عربي21:
2025-05-21@02:37:38 GMT

المخاطر الاقتصادية المدمرة لاحتلال فلسطين

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

تستمر الأراضي الفلسطينية في مواجهة واحدة من أشد الفترات اضطرابا في تاريخها الحديث، ذلك لأن الاحتلال لمناطق حيوية مثل معبر رفح، إضافة إلى المذابح التي حدثت في رفح وغزة، والضفة الغربية، والقدس، لا تؤدي فقط إلى خسائر بشرية مروعة، بل تحمل في طياتها تأثيرات اقتصادية عميقة تمتد من المستوى المحلي إلى الإقليمي والعالمي.



أتناول في مقالي هذا المخاطر الاقتصادية البرية الناجمة عن هذه الأحداث، مع التركيز على تأثيرها على سلاسل الإمداد البري.

المخاطر الاقتصادية البرية لاحتلال معبر رفح:

1- انقطاع سلاسل الإمداد الحيوية:

- يعد معبر رفح شريان الحياة لقطاع غزة، حيث يُستخدم لنقل المواد الغذائية والطبية والسلع الأساسية الأخرى، لذا فإن احتلال المعبر يؤدي إلى انقطاع هذه الإمدادات الحيوية، مما يتسبب في نقص حاد في هذه السلع ويزيد من معاناة السكان.

- تأخير الإمدادات نتيجة تعطيل حركة الشاحنات والبضائع يرفع من تكاليف النقل، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع في الأسواق المحلية، مما يضع ضغوطا إضافية على الاقتصاد الفلسطيني مباشرة واقتصاديات دول الجوار بالتبعية والآثار.

2- توقف الأنشطة التجارية:

- السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح تؤدي إلى توقف الأنشطة التجارية بين غزة والعالم الخارجي، مما يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة ويزيد من معدلات البطالة والفقر في القطاع.

- البحث الجبري عن طرق بديلة لنقل البضائع يزيد من التكاليف التشغيلية للشركات والمصانع، ويؤثر سلبا على الإنتاجية الاقتصادية، مما يعرقل أي جهود للتنمية الاقتصادية المستدامة.

التأثيرات الاقتصادية على غزة والضفة الغربية:

1- تدمير البنية التحتية:

- المذابح والهجمات العسكرية تؤدي إلى تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور وشبكات الكهرباء والمياه. هذا التدمير يعوق حركة النقل البري ويزيد من تكاليف إعادة الإعمار.

- تدهور البنية التحتية يؤثر بشكل مباشر على قدرة المنطقة على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، مما يعوق التنمية الاقتصادية ويزيد من حدة الأزمات الاقتصادية والإنسانية.

2- زيادة النفقات العسكرية:

تصاعد التوترات العسكرية يؤدي إلى زيادة النفقات الدفاعية على حساب الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، هذا الاختلال في توزيع الموارد يعرقل النمو الاقتصادي ويزيد من معدلات الفقر والبطالة.

الأثر الإقليمي والعالمي على سلاسل الإمداد البري:

1- اضطراب سلاسل الإمداد الإقليمية:

- يعتبر معبر رفح نقطة ربط حيوية بين مصر وغزة، وأي تعطيل له يؤثر على حركة التجارة بين البلدين. هذا الاضطراب يؤثر على سلاسل الإمداد في مصر والدول المجاورة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتأخير تسليم البضائع.

- تزايد التوترات الأمنية في المنطقة يؤدي إلى تراجع الثقة لدى المستثمرين الإقليميين والدوليين، مما يؤثر سلبا على حركة التجارة والاستثمار في الشرق الأوسط.

2- الأثر العالمي:

- تعطيل سلاسل الإمداد البري في فلسطين يؤثر على الأسواق العالمية، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والصناعية التي تعتمد على المواد الخام القادمة من المنطقة، هذا التأثير ينعكس في ارتفاع الأسعار العالمية وزيادة تكاليف الإنتاج.

- تزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر من أهم المناطق الجيوسياسية في العالم، يؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية وزيادة المخاطر الاستثمارية.

في كلمات مدوية:

استعادة دول المعاهدات والاتفاقيات والبروتوكولات لرفح ومعبرها وغزة والضفة والقدس وإعادتها للسيادة الفلسطينية؛ يسبقها فرض عقوبات دولية على المحتل وعقوبات رادعة للاحتلال.

إن إعادة الاستقرار الاقتصادي نهج يرتبط باستعادة سيادة دولة فلسطين على أراضي 1967، ليكون اعتراف 147 دولة من 194 دولة هو اعتراف بالدولة والحق والسيادة، بالتوازي مع عقوبات تجميد أصول المحتل والحظر التجاري والعزل الدبلوماسي لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، وهو ما يوجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتنسيق الجهود العسكرية والدبلوماسية والسياسية لاستعادة الحقوق والسلام والأمن في المنطقة، مع التركيز على إعادة بناء البنية التحتية ودعم الاقتصاد المحلي، ومن خلال تحقيق العدالة والسيادة الفلسطينية، يمكن تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة واستعادة الأمل والسلام في المنطقة.

وفي مقالي المقبل، سأتناول المخاطر الاقتصادية البحرية التي تنشأ نتيجة لاحتلال فلسطين وتأثيرها على حركة الملاحة والتجارة البحرية الإقليمية والعالمية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الاحتلال اقتصادية غزة اقتصاد فلسطين غزة الاحتلال حصار مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المخاطر الاقتصادیة البنیة التحتیة سلاسل الإمداد یؤدی إلى معبر رفح ویزید من

إقرأ أيضاً:

الدفاع المدني بـ غزة: 200 مفقود تحت أنقاض المنازل المدمرة منذ أيام

الجديد برس| أكد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، الرائد محمود بصل، أن أكثر من 200 مفقود لا يزالون تحت أنقاض المنازل التي قصفها جيش الاحتلال خلال الليال الماضية، “ولا نعلم إن كان هؤلاء على قيد الحياة أم لا”. وقال بصل إن أكثر من 100 شخص اُستشهدوا منذ فجر اليوم في قطاع غزة، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مباشرة المنازل المأهولة بالسكان. وأضاف بصل في تصريح للجزيرة، أن مئات العوائل مسحت من السجل المدني بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، مؤكدا أن الاحتلال يسعى للقضاء على مقومات الحياة في شمال قطاع غزة، بالقصف وبإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، ومن الصعب على المواطنين الوصول إلى المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة. كما أكد أن كثيرا من الأسر لا تزال تحت الأنقاض، لأن فرق الإنقاذ عاجزة عن انتشالهم بسبب غياب المعدات والإمكانيات اللازمة، مشيرا إلى أن هناك 10 آلاف شهيد بقوا تحت الأنقاض منذ تجدد الحرب الإسرائيلية على القطاع. وكشف الرائد بصل، أن هناك أكثر من 200 مفقود تحت الأنقاض لا يستطيعون الوصول إليهم، وقال إنهم لا يعلمون إن كان هؤلاء على قيد الحياة أم لا، خاصة وأنهم أخرجوا في السابق مواطنين أحياء، رغم أنهم بقوا 9 أيام تحت الركام. ووصف ما يجري في قطاع غزة بالأمر الكارثي، فالمنظومة الخدماتية منهارة بشكل كامل على مستوى الدفاع المدني وعلى مستوى الصحة في ظل إغلاق كل المنافذ وفي ظل المجاعة وشح الإمكانيات، ولخص الرائد بصل الموقف الكارثي “من لم يمت بالقصف الإسرائيلي يموت من الجوع ومن لم يمت من الجوع يموت من الضغط النفسي” الذي يسببه الاحتلال بحق الأطفال والنساء. وحذر الرائد بصل من أن خروج المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة ومستشفى العودة عن الخدمة فسيعني أن منطقة الشمال لن تكون فيها خدمات طبية وسيحول الجرحى والمصابون إلى مدينة غزة. وقال إن من يقوم بنقل الجرحى والمصابين إلى مستشفيات أخرى معرض للاستهداف. كما أكد أن كثيرا من العوائل لم تجد قوت يومها وتنام دون أن تتذوق الطعام، مذكّرا بأنهم في قطاع غزة نبهوا المنظمات منذ بداية الإغلاق إلى أن كثيرا من الناس سيموتون من الجماعة ومن الانتهاكات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • قطر الخيرية تحيي الأنقاض في قرى سوريا المدمرة
  • عضو كنيست إسرائيلي سابق يصف أطفال غزة بالأعداء ويدعو لاحتلال القطاع
  • «سند» و«الاتحاد للطيران» تعزّزان سلاسل التوريد في قطاع الطيران
  • رئيس مجلس مفوضي سُلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة يؤدي القسم القانوني أمام حسان
  • منظمات الهيكل المتطرفة تبدأ بالحشد لاقتحام المسجد الأقصى يوم الإثنين
  • الدويري: إسرائيل تخطط لاحتلال غزة مع تهجير سكانها
  • الدفاع المدني بـ غزة: 200 مفقود تحت أنقاض المنازل المدمرة منذ أيام
  • نقص المعادن الأرضية النادرة الصينية يهدد سلاسل التوريد العالمية
  • «معلومات الوزراء» يستعرض سلاسل قيمة التمور وأثرها الاقتصادي عربيا وعالميا
  • مختص: 3 طرق للتعامل مع المواقع غير المشمولة بمعايير حراسات أمنية