يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلا من الهجوم الإعلامي في الداخل الإسرائيلي، مع قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة حماس، وبدء الإدلاء بالأصوات في الانتخابات البلدية التي تأجلت مرتين بسبب الحرب في غزة، ويرى فيها خبراء مقياسا للمزاج العام في إسرائيل بعد نحو خمسة أشهر من بدء الحرب.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات البلدية في 31 أكتوبر، لكنها تأجلت في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل.

وتأتي موجة الهجوم الجديدة في وقت تزداد فيه الإشارات بقرب التوصل إلى صفقة تبادل جديدة تفضي إلى هدنة في قطاع غزة.

وقال الرئيس الأميركي أنه يأمل أن يتوقف القتال خلال شهر رمضان، وحدد يوم الاثنين المقبل موعدا لتنفيذ هدنة جديدة، وهو ما اعتبر مفاجأة حتى لأطراف الحرب، حيث نفت إسرائيل وحماس التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

وقالت قطر إن هناك تفاؤلا بقرب التوصل لاتفاق. وأشار المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى سعي بلاده لتذليل أي عقبات تحول دون التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، معربا عن أمل بلاده بأن يتمكن الطرفان من وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان.

ليبرمان يجدد هجومه

وجدد زعيم المعارضة فيغدور ليبرمان، هجومه على نتنياهو بالقول: "قُتل 13 مدنيًا في هجمات الشهر الماضي وأنت تتحمل المسؤولية عن ذلك".

وفي نوفمبر الماضي، هاجم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، بنيامين نتنياهو بعد أن تنصل الأخير من الفشل الأمني في 7 أكتوبر وانضم زعيم المعارضة يائير لايبد للهجوم.

وقال أفيغدور ليبرمان إن نتنياهو "لا ينوي تسليم رئاسة الوزراء إلى أي شخص، ولا ينوي الاعتراف بأن مفهومه قد انهار".

وأضاف "نرى محاولات مستمرة من جانبه لتحميل المسؤولية على عاتق آخرين ومحاولة إلقاء اللوم عليهم المسؤولية بالكامل تقع على نتنياهو أولا وقبل كل شيء".

لكن نتنياهو يرى أنه لا توجد ضغوط داخلية أو خارجية "ستغير خطط تل أبيب لتدمير حماس في قطاع غزة".

وقال نتنياهو، الذي تحدث لجنود الجيش الإسرائيلي في قاعدة زيكيم، يوم الثلاثاء، "إسرائيل تواجه ضغوطا لإنهاء هذه الحرب قبل تحقيق جميع أهدافنا"

أردف: "نود إطلاق سراح المزيد من الرهائن، ونحن على استعداد لبذل جهود كبيرة للوصول إلى ذلك، لكننا لن ندفع أي ثمن، خاصة الأثمان الوهمية التي حددتها حماس".

حياة الرهائن

وعشية الانتخابات، هاجم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، نتنياهو في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، قائلاً إن "نتنياهو مستعد للمخاطرة بحياة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة منذ 7 أكتوبر إذا كان ذلك سيفيد صورته".

وأضاف: "من المهم بالنسبة لنتنياهو أن يبدو قوياً بدلاً من التوصل إلى صفقة؛ إنه على استعداد للمخاطرة بحياة الرهائن".

 وتطرق رئيس الحكومة السابق خلال المقابلة إلى الوضع في البلاد وتشكيلة الحكومة والتي بحسب رأيه يجب أن تستقيل على ضوء أحداث السابع من أكتوبر وقال "نطالب كل عضو كنيست، كل رئيس حزب، كل مواطن في البلاد، كل رئيس منظمة، كل العاملين في الهايتك، وفي حركات الشبيبة ومنظمات المعلمين لبذل كل ما في وسعهم".

وأضاف باراك متحدثا عن رئيسة الحكومة السابقة غولدا مائير حين أعلنت تحملها المسؤولية والاستقالة من منصبها بعد حرب يوم الغفران وقال:” كانت هناك انتخابات في عام 73 وغولدا فازت. رغم انتصارها، إلا أنها وقفت بعد نشر تقرير لجنة التحقيق واستقالت سوية مع ديان من الحكومة".

"عصابة نتنياهو"

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق،إيهود أولمرت، إن الهدف النهائي لما وصفه بـ"عصابة نتنياهو" هو تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين.

جاء ذلك في مقال رأي نشر في صحيفة هآريتس، وقال فيه إن "غزة مجرد خطوة" في مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لتطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل.

ووصف أولمرت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "عصابة". تساءل أولمرت، الذي تولى رئاسة وزراء إسرائيل بين عامي 2006 و2009 قبل أن يسجن في قضية فساد: "هل نريد التفاوض مع الفلسطينيين أم لا؟ إذا لم نكن مستعدين لذلك فهذا يعني أن إسرائيل ستفقد صبر ودعم المجتمع الدولي".

وكان أولمرت قال في وقت سابق إن "ما يمكن أن يمنح إسرائيل بعض الوقت والصبر من جانب المجتمع الدولي، هو أولا التوضيح أنه في نهاية العملية العسكرية، فإن إسرائيل ستنسحب من غزة عندما تهزم حماس. ليس لدينا خيار للبقاء ولا مصلحة في ذلك، وثانيا تقديم تصور إسرائيل عن غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وهو ما ظلت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يضغطان على إسرائيل مرارا وتكرارا من أجل القيام به".

 وتساءل أولمرت، الذي تولى رئاسة وزراء إسرائيل بين عامي 2006 و2009 قبل أن يسجن في قضية فساد: "هل نريد التفاوض مع الفلسطينيين أم لا؟ إذا لم نكن مستعدين لذلك فهذا يعني أن إسرائيل ستفقد صبر ودعم المجتمع الدولي".
زعيم المعارضة،

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات هجوم حماس إسرائيل وحماس إسرائيل نتنياهو إيهود أولمرت نتنياهو عزل نتنياهو هجوم حماس إسرائيل وحماس إسرائيل نتنياهو إيهود أولمرت أخبار إسرائيل بنیامین نتنیاهو رئیس الوزراء التوصل إلى

إقرأ أيضاً:

شرم الشيخ على خط السلام.. مباحثات حماس والوسطاء تفتح آفاق التهدئة وترسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب في غزة

تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية تطورات دبلوماسية متسارعة، مع انطلاق جولة مباحثات غير مباشرة بين حركة حماس والوسطاء الدوليين وسط أجواء وصفت بالإيجابية. تأتي هذه المفاوضات في وقتٍ حرج تمرّ به القضية الفلسطينية، بعد عامين من اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمّرة على قطاع غزة، وسط مساعٍ عربية ودولية لتهيئة الأرضية لمرحلة ما بعد الحرب، وإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني على المستويين السياسي والأمني.

أجواء إيجابية تسيطر على مباحثات شرم الشيخ

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل بأن المباحثات الأولى بين حركة حماس والوسطاء قد انتهت وسط أجواء إيجابية مشجعة.
وأكدت القناة استمرار اللقاءات خلال اليوم ذاته في مدينة شرم الشيخ، حيث تسعى الأطراف المشاركة إلى تقريب وجهات النظر حول آليات الإفراج المتبادل عن الأسرى والمحتجزين، وتهيئة الظروف الميدانية تمهيدًا لمرحلة تهدئة شاملة بين الطرفين.

المباحثات التي جرت بطريقة غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي تهدف إلى التوصل لتفاهمات عملية، تشمل إطلاق الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين، في إطار اتفاقٍ قد يُمهّد لوقف طويل الأمد لإطلاق النار في القطاع.

حماس تصر على الإفراج عن قادة المقاومة

في المقابل، تمسكت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى بمطلبها الرئيس: إطلاق سراح كبار قادة المقاومة في السجون الإسرائيلية.
وكشفت مصادر إسرائيلية وفلسطينية لقناة "12" العبرية أن الحركة تُصرّ على الإفراج عن الأسرى القدامى وأصحاب الأحكام العالية، وعلى رأسهم كبار قادة كتائب القسام الذين اعتُقلوا في عملية السابع من أكتوبر 2023.

وطبقا للتقارير العبرية، تشمل قائمة الأسماء التي تطالب بها حماس:
مروان البرغوثي، أحمد سعدات، عبدالله البرغوثي، إبراهيم حامد، عباس السيد، وحسن سلامة.
وهي أسماء تعتبرها إسرائيل “خطًا أحمر” منذ صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ"صفقة شاليط" عام 2011.

نتنياهو يرفض الإفراج عن الأسماء الكبرى

من جانب آخر، نقلت القناة العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّد لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعدم إدراج تلك الأسماء ضمن أي صفقة تبادل جديدة، معتبرًا أن إطلاق سراح شخصيات مثل مروان البرغوثي سيشكل تهديدًا سياسيًا لإسرائيل.

البرغوثي، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كخليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، يمثل بالنسبة لإسرائيل "رمزًا سياسيًا" أكثر من كونه مجرد أسير، وهو ما يجعل ملفه أحد أعقد النقاط الخلافية في المفاوضات الجارية.

دور مصري محوري في إعداد قوات الأمن الفلسطينية


في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها القضية الفلسطينية، برزت تسريبات حول ترتيبات دولية جديدة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، حيث كشف اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري، في تصريحات إعلامية عن تفاصيل هذه المرحلة الدقيقة، مشيرًا إلى أن الجهود تسير وفق خطة دولية لا علاقة لها بذكرى السادس من أكتوبر، كما يتداول البعض.
 

خطة ترامب.. وإدارة ما بعد الحرب

في مستهل حديثه، أكد اللواء سمير فرج أن ما يتم الحديث عنه حول بدء تنفيذ خطة إعادة الإعمار في السادس من أكتوبر غير دقيق، موضحًا أن التوقيت مرتبط بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليس بأي رمزية تاريخية.
وأوضح أن هناك حكومة تكنوقراط فلسطينية تتولى حاليًا إدارة الشؤون الإدارية داخل القطاع، بينما تتولى لجنة دولية برئاسة ترامب الإشراف على عملية إعادة الإعمار وإعادة التنظيم، وتضم شخصيات دولية بارزة مثل توني بلير ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، إلى جانب عدد من الأطراف العربية والفلسطينية.

تدريب قوات التأمين في مصر

وأشار فرج إلى أن مصر تلعب دورًا محوريًا في إعداد وتأهيل عناصر الأمن الفلسطيني، حيث يتم تدريب نحو 500 فلسطيني داخل الأراضي المصرية ليكونوا نواة لقوات التأمين في غزة بعد خروج حماس من المشهد.
وأضاف أن هذه القوات تضم عناصر من الأحزاب الفلسطينية المختلفة، إلى جانب مجموعة أخرى تتلقى تدريبات في الأردن، لتشكّل معًا قوات عربية مشتركة تتولى مهام حفظ الأمن والاستقرار في القطاع خلال المرحلة الانتقالية.

تفاؤل مشوب بالحذر

رغم تعقيد المشهد، عبّر اللواء فرج عن تفاؤله الحذر بمستقبل الأوضاع في غزة، مؤكدًا أن حماس أبدت مرونة ملحوظة في الآونة الأخيرة، ما قد يفتح الباب أمام تهدئة طويلة الأمد.
لكنه في الوقت ذاته حذر من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرقلة أي خطوات نحو السلام، قائلاً:
"نرجو ألا يتلكك نتنياهو أو يفتعل أزمات توقف هذا المسار، لأنه ببساطة لا يريد أن يتحقق السلام."

بين الأمل والتحدي
 

المشهد لا يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات. فبين التفاؤل الحذر والتحديات السياسية، تبقى شرم الشيخ اليوم أحد أهم مسارح الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة دقيقة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الطموح السياسي والاستقرار الأمني، وسط جهود عربية ودولية لإعادة إعمار غزة وإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني الداخلي.
تصريحات اللواء سمير فرج تكشف عن دور مصري محوري في تدريب وتأهيل العناصر الفلسطينية، وعن رؤية دولية جديدة لإدارة ما بعد حماس، في مشهد تتداخل فيه السياسة بالأمن، والأمل بالحذر، بينما يبقى حلم السلام في المنطقة مرهونًا بإرادة الأطراف الفاعلة.

طباعة شارك حماس فلسطين مصر غزة ترامب خطة

مقالات مشابهة

  • رئيس لبنان: على إسرائيل أن تتجاوب مع الدعوات لوقف العدوان
  • المقاومة الفلسطينية: نُبارك التوصل لاتفاقٍ يُنهي حرب غزة
  • فيديو: سكان غزة يحتفلون باتفاق وقف الحرب مع إسرائيل
  • أول تعليق من نتنياهو بعد التوصل إلى اتفاق مع "حماس" بشأن غزة
  • متحدث "حماس": تنفيذ الاتفاق أصعب من التوصل إليه والرهان على موقف نتنياهو
  • شرم الشيخ على خط السلام.. مباحثات حماس والوسطاء تفتح آفاق التهدئة وترسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب في غزة
  • نتنياهو: نهاية الحرب بغزة قريبة وإسرائيل حطمت حماس لكن لم تهزمها
  • غزة بين جرائم العدو الإسرائيلي وآمال التهدئة .. ماذا بعد موافقة المقاومة على خطة ترامب؟
  • كيف أجبر ترامب نتنياهو على قبول خطته بشان غزة؟
  • كيف أجبر ترامب نتنياهو على قبول خطته بشان غزة؟.. تقرير يكشف