عربي21:
2025-10-09@15:19:18 GMT

المخاطر الاقتصادية المدمرة لاحتلال فلسطين

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

تستمر الأراضي الفلسطينية في مواجهة واحدة من أشد الفترات اضطرابا في تاريخها الحديث، ذلك لأن الاحتلال لمناطق حيوية مثل معبر رفح، إضافة إلى المذابح التي حدثت في رفح وغزة، والضفة الغربية، والقدس، لا تؤدي فقط إلى خسائر بشرية مروعة، بل تحمل في طياتها تأثيرات اقتصادية عميقة تمتد من المستوى المحلي إلى الإقليمي والعالمي.



أتناول في مقالي هذا المخاطر الاقتصادية البرية الناجمة عن هذه الأحداث، مع التركيز على تأثيرها على سلاسل الإمداد البري.

المخاطر الاقتصادية البرية لاحتلال معبر رفح:

1- انقطاع سلاسل الإمداد الحيوية:

- يعد معبر رفح شريان الحياة لقطاع غزة، حيث يُستخدم لنقل المواد الغذائية والطبية والسلع الأساسية الأخرى، لذا فإن احتلال المعبر يؤدي إلى انقطاع هذه الإمدادات الحيوية، مما يتسبب في نقص حاد في هذه السلع ويزيد من معاناة السكان.

- تأخير الإمدادات نتيجة تعطيل حركة الشاحنات والبضائع يرفع من تكاليف النقل، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع في الأسواق المحلية، مما يضع ضغوطا إضافية على الاقتصاد الفلسطيني مباشرة واقتصاديات دول الجوار بالتبعية والآثار.

2- توقف الأنشطة التجارية:

- السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح تؤدي إلى توقف الأنشطة التجارية بين غزة والعالم الخارجي، مما يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة ويزيد من معدلات البطالة والفقر في القطاع.

- البحث الجبري عن طرق بديلة لنقل البضائع يزيد من التكاليف التشغيلية للشركات والمصانع، ويؤثر سلبا على الإنتاجية الاقتصادية، مما يعرقل أي جهود للتنمية الاقتصادية المستدامة.

التأثيرات الاقتصادية على غزة والضفة الغربية:

1- تدمير البنية التحتية:

- المذابح والهجمات العسكرية تؤدي إلى تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور وشبكات الكهرباء والمياه. هذا التدمير يعوق حركة النقل البري ويزيد من تكاليف إعادة الإعمار.

- تدهور البنية التحتية يؤثر بشكل مباشر على قدرة المنطقة على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، مما يعوق التنمية الاقتصادية ويزيد من حدة الأزمات الاقتصادية والإنسانية.

2- زيادة النفقات العسكرية:

تصاعد التوترات العسكرية يؤدي إلى زيادة النفقات الدفاعية على حساب الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، هذا الاختلال في توزيع الموارد يعرقل النمو الاقتصادي ويزيد من معدلات الفقر والبطالة.

الأثر الإقليمي والعالمي على سلاسل الإمداد البري:

1- اضطراب سلاسل الإمداد الإقليمية:

- يعتبر معبر رفح نقطة ربط حيوية بين مصر وغزة، وأي تعطيل له يؤثر على حركة التجارة بين البلدين. هذا الاضطراب يؤثر على سلاسل الإمداد في مصر والدول المجاورة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتأخير تسليم البضائع.

- تزايد التوترات الأمنية في المنطقة يؤدي إلى تراجع الثقة لدى المستثمرين الإقليميين والدوليين، مما يؤثر سلبا على حركة التجارة والاستثمار في الشرق الأوسط.

2- الأثر العالمي:

- تعطيل سلاسل الإمداد البري في فلسطين يؤثر على الأسواق العالمية، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والصناعية التي تعتمد على المواد الخام القادمة من المنطقة، هذا التأثير ينعكس في ارتفاع الأسعار العالمية وزيادة تكاليف الإنتاج.

- تزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر من أهم المناطق الجيوسياسية في العالم، يؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية وزيادة المخاطر الاستثمارية.

في كلمات مدوية:

استعادة دول المعاهدات والاتفاقيات والبروتوكولات لرفح ومعبرها وغزة والضفة والقدس وإعادتها للسيادة الفلسطينية؛ يسبقها فرض عقوبات دولية على المحتل وعقوبات رادعة للاحتلال.

إن إعادة الاستقرار الاقتصادي نهج يرتبط باستعادة سيادة دولة فلسطين على أراضي 1967، ليكون اعتراف 147 دولة من 194 دولة هو اعتراف بالدولة والحق والسيادة، بالتوازي مع عقوبات تجميد أصول المحتل والحظر التجاري والعزل الدبلوماسي لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، وهو ما يوجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتنسيق الجهود العسكرية والدبلوماسية والسياسية لاستعادة الحقوق والسلام والأمن في المنطقة، مع التركيز على إعادة بناء البنية التحتية ودعم الاقتصاد المحلي، ومن خلال تحقيق العدالة والسيادة الفلسطينية، يمكن تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة واستعادة الأمل والسلام في المنطقة.

وفي مقالي المقبل، سأتناول المخاطر الاقتصادية البحرية التي تنشأ نتيجة لاحتلال فلسطين وتأثيرها على حركة الملاحة والتجارة البحرية الإقليمية والعالمية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الاحتلال اقتصادية غزة اقتصاد فلسطين غزة الاحتلال حصار مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المخاطر الاقتصادیة البنیة التحتیة سلاسل الإمداد یؤدی إلى معبر رفح ویزید من

إقرأ أيضاً:

روما.. المملكة تطرح نموذجها الريفي المستدام في معرض "فاو" العالمي

تشارك المملكة العربية السعودية، ممثلة في برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة "ريف السعودية"، في المعرض العالمي الأول لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بعنوان "من البذور إلى الأغذية"، الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما في باركو دي بورتا كابينا، خلال الفترة من 10 إلى 13 أكتوبر الحالي.
يأتي ذلك ضمن جهود المملكة لتعزيز مكانتها الريادية عالميًا في دعم وتطوير القطاع الزراعي المستدام، ودعم صغار المزارعين، والترويج للمنتجات الريفية في الأسواق الدولية.
أخبار متعلقة بيع 4 صقور بـ 652 ألف ريال في معرض الصقور والصيد الدوليبدء إيداع الدعم المخصص لشهر أكتوبر في حساب المواطنوتأتي مشاركة برنامج "ريف السعودية" في هذا المعرض العالمي، لإبراز التجربة السعودية في تنمية المجتمعات الريفية، واستعراض أبرز المنجزات والأرقام التي حققها البرنامج في دعم صغار المزارعين.
إضافةً إلى عرض القطاعات المستفيدة من الدعم مثل البن السعودي، والعسل الطبيعي، والنباتات العطرية، وغيرها.تعزيز الشراكات التجاريةكما يهدف الجناح السعودي إلى تعزيز الشراكات التجارية، والتواصل مع الخبراء والمتخصصين في الزراعة المستدامة من مختلف أنحاء العالم.
ومن أبرز ما يقدمه جناح "ريف السعودية" توزيعات خاصة للزوار عبارة عن صناديق وعلب تحتوي على القهوة السعودية، للتعريف بإرث المملكة في زراعة وإعداد البن، وإبراز قيمته التراثية والاقتصادية، إلى جانب تقديم مواد تعريفية ولقاءات مباشرة مع الزوار.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مملكة تطرح نموذجها الريفي المستدام في معرض فاو العالمي - واسجذب الاستثمارات الأجنبيةوأكد المتحدث الرسمي لبرنامج "ريف السعودية" ماجد البريكان، أن المشاركة في هذا المعرض تمثل فرصة مهمة للتعريف بالنموذج السعودي في التنمية الريفية المستدامة، والتعرف إلى أحدث الابتكارات والحلول الزراعية العالمية التي يمكن توظيفها لدعم المزارعين في المملكة.
وأضاف البريكان أن المشاركة تسعى أيضًا إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، وتوسيع نطاق التعاون الدولي، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي وتنويع الاقتصاد، وإبراز مكانة المملكة عالميًا في القطاع الزراعي.سلاسل القيمة الزراعية والغذائيةويُعد معرض "من البذور إلى الأغذية" الذي تنظمه منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، حدثًا احتفاليًا بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس المنظمة الأممية.
ويهدف إلى استكشاف سلاسل القيمة الزراعية والغذائية بالكامل من خلال الجمع بين التقاليد العريقة والتكنولوجيات المبتكرة، وتقديم فرصة للجمهور لتذوق الأطعمة والتعرف على الممارسات والتقنيات الحديثة في مجال الزراعة.
إضافة إلى تقديم رؤية شاملة حول التحول الغذائي المستدام بدءًا من إنتاج البذور وحتى سلاسل الإمداد والتوزيع والاستهلاك.
ويتضمن المعرض فعاليات متنوعة تشمل جلسات حوارية وورش عمل ومؤتمرات تجمع قادة الحكومات والخبراء والشركات، ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة حلول مبتكرة للتحديات الزراعية والغذائية، ما يجعله منصة عالمية مميزة لتبادل الخبرات والتجارب.
كما يُعد منصةً لمئات العارضين من جميع أنحاء العالم ليأخذوا الزوار في رحلة استكشافية غنية بالمعلومات وممتعة عبر سلاسل قيمة المحاصيل الحقلية والبستنة والثروة الحيوانية والغابات ومصايد الأسماك.

مقالات مشابهة

  • العرجاوي: تعديل قانون الجمارك ضرورة لجذب الاستثمارات وتعزيز سلاسل الإمداد
  • روما.. المملكة تطرح نموذجها الريفي المستدام في معرض "فاو" العالمي
  • منطقتان صناعيتان تدعمان سلاسل الإنتاج العماني
  • الجيش السوداني يطلق أكبر عملياته منذ بداية الحرب
  • الذهب يسجل مكاسب تاريخية مع تصاعد المخاطر الاقتصادية والسياسية عالمياً
  • مدمرة تشوي هيون الكورية الشمالية تشعل الجدل على المنصات
  • «وزارة الاستثمار وجهاز مستقبل مصر» يبحثان دعم سلاسل الإمداد
  • بعد عامين على حرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة.. غزة المدمرة ترنو إلى السلام
  • الاستثمار تبحث مع جهاز مستقبل مصر التعاون في دعم سلاسل الإمداد وتوريد السلع الاستراتيجية
  • زعيم كوريا الشمالية يتفقد مدمرة بحرية صنعت لـمعاقبة استفزازات العدو