ضغوط متزايدة على الشركات الفرنسية المرتبطة باقتصاد إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
تشهد الشركات الفرنسية، التي ترتبط بالاقتصاد الإسرائيلي، ضغوطا متزايدة وسط الحملات المستمرة لحركة المقاطعة "بي دي إس" (BDS) وحركات التضامن مع فلسطين.
وفي الأسابيع الأخيرة، اتخذت بعض الشركات الفرنسية خطوات بعيدة عن الأنظار للانسحاب من العلاقات التجارية مع إسرائيل، لا سيما تلك المرتبطة بالاستيطان الإسرائيلي والجرائم المرتكبة في غزة.
وفقا لتقرير نشره موقع ميديا بارت، فإن شركة التأمين الفرنسية الكبرى "أكسا" قامت مؤخرا بـ"الانسحاب الكامل والسريع" من 3 بنوك إسرائيلية، هي: بنك هبوعليم، وبنك لئومي، وبنك ديسكونت الإسرائيلي.
وهذه البنوك مُدرجة ضمن قائمة الأمم المتحدة للشركات المتورطة في دعم الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقبل هذا الانسحاب كانت أكسا تمتلك 2.5 مليون سهم في هذه البنوك، بقيمة 20.4 مليون دولار حتى 30 سبتمبر/كانون الأول 2023.
وعد موقع ميديا بارت هذا الانسحاب بمثابة انتصار كبير لحركة المقاطعة، وقالت فيونا بن شكرون، منسقة الحركة في أوروبا، "البنوك الإسرائيلية تمثل العمود الفقري للاستعمار الإسرائيلي، فهي لا تمول فقط البناء في المستوطنات، بل تشارك في تخطيطها وتنفيذها".
ومع ذلك، تبقى الحركة حذرة، حيث تواصل التحقيق في إمكانية استمرار تورط "أكسا" في شركات أخرى مرتبطة بدولة الاحتلال.
كارفور.. انسحاب خجولوتواجه شركة كارفور الفرنسية انتقادات لصلاتها بالاقتصاد الاستيطاني، ففي عام 2022 وقّعت الشركة عقد امتياز مع "إلكترا كونسيومر برودكت"، وهي شركة إسرائيلية متورطة في بناء وصيانة المستوطنات، وفق الموقع ذاته.
مع تزايد الضغوط الدولية، تواجه إسرائيل اضطرابات اقتصادية كبيرة. ففي الأشهر الأخيرة، تخلى 60% من المستثمرين الأجانب عن إسرائيل، وتعرض تصنيفها الائتماني للخفض أكثر من مرة
ورغم أن "كارفور" قامت قبل الصيف بسحب منتجاتها من بعض المتاجر الواقعة في المستوطنات، فإنها ما زالت تتجنب التعليق، حسب تقرير منصة ميديا بارت.
وقال بيير موتان، مسؤول الحملة في المنصة الفرنسية للمنظمات غير الحكومية لميديا بارت، "انسحاب كارفور من بعض المتاجر في المستوطنات هو مجرد خطوة تجميلية"، مؤكدا أن الاتفاقيات التجارية ما زالت قائمة، وأن الشركة تستمر في التورط رغم محاولاتها إخفاء ذلك.
"بي إن بي باريبا" في مرمى الانتقاداتوفي حين أن بعض الشركات مثل أكسا وكارفور تحاول الابتعاد عن الأنظار، يواجه "بي إن بي باريبا"، أحد أكبر البنوك الفرنسية، انتقادات حادة لدوره في تمويل إسرائيل خلال حربها المستمرة ضد الفلسطينيين، بحسب ما يذكر ميديا بارت.
ووفقا لتقرير نُشر في "لا هيومينيت"، فإن البنك الفرنسي ضمن تمويل ملياري دولار من السندات السيادية الإسرائيلية، وهو ما يمثل ربع المبلغ الإجمالي الذي أصدرته إسرائيل.
وأثارت هذه الخطوة غضب العديد من منظمات حقوق الإنسان والنشطاء، الذين يرون أن البنك يساهم في استمرار الحرب على غزة.
وفي رسالة مفتوحة إلى مدير البنك، طالبت 6 منظمات فرنسية بوقف هذا التمويل، محذرة من أنه يساهم في حرب تنطوي على "مخاطر إبادة جماعية وفقا لمحكمة العدل الدولية".
تداعيات اقتصادية على إسرائيلومع تزايد الضغوط الدولية، تواجه إسرائيل اضطرابات اقتصادية كبيرة، ففي الأشهر الأخيرة، تخلى 60% من المستثمرين الأجانب عن إسرائيل، وتعرض تصنيفها الائتماني للخفض أكثر من مرة.
ورغم أن الحكومة الإسرائيلية نادرا ما تُعلن عن تأثيرات حملات المقاطعة، فإن النشاط المتزايد للحركة والضغط على المؤسسات المالية الدولية بدأ يترك بصماته على الاقتصاد الإسرائيلي.
وتختتم فيونا بن شكرون تصريحاتها بالقول "قد يكون من الصعب قياس التأثير الفعلي لهذه الحملات، لكن من المؤكد أن استمرار العلاقات بين المؤسسات المالية والنظام الإسرائيلي يُساهم في بقاء هذا النظام القمعي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات میدیا بارت
إقرأ أيضاً:
قناة عبرية: محادثات شرم الشيخ تركز على عمق الانسحاب الإسرائيلي من غزة
تتواصل في مدينة شرم الشيخ، جولات المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" ووفد الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين، في إطار المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العدوان المستمر منذ عامين.
وأكدت القناة السابعة العبرية ، أن المحادثات الجارية تركز بشكل أساسي على "عمق الانسحاب الإسرائيلي من غزة"، في إشارة إلى إمكانية انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من كافة مناطق القطاع.
وفي تطور لافت، أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" مساء اليوم عن وصول وفد رسمي من الحركة إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات، وذلك بالتزامن مع انضمام ممثلين عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إلى فريق التفاوض.
وأكد مصدر قيادي في "الجهاد الإسلامي"، أن انضمام الفصائل الفلسطينية إلى المفاوضات جاء بترتيب مشترك مع حركة "حماس"، مشدداً على أن "الوفد الموحد معني بالوصول إلى اتفاق ينهي معاناة شعبنا ويوقف الإبادة الجماعية"، على حد وصفه.
وأضاف المصدر ، أن الفصائل الفلسطينية ستكون "أمينة على أولويات شعبنا"، مشيراً إلى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن الانسحاب الكامل من غزة، ووقف العدوان، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
من جانبه، صرّح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، طاهر النونو، بأن وفد الحركة قدّم "إيجابية ومسؤولية" ساهمت في إحراز تقدم في المفاوضات، مضيفاً أن الأجواء بين الوفود تسودها "روح بناءة وتفاؤل حذر".
وأوضح النونو، أن جلسات اليوم تناولت بشكل أساسي آليات تنفيذ وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وتبادل الأسرى، كاشفاً عن تبادل كشوفات بأسماء الأسرى بين الطرفين، في خطوة رآها مراقبون مؤشراً على تقارب فعلي في وجهات النظر.
وفي سياق متصل، رحبت مصادر عربية بالدور المحوري الذي تلعبه مصر وقطر في تيسير المفاوضات، وأشادت بالجهود المتواصلة التي تهدف إلى التوصل لاتفاق يضع حداً لمعاناة المدنيين ويفتح الباب أمام إعادة إعمار غزة وعودة النازحين.
وتستمر المحادثات في شرم الشيخ وسط ترقّب محلي وإقليمي ودولي، في ظل مؤشرات أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويعيد الاستقرار إلى قطاع غزة.