مع إدماج الملخصات التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث، تراجعت حاجة المستخدمين إلى النقر على روابط المواقع الأصلية. اعلان

تشير تقديرات منصة "Similarweb" المتخصصة في تحليلات البيانات الرقمية إلى أن حركة البحث العالمية عبر الإنترنت تراجعت بنسبة 15% خلال العام الماضي، ويعود السبب الرئيس إلى البحث بالذكاء الاصطناعي.

فمع إدماج الملخصات التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث، تراجعت حاجة المستخدمين إلى النقر على روابط المواقع الأصلية. وبالنسبة للناشرين الذين تعتمد نماذج أعمالهم على الزيارات لتوليد إيرادات الإعلانات، فإن هذا التحول يُنظر إليه على أنه كارثي.

تقرير صدر مؤخرًا عن مركز "بيو" للأبحاث أكد أن مستخدمي غوغل الذين يرون ملخصًا مولدًا بالذكاء الاصطناعي أقل ميلًا للنقر على الروابط الخارجية مقارنة بمن لا يرون هذه الملخصات، وأن النقر على الروابط المضمّنة داخلها نادر للغاية (لا يتجاوز 1% من الحالات). كما أظهرت بيانات "Similarweb" أنه خلال العام التالي لإطلاق ميزة "Google AI Overviews" في مايو 2024، ارتفعت نسبة عمليات البحث الإخباري التي لا تشهد أي نقر على الروابط من 56% إلى نحو 69%.

شكاوى ومخاوف الناشرين

بداية هذا الشهر، قدّم تحالف الناشرين المستقلين شكوى لمفوضية الاتحاد الأوروبي يتهم فيها غوغل بأن ملخصات "AI Overviews" سببت ولا تزال تسبب "أضرارًا جسيمة للناشرين"، بما في ذلك المؤسسات الإخبارية، من حيث "فقدان الزيارات والقراء والإيرادات".

"مخاطر أكبر"

تسابق غوغل الزمن لاختبار وإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي جديدة ضمن منظومة البحث، في مواجهة منافسة متزايدة من شركات مثل "OpenAI" و"Perplexity".

في مايو الماضي، أطلقت الشركة وضع "AI Mode"، وهو واجهة محادثة شبيهة بـ "ChatGPT" تقدم إجابات مركبة مع روابط للمصادر.

طورت ميزات أخرى مثل "Audio Overviews" (ملخصات صوتية) و"Search Live" (بحث صوتي تفاعلي).

الأسبوع الماضي، طرحت ميزة "Web Guide" التي تنظم نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي في مزيج بين البحث التقليدي والبحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

كما بدأ دمج الملخصات في خدمة "Google Discover" على هواتف أندرويد و"iOS".

هذه الابتكارات تأتي ضمن محاولة غوغل الحفاظ على ريادتها، في وقت تدفع فيه التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى منافسة شرسة تهدد هيمنتها التاريخية على مجال البحث والتصفح.

Related هيئة مكافحة الاحتكار الإيطالية تحقق مع "ميتا" بشأن دمج الذكاء الاصطناعي في "واتساب"حين ينتحل الذكاء الاصطناعي هويّتك بدقة مقلقة.. كيف تحمي نفسك؟أصدقاء افتراضيون.. هكذا يؤثر الذكاء الاصطناعي على عواطف الأطفال والمراهقين

اعتماد متبادل رغم الخلاف

رغم الضرر الذي يلحق بالناشرين، لا تستطيع غوغل الاستغناء عنهم تمامًا، إذ تعتمد منتجاتها - مثل معظم شركات الذكاء الاصطناعي - على الوصول إلى محتوى عالي الجودة ومحدث. تحليل أجرته "Muck Rack" أظهر أن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تستشهد بالمحتوى الصحافي في 49% من الإجابات على أسئلة تتعلق بأحداث حديثة.

بعد سنوات من تجنب توقيع اتفاقات ترخيص مع المؤسسات الإعلامية - حيث لديها صفقة معلنة واحدة فقط مع وكالة أسوشيتد برس - تسعى غوغل الآن للتعاون مع نحو 20 مؤسسة إعلامية في مشروع متعلق بالذكاء الاصطناعي لم تكشف تفاصيله، كما دخلت في شراكات مع وسائل منها "The Economist" و"The Atlantic" لإدراج محتواها في أداة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي "NotebookLM".

تجارب سابقة "فاشلة"

في محاولة لدعم الناشرين ماليًا، أطلقت غوغل الشهر الماضي ميزة "Offerwall"، التي تتيح خيارات متنوعة للدفع مقابل المحتوى، مثل رسوم صغيرة لكل مقال، أو مشاهدة الإعلانات، أو إكمال الاستطلاعات. لكن محللين أشاروا إلى أن هذه النماذج جُرّبت سابقًا ولم تحقق نجاحًا يُذكر.

استراتيجيات جديدة للناشرين

يرى بعض الناشرين أن التراجع الحاد في الزيارات مؤشر على ضرورة التقليل من الاعتماد على غوغل. يقول نيكولاس تومبسون، الرئيس التنفيذي لمجلة "The Atlantic"، لصحيفة وول ستريت جورنال: "غوغل تتحول من محرك بحث إلى محرك إجابة.. علينا تطوير استراتيجيات جديدة".

هذه الاستراتيجيات تشمل المطالبة بتعويضات من شركات الذكاء الاصطناعي مقابل استخدام المحتوى، وتوسيع القنوات المباشرة للوصول إلى الجمهور عبر الاشتراكات والنشرات البريدية والفعاليات والعضويات والتطبيقات.

وفي مقالة بموقع "Wired"، كتبت كاتي دروموند أن الحل لما أسمته "أبوكاليبس الزيارات" بسيط: "الحيلة هي أن نربط بين البشر الذين يصنعون الصحافة والجمهور البشري".

لكن يبقى السؤال الأهم: هل سيهتم الجمهور بما يكفي للحفاظ على الصحافة حية في عصر الذكاء الاصطناعي؟.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: غزة إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس المساعدات الإنسانية ـ إغاثة ضحايا غزة إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس المساعدات الإنسانية ـ إغاثة ضحايا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي غوغل غزة إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس المساعدات الإنسانية ـ إغاثة ضحايا أطفال أزمة إنسانية فيضانات سيول قبر قبور محكمة روسيا الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

سبوتيفاي تشدد الرقابة على الموسيقى بالذكاء الاصطناعي

في خطوة جديدة تعكس تزايد القلق من تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى، أعلنت شركة سبوتيفاي عن سلسلة من التغييرات الجوهرية في سياساتها لمواجهة الاستخدام غير المنضبط لتقنيات الذكاء الاصطناعي والرسائل غير المرغوب فيها عبر منصتها. تأتي هذه الخطوة في وقتٍ تتسارع فيه وتيرة التطورات التقنية التي تهدد بطمس الحدود بين الإبداع البشري والمحتوى المُولّد آليًا.

وقالت الشركة إنها تعمل بالتعاون مع منظمة DDEX لتطوير معيار صناعي جديد للإفصاح عن بيانات الموسيقى التي تم إنتاجها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا المعيار إلى تعزيز الشفافية بين الفنانين والمستمعين، وضمان معرفة الجمهور بمستوى تدخل الذكاء الاصطناعي في العمل الفني دون التقليل من قيمته الإبداعية.

وبموجب النظام الجديد، سيتمكن الفنانون من الإفصاح عن مدى استخدامهم للتقنيات التوليدية في أعمالهم، سواء تعلق الأمر بالأداء الصوتي، أو الآلات الموسيقية، أو مراحل ما بعد الإنتاج. وتؤكد سبوتيفاي أن الهدف ليس تصنيف الأغاني على أنها مولّدة بالذكاء الاصطناعي أو أصلية، بل تقديم رؤية أوضح لطبيعة العملية الإبداعية وراء كل عمل موسيقي.

وفي موازاة هذه الخطوة، كشفت المنصة عن سياسة جديدة لانتحال الهوية، تهدف إلى حماية الفنانين من النسخ الصوتية المزيفة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتوضح السياسة آليات التعامل مع هذه الحالات وطرق تقديم الشكاوى، مما يمنح المبدعين أدوات قانونية وفنية أقوى لحماية أعمالهم من الانتحال أو التقليد الصوتي.

وفي بيان رسمي، علّقت سبوتيفاي قائلة إن وتيرة التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي التوليدي بدت سريعة ومقلقة أحيانًا، خاصة بالنسبة للمبدعين. في أفضل حالاته، يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة للفنانين لإنتاج الموسيقى، لكنه في أسوأ حالاته قد يُستخدم لخداع المستمعين والتلاعب بالنظام البيئي الفني.

وتشير الشركة إلى أن بعض الجهات تستغل هذه التقنيات لإنشاء محتوى موسيقي مزيف أو مكرر بغرض تحقيق مكاسب غير مشروعة من عائدات الملكية الفكرية. كما حذرت من ظواهر مثل التحميلات الجماعية، واختراقات تحسين محركات البحث، وإساءة استخدام المقاطع القصيرة، معتبرة أن أدوات الذكاء الاصطناعي جعلت من السهل إنشاء هذا النوع من المحتوى العشوائي على نطاق واسع.

وللتعامل مع هذه التحديات، تخطط سبوتيفاي لإطلاق نظام فلترة متطور خلال الخريف المقبل، يعمل على رصد الأغاني التي تنطوي على ممارسات احتيالية أو رسائل موسيقية غير مرغوب فيها، مع وضع علامات تحذيرية عليها ومنع خوارزميات المنصة من التوصية بها للمستمعين. وكشفت الشركة أنها أزالت خلال الاثني عشر شهرًا الماضية أكثر من 75 مليون أغنية من هذا النوع.

وترى سبوتيفاي أن هذه الإجراءات ضرورية لحماية النظام الإبداعي وضمان توزيع عادل للعائدات، إذ إن انتشار المحتوى المزيف يُضعف حقوق الفنانين الحقيقيين ويؤثر سلبًا على ثقة المستخدمين. وتقول الشركة إن الهدف من التحديثات الجديدة هو تحقيق توازن بين تشجيع الابتكار في استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية الأصالة الموسيقية.

مع ذلك، لم تمتد السياسات الجديدة إلى المشاريع الموسيقية التي تُنتج بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل فرقة The Velvet Sundown التي لا يزال محتواها متاحًا على المنصة. وعلّقت سبوتيفاي على ذلك بقولها إنها تدعم حرية الفنانين في استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة إبداعية، لكنها ستواصل محاربة إساءة استخدامه من قبل مزارع المحتوى والجهات غير المشروعة.

بهذه القرارات، تضع سبوتيفاي نفسها في طليعة الشركات الساعية إلى تنظيم العلاقة بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي، ساعيةً لحماية هوية الفنانين والحفاظ على نزاهة الموسيقى في عصر تتداخل فيه الخوارزميات مع الفن أكثر من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • جوجل تفاجئ العالم.. وضع الذكاء الاصطناعي يصل للبحث باللغة العربية
  • بنك مسقط ينظم حلقة عمل متخصصة لتطوير مهارات الإعلاميين في مجال الذكاء الاصطناعي
  • جوجل توسع تجربة وضع الذكاء الاصطناعي لتشمل اللغة العربية
  • جوجل تتيح وضع "الذكاء الاصطناعي AI Mode" باللغة العربية
  • ثورة في بحث جوجل.. الذكاء الاصطناعي يتحدث العربية وأكثر من 40 لغة
  • وحدة الجرائم الإلكترونية تحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي
  • ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار مدرسة في إندونيسيا
  • سبوتيفاي تشدد الرقابة على الموسيقى بالذكاء الاصطناعي
  • مع استمرار البحث.. ارتفاع عدد وفيات انهيار مدرسة في إندونيسيا إلى 65
  • الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة تعزز التحول الرقمي في المحافظات وترفع كفاءة التنمية المستدامة