“الوهم القاتل- هل يمكن استعادة جيش مختطف لصالح الوطن؟”
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تحليل الذهنية الحالية لبعض المثقفين التقدميين الذين يدعمون الجيش على الرغم من ارتباطه بالحركة الإسلامية يعتمد على فهمي لمجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية التي تؤثر على مواقفهم. هناك تباينات عميقة في مواقف هؤلاء المثقفين، وتوجهاتهم الفكرية تُظهر تناقضات في رؤيتهم لدور الجيش في الأزمات السياسية. سأبدأ بتفكيك النقاط المحورية في هذه الذهنية.
الخوف على الدولة الوطنية ووحدتها
أرى أن المثقفين الذين يدعمون الجيش يرون أن الدولة الوطنية، بمؤسساتها ووحدتها، تواجه خطر التفكك والانهيار نتيجة الصراعات المسلحة والمليشيات المتعددة التي تتنافس على السلطة والنفوذ. وبالتالي، ينظرون إلى الجيش كمؤسسة مركزية ضرورية لحماية الدولة الوطنية من الانهيار. من وجهة نظري، دعم الجيش حتى مع اختطافه من قبل الحركة الإسلامية يمثل خطوة استراتيجية للحفاظ على الحد الأدنى من النظام والاستقرار الوطني.
الوهم بأن الجيش قد يعود إلى صف الوطن
الحجة التي يطرحها هؤلاء المثقفون هي أن دعم الجيش يمكن أن يكون وسيلة لإعادته إلى الصف الوطني وتفكيك ارتباطه بالحركة الإسلامية. وهنا أبرزت نقطة حساسة عندما وصفت هذه الفكرة بـ"تسويق للوهم". يعود السبب في هذا التوصيف إلى اعتقادي بأن الجيش لم يُظهر أي علامات جادة للانفصال عن الحركة الإسلامية خلال مراحل هامة، مثل ثورة ديسمبر، بل ظل مرتبطًا بمصالح نخبة معينة تعزز سلطتها.
فشل الحركة الجماهيرية في استعادة الجيش الوطني خلال لحظات الثورة الأكثر تقدمًا يشير إلى أن هذا الجيش أصبح جزءًا من المنظومة التي يقاومها الشعب. من هذا المنطلق، أرى أن دعم الجيش في مواجهة المليشيات لن يقود إلى عودة الجيش إلى صف الوطن، بل ربما يعزز من سيطرة الحركة الإسلامية على الجيش.
مفارقة دعم جيش أشعل حرباً لحماية تمكينه
السؤال الذي طرحته بخصوص دعم جيش مختطف أشعل حربًا لحماية سيطرة الحركة الإسلامية يُعتبر نقطة جوهرية. الحرب التي أشعلها الجيش تمثل جزءًا من الصراع الداخلي على السلطة والسيطرة. دعم هذا الجيش يعني، من وجهة نظري، الانخراط في نفس المنظومة التي تسعى إلى تدمير الحركة الجماهيرية وتقويض مطالبها.
هذا يفتح المجال للنقاش حول مدى قدرة المثقفين التقدميين على إدراك هذه المفارقة؛ إذ إنهم، من خلال دعمهم للجيش، قد يسهمون بشكل غير مباشر في تعزيز التمكين الإسلامي واستمرار الحرب الأهلية التي تستهلك الدولة والشعب.
انحسار الحركة الجماهيرية وتفتتها
أسلط الضوء هنا على تراجع دور الحركة الجماهيرية وتفككها، مما يجعل من الصعب على هذه الحركة استعادة الجيش لصالح المشروع الوطني. من دون حركة جماهيرية قوية وموحدة، أي محاولة للتأثير على الجيش أو إعادته إلى دوره الوطني تصبح غير واقعية. فكيف يمكن لجيش انخرط بعمق في الصراع المسلح لحماية نظام إسلامي أن يتحول فجأة إلى أداة لبناء الدولة الوطنية؟ هذه المفارقة تكشف عن فجوة بين تطلعات المثقفين وحقيقة الوقائع الميدانية.
الإدراك المتأخر
يبدو أن دعم الجيش ينبع من شعور بالعجز عن خلق بدائل ملموسة للنظام العسكري الذي ترسخ في السلطة منذ عقود. وأعتقد أن بعض المثقفين يرون أن الجيش، رغم كل عيوبه وارتباطاته بالحركة الإسلامية، هو المؤسسة الوحيدة القادرة على ضبط الأمور في ظل انهيار الأمن. لكن هذه الفكرة تصطدم بإدراك متأخر بأن الجيش ليس وسيطًا محايدًا بل طرفًا أساسيًا في الأزمة.
غياب الأطروحة الفكرية والسياسية
هنا أضيف أنني أرى أن دعم الجيش في ظل هذه الظروف ليس مستندًا إلى أي أطروحة فكرية أو سياسية راسخة يمكن أن تدعم هذا الخط من التفكير. ما يتم تقديمه في هذا السياق غالبًا ما يقتصر على الحديث العاطفي المرسل، الذي يفتقر إلى أسانيد منطقية أو تحليلات سياسية عميقة. هذه الأفكار لا تستند إلى رؤية إستراتيجية تتجاوز البعد الإنساني السطحي، مما يضعف من جدواها كأداة لتحقيق التغيير.
الذهنية التي تدفع بعض المثقفين التقدميين لدعم الجيش، على الرغم من إدراكهم لاختطافه من قبل الحركة الإسلامية، تعتمد على رؤية مثالية مضللة حول إمكانية استعادة الجيش لصالح الوطن. وصفت هذه الرؤية بأنها "تسويق للوهم"، معتبرًا أن التاريخ والتجارب السابقة، مثل ثورة ديسمبر، أظهرت أن الجيش قد انحاز بشكل واضح لمشروع إسلامي سلطوي، وبالتالي فإن أي محاولة لإعادته إلى "الصف الوطني" في ظل هذه الظروف قد تكون غير واقعية ومحفوفة بالمخاطر.
المفارقة الكبرى في هذه الذهنية هي أنها قد تؤدي في النهاية إلى تعزيز النظام الذي يسعى هؤلاء المثقفون إلى تغييره، مما يضعهم في موقف متناقض بين الطموحات الوطنية والواقع السياسي المتعقد.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة الدولة الوطنیة أن الجیش
إقرأ أيضاً:
ماكدونالدز السعودية تعزز التزامها الوطني بإطلاق منصة “منكم وفيكم”
في مقابلة خاصة على قناة MBC، تحدث سمو الأمير ماجد بن فهد بن فرحان آل سعود، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة الرياض العالمية للأغذية (ماكدونالدز السعودية)، عن قصة نجاح ماكدونالدز في المملكة العربية السعودية، وعن إطلاق منصة “منكم وفيكم” كهوية جديدة للمسؤولية المجتمعية، تمثل امتدادًا لمسيرة الشركة في خدمة المجتمع السعودي على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
وقال سموه:
“تعكس منصة منكم وفيكم التزام ماكدونالدز السعودية العميق تجاه وطننا، وهي تقوم على ثلاث ركائز مترابطة تمثل أولوياتنا الوطنية: وهي
أبناؤنا– فدورنا لا يقتصر على التوظيف، بل يمتد إلى التأهيل والتمكين وإعداد قادة من أبناء وبنات الوطن وصناعة قصص نجاح نفخر بها.
أهلنا– حيث نرد الجميل للمجتمع الذي ننتمي إليه ونتشارك معه المسؤولية.
موردونا السعوديون– إذ ندعم المحتوى المحلي ونرسخ شراكاتنا مع الموردين السعوديين لتعزيز الاقتصاد الوطني.”
إدارة وطنية تنبض بالانتماء
وأضاف سموه:
“منذ حصولنا على رخصة ماكدونالدز عام 1992، ونحن شركة سعودية 100٪ مملوكة ومدارة من أبناء هذا الوطن. ونفخر بأن ماكدونالدز السعودية تُدار وتُملك بالكامل من قبل شركتين وطنيتين هما شركة الرياض العالمية للأغذية، المالكة لحق امتياز مطاعم ماكدونالدز في المناطق الوسطى والشرقية والشمالية برئاسة الرئيس التنفيذي والمالك سمو الأمير مشعل بن خالد آل سعود، وشركة علي رضا للخدمات الغذائية المحدودة صاحبة حق الامتياز في المناطق الغربية والجنوبية، برئاسة المهندس عبد الرحمن علي رضا.
هذا الانتماء الوطني جعلنا أقرب إلى المجتمع وأكثر التزامًا بخدمته، وهو أحد أهم أسباب نجاحنا واستمراريتنا.”
تمكين وطني بأرقام طموحة
وأشار سموه إلى أن الشركة تضم اليوم أكثر من 4,200 موظف سعودي من بينهم 600 مدير، وتسعى للوصول إلى 6,000 موظف و1,000 مدير سعودي بحلول عام 2030.
كما وفرت الشركة منذ تأسيسها نحو 30 ألف فرصة وظيفية، وأكثر من 200 ألف فرصة تدريبية لأبناء الوطن، مع التزام بتوفير 20 ألف فرصة وظيفية جديدة و80 ألف فرصة تدريبية إضافية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وفيما يتعلق بدعم المحتوى المحلي، أوضح سموه أن الشركة تعمل بالشراكة مع الموردين المحليين على تمكينهم وتطوير قدراتهم ليصبحوا موردين بمعايير عالمية، حيث بلغت نسبة المنتجات الموردة محليًا نحو 55٪، مع خطة طموحة للوصول إلى 100٪ في المرحلة المقبلة.
كما أعرب سموه عن فخر الشركة بوجود ما يقارب 200 موظف من ذوي الهمم ومتلازمة داون ضمن عائلة ماكدونالدز السعودية، مؤكداً التزامها بمواصلة دعم هذه الفئة بفرص متزايدة مستقبلًا تصل إلى 150 فرصة وظيفية جديدة، في خطوة تعكس شمولية بيئة العمل وحرص الشركة على تمكين جميع فئات المجتمع.
واجب تجاه الوطن
اقرأ أيضاًالمجتمعأمين الرياض يصدر قرارات إدارية بتكليف قيادات القطاعات ومديري عموم مكاتب “مدينتي”
وعن دوافع إطلاق المنصة، قال سمو الأمير ماجد بن فهد بن فرحان آل سعود:
“القطاع الخاص في المملكة يحمل مسؤولية كبيرة تجاه الوطن والمجتمع، ونحن في ماكدونالدز السعودية نؤمن أن دورنا لا يقتصر على المنافسة في السوق وتقديم المنتجات، بل يتجاوز ذلك إلى تمكين أبناء وبنات الوطن ودعم مجتمعاتنا المحلية. فالمسؤولية المجتمعية بالنسبة لنا ليست خيارًا، بل واجب وركيزة أساسية لضمان نمو مستدام يتواكب مع تطور المملكة وتطلعاتها.”
وأضاف سموه أن النمو المستدام لا يتحقق إلا من خلال الموازنة بين الجانب الربحي والمسؤولية الاجتماعية، معتبرًا أن إغفال هذا الجانب ينعكس سلبًا على أي شركة في المستقبل.
التزام برؤية المملكة 2030
واختتم سموه حديثه قائلًا:
“المملكة تشهد اليوم مرحلة غير مسبوقة من النمو والتطور في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله، ونحن في ماكدونالدز السعودية نعتبر أنفسنا جزءًا من هذا المسار، وملتزمون بأن نكون شركاء فاعلين فيه. لأن عزّنا بطبعنا، وهذا الطبع الأصيل هو ما يدفعنا لرد الجميل للوطن والمضي قدمًا في خدمة مجتمعاتنا حتى عام 2030 وما بعدها.”
رابط المقابلة كاملة:
https://youtu.be/ZWaZ7jeSKAA?si=Wak1uXJuIxyx2XV2