حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، على سؤال يقل صاحبه: "ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ حيث توجد بعض الألعاب المنتشرة على شبكة الإنترنت تكون بين مجموعة من اللاعبين، يأخذ كل متسابق في بداية اللعبة عددًا من العملات الخاصة باللعبة (coins)، فإذا خسر قَلَّ عدد هذه العملات، وإذا تقدم في اللعبة زاد عددها، كما أنَّ اللاعب عند وصوله إلى مستوى معين يكون قد جمع الكثير من هذه العملات ولا يكون في حاجة إليها، فيبيعها لغيره بأموال حقيقية، عن طريق تحويلها إلى حساب الشخص الآخر في اللعبة، أو يبيع حساب اللعبة (account) بالكامل، بأن يعطي اسم الحساب والرقم السري للمشتري؛ فما حكم ذلك شرعًا؟".
وقالت دار الإفتاء، إنه يجوز شرعًا بيع وشراء المراكز أو عملة اللعبة (الكوينز-coins) التي يحرزها اللاعب المشترك في الألعاب الإلكترونية لغيره في مقابل شيءٍ من المال، كما يجوز بيع وشراء حساب اللعبة (الأكونت-account)، إلا أنَّ لذلك ضوابط يجب مراعاتها؛ ومنها:
ضوابط البيع والشراء- ألَّا يكون اللعب هو دأب اللاعب بحيث يصير ذلك إدمانًا يَعُود على صاحبه بالضرر الصحي والنفسي والإرهاق الذهني، ويشغله عن أعماله وواجباته وإنجازاته النافعة له؛ كالعمل أو الدراسة أو نحو ذلك.
- ألا تتضمن هذه الألعاب على محاذير شرعية؛ كالميسر أو القمار، أو تصوير العورات، وألَّا تشتمل على طقوس تعبدية تخالف ثوابت عقيدة المسلمين، وألَّا يشتمل اللعب على عُنفٍ، وألَّا يكون مؤديًا إلى النزاع والخصومة والبغضاء بين اللاعبين، وألَّا تكون اللعبة من ألعاب التجسس الممنوعة محليًّا أو دوليًّا، وألَّا يُؤدي اللعب إلى تضييع حقوق الله على المكلَّف من عبادات وصلوات ونحوها، وتضييع حقوق العباد عليه،وفي مقدمتهم الأهل ممَّن يعولهم ويقوم على رعايتهم.
وتنصح به دار الإفتاء المصرية الآباء أن يقوموا بمراقبة أولادهم وتوجيههم وإرشادهم إلى الألعاب التي فيها منفعة لهم، ويختاروا لهم منها ما يناسب طبيعتهم ويفيد في بنائهم وتربيتهم الأخلاقية والنفسية، ويساعدهم في تنمية الملكات وتوسعة قدراتهم الذهنية، ويكون ذلك في بعض الأوقات لا في جميعها؛ حتى لا ينشغلوا بها عن أداء واجباتهم الشرعية والحياتية، أو تؤثِّر في صحتهم العقلية وإدراكاتهم الذهنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شراء العملات الألعاب الإلكترونية دار الافتاء الإفتاء شبكة الانترنت بیع وشراء
إقرأ أيضاً:
ميكيافيلية كرة القدم براءة التشجيع ودهاليز التوظيف
بقلم : حسين الذكر ..
برعاية معالي وزير الشباب والرياضة د احمد المبرقع تم بعون الله الاحتفاء بتوقيع كتابي الجديد ( ميكيافليلة كرة القدم .. ملفات في دهاليز الحرب الناعمة ) .. بحضور نخبوي مميز من قيادات وعاملين في الوسط الرياضي والاكاديمي والاعلامي .. ممن أثرت مداخلاتهم المعنى العام المقصود في الميكافيلية التي ذهبنا اليها في العنوان .. حيث اثارت بعض التسائلات المقصودة هنا ..
فمن وجهة نظر واضحة : ان لا علاقة بين كرة القدم تلك اللعبة المحببة لملايين المتيمين فيها عبر بقاع المعمورة ولا تقتصر على الفقراء كما كانت تشير تسميتها باللعبة الشعبية .. اذ اصبحت محط اهتمام الدول والحكومات والشركات لما تحمله من شغف منافسة معزز بعطاء ابداعي تجود به اقدام اللاعبين منذ دخولهم حيز التنفيذ الفعلي حتى اعتزالهم الميدان .
بعض الحضور الكرام تسائل عن مدى تطابق العنوان بما تحمله الميكيافلية من قبح في التعاطي الذي يمثل نهج مادي بحت لتحقيق الغاية بمعزل عن الوسيلة وبين تلك اللعبة الجماهيرية التي اساسها المنافسة والمتعة والابداع .
ان التسائل هنا مشروع .. مما اضطرنا الى تحري الاجابة باسهل الطرق سواء بالاحتفالية او ما كتبناه لاحقا بتغريدات واعمدة وتصريحات اعلامية : اذ اكدنا على ان المقصود لا ينحصر في الميدان الكروي ولا نقصد به الادوات المعطاء التي تشكل لوحة فنية على المستطيل الاخضر بشكل آخذ جذاب من خلال مهاراتها وديمومة جمال عطاؤها تلك الكتل البشرية المشجعة المحركة للمشاعر الباذلة من اجل اللعبة .
القضية برمتها تتعلق بتوظيف واستغلال ذلك العطاء البريء بصورة تجعل من الراي العام الكتلوي المشجع بهوس مادة وميدان خفي لتحقيق اهداف سياسية ليس لها علاقة بالوسط الكروي بقدر ما تعنيه من دهاليز مظلمة لتحقيق اهداف راسمالية بعيدة كل البعد عن العطاء البريء .
ما نريد قوله : ان عصر العولمة غير رؤية وفلسفة الدول نحو التعاطي مع اللعبة بما يشكل خطرا كبيرا في تحريك وتوظيف الراي العام سيما الشباب المندفعين المتحمسين منهم .. تلك البراءة التي تختمر وتدار داخل دهاليز لا يعلهما اولئك اصحابها فيما تعد مادة دسمة لتحقيق مصالح سياسية على حساب مشاعر واحاسيس وانتماءات مضيئة ..
ضربنا مثلا في تطوير منظومة التحكيم الكروي ( الفار ) باعتباره آخر صرخات تقنيات العولمة لتعزيز مصالح رسمالية ليس لها علاقة بالشعار المرفوع لعدالة كرة القدم .. بعد ان اصبحت اللعبة تدر مليارات الدولارات في مباراة او بطولة واحدة ولا يمكن ان يترك المبلغ الضخم متحكم به من خلال مهارة اللاعب .. هنا تكمن علية الميكيافليلة المقصودة التي ستبقى اداة راسمالية لتحقيق الغاية بمعزل عن اي مبدا اخلاقي سواء في السياسة او غيرها .
مما يحتم – من وجهة نظرنا – ضرورة تغير الرؤية لمفهوم اللعبة من قبل القيادات وبما يخدم المصالح الوطنية الكبرى التي ينبغي ان تكون فيها الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ادة من ادواة بناء قوة الدولة وترسيخها وان لا تسمح للافراد مهما كانوا من تحويلها الى اداة لخرابها واستهلاكها وتعطيلها .