مبادرة حمدوك السياسية التي طرحها لا يمكنها إلا أن تكون جزءًا من بطء حمدوك العام و محاولته لأن يقول “أي كلام” ليكسر به صمت “قحت/تقدم” المطبق خاصة بعد أن انسلخ منها المحايدون ليبرهنوا مسار التطور الطبيعي لكوادر “تقدم” ، من “يرقة فشرنقة فمليشياوي كامل” كما فعل رئيس أكبر مكون في تحالفهم اللواء معاش برمة.
نقطة واحدة في مبادرة حمدوك يجب توثيقها للزمن ، ليس لأهميتها السياسية بالطبع ، فلا أحد الآن يستمع لحمدوك ، لا الشعب الذي لم يستمع للمبادرة كما يبدو مما أجبرني على التذكير بهذه النقطة المهمة ،
و لا الجيش كما قال الفريق العطا ، و لا المليشيا التي أخذت منه الأشاوس و انطلقت في مسار سياسي وضع حمدوك على رف التقاعد كمعارض سياسي للحكومة السودانية تحتفي به الدول و المنظومات المعادية ، فالآن لديهم تحالف “تأسيس” أكثر قدرة على الفعل و حشدا للمعارضين.
هل تعرفون أن حمدوك في مبادرته يوصي بتبني إتفاق جدة في ترتيباته الأمنية المقترحة ؟
بعد قرابة العامين من توقيع الإتفاق ، لم يجد حمدوك ترتيبات أمنية أفضل من الإتفاق الذي وقّعه الجيش و أصرّ على تنفيذه حتى عندما حاول الوسطاء الدوليين على تجاوزه و التفاوض على غيره.
لماذا لم يضع حمدوك ثقل جماعته “المدنية” خلف الإتفاق منذ مايو ٢٠٢٣ إن كان الإتفاق مناسباً لإيقاف الحرب ؟
لماذا انتظر عامين بعد إتفاق جدا ليضع رؤية يقول فيها : الآن حصص الحق ، أنا أتبنى اتفاقاً عقده البرهان و أصرّ عليه ليشكل قاعدة لوقف الحرب بينما كنت أنا مشغول بالتشغيب على الجيش و محاولة إثبات بأنه لا يعرف الحرب و لا السياسة ؟
أي إدانة سياسية و أخلاقية يوثقها الرجل ضد نفسه و هو يقدم اليوم رؤية متكئة على إتفاق جدة ؟
و أي بطء يعاني منه المدنيون المصطفون وراء حمدوك بإعلان تأييد إتفاق جدة بعد عامين من إصرار الحكومة السودانية عليه ؟
حمدوك كان يُراد منه تضييع الزمن بالتمثيل بأنه يدعو إلى إيقاف الحرب دون آليات معينة مقترحة ، لكنه عندما أراد وضع مقترح مفصل عن إيقاف الحرب لم يجد سوى إتفاق جدة الذي سبقه إليه الجيش بعامين ، و بعد أن تجاوزت الأحداث إتفاق جدة كنا قال الفريق محجوب البشرى : لقد نفّذنا إتفاق بشرى عنوة و اقتداراً ، و إذا كانت هناك جولة مفاوضات قادمة فعلى الاستسلام.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إتفاق جدة
إقرأ أيضاً:
“سوق الاسماك ومسلخ الصحافة” .. محلية الخرطوم تسجل دخول لمواقع كانت تحتلها المليشيا بعد تحريرها
سجلت محلية الخرطوم دخول لأول مرة لمواقع استراتيجية كانت تحتلها مليشيا الدعم السريع جنوب الخرطوم .وكشفت جولة المدير التنفيذي للمحلية عبد المنعم البشير برفقة مدير قطاع الخرطوم جنوب معاذ محمد فضل الله كشفت عن التعديات التي طالت مواقع سوق الاسماك ومسلخ الصحافة الذي كان مخصصا لصادر الماشية حيث توقف العمل كليا بالمرفقين بسبب سرقة المحولات وكيبلات الكهرباء وتخريب شبكات المياه.ووجه المدير التنفيذي للمحلية بحصر الأضرار وازالة كافة المخالفات حول الموقعين حسب توجيه الولاية لمكافحة الظواهر السالبة والتعديات، فضلا عن نظافة وتعقيم الموقعين تمهيدا لإعادة تشغيلهما باعتبارهما من أهم المواقع التي تدعم توفير الأمن الغذائي لسكان المحلية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب