قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تركز على مسألة عدم انطلاق صفارات الإنذار في حديثها عن المسيّرة التي أُطلقت من العراق واستهدفت الجولان السوري المحتل.

وأوضح الدويري للجزيرة أن إسرائيل مقتنعة أن لديها "منظومة رادار محكمة يجب أن تعطي إنذارا"، لكنه شدد على أن "الأمن المطلق غير موجود".

واعتبر السبب وراء عدم انطلاق صفارات الإنذار فنيا ومرتبطا بموجات كهرومغناطيسية يرسلها الرادار للاصطدام بالأجسام الموجودة في الجو.

واستحضر مسيّرة يافا التي أطلقها الحوثيون ووصلت إلى وسط تل أبيب، قبل أن يتساءل قائلا "ألم تتم مهاجمة الكرملين بمسيّرة، وقبلها برج التجارة العالمي والجناح الرابع من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)؟".

وقال إن الثغرات في حالات كهذه مرتبطة أحيانا بعمليات الإغراق، إذ يتم إرسال أسراب كبيرة من المسيّرات "تفوق قدرة المتابعين ولا يستطيعون وقتها اتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب".

وأضاف أن المسيّرات التي تحلق على ارتفاعات وسرعة منخفضة "قد تسفر أيضا عن ثغرات أمنية في المنظومة الدفاعية"، مؤكدا أن "الثغرات قد تصل إلى 80% بإحدى الدول و30% في دول أخرى".

واستدل الخبير العسكري بالهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، إذ سقطت صواريخ على قاعدة إسرائيلية بالنقب، لكن إسرائيل قالت إنها أصابت أقسام الصيانة فقط.

ويعتقد أن ضربة المسيّرة كانت موفقة "في حال كان من يتحكم بها قد نجح في توجيهها إلى الهدف النهائي بعد تحليقها بمسار معين ولم يتم اكتشافها".

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة مقتل جنديين وإصابة 25 -حالة اثنين منهم خطيرة- إثر هجوم من مسيّرة أطلقت من العراق باتجاه شمال الجولان المحتل.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "الدفاعات الجوية فشلت برصد المسيّرة العراقية ولم تفعّل الإنذارات"، وإن "عمليات مجموعات شيعية عراقية نجحت للمرة الأولى منذ بداية الحرب بإيقاع قتلى وجرحى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

هجوم المسيّرات على موسكو.. رسائل في العمق وانتظار الرد الروسي!

في تطور نوعي غير مسبوق منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تعرضت العاصمة الروسية موسكو، فجر الأحد الموافق 1 يونيو 2025، لهجوم جوي واسع بالطائرات المسيّرة الأوكرانية، اعتبره المراقبون الأكبر من نوعه حتى الآن. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط 337 طائرة مسيّرة، منها 91 فوق موسكو، والبقية فوق ثماني مناطق أخرى، أبرزها كورسك وفورونيج وبيلغورود.

هذا الهجوم، الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وأدى إلى إصابة أكثر من عشرين آخرين وتضرر عدد من البنايات، يحمل دلالات تتجاوز المعركة الميدانية التقليدية، ليشكل منعطفًا حرجًا في مسار الصراع، ويضع موسكو أمام تحدٍّ جديد في عمقها الاستراتيجي.

نقل المعركة إلى قلب روسيا

رسائل أوكرانيا في هذا التصعيد واضحة: لم يعد هناك "ملاذ آمن" داخل روسيا، بما في ذلك العاصمة. فبعد أشهر من القصف الروسي على خاركيف

وزابوريجيا ومدن أخرى، جاءت هذه الضربة لتقول إن يد كييف باتت قادرة على الوصول إلى العمق الروسي، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا نفسيًا وسياسيًا.

الكرملين، الذي ظل يفاخر طوال السنوات الماضية بأن دفاعاته الجوية قادرة على صدّ التهديدات، تلقى رسالة محرجة أمام الرأي العام المحلي والدولي.

ومهما تكن نتائج الاعتراضات الصاروخية، فإن مجرد تحليق هذا العدد الكبير من المسيّرات فوق موسكو يُعدّ فشلًا استراتيجيًا وخرقًا لهيبة السلطة.

دلالات التوقيت والسياق الإقليمي

الهجوم لم يأتِ في فراغ، بل إنه يتقاطع مع عدة تحولات:

- تعثر المحادثات غير المباشرة بين روسيا والغرب بشأن هدنة أو تسوية، خاصة مع تصاعد الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.

- تصعيد روسي متواصل ضد منشآت الطاقة والبنية التحتية في شرق أوكرانيا، وخصوصًا خاركيف.

- اقتراب قمم سياسية دولية حاسمة قد تناقش مستقبل الحرب، حيث تسعى كييف لتذكير الحلفاء بأن المبادرة لا تزال بيدها.

- كما يتزامن الهجوم مع زيارة وفد من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى موسكو، في لحظة دبلوماسية حرجة، وكأن كييف أرادت تذكير الجميع بأن لغة الحرب لم تنتهِ بعد.

خيارات الرد الروسي: بين التصعيد والاحتواء

ردّ موسكو بات متوقعًا، لكنه محفوف بالتكلفة، فأمام بوتين عدة خيارات:

1. تصعيد عسكري شامل ضد كييف أو لفيف أو مدن حدودية، عبر استهداف واسع للبنية التحتية المدنية، في محاولة لاستعادة الردع.

2. فتح جبهات جديدة في المناطق الرمادية كمولدوفا (ترانسنيستريا) أو تعزيز الحضور العسكري في بيلاروسيا.

3. تصعيد سيبراني أو استخباراتي ضد أوكرانيا وداعميها في الغرب.

4. استخدام الحدث كورقة ضغط دبلوماسية، للتأكيد على تورط الناتو في الحرب، واستدعاء الدعم الشعبي داخليًا.

غير أن الكرملين يدرك أن أي رد غير محسوب قد يُغرق روسيا في مستنقع استنزاف طويل، خصوصًا مع اتساع الفجوة الاقتصادية وتململ قطاعات من النخبة الروسية.

انعكاسات جيوسياسية

الغرب سيجد في الهجوم ذريعة لتقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتطورة لأوكرانيا، مع تعزيز استراتيجية "الردع دون التدخل المباشر".

الصين والهند ستواصلان دعوات التهدئة، مع مراقبة دقيقة لاحتمال انزلاق الحرب نحو الإقليم الأوسع.

دول الجوار كبولندا ورومانيا ودول البلطيق بدأت فعليًا رفع درجات التأهب، تحسبًا لأي ردود فعل روسية غير متوقعة.

نهاية مفتوحة على الاحتمالات

يبقى أن الهجوم يمثل تحولًا لافتًا في ديناميكية الحرب: من حرب مواقع إلى حرب عمق، ومن اشتباك تقليدي إلى معركة إرادات سياسية واستراتيجية. لم تعد موسكو عصية، ولم تعد كييف فقط في موقع الدفاع.

هل يختار بوتين التصعيد الشامل، أم يعود إلى طاولة التفاوض وفق قواعد جديدة؟

هل تنجح أوكرانيا في فرض معادلة "الداخل بالداخل"، أم يدفعها الغرب نحو ضبط النفس؟

أسئلة مفتوحة على صيف ساخن، ومشهد دولي لا يزال يُكتب بالنار والمسيّرات!

روسيا: مصرع وإصابة 36 شخصًا في انهيار جسر وخروج قطار عن مساره

مبعوث روسيا بالأمم المتحدة: مستعدون للقتال طالما اقتضت الضرورة

روسيا والصين تستعدان لتنفيذ أكثر من 80 مشروعا بقيمة 200 مليار دولار

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تعلن إسقاط عشرات المسيّرات
  • هجوم المسيّرات على موسكو.. رسائل في العمق وانتظار الرد الروسي!
  • فوز أهلي حلب على الجيش في الجولة الأولى للدور ربع النهائي من دوري كرة السلة للرجال، وذلك في المباراة التي جمعتهما اليوم في صالة الفيحاء بدمشق
  • تركيا تسجل سابقة عالمية في الطيران المسيّر من السفن
  • شهيد ومصاب جرّاء غارتين من طيران الاحتلال المسيّر جنوبي لبنان
  • نصائح مهمة للطلاب خلال الامتحانات وروشتة لتخفيف الضغط النفسي
  • الرائحة كشفت وفاته .. العثور على جثمان شخص داخل شقته في المنوفية
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • تناوله بانتظام.. فوائد البصل الأحمر لتقوية المناعة وتعزيز دفاعات الجسم
  • الإقلاع عن التدخين .. بالأسماء البديل الطبي المناسب لـ النيكوتين