المغرب يدعو من جنيف إلى الوقف الفوري والشامل والمستدام للحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
دعا المغرب، اليوم الثلاثاء بجنيف، إلى الوقف الفوري والشامل والمستدام للحرب الإسرائيلية على غزة.
وأكدت المملكة في الكلمة التي ألقاها بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في إطار الجزء رفيع المستوى من أشغال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، الذي يترأسه المغرب، أن قطاع غزة يعيش أزمة غير مسبوقة وكارثة إنسانية لا يمكن للمجتمع الدولي مواصلة غض الطرف عنها، “وهو ما جعل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، يدعو إلى صحوة الضمير الإنساني لوقف قتل النفس البشرية التي كرمها الله عز وجل”.
وقال بوريطة إنه في ظل استمرار الأعمال العسكرية المتصاعدة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، تؤكد المملكة المغربية على مواقفها الثابتة، وتدعو مرة أخرى وبشدة إلى الوقف الفوري والشامل والمستدام للحرب الإسرائيلية على غزة، و”ضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العشوائي للمستشفيات والمدارس ودور العبادة وغيرها من المنشآت المدنية”.
كما أكد على ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافية لساكنة غزة، وحماية الفلسطينيين من التهجير من وطنهم وإرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية، كفيل بإنعاش حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ويمثل بوريطة المغرب في الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان برئاسة المغرب من خلال السفير الممثل الدائم للمملكة بجنيف، عمر زنيبر، الذي انتخب لهذه المهمة في يناير الماضي.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
كيف قرأت الصحف الإسرائيلية والغربية الذكرى الثانية للحرب على غزة؟
مع حلول الذكرى الثانية لحرب إسرائيل على غزة، تتكثف في الصحف العالمية والإسرائيلية أصوات النقد والتحليل، بين من يرى أن الحرب كشفت عمق الأزمة الداخلية في إسرائيل، ومن يعتقد أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي.
حيث تتباين التصريحات والمقالات بين التحذير من تكرار أخطاء الماضي، والدعوة إلى مراجعة حقيقية تنهي دوامة العنف وتعيد تعريف مفهوم الأمن والردع في المنطقة.
ففي افتتاحيتها، دعت صحيفة (جيروزاليم بوست) المجتمع الإسرائيلي إلى عدم نسيان ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، معتبرة أن الهجوم شكّل "صدمة وجودية" دفعت إسرائيل إلى مراجعة نهجها الأمني وإعادة التفكير في التوازن بين القوة العسكرية والحذر الإستراتيجي.
وأكدت الصحيفة أن التعافي لا يُقاس بإعادة بناء البلدات والكيبوتسات المحيطة بغزة، بل بقدرة إسرائيل على استخلاص الدروس من الحرب التي "كشفت هشاشة منظومتها الأمنية".
وختمت جيروزاليم بوست الافتتاحية بالتأكيد على ضرورة أن تتحول ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى محطة للتصحيح لا مجرد ذكرى مؤلمة، وأن الأمن يجب أن لا يُبنى على تمنيات غير واقعية.
أما صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية فقد قدّمت قراءة ناقدة لحكومة نتنياهو، إذ تحدث الكاتب اليميني بن درور في مقال له، عن "خسارة إسرائيل الحرب ليس ميدانيا فقط، بل سياسيا وإستراتيجيا".
وأشار الكاتب إلى تلاشي أي إنجازات سابقة لإسرائيل فيما يخص ملف مواجهة إيران وحزب الله، في ظل تصاعد عزلتها الدولية.
ولفت الكاتب إلى الشكوك حول قدرة حكومة نتنياهو على ترميم مكانة إسرائيل الدبلوماسية، في ظل تحول الرأي العام الأميركي نحو دعم الفلسطينيين. مُحذّرا من مآلات هذا الأمر على التحولات التي قد تدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اتخاذ خطوات قاسية ضد إسرائيل، واصفا نتنياهو بأنه يعاني من "عمى البصيرة".
إعلانوفي المقابل، حملت صحيفة (هآرتس) نبرة أشد انتقادًا، إذ عنونت افتتاحيتها بـ"عامان بلا محاسبة وحكومة إسرائيلية فاشلة تتمسك بالسلطة والشعب يدفع الثمن"، حيث دعت الصحيفة الإسرائيليين إلى "الاستيقاظ"، مؤكدة أنه لا يوجد أسوأ من حكومة ترفض الاعتراف بأخطائها وتُلقي باللوم على مواطنيها وموظفيها المدنيين.
وختمت بدعوة صريحة إلى إنهاء الحرب، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، و"تحرير إسرائيل من أسوأ حكومة في تاريخها".
وفي الصحافة العالمية، أجرت صحيفة (بيلد) الألمانية مقابلة مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أقرّ فيها بوجود أزمة بالعلاقات العامة لدى إسرائيل التي تواجه انتقادات لاذعة حتى من أوروبا.
وأعرب ساعر خلال المقابلة عن استياء إسرائيل من قرار ألمانيا بعدم تزويدها بمعدات عسكرية مخصصة للاستخدام في غزة، مشيرا إلى عمق الفجوة التي أحدثها فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إسرائيل، مما يعني زحزحة مكانة إسرائيل بصفتها شريكا إستراتيجيا.
سنوات من انعدام الثقة
وفي مقابلة مع مجلة (فورين أفيرز)، قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عامي أيالون إن الخطة الأميركية المقترحة "لا تعكس الواقع السياسي والنفسي للطرفين"، لأنها تتجاهل جذور الصراع القائم على انعدام الثقة المتبادل.
واستبعد أيالون تحقيق الثقة بين الجانبين (الإسرائيليين والفلسطينيين) بعد سنوات من العداء، لكنه رأى أن "خطوات تدريجية مدعومة بضمانات عملية ورقابة دولية "قد تمهد لسلام واقعي".
وحذر المسؤول الإسرائيلي السابق من أن إخلال أي طرف ببنود الصفقة قد ينسف العملية برمتها، مشيرا إلى احتمالية رفض اليمين المتطرف في إسرائيل لخطة ترامب، كما انتقد ما اعتبره "خطأ إستراتيجيا" بعدم إشراك قيادة فلسطينية أوسع في المسار السياسي.
وفي المقابل، رأت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية في افتتاحيتها أن "حالة من التشاؤم تسود بشأن فرص إنهاء الحرب على غزة"، معتبرة أن نتنياهو يرى في إطالة أمد الحرب وسيلة للبقاء في الحكم.
وأضافت الصحيفة أن أي وقف لإطلاق النار سيبقى هشًّا، وأن نهاية الحرب "ستظل رهينة خلافات تبدو مستعصية على الحل"، لكنها عبرت عن أمل "بسلام ممكن مع اقتراب الحرب من ذكراها الثانية".
وفي (الغارديان) البريطانية، دعت المحامية والمستشارة السابقة لفريق التفاوض الفلسطيني ديانا بوتو إلى الرفض الفوري لما سمته "الحل السحري" الذي يخفي العنف الإسرائيلي.
وأضافت الكاتبة أن الرد على خطة الرئيس ترامب "تكشف عجز المجتمع الدولي عن التعلم من الكارثة"، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين صمتوا بينما "تفاخر الإسرائيليون بإعادة غزة إلى العصر الحجري".
وأضافت بوتو أن العالم، رغم اعترافه بالدولة الفلسطينية، ما زال عاجزا عن ضمان حياة آمنة للفلسطينيين أو إنهاء نظام الاحتلال والإبادة، معتبرة أن الخطة الأميركية تعيد تدوير أخطاء الماضي تحت غطاء جديد من الوعود بالسلام.