أكدت باتريشيا ماورو، المدير العام لاتحاد الصناعات الإيطالية في أفريقيا والبحر المتوسط، أن مصر لا تزال شريكًا رئيسيًا لإيطاليا وأن القارة الأفريقية توفر فرصاً واعدة لشركات بلادها، حسبما ذكرت وكالة نوفا.

جاء تصريحات ماورو في حوار أجرته مع وكالة نوفا على هامش منتدى الأعمال الإيطالي الجزائري، حيث قالت إنه يُمكن لمنظومة الأعمال الإيطالية توفير تقنياتها وآلاتها وخبراتها، مما يُسهم أيضًا في التنمية الاقتصادية المحلية بأفريقيا، ضمن ما يُعرف بـ"خطة ماتي".

مصر وإيطاليا تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية وجهود وقف إطلاق النار في غزة

ورأت ماورو أن تواجد الشركات الإيطالية في القارة "غير متكافئ"، ويعود ذلك أيضًا إلى الطبيعة المجزأة للأسواق الأفريقية. وتظل دول شمال أفريقيا أسواقًا ذات أولوية للشركات الإيطالية، نظرًا لقربها الجغرافي، وعلاقاتها التاريخية مع بلدنا، والفرص التي توفرها لنقل الصناعات إلى المناطق المجاورة وتقصير سلسلة الإنتاج.

وقالت: "على سبيل المثال، تعمل أكثر من ألف شركة بشكل دائم في تونس، بما في ذلك العديد من شركاء إيطاليا؛ وتشهد الصادرات الإيطالية إلى الجزائر نموًا، من 2,3 مليار يورو في عام 2022 إلى 2,8 مليار يورو في عام 2024، ويعود الفضل في ذلك جزئيًا إلى تكثيف العلاقات السياسية بين البلدين في السنوات الأخيرة؛ ولا تزال مصر شريكًا رئيسيًا لإيطاليا: فالمناطق الصناعية الجديدة التي تدعمها الحكومة المصرية تمثل فرصة استثمارية كبيرة للشركات الإيطالية".

وشرحت ماورو  الأولويات الاستراتيجية لاتحاد الصناعات الإيطالية للسنوات القادمة، لا سيما فيما يتعلق بالأهمية المتزايدة لأفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط في المشهد الاقتصادي العالمي، والآفاق والفرص المتاحة للشركات الإيطالية في مسيرة تدويلها، بما يتماشى مع خطة ماتي التي أطلقتها الحكومة.

وأشارت ماورو إلى أن "التطورات الجيوسياسية والاقتصادية في السنوات الأخيرة أبرزت مجددًا أهمية أفريقيا بالنسبة لأوروبا وإيطاليا. وفي ظل هذا التطور المستمر، لم تتغير الديناميكيات الدولية وتُشكل تحالفات جديدة فحسب، بل تشهد سلاسل التوريد لشركاتنا تحولات أيضًا".

تسعى العديد من الشركات الأوروبية والإيطالية إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها، وتتطلع باهتمام متزايد إلى الدول الأفريقية. ولهذا السبب أيضًا، ووفقًا لماورو، تجذب مسارات التصنيع والتنويع التي تنتهجها مختلف الدول الأفريقية الشركات الإيطالية بشكل متزايد. 


وأوضحت المسؤولة أن "السوق الأفريقية ستصبح أكثر جاذبية للمصدرين الساعين إلى تنويع أسواقهم مع تنامي الطبقة المتوسطة وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي مقارنةً بمعظم الدول المتقدمة"، مشيرة إلى أن "التحديات التي تواجه دول أفريقيا عديدة ومعقدة، وستظل كذلك، لكنها ستوفر أيضًا فرصًا جديدة، بما في ذلك لشركاتنا: من الأمن الغذائي إلى الفجوة الرقمية، ومن الكهرباء إلى فجوة البنية التحتية".

في هذا السياق، يمكن تلخيص الأولويات الاستراتيجية لاتحاد الصناعات الإيطالية في أفريقيا والبحر المتوسط في ثلاثة اتجاهات رئيسية: نظام الدولة، والأدوات المالية، ومشاريع سلسلة التوريد، وفقاً  لماورو، التي صرحت أن مؤسستها تعمل "يوميًا على ربط شركاتنا بالجهات المعنية المؤسسية وغير المؤسسية الأخرى العاملة في أفريقيا".

في هذا السياق، كان من أبرز الجوانب الواعدة للسنة ونصف الأولى من خطة ماتي جمع جميع الجهات الاقتصادية الوطنية الفاعلة على مختلف المستويات مع أفريقيا، مما يعزز التعاون المنسق والمتكامل. ولا يقل الدعم المالي أهمية، فدور المؤسسات المالية الإيطالية كصندوق الودائع والقروض ووكالة إئتمان الصادرات "ساتشي" وسيمست في دعم الشركات الإيطالية في هذه الأسواق "أساسي".

وكان نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني قد قال، في تصريح نقلته وكالة آجي الإيطالية، في وقت سابق هذا الشهر، إن خطة ماتي "أداة تهدف إلى تعزيز حماية الحقوق والحريات المدنية" في الدول المستهدفة في قارة أفريقيا، مدافعًا عنها كـ"وسيلة لتصدير الديمقراطية"، ما يعكس الطبيعة السياسية للخطة، التي تدافع عنها إيطاليا كـ"نهج تعاوني"، لكنها تحمل بين طياتها نوايا للتدخل في شئون الدول المستهدفة.

وبالنسبة لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، قالت ماورو: "يمكننا أن نشهد تواجدًا أكبر للشركات الإيطالية في السنغال وغانا وساحل العاج ونيجيريا في غرب أفريقيا، وفي إثيوبيا وكينيا وتنزانيا، وصولًا إلى موزمبيق في شرق أفريقيا. وهناك أيضًا اهتمام متزايد بأنغولا وأوغندا وزامبيا".

وكشفت ماورو أن "هناك اهتمام استراتيجي بهذه الدول من الشركات الإيطالية من حيث الإمكانات طويلة الأجل للأسواق الإقليمية، والفرص في قطاعات البنية التحتية والطاقة والأعمال الزراعية، وأخيرًا، من حيث آليات التصنيع وتنويع الاقتصادات المحلية".

وبحسب ماورو، تظل دول الخليج، "وهي منطقة أخرى ضمن نطاق عملنا، أولوية لشركاتنا. وعلى وجه الخصوص، هناك اهتمام كبير بالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهي دولة اعتمدت في السنوات الأخيرة سياسة جذب استثمارية مكثفة للغاية تهدف إلى زيادة القدرة التنافسية، وتعزيز التنويع الاقتصادي، وتعزيز الميزان التجاري للمملكة".

طباعة شارك باتريشيا ماورو اتحاد الصناعات الإيطالية منتدى الأعمال الإيطالي الجزائري القارة الأفريقية الشركات الإيطالية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتحاد الصناعات الإيطالية القارة الأفريقية الشركات الإيطالية الصناعات الإیطالیة الشرکات الإیطالیة للشرکات الإیطالیة الإیطالیة فی خطة ماتی

إقرأ أيضاً:

صلاح ومرموش.. مخاوف مصرية وفُرصة «ذهبية» في الأمم الأفريقية!

عمرو عبيد (القاهرة)
بدأت الصحافة الإنجليزية التكهّن بمستقبل النجم المصري، محمد صلاح، مع فريقه ليفربول، عقب ابتعاده عن التشكيل الأساسي في مباراتي «الريدز» الأخيرتين في «البريميرليج»، ومشاركته بديلاً أمام سندرلاند، وألمحت «ميرور»، و«تيليجراف» إلى احتمال حدوث «مفاجأة مدوّية» خلال انتقالات يناير 2026، قد تشهد رحيل صلاح عن «قلعة أنفيلد»، حال استمرار تعامل المدرب أرني سلوت معه بهذه الطريقة.
وتحدثت الصحيفتان عن ترقّب «عمالقة» الدوري السعودي لوضع «الفرعون» في ليفربول، خلال الفترة المقبلة، بل وضعتا بعض أسماء الأندية التي يُمكنها استغلال وضع صلاح الحالي، وإقناعه بالرحيل عن صفوف «الريدز»، بينها أندية أوروبية أيضاً، حيث تعتقد «ميرور» أن الجناح المصري يود الاستمرار في ملاعب «القارة العجوز»، بجانب وجود فرص حقيقية له للعب في الدوري الأميركي.
إلا أن كل هذه التكهنات تستبق الأحداث بصورة كبيرة، حسب رأي «تيليجراف»، إذ يُمكن أن يستعيد صلاح مستواه المعهود في أي لحظة، وكذلك قد يُغيّر سلوت تفكيره وقراراته الفنية الخاصة بـ«الملك المصري»، أو ربما يرحل الهولندي نفسه، إذا استمرت نتائج الفريق في مسيرة «الانهيار» الحالية، لكن المؤكد أن الوضع الحالي لأحد «أساطير» ليفربول في العصر الحديث، يُخفي الكثير من النار تحت رماد الهدوء والاحترافية والصمت، الذين يحيطون بصلاح وسلوت حتى الآن!
وبعيداً عن شائعات الصحف الإنجليزية المُعتادة، فإن وضع صلاح الحالي لا يختلف كثيراً عن مواطنيه، عمر مرموش ومصطفى محمد، «ثُلاثي الهجوم» الأبرز في كتيبة المنتخب المصري، الذي يستعد لخوض غمار المعركة الأفريقية في كأس الأمم، ويبدو «أسطورة الفراعنة»، حسام حسن، مهموماً بحالة لاعبيه، ومعه كثير من الجماهير المصرية، التي تخشى تأثر النجوم الثلاثة بوضعهم الحالي في أنديتهم الأوروبية، وهو ما يلقي بظلاله القاتمة على استعداداتهم لخوض كأس الأمم في «القارة السمراء».
وعلى الجانب الآخر، قد تحمل بطولة الكأس القارية «فُرصة ذهبية» لهؤلاء النجوم، خاصة محمد صلاح، إذ سيكون ابتعاده عن سلوت، وفريقه ليفربول في المرحلة الحالية، بمثابة «هُدنة مؤقتة» تهدئ الأوضاع داخل النادي الإنجليزي، وتُنهي مسألة ترقب مشاركة صلاح من عدمها، كما تمنح الفرصة للجناح المصري للعب في أجواء مُختلفة، تعيد إليه بعضاً من مستواه وتركيزه، اللذين كانا في أضعف حالاتهما خلال الأسابيع الأخيرة، أما بالنسبة لمرموش ومصطفى، فهي تجربة مثالية لكليهما، للعب بشكل مُستمر ومُنتظم، على طريق استعادة الحساسية واللياقة، الفنية والذهنية والبدنية أيضاً.
وتشير الإحصاءات إلى أن لعب صلاح المباريات الكاملة في الموسم الحالي، لم يمنع خسارة ليفربول في 7 مباريات مؤثرة، خلال الفترة الأخيرة، بل إنه عندما ظل جالساً فوق مقاعد البدلاء، فاز «الريدز» على وستهام، وعندما لعب شوطاً كاملاً كبديل، انتهت مباراته مع سندرلاند بالتعادُل، وإجمالاً، لعب صلاح 19 مباراة في مختلف بطولات الموسم الجاري مع فريقه الإنجليزي، لم يُسجّل خلالها سوى 5 أهداف، وشارك في 3 أخرى، بحصيلة «هزيلة» لا تُقارن بحصاد الموسم الماضي، قبل تجديد عقده.
أما مرموش، فغاب عن 5 مباريات مع مانشستر سيتي، بسبب إصابة الرُكبة، ثم عاد ليبقى حبيس مقاعد البدلاء أمام إيفرتون، وتكرر ذلك مؤخراً في مباراة فولهام، ولعب بينهما 5 مباريات بديلاً، بدقائق معدودة، لم تتجاوز أقصاها 16 دقيقة في نهاية مواجهة ليفربول، بينما لعب لمدة دقيقة واحدة في مباراة ليدز، بمجموع 34 دقيقة من إجمالي 450.
ومنذ أكتوبر الماضي، أصبح مصطفى محمد بديلاً دائماً في صفوف نانت الفرنسي، حيث لعب 6 مباريات متتالية في «ليج ون» بالطريقة نفسها، وتراوحت مشاركاته بين 11 إلى 31 دقيقة، بل إنه دخل مواجهة ليون، التي خسرها فريقه 0-3، في الدقيقة الأخيرة، ليبلغ إجمالي عدد دقائق لعبه في تلك الفترة، 101 دقيقة من إجمالي 540.

أخبار ذات صلة مدرب ليدز يُرشح ليفربول للمنافسة على لقب «البريميرليج» فان دايك عن تهميش صلاح: «لا أحد يملك رصيداً غير محدود»!

مقالات مشابهة

  • خبير أسواق مالية: 8 نشاطات واعدة تحمل فرصا استثمارية كبيرة
  • تفاؤل سعودي بالمواجهات الأفريقية في المونديال
  • تيلدا سوينتون عن فيلم «الست»: تكريم لفنانة عظيمة.. واستقبال الجمهور له يعبر عن قوة السينما
  • طارق صالح: الانتقالي شريك رئيسي في معركة تحرير صنعاء وتضحياته كبيرة
  • صلاح ومرموش.. مخاوف مصرية وفُرصة «ذهبية» في الأمم الأفريقية!
  • تباين حاد في استخدام الذكاء الاصطناعي.. ما هي الدول التي تتقدم بخطى سريعة؟
  • إطلاق برنامج مجاني لتعلم اللغة الإيطالية لتأهيل الشباب لسوق العمل
  • صندوق تطوير التعليم يعلن إطلاق برنامج علم اللغة الإيطالية مجانًا
  • متقشرش الفول السوداني.. دراسة تكشف فوائد عظيمة خاصة لكبار السن| تفاصيل
  • كأس العرب FIFA قطر 2025 توفر تجربة شمولية للمشجعين ذوي الإعاقة