وصل عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، الثلاثاء، إلى العاصمة البريطانية لندن، في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين في المملكة المتحدة لمناقشة التطورات في البحر الاحمر والسلام ومصالح اليمنيين.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن عضو مجلس القيادة سيعقد مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين في البرلمان ووزارة الخارجية البريطانية، كما سيناقش مع قيادة المنظمة البحرية الدولية سبل احتواء كارثة سفينة روبي مار.

 

وأضافت بأنه سيشارك في ندوة مع المعهد الملكي للشؤون الدولي "تشاتام هاوس" تستعرض جهود الأمم المتحدة في اليمن والأوضاع التي تقوّض عملية السلام وجهود مجلس القيادة الرئاسي في هذا الإطار.

 

وفي ذات السياق، بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مع الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أورسينيو فيلايسكو، سبل احتواء كارثة السفينة "روبي مار" في البحر الأحمر، ومخاطر الهجمات الحوثية وأحداث القرصنة ضد النقل البحري المدني العالمي.

 

وخلال اللقاء، الذي عُقد في العاصمة البريطانية لندن ناقش الجانبان المخاطر المتصاعدة في البحر الأحمر جراء الهجمات المستمرة لجماعة الحوثي على خطوط الشحن، وتأثيرها على سلامة الشحن الدولي، وأسعار الاحتياجات الإنسانية التي تنقلها السفن عبر البحر الأحمر، ومصالح العالم والدول المشاطئة في الأمن والاستقرار.

 

وأكد طارق صالح، "التزام الجمهورية اليمنية ومجلس القيادة بمبادئ السلام والأمن العالميَّين، ورفض كل ما يهدد مصالح الشعوب، والتزام أمن النقل البحري، ودعم سيادة الدول ضد كل الجماعات الإرهابية التي تسعى لفرض أجندتها بقوة السلاح ضد شعوبها أولًا والإضرار بالإقليم والعالم بمثل هذه التصرفات".

 

وطالب "صالح"، الدول الأعضاء في المنظمة الأممية على دعم الشرعية اليمنية للسيطرة على شواطئ البلاد، باعتباره الحل الأمثل لضمان أمن البحر الأحمر بما يمثله من مصلحة مشتركة لليمنيين والعالم.

 

وشدد طارق صالح على ضرورة أن يضطلع العالم بمسؤولياته في إنقاذ البيئة البحرية في البحر الأحمر من خطر وشيك في حال غرقت سفينة روبي مار المحملة بالأسمدة، وما قد ينجم عن ذلك من آثار كارثية ستضر بسكان المناطق المشاطئة.

 

بدوره، أكد أمين عام المنظمة أنهم يتواصلون مع كافة الدول المعنية بأمن وسلامة النقل البحري، مع تطورات الأحداث في البحر الأحمر، ويتابعون الإفراج عن السفينة جالاكسي وطاقمها، وتأثيرات غرق السفينة "روبي مار" على البيئة البحرية قبالة الشواطئ اليمنية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: بريطانيا البحر الأحمر مليشيا الحوثي اليمن طارق صالح فی البحر الأحمر مجلس القیادة طارق صالح روبی مار

إقرأ أيضاً:

البحر الأحمر: شريان التجارة الذي يغذي العالم ويختنق أمام أعيننا

حين تنظر إلى خريطة العالم، قد يبدُو البحر الأحمر كخطٍّ رفيع بين قارتَي آسيا وإفريقيا. ولكن في حقيقة الأمر، هو شريان نابض، لا يقل أهميَّة عن قلب العالم التجاريِّ، يحمل في تياراته أكثر من 13% من تجارة الأرض، وينقل عبر مياهه الطاقة والغذاء والدواء من قارات الإنتاج إلى قارات الاستهلاك. إنَّه الرابط بين الشرق والغرب، بين الحقول والمصانع والأسواق، بين الطموح الاقتصاديِّ والاحتياج الإنسانيِّ، ومع كل اضطرابٍ في مياهه، يختنق العالم شيئًا فشيئًا.

منذ أواخر عام 2023، ومع تصاعد الهجمات التي استهدفت السفن التجاريَّة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بدأت علامات الاختناق تتَّضح.

شركات الشحن الكُبْرى مثل ميرسك وإيفر جرين أعادت مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، مضيفةً أكثر من أسبوعين إلى زمن العبور، ومتسببة في زيادة تكاليف النقل بنسبة تفوق 40%.. وفي المقابل، قفزت أقساط التأمين على الشحنات البحريَّة بنسبة تزيد عن 300%، وفق تقارير أبريل 2025.ما بدأ كاضطراب موضعيٍّ، تحول إلى أزمة عالميَّة، حيث لا تُقاس الخسائر فقط بالدولارات، بل بتباطؤ دوران عجلة التجارة، وارتفاع أسعار السلع الأساسيَّة التي تصل إلى المستهلكين.

ووسط هذا المشهد المتعثِّر، لم تكن التدفقات التجاريَّة وحدها مَن تعاني.. الاقتصادات الوطنيَّة شعرت بالضغط سريعًا.. مصر فقدت 40% من إيرادات قناة السويس، خلال عام واحد.. الأردن شهد تراجعًا بنسبة 20% في وارداته من الحبوب.. وباكستان، التي كانت تعوِّل على تفعيل دور ميناء جوادر كمركز لوجستيٍّ إقليميٍّ، وجدت نفسها محاصرةً بتباطؤ حركة الملاحة البحريَّة.. أمَّا الهند، التي يمرُّ أكثر من 80% من صادراتها إلى أوروبا عبر البحر الأحمر، فقد واجهت اضطرابًا متصاعدًا في سلاسل الإمداد، انعكس على صناعاتها الحيويَّة مثل الأدوية والمنسوجات.

وما زاد الصورة تعقيدًا أنَّ الأزمة لم تبقَ محصورة في مياه البحر الأحمر.. فبالتوازي، اندلعت حرب تجاريَّة شرسة بين الولايات المتحدة والصين.. فرضت واشنطن تعريفات جمركيَّة بنسبة 145% على العديد من السلع الصينيَّة، وردَّت بكين بتعريفات انتقاميَّة بنسبة 125%.. هذه الحرب التجاريَّة دفعت الدول والشركات إلى إعادة توجيه التدفقات التجاريَّة؛ ممَّا ضاعف الضغط على الممرَّات البحريَّة المتاحة، وزاد الحاجة إلى مسارات بديلة.الصين لم تتوقف عند حدود البحر الأحمر.. رأت في الأزمة فرصةً لتسريع خططها الإستراتيجيَّة لبناء بدائل لوجستيَّة بعيدة عن الممرات المُضطربة.. استثمرت بقوَّة في تطوير السكك الحديديَّة العابرة لآسيا الوسطى، مثل خط الصِّين – كازاخستان – أوروبا، لتعزيز الربط البريِّ، وتقليل اعتمادها على الممرات البحريَّة.. كما عزَّزت وجودها في موانئ شرق إفريقيا، مثل بورتسودان وجيبوتي، لتأمين نقاط ارتكاز إضافيَّة على طرق التجارة العالميَّة.. لكن رغم هذه الجهود، لا تزال الصين تواجه تحدِّيًا صلبًا: أكثر من 95% من صادراتها ما تزال تمرُّ عبر البحار، والبحر الأحمر يبقى مسارًا لا يمكن تجاهله.

التعريفات الجمركيَّة لم تضرب الصين وحدها.. دول الخليج والأردن والبحرين، التي تعتمد على صادرات الألمنيوم، الكيماويات، والصناعات التحويليَّة، وجدت نفسها فجأةً أمام ارتفاع في تكاليف الشحن، وانخفاض في الطلب العالميِّ، وتحدِّيات متزايدة لإعادة تخطيط سلاسل الإمداد.

الألمنيوم البحريني، على سبيل المثال، واجه ارتفاعًا في تكلفة النقل بنسبة 25%، بسبب اضطرار الشحنات لسلوك مسارات أطول وأكثر تكلفة؛ ممَّا انعكس على الأسعار النهائيَّة، وزاد الضغط على الأسواق.

هذه الحلقة المفرغة بين اضطرابات الملاحة البحريَّة والحروب التجاريَّة، أدَّت إلى نتيجة حتميَّة: ارتفاع أسعار السلع الأساسيَّة على مستوى العالم.. ليس فقط بفعل تكلفة النقل والتأمين الإضافيَّة، بل أيضًا بسبب تحوُّلات تدفقات التجارة، وزيادة الرسوم الجمركيَّة.. ففي نهاية كل سلسلة إمداد، هناك مستهلك يدفع الثمن مضاعفًا؛ من ارتفاع تكلفة الغذاء، إلى زيادة أسعار المنتجات الإلكترونيَّة، إلى بطء وصول الأدوية والمواد الخام.إنَّ المفارقة المؤلمة، أنَّ البحر الأحمر، الذي كان -لقرونٍ- طريقًا للتقارب بين الشعوب والتجارة، أصبح اليوم عقدةَ اختناق في قلب النظام التجاريِّ العالميِّ.. وإذا كانت الحرب التجاريَّة بين الولايات المتحدة والصين، قد أشعلت فتيل التوتر، فإنَّ هشاشة البنية اللوجستيَّة العالميَّة سرَّعت الانفجار.

رغم الصورة القاتمة، لا تزال الفرصة قائمة.. إعادة هندسة سلاسل الإمداد بما يراعي تعدُّد المسارات، تنويع الموانئ، وتبنِّي تقنيات ذكيَّة مثل البلوكتشين، وأنظمة التتبع اللوجستيِّ المتقدِّم، قد يوفِّر جزءًا من الحل.. إضافة إلى ذلك، لابُدَّ من إنشاء تحالفات لوجستيَّة إقليميَّة حقيقيَّة، تقوم على المصالح المشتركة، لا على التنافس الأحاديِّ.

البحر الأحمر اليوم يختنق أمام أعيننا، لكنَّه ما زال يملك القدرة أنْ يعود شريانًا يغذِّي العالم إذا أدركنا حجم التحدِّي مبكِّرًا.. كما أنَّ الدَّم لا يتدفَّق بلا قلب نابض، فإنَّ التجارة لا تزدهر بلا ممرَّات آمنة.. وفي اللحظة التي نظنُّ فيها أنَّ الانهيار بعيد، يكون قد بدأ بالفعل من تحت أقدامنا.

فالبحر الأحمر شريانُ التجارة الذي يغذِّي العالم، يختنق أمام أعينِنَا.

د. عبدالقادر حنبظاظة – جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البحر الأحمر: شريان التجارة الذي يغذي العالم ويختنق أمام أعيننا
  • جمال شعبان يكشف تطورات الحالة الصحية لـ صبري عبد المنعم
  • اليمن… عنوان المقاومة وعصبها الحي: من البحر الأحمر إلى غزة، معركة وعي وصمود بوجه التحالف الصهيو-أمريكي
  • قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية يقدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية حول تطورات الأوضاع
  • لقاء بين وزير العدل والمستشار صالح لبحث قانون مرتبات موظفي الهيئات القضائية
  • 20 ألف سائح على متن 140 طائرة في يوم واحد بالغردقة ومرسى علم
  • تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
  • سالم صالح بن بريك رئيسا للوزراء في اليمن بعد استقالة الحكومة
  • بتر آخر أذرع إيران في البحر الأحمر
  • من اليمن إلى إسرائيل… صواريخ وإنذارات ورد أميركي غير مسبوق