشرف عليها، فمجمل الدول التي ستموّل العملية سواء كانت أوروبية أو عربية، سبق لها وأن صنّفت حركة حماس على أنها حركة إرهابية، الاستثناء العربي تمثّله قطر، والأوروبي تمثّله تركيا. فهل نشهد عمليتي إعادة إعمار واحدة بإشراف عربي يمكن أن تمثّله سلطة عباس وأخرى بإشراف حماس؟ هل يقبل العدو بهذا السيناريو؟

يقول الخبراء إن عملية إزالة الأنقاض من غزّة ستحتاج إلى ثلاث سنوات، وإن إعادة الإعمار تحتاج خمس سنوات أخرى أي ثماني سنوات من دون حروب. بمعنى آخر على المقاومة أن تصمت لمدة ثماني سنوات إذا أرادت إعادة إعمار غزّة، وأن تقبل بكل الممارسات الصهيونية وبشكل خاص تهويد ما تبقّى من الضفة الغربية.

لا نستطيع القول إن بمقدورنا الاستغناء عن الجهود الدولية لإعادة الإعمار خاصة وأن الكلفة التقديرية الأولية لهذه العملية تتجاوز 20 مليار دولار، ما نستطيع فعله هو الانخراط في حملات شعبية حقيقية للمساهمة بإعادة الإعمار، وأن تكون هناك هيئة عربية شعبية على غرار المؤتمر القومي العربي تعمل على التدخّل بشكل فعّال، وتشكّل ضغطاً سياسياً وشعبياً على الحكومات والهيئات الدولية لتوجيه عملية إعادة الإعمار بما يخدم صمود أهل غزّة.

– الميادين نت/ عماد الحطبة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إعادة الإعمار إعادة إعمار

إقرأ أيضاً:

ترامب يتحدث عن إعادة إعمار غزة.. ودور أميركا في حفظ السلام

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع "فوكس نيوز"، الأربعاء، إن الرهائن المحتجزين في غزة سيتم إطلاق سراحهم على الأرجح يوم الإثنين، بعد أن أعلن في وقت سابق عن اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن المرحلة الأولى من وقف لإطلاق النار.

وأضاف ترامب: "سترون غزة يعاد بناؤها. سنشارك في مساعدتهم على إنجاح هذه العملية والحفاظ على السلام فيها".

وحسبما ذكر ترامب فإن الولايات المتحدة "ستكون جزءا" من عملية حفظ السلام في غزة.

وكان ترامب قد قال في مقابلة هاتفية مع "أكسيوس": "يريدون مني أن ألقي خطابا في الكنيست، وسأفعل ذلك بالتأكيد إذا رغبوا في ذلك".

وتابع الرئيس الأميركي، قائلا: "إنه يوم عظيم لإسرائيل وللعالم. كانت مكالمتي مع بيبي (نتنياهو) رائعة، وهو سعيد جدا، ويستحق أن يكون كذلك. إنه إنجاز كبير. لقد توحد العالم بأسره للتوصل إلى هذا الاتفاق".

وأعلن ترامب في وقت سابق على منصة تروث سوشيال أن "إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام. هذا يعني أن جميع الرهائن سيطلق سراحهم قريبا للغاية، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم ومستدام".

وأوضح أنه "سيُعامل جميع الأطراف بعدالة. إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة. ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لإنجاح هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق. طوبى لصانعي السلام".

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيجمع حكومته الخميس لإقرار الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة ووقف الحرب المستمرة منذ عامين في القطاع الفلسطيني.

وبدورها قالت حماس في بيان إنه تم "التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى. نقدّر عاليا جهود الإخوة الوسطاء في قطر ومصر وتركيا ، كما نثمّن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعية إلى وقف الحرب نهائيا وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة".

ودعا البيان "الرئيس ترامب والدول الضامنة للاتفاق، ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية، إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملةً، وعدم السماح لها بالتنصّل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه".

ووفق مصدر مطلع على المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين إسرائيل وحماس، فإن التوقيع الرسمي على الاتفاق الذي توصلتا إليه لتطبيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب لوقف الحرب في غزة سيتم في مصر ظهر الخميس.

وذكر المصدر طالبا عدم نشر اسمه أنه "سيتم التوقيع الرسمي على الاتفاق في مصر الخميس قرابة الظهر (09:00 توقيت غرينيتش)".

مقالات مشابهة

  • أردوغان: تركيا ستسهم في إعادة إعمار غزة
  • عباس يرحّب باتفاق دولي لوقف العمليات وبدء إعادة الإعمار
  • إيطاليا تبدي استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار غزة وإرسال قوات حفظ سلام إلى القطاع
  • ترامب: سنساعد في إعادة إعمار غزة وسترون ذلك قريبًا
  • ترامب: دول بالشرق الأوسط ستشارك في إعادة إعمار غزة
  • ترامب يتحدث عن إعادة إعمار غزة.. ودور أميركا في حفظ السلام
  • وزير الخارجية اللبناني: نؤكد أهمية دعم المجتمع الدولي في إعادة الإعمار
  • ألمانيا: مساعدات إعادة إعمار غزة جاهزة
  • وزير الخارجية الألماني: نشارك مصر في مؤتمر إعادة الإعمار ونثق في مستقبل قطاع غزة
  • لاكروا: إعادة الإعمار في حمص لا تنتظر أحدا