الثقة في مكان العمل.. البناء والتعزيز والحماية
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
تعد الثقة في مكان العمل عنصرا محوريا للنجاح المهني، وإتقانها ليس مهمة سهلة. وفقًا لتقرير حديث من فوربس، فالثقة أمر ضروري للتقدم في الحياة المهنية والترقيات وزيادات الرواتب.
ومع ذلك، فإن التوازن بين الثقة المفرطة والضعيفة قد يكون تحديا كبيرا. يصف خبراء الثقة في مكان العمل بكونها مثل السير على حبل مشدود، حيث قد يؤدي أي انزلاق طفيف إلى وصف الشخص إما بالعدوانية وإما بالتردد.
يتفق الخبراء على أن الثقة ليست سمة ثابتة، بل هي مهارة ديناميكية يمكن تطويرها مع مرور الوقت. وتوضح المتخصصة في عالم النفس التجاري والمدربة التنفيذية مارتينا دوهرتي أن الثقة هي أكثر من "حالة عاطفية أو ذهنية بدلاً من كونها سمة أو خصلة".
وتشبه دوهرتي الثقة بالعضلة التي تتطلب استخداما مستمرا لتصبح أقوى. وتحذر من أنه "إذا لم تلتزم ببناء ثقتك من خلال الممارسة، فقد تفقدها مرة أخرى".
وتتفق الشريكة المؤسسة لـ"دابر" الاستشارية إيما دونوفان مع هذا الرأي، حيث ترى الثقة كرحلة وليست وجهة نهائية.
وتؤكد على أهمية أن يكون الشخص مهتما بشأن علامته الشخصية، ناصحة بضرورة الاستفادة من كل تفاعل وإنجاز لتعزيز الثقة تدريجيا. وترى دونوفان أن الثقة ليست شيئا تملكه أو تفتقر إليه ببساطة، بل يمكن اكتسابها من خلال الجهد المستمر.
عوامل نظامية تؤثر على الثقةالثقة في مكان العمل تتأثر أيضا بالأنظمة والبيئات الخارجية. إذ تبرز سابينا ليو، من فريق تداول الأسهم في "إل إس إي جي"، تأثير الأعراف الثقافية وأساليب التواصل على ثقة الفرد. بعدما أدارت عملاء من ثقافات مختلفة، تؤكد ليو على أهمية تقييم التحديات وتقدير القوة الذاتية في مواجهة تلك الأنظمة المختلفة. وتعتقد ليو أن التغلب على هذه التحديات يساعد الأفراد في تحمل مسؤولية أفعالهم وبناء ثقتهم بمرور الوقت.
أما رئيسة قسم التنوع والشمول في بنك "بي إن بي باريبا" بالمملكة المتحدة إيما أوكانسي فتضيف أن كونك من أقلية في مكان العمل يمكن أن يجعلك تواجه تحديات فريدة للحفاظ على الثقة.
وتؤكد أوكانسي على أهمية التحالف وخلق بيئات آمنة نفسيا حيث يشعر الجميع بالتشجيع على مشاركة أفكارهم وآرائهم. وتدعو أوكانسي القادة إلى تعزيز بيئات تدعم تنوع الأفكار، مما يعزز الثقة بين أعضاء الفريق.
التحالفات والقيادةتلعب التحالفات دورا مهما في بناء الثقة في مكان العمل. حيث تشارك خبيرة التكنولوجيا المالية جينيفيف دوزييه تجربتها الشخصية في اكتساب الثقة من خلال الدفاع عن الآخرين في مكان العمل.
وتوضح دوزييه "الأمر كان أولا الدفاع عن نفسي وعن ما هو صحيح، ثم الدفاع عن الآخرين". تعتقد دوزييه أن تعزيز معايير الأمان النفسي العالية يجعل الناس أكثر ارتياحا في التعبير عن أنفسهم والمساهمة في مكان العمل.
وعلى المديرين أيضا أن يتحملوا مسؤولية دعم ثقة موظفيهم، إذ يشير كالوم أكهورست ريان، مهندس الجودة في "آرت لوجيك"، إلى أن المديرين يجب أن يتجنبوا عقلية "لقد نجحت بنفسي، لماذا لا تفعل أنت؟".
بدلا من ذلك، يجب عليهم الاعتراف بالتحديات التي تواجهها الأقليات والعمل بنشاط لدعمهم. من خلال القيام بذلك، يمكن للمديرين المساعدة في خلق ثقافة شاملة وثقة عبر فرقهم.
بناء ثقافة الثقةفي النهاية، تتحمل الشركات مسؤولية خلق بيئات ترعى وتمكن موظفيها. الثقة أمر حيوي للنجاح المهني، ومن واجب كل من الأفراد والمؤسسات العمل على تطويرها.
وكما هو مذكور في تقرير فوربس، يمكن تطوير الثقة من خلال الممارسة المستمرة، والتوجيه القوي، وثقافات العمل الداعمة التي تحتفل بالتنوع وتشجع التواصل المفتوح.
من خلال فهم أهمية الثقة والعمل بنشاط على بنائها، يمكن لكل من الموظفين وأصحاب العمل إنشاء بيئة عمل أكثر إنتاجية وشمولية ونجاحا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ريادة من خلال
إقرأ أيضاً:
سوريا.. أحمد الشرع يشعل تفاعلا برد على عدم الثقة به لأنه قائد سابق لجماعة متطرفة خلال مؤتمر مع ماكرون بفرنسا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس السوري، أحمد الشرع، والأسلوب الذي رد فيه على سؤال خلال مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته باريس.
وورد سؤال للشرع حول أن "فرنسيين اليوم لا يثقون بكم باعتباركم قائدا جماعة متطرفة سابق" وعلاقة ذلك بهجمات إرهابية شهدتها فرنسا، ليرد الشرع في مقطع الفيديو المتداول قائلا: "نحن نتضامن مع كل ضحية سقطت من خلال العبث الإرهابي وسوريا أكثر من تعرضت للإرهاب فسوريا، فسوريا تعرضت للقصف بالبراميل الكيماوية والشعب السوري استنشق الكثير من الأسلحة الكيماوية للأسف، وغرق الكثير منهم في البحر عند رحلة الوصول إلى أوروبا هربا من الإرهاب الذي كان يمارس عليهم من قبل النظام المجرم.."
وتابع الشرع قائلا: "بالنسبة لنا نحن ليست لنا أي علاقة وأي يد في أي عمل إجرامي حصل في أوروبا أو في أي مكان آخر خارج سوريا، هدفنا كان واضح ومركز على النظام المجرم وكنا نواجهه بكل شرف وبكل أمانة بل كنا نتحرى أن يمس أي مدني أثناء قتال النظام، وفي معركة التحرير التي قمنا بها وتحررت بها أغلب سوريا، غلبنا حالة العفو والمسامحة والصفح على الناس وأصبح الشعب السوري كله آمن، لم نستهدف القرى ولم نستهدف البلدات على عكس ما كان يفعله النظام المجرم.."
وأردف: "إذا كنت تتحدث عن أشخاص قاموا بأعمال إجرامية داخل أوروبا فالحديث هذا ليس معنا على الإطلاق، بل نحن مارسنا أفعالنا القتالية بكل شرف وأمانة وأدينا الأمانة على أكمل وجه حتى تتحرر سوريا وأنقذنا المنطقة بأسرها من إرهاب محتم كان يجثم على صدور السوريين وعلى صدور المنطقة وأثر، وأثر الإرهاب الذي كان يمارسه النظام في سوريا كان يصل إلى أوروبا حتما ومن ضمنها الذي أصاب فرنسا في السابق".