• شاهدتُ أمس، بعد معركة سلاح المدرعات، مقطعَ ڤيديو يتداوله الناس بكثرة في الوسائط، يقال إنه لصبيٍّ يافع دون سن التكليف، وهو يقود مركبةً عسكرية وأمامه راجمة يقال إنها لقوات الدعم السريع التي جندته في هذا السن !!

• مبدئياً فإنَّ تجنيد الأطفال في مثل هذا السن، وإدخالهم أوار الحروب، يعتبرُ عملاً بشعاً مُداناً، ويجب محاسبة مرتكبيه وسَوقهم للعدالة سوقاً فورياً.

ومثل هذا العمل تماماً، بل ربما يفوقه بشاعةً هو القصفُ المتعمد بالطائرات للأطفال أنفسهم، وللنساء والمدنيين الآمنين غير المحاربين، في بيوتهم ومكاتبهم وتجمعاتهم، وقتلهم بالبراميل المتفجره وبالقنابل المنشطرة، وإرتكاب المجازر ضدهم بالتقتيل أو السحل أو التغييب أو الإعدام بلا محاكمة، أو بدق المسامير في اليوافيخ، أو بإدخال الخوابير في الأدبار أو بكل عملٍ بشعٍ آخر مشابه !!

• كل هذه الأعمال وغيرها مدانةٌ بلا شك، ويجب محاسبة مرتكبيها وعدم السماح بتكرارها أبداً..

ولكن، وبكل أسف فإنَّ كل هذه الأعمال هي نتائجُ حتميةٌ للحروب والصدامات المسلحة في كثيرٍ من بقاع العالم، ولهذا فعلى الضمير الإنساني (الحي) في كل مكان أن يعمل على منع وقوع الحروب مطلقاً، ويجب أن يقول (لا للحرب) في كل مكان إذا قُدِّر لها أن تقع!!

• ومن (المؤمل) دائماً أن يقود كل إتجاهٍ لمنع وقوع الحرب ورفضها حين تقع المستنيرون والمثقفون والمتعلمون، والإنسانيون عموماً، ولكن ومما يؤسف له، فإنَّ (المستنيرين) في كثيرٍ من بقاع الأرض، ومنها بلادُنا العزيزة السودان، إنغمسوا هم أنفسُهم في إذكاء نيران الحرب الجارية الآن ، بل ويعملون بكل جدٍ لإستمرارها، لتحصد مزيداً من الأرواح البريئة، ولتُرتكب فيها مثل هذه الجرائم البشعة التي ذكرناها، ومنها جريمة تجنيد الأطفال كما في مقطع الڤيديو المشار إليه !!

• إنّ كثيرين من غَفَلة المثقفين والمتعلمين يتعاملون مع الحرب (بالقطاعي) ويغفلون أنها (باكيچ) واحد لا يتجزأ، فإذا كنتَ من مشجعي الحرب لحل النزاعات (مع الجنجويد أو مع غيرهم) فيجب ألا (تندهش) لأية مخالفات لا أخلاقية تقع جراء هذه الحرب التي تشجعها وتصفق لها، لأن المخالفات هي نتائجُ حتمية مصاحبة للحرب، ولأن الحرب نفسها هي أكبرُ عملٍ مخالفٍ للأخلاق يرتكبه الإنسان!!

• إننا سوف نفلح جميعاً إذا منعنا وقوع الحرب إبتداءً، ومنعنا استمرارها حين تقع، وبالمثل فإننا سوف نخسر جميعاً إذا صفّقنا للمتحاربين، وشجعناهم على إرتكاب الحروب، ومن ثم إرتكاب كلِّ مخالفاتها التي تأباها الشرائع البشرية والسماوية، وترفضها الضمائر الإنسانيةُ الحية !!..
•••

bashiridris@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ماجي الحلواني في ذكرى نصر أكتوبر: “حمادة إمام كان جندياً في المخابرات الحربية.. ويجب أن يفخر شباب مصر بهذا الانتصار العظيم”

في مناسبة مرور 52 عامًا على انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة، وجَّهت الدكتورة ماجي الحلواني، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، وقرينة الراحل الكابتن حمادة إمام، نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق، رسالة مؤثرة حملت في طياتها مشاعر الفخر والعرفان لأبطال القوات المسلحة المصرية الذين سطروا بأرواحهم ودمائهم واحدة من أعظم صفحات المجد في التاريخ الحديث.


 

وخلال مداخلة هاتفية لها مع برنامج “زملكاوي” الذي يقدمه الكابتن محمد صبري على قناة نادي الزمالك، استهلت الدكتورة ماجي الحلواني حديثها بتوجيه تحية تقدير وشكر خالص لكل أبطال حرب أكتوبر المجيدة، قائلة: “تحية لكل رجال القوات المسلحة الذين شاركوا في حرب أكتوبر، ولكل شهيد ضحّى بروحه من أجل أن تظل مصر حرة وعزيزة. إنهم أبطال صنعوا تاريخًا لا يُنسى، سيظل محفورًا في وجدان كل مصري إلى الأبد.”


 

وكشفت الإعلامية الكبيرة خلال حديثها عن جانب إنساني وتاريخي مهم في حياة زوجها الراحل حمادة إمام، حيث أكدت أنه كان يعمل في المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر المجيدة، مشيرة إلى أن هذا الدور الوطني يضاف إلى مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات. وأضافت: “حمادة لم يكن فقط أسطورة كروية في نادي الزمالك، بل كان جنديًا مخلصًا في خدمة وطنه. لم يتحدث كثيرًا عن دوره خلال الحرب، مثل كثير من الأبطال الذين يفضلون الصمت، لكنني كنت أعلم أنه كان يؤدي مهام وطنية دقيقة في تلك الفترة الحساسة من تاريخ مصر.”


 

وأوضحت الدكتورة ماجي أن مشاركة الرياضيين في الدفاع عن الوطن خلال حرب أكتوبر كانت مصدر فخر كبير، ليس فقط لأسرهم، ولكن لكل المصريين الذين رأوا فيهم رموزًا للعطاء والانتماء الحقيقي. وأردفت قائلة: “الكثير من نجوم الرياضة والفن آنذاك شاركوا بطرق مختلفة في دعم المجهود الحربي، وكانت روح الوحدة والتلاحم بين الشعب والجيش هي سر الانتصار العظيم.”


 

وتحدثت الدكتورة ماجي الحلواني عن الدروس العظيمة المستخلصة من نصر أكتوبر، مؤكدة أن هذا اليوم لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل ملحمة وطنية متكاملة أعادت لمصر عزتها وكرامتها بعد سنوات من الاحتلال والانكسار. وقالت: “إن ما تحقق في أكتوبر 1973 هو دليل على أن الشعب المصري لا يعرف الهزيمة، وأن إرادته أقوى من أي تحدٍّ. لقد حطّم جنودنا الأسطورة التي روّجها العدو عن جيشه الذي لا يُقهر، وأثبتوا أن الإيمان بالوطن هو السلاح الأقوى.”


 

وفي رسالتها إلى شباب مصر، شددت الدكتورة ماجي الحلواني على أهمية غرس روح الانتماء والاعتزاز بالوطن في نفوس الأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن الانتصار العظيم الذي تحقق في أكتوبر يجب أن يظل مصدر إلهام للأجيال المقبلة. وقالت في ختام حديثها: “يجب أن يفخر شباب مصر بانتصار حرب أكتوبر العظيمة، لأن هذا النصر لم يكن وليد لحظة، بل كان نتيجة تخطيط وجهد وتضحية استمرت لسنوات. على كل شاب أن يعرف أن أجداده قاتلوا من أجل أن يعيش هو في وطن آمن مستقر.”


 

كما دعت إلى ضرورة توثيق قصص أبطال الحرب ونقلها إلى الأجيال الجديدة من خلال المدارس والإعلام والدراما الوطنية، حتى تبقى قصة أكتوبر رمزًا متجددًا للفخر والعزيمة. وأضافت: “علينا أن نُعيد سرد بطولات الجنود والضباط الذين حاربوا في ظروف صعبة للغاية، حتى يدرك الشباب أن ما نعيشه من أمن واستقرار هو ثمرة تضحيات عظيمة.”


 

وفي ختام كلمتها، أكدت الدكتورة ماجي أن حرب أكتوبر ستظل نقطة مضيئة في تاريخ الأمة العربية، وأن مصر ستبقى قوية بشعبها وجيشها وقيادتها الواعية، مستلهمة من روح السادس من أكتوبر الإصرار على البناء والنهضة. وختمت بعبارة مؤثرة قالت فيها: “رحم الله شهداء مصر، وخلّد ذكرى كل من ساهم في صنع هذا النصر الخالد. ستظل مصر دائمًا وأبدًا أرض البطولة والمجد.

مقالات مشابهة

  • لوبس: المسيرات تغيّر وجه الحروب وتدفعها نحو نقطة اللاعودة
  • حنين داخل الركام.. كاتبة غزّية تكتب عن مدينتها التي لم تعد كما كانت
  • باحثة: نتنياهو مغرم بدور البلطجي وأدخل إسرائيل بمزيد من جولات الحروب
  • تركيا وسوريا تتفقان: قسد تهدد الأمن ويجب إنهاء دورها
  • أول الحروب العالمية!
  • اختبار لصلابتنا.. ما هي الحرب الهجينة التي تحدثت عنها فون دير لاين؟
  • يونيسف: الحرب على غزة إهانة للإنسانية ويجب وقف إطلاق النار
  • “اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
  • صدمة الإبادة التي تغيّر العالم.. إذا صَمَت الناس فلن يبقى أحد في أمان
  • ماجي الحلواني في ذكرى نصر أكتوبر: “حمادة إمام كان جندياً في المخابرات الحربية.. ويجب أن يفخر شباب مصر بهذا الانتصار العظيم”