من أيزنهاور إلى ترومان.. اليمن يُنهي زمن التفوق البحري الأمريكي
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
يمانيون |
لم يكن البحر الأحمر يومًا بعيدًا عن صراعات النفوذ بين القوى الكبرى، غير أن اليمن، الذي طالما كان يُنظر إليه كدولة مطلة بلا تأثير استراتيجي مباشر، قلب هذه المعادلة رأسًا على عقب.
فمع تصاعد موجة الإسناد العسكري للقضية الفلسطينية عقب طوفان الأقصى، انتقلت المعركة إلى الممرات البحرية، ليعيد اليمن تعريف موازين السيطرة والردع في المنطقة.
على مدى عقود، ظل البحر الأحمر تحت الهيمنة الأمريكية والغربية، من أيزنهاور إلى ترومان، وكانت حاملات الطائرات الأمريكية ترسم حدود النفوذ وتتحكم بخطوط الملاحة العالمية.
إلا أن التطورات التي شهدها عام 2024 شكلت نقطة تحول فارقة، إذ أثبت اليمن أنه لم يعد مجرد متفرج في معادلة البحر، بل أصبح قوة قادرة على كسر احتكار واشنطن للممرات الحيوية.
فقد نفذت القوات المسلحة اليمنية خلال شهري مايو ويونيو من العام ذاته ثلاث عمليات نوعية أربكت البحرية الأمريكية وأجبرتها على إعادة تموضع قواتها في البحر الأحمر.
حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” التي كانت تعتبر رمزًا للتفوق الأمريكي، اضطرت إلى الانسحاب في 12 نوفمبر 2024 بعد فشل محاولاتها في المناورة على مسافات آمنة.
أما حاملة “روزفلت” فظهرت كمراقبٍ مترددٍ في خوض المواجهة، في حين تحولت “ترومان” إلى محور العمليات اليمنية التي طالتها بأكثر من 22 استهدافًا دقيقًا خلال أقل من ستة أشهر، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البحرية الأمريكية.
وعندما حاولت “فينسون” التقدم لتخفيف الضغط عن الأسطول، تلقت ضربة وصفتها تقارير البنتاغون بأنها من “أكثر العمليات إيلامًا في سجل البحرية الأمريكية”.
هذه الهجمات أعادت تشكيل معادلة الردع في البحر الأحمر، حيث أصبح الوجود الأمريكي عبئًا استراتيجيًا أكثر من كونه عامل قوة، بعدما أثبتت الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية أنها قادرة على تجاوز كل طبقات الدفاع البحري الأمريكي، من الرادارات إلى الأقمار الصناعية.
ومع تصاعد الضربات، وجدت واشنطن نفسها مضطرة لطلب وساطة عمانية لتجنب التصعيد، في وقتٍ خرج فيه ترامب بتصريحٍ لافتٍ اعترف فيه بعجز بلاده عن “كبح القدرات اليمنية”، واصفًا المقاتلين اليمنيين بـ “الأشد صلابة وشجاعة في مواجهة النيران”.
هذا الاعتراف لم يكن مجرد توصيفٍ لحالة آنية، بل إقرارٌ صريح بأن زمن الهيمنة الأمريكية المطلقة على البحار قد انتهى، وأن اليمن بات يملك من القدرات ما يؤهله لتغيير قواعد الاشتباك الإقليمي، ليس فقط دفاعًا عن حدوده وسيادته، بل نصرةً لفلسطين ومساندةً لجبهات المقاومة.
وهكذا، من حقبة أيزنهاور التي دشنت الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، إلى زمن ترومان الذي شهد نهايته الرمزية على يد العمليات اليمنية، يمكن القول إن القرن الجديد يشهد ولادة قوة بحرية يمنية مستقلة، استطاعت أن تحوّل البحر من ممر خاضع إلى ساحة ردع مفتوحة باسم الأمة والمقاومة.
لقد ولّى زمن الغطرسة البحرية الأمريكية، وحضر اليمن بثباته وعملياته النوعية، ليؤكد أن السيادة تُصنع بالإرادة لا بالأساطيل، وأن الردع لا يقاس بعدد حاملات الطائرات بل بقدرة الشعوب على الصمود والابتكار والمواجهة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
مهرجان المانجو يجذب السياح بالغردقة
نظم عدد من الفنادق السياحية بمدينة الغردقة في محافظة البحر الأحمر، فعاليات «مهرجان المانجو»، بهدف ادخال السعادة والسرور على النزلاء من المصريين وعدد من الجنسيات، حيث تحرص غالبية الفنادق السياحية بالمحافظة على ابتكار فقرات وأنشطة ترفيهية لإسعاد ضيوفها، بالتنسيق بين أقسامها المختلفة، وعلى رأسها المطبخ وقسم «الأنيميشن» المسؤول عن الترفيه.
وقال الشيف محمد عباس، الشيف العمومي لإحدى الفنادق بالغردقة، إن مهرجان اليوم كان لفاكهة المانجو الأكثر جذبا للسياح بالغردقة بمشاركة 18 شيف وطن من المانجو، مشيرا إلى تقديم عصائر المانجو وتورت المانجو والكنافة بالمانجو وقطع المانجو الجذابة للزوار.
وأضاف طه مسعد، مدير أحد الفنادق السياحية بالغردقة، أن مهرجان اليوم أقيم على حمام السباحة وشارك فيه عدد من السياح الأجانب والزائرين المصريين، مشيرا إلى أن نسب الأشغال حاليا بالغردقة تصل إلى 96%.
يشار إلى أن مهرجان المانجو، تضمن تقديم أصناف متنوعة من المانجو بأشكال مبتكرة، الأمر الذي لاقى إعجاب السياح خاصة من الدول الأوروبية، والذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما جاء بعضهم خصيصًا للاستمتاع بهذه الأجواء الفريدة.
وتحرص الفنادق السياحية بالمحافظة على تقديم برامج ترفيهية متنوعة للحفاظ على رضا نزلائها وضمان عودتهم مجددًا، ويعد قسم «الأنيميشن»، من أبرز أقسام الترفيه داخل الفنادق، إذ يقدم فقرات وفعاليات مبهجة تضيف أجواء من البهجة والمرح.