عمرها 27 عاما.. قصة لاجئة صومالية دخلت تاريخ سانت لويس بارك الأميركية
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
عندما وصلت نادية محمد، بينما كانت تبلغ من العمر عشرة أعوام، إلى "سانت لويس بارك" في ولاية مينيابوليس، كان وجهها غير مألوف في هذه المدينة.
وفي السابع من نوفمبر الجاري، باتت بصفتها عمدة المدينة المنتخبة، وهي البالغة من العمر 27 عاما، الوجه الجديد للمدينة التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة.
وفي الثاني من يناير المقبل، ستصبح محمد أول عمدة أميركية-صومالية منتخبة، بعد أن تكمل فترة ولايتها كعضو في مجلس المدينة، وهو مقعد فازت به عام 2019، حين كان عمرها 23 عاما، لتصبح أصغر شخص، وأول مسلمة، وأول أميركية صومالية، تخدم في هذا المنصب.
وهاجرت عائلة نادية محمد إلى كينيا بعد الحرب الأهلية في الصومال، وعاشت في مخيم كاكوما للاجئين حتى بلغت العاشرة من عمرها، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
وفي سانت لويس بارك، التي يشكل البيض 80 في المئة من سكانها، ركزت محمد حملتها على زيادة ملكية المنازل وضبط الأمن.
وقالت محمد للصحيفة إنها ترعرعت في ظل فترة أول رئيس أميركي أسود، باراك أوباما، "ثم جاء هذا الشخص الذي هاجم الجالية الصومالية في مينيسوتا"، تقصد الرئيس السابق، دونالد ترامب، مشيرة إلى أنها لم تكن مرتاحة حينها.
ومع فوز ترامب بالرئاسة، بدأت نادية محمد في النشاط السياسي من خلال التواصل مع جيرانها والمنظمات حولها للحديث عن المجتمع الصومالي، وتوعية الناس، وتذكيرهم بأنها واحدة منهم وعرفت في سانت لويس بارك، حتى اقترح الناس عليها الترشح لمنصب في المدينة، مما يفتح لها إمكانية التأثير بشكل أكبر.
وبالرغم من وصولها لمنصب العمدة أكدت محمد أنه "لا يزال أمامنا الكثير من العمل للقيام به. أريد أن يكون الناس فخورين بالعمل الذي قمنا به. إنها شهادة على مدى صعوبة عملنا كمجتمع، لكن هذا هو الفصل الأول فقط".
▶ Nadia Mohamed, a 27-year-old Somali American, made history by becoming the first Muslim mayor and the first of Somali descent in St. Louis Park, Minnesota. pic.twitter.com/3tippaI6le
— Voice of America (@VOANews) November 8, 2023وكان الصومال أيضا، واحد من الدول الست التي قرر ترامب حظر دخول الزائرين منها، بجانب إيران وليبيا والسودان وسوريا واليمن، بدعوى منع وقوع هجمات إرهابية.
وبدأ الصوماليون التوافد على مينيسوتا في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات فرارا من الحرب الأهلية في بلادهم. وتشير بيانات الإحصاء الأميركية لعام 2021 إلى أن هناك 86 ألف صومالي يعيشون في الولاية التي يقطنها حاليا 5.7 مليون نسمة، وذلك بعد أن كان عددهم 39 ألفا في إحصاء 2014، بحسب صحيفة "مينبوست".
وتضاعف عدد الأشخاص الملونين في المدينة على مدى العقدين الماضيين، بحسب "فويس أوف أميركا".
وفي مدينة مينيابوليس المجاورة، فاز شاب أميركي آخر من أصل صومالي، جمال عثمان، بمقعد في مجلس المدينة، حيث حصل على أعلى الأصوات (44.6 في المئة). وكان عثمان أيضا لاجئا.
… Thank you Ward 6! I am humbled by your support and I am dedicated to keep fighting the good fights —for all of you!
—Jamal Osman
Read Full Statement:https://t.co/0w7GJYHFOt pic.twitter.com/EjSXtfmhZ3
وفي عام 2022، فازت 8 نساء أميركيات صوماليات على الأقل في الانتخابات النصفية الأميركية.
وفي عام 2016، فازت اللاجئة السابقة، إلهان عمر بمنصب عضوة مجلس النواب الأميركي، عن ولاية مينيسوتا، عندما كان عمرها 33 عاما.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
كيف يقرأ الإيرانيون التهديدات الأميركية والإسرائيلية بضرب طهران؟
طهران- على وقع التهديدات الأميركية والإسرائيلية المتواصلة لإيران بذريعة منعها امتلاك أسلحة نووية، تتحرك طهران على عدة مستويات؛ فتعلق دبلوماسيا على المواقف الأميركية التي تعتبرها متناقضة، ثم تدين تلك التهديدات في مجلس الأمن الدولي، لكنها لا تفوِّت الفرصة لتدشن أسلحة نوعية استعدادا لصد أي هجوم محتمل.
وعقب تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمهاجمة إيران بحجة دعمها الحوثيين وتحريضهم على قصف إسرائيل، وجَّهت طهران رسالة حادة اللهجة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، محذّرة من أن أي "مغامرة عسكرية" أميركية أو إسرائيلية ستُقابل برد "سريع ومتناسب ومشروع".
ولم تنسَ إيران أن تذكّر في رسالتها المؤسسات الأممية، بتهديدات مماثلة وردت على لسان وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، معتبرة إياها "تشكل خرقا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين".
جرُّ أميركاوبينما أبدى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وأنها تنتظر بيان عُمان عن الجولة المقبلة، انتقد ـ في مؤتمره الصحفي الأسبوعي ـ تصريحات المسؤولين الأميركيين "المتناقضة" بشأن مطالبهم خلال المفاوضات.
إعلانوفي خطوة فسَّرها مراقبون في طهران على أنها تغافل عن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بشن هجوم على إيران حال عدم التوصل إلى اتفاق ينهي برنامجها النووي العسكري"، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إسرائيل ـأمس الاثنين- بالسعي إلى جر الولايات المتحدة إلى "كارثة" في الشرق الأوسط.
وكتب عراقجي في تغريدات عبر "منصة إكس" أن نتنياهو "يحاول بوقاحة فرض إملاءاته على الرئيس ترامب، ما يفعل وما لا يفعل مع إيران"، مشيرا إلى أن الاتفاق ممكن إذا كان هدف أميركا من المحادثات الحالية هو ضمان عدم امتلاكنا سلاحا نوويا.
أما المؤسسة العسكرية الإيرانية، فقد ارتأت أن تشهر صاروخ "قاسم بصير" الباليستي في وجه التهديدات الخارجية، متوعدة على لسان وزير الدفاع العميد عزيز نصير زاده، الأحد الماضي، بقوله "إذا بدأت الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني هذه الحرب، فستستهدف إيران مصالحهما وقواعدهما وقواتهما أينما كانت وفي الوقت الذي نراه ضروريا، ولن تكون هناك مراعاة أو قيود في مهاجمة مصالحهما".
الخارجية الأمريكية: #ترمب يريد أفكارا جديدة في التعامل مع #إيران وأن يكون الاتفاق المحتمل معها محكما ودائما pic.twitter.com/TlGGT059Cg
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 5, 2025
كسبًا للامتيازاتفي غضون ذلك، ترى الباحثة في العلاقات الدولية برستو بهرامي راد، أن بلادها تستخدم لهجة متفاوتة في ردها على التهديدات الأميركية والإسرائيلية، موضحة أنها لا تستبعد أن يكون الفريق الإيراني المفاوض قد تلقى مواقف أميركية مختلفة عما يطرحه مسؤولو واشنطن على وسائل الإعلام.
وفي حديثها للجزيرة نت، ترجع الباحثة جزءا من التهديدات الأميركية لطهران إلى سياسة واشنطن الرامية إلى تشديد الضغوط من أجل كسب أكثر امتيازات من الفريق الإيراني المفاوض.
وأضافت أنه على غرار الحكومة الإيرانية، فإن الجانب الأميركي يتعرَّض لضغوط الجماعات المتشددة واللوبيات الصهيونية التي تعارض المفاوضات مع إيران، وأن بعض المواقف الأميركية تأتي لتحييد الضغوط عن فريق واشنطن المفاوض.
إعلان
وأرجعت بهرامي راد سبب تغيير اللهجة في تصريحات الأميركيين -الذين أشادوا بمفاوضات مسقط ووصفوها بالإيجابية والبنَّاءة- إلى اصطدامهم بتحديات جدية خلال جولة المباحثات التقنية.
وأوضحت، أن ترامب يطالب بحلحلة قضايا تفوق الجوانب التي عالجها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كما أن طهران تطالب بامتيازات تتناسب والمطالب الأميركية في المرحلة الراهنة، وترفض كل ما يمثل خطا أحمر لها.
وتابعت بهرامي راد، أن ترامب سبق وأن خيّر إيران بين الاتفاق والخيار العسكريّ، وأنه يبدو راغبا في التوصل إلى اتفاق دون اللجوء إلى عمليات عسكرية غير محسوبة، مضيفة أن شدة ترحيب ترامب بنتائج المفاوضات النووية أو إطلاقه التهديدات ضد طهران يتناسب وقربه من إمكانية كسب ما يريده على طاولة المفاوضات.
وخلصت إلى أن طهران تبدو متعمدة في عدم استخدام لهجة حادة على التهديدات الأميركية، لا سيما تصريحات ترامب، نظرا إلى معرفتها بشخصيته السياسية، وحرصها على عدم التفريط بفرصة المسار الدبلوماسي المطروح حاليا.
من ناحيته، يتحدث الباحث السياسي محمد علي صنوبري عن تقسيم الأدوار بين واشنطن وتل أبيب للضغط على طهران لتقويض قدراتها النووية، مبينا أن التلويح بالتصعيد العسكري الأميركي تزامنا مع المفاوضات الدبلوماسية المتواصلة مع طهران، إنما يظهر "الغطرسة المتجذِّرة" في السياسة الأميركية.
ويعتقد صنوبري -في حديثه للجزيرة نت- أن التهديدات الإسرائيلية لطهران تأتي امتدادا لتهديدات أطلقها ترامب ووزير دفاعه خلال الأيام القليلة الماضية، مضيفا أنه في ظل عصا عمليات الوعد الصادق الثالثة التي أبقتها طهران مرفوعة فوق رأس تل أبيب، فإن أصابع طهران على الزناد للرد على أي مغامرة إسرائيلية.
إعلانكما اعتبر أن تدشين بلاده صاروخ "قاسم بصير" الباليستي والقادر على تخطي أحدث المنظمات الدفاعية الأميركية والإسرائيلية عقب سويعات من تهديدات نتنياهو، "رسالة عملية مناسبة تحذِّر المحور الصهيو-أميركي من اللعب بالنار، لأن التكنولوجيا المستخدمة في هذا الصاروخ أكثر تطورا من التقنية اليمنية".
بعد تهديد وزير الدفاع الأمريكي بشن هجمات عسكرية على #إيران بسبب دعمها، لأنصار الله.. #طهران: الحوثيون في #اليمن مستقلون ويتخذون قراراتهم، بأنفسهم وسنستهدف قواعدكم إذا كانت الحرب من أمريكا أو إسرائيل pic.twitter.com/0kD7E1PnOE
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 5, 2025
وعزا الباحث السياسي صنوبري تهديدات نتنياهو الأخيرة لطهران نتيجة طبيعية لانفعاله جراء فشل المضادات الصاروخية الإسرائيلية والأميركية في التصدي للصاروخ اليمني الذي أصاب مطار بن غوريون أول أمس الأحد.
وأضاف أن كشف إيران عن صاروخ قاسم بصير كان تحذيرا من جعل مشاهد تخطي الصواريخ المضادات الأميركية والإسرائيلية أمرا طبيعيا للرأي العام العالمي.