اشتعال النيران في سفينة تعرضت لهجوم حوثي جديد.. تفاصيل
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أمريكي قوله اليوم الجمعة، إن سفينة ترفع علم ليبيريا في البحر الأحمر اشتعلت فيها النيران، بعدما أصيبت بمقذوف قادم من اليمن.
يأتي ذلك، عقت تحذير أطلقته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم، طلبت فيه من كل القطع البحرية بالتحرك بحذر والإبلاغ عن أي اشتباه بالبحر الأحمر، مشيرة إلى أنها تحقق في بلاغ عن حادث قرب باب المندب شمال ميناء المخا في اليمن.
وأضافت أن الحادث وقع على بعد 50 ميلا بحريا شمالي ميناء المخا اليمني. وذكرت الهيئة أنها تنصح السفن المارة في المنطقة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي أنشطة مثيرة للريبة.
يأتي ذلك في حين قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إن الولايات المتحدة تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر.
ونقلت وكالة رويترز عن ليندركينغ قوله إن الولايات المتحدة تريد من التحالف المتعدد الجنسيات أن يرسل "إشارة مهمة من المجتمع الدولي مفادها أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن البحري الدولي".
وأضاف أن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة العمل البحرية الدولية الحالية لتصبح "تحالفا دوليا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة".
وكانت جماعة الحوثي أعلنت أمس، أن قواتها البحرية نفذت عملية عسكرية ضد سفينة حاويات كانت متجهة إلى إسرائيل بطائرة مسيرة.
وقال المتحدث باسم الجماعة إن "عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية".
وأكد أن قواتهم نجحت في منع مرور عدة سفن كانت متجهة للكيان الإسرائيلي خلال 48 ساعة الماضية.
وقالت شركة ميرسك الدنمركية في وقت سابق إن سفينة شحن تابعة لها استهدفت بصاروخ أثناء مرورها بسواحل اليمن يوم الخميس، وسط سلسلة من الهجمات تشنها جماعة الحوثي على السفن مما دفع الولايات المتحدة إلى الدفع نحو تشكيل تحالف بحري في البحر الأحمر.
وذكر بيان الحوثيين أن الجماعة منعت مرور عدة سفن كانت متجهة لإسرائيل في الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وأضاف "القوات المسلحة اليمنية تؤكد استمرارها في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".
ونفذت جماعة الحوثي هجمات عدة على سفن في البحر الأحمر، وقالت إن عملياتها تأتي نصرة للشعب الفلسطيني، وأكدت "استمرارها في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
من أيزنهاور إلى ترومان.. اليمن يُنهي زمن التفوق البحري الأمريكي
يمانيون |
لم يكن البحر الأحمر يومًا بعيدًا عن صراعات النفوذ بين القوى الكبرى، غير أن اليمن، الذي طالما كان يُنظر إليه كدولة مطلة بلا تأثير استراتيجي مباشر، قلب هذه المعادلة رأسًا على عقب.
فمع تصاعد موجة الإسناد العسكري للقضية الفلسطينية عقب طوفان الأقصى، انتقلت المعركة إلى الممرات البحرية، ليعيد اليمن تعريف موازين السيطرة والردع في المنطقة.
على مدى عقود، ظل البحر الأحمر تحت الهيمنة الأمريكية والغربية، من أيزنهاور إلى ترومان، وكانت حاملات الطائرات الأمريكية ترسم حدود النفوذ وتتحكم بخطوط الملاحة العالمية.
إلا أن التطورات التي شهدها عام 2024 شكلت نقطة تحول فارقة، إذ أثبت اليمن أنه لم يعد مجرد متفرج في معادلة البحر، بل أصبح قوة قادرة على كسر احتكار واشنطن للممرات الحيوية.
فقد نفذت القوات المسلحة اليمنية خلال شهري مايو ويونيو من العام ذاته ثلاث عمليات نوعية أربكت البحرية الأمريكية وأجبرتها على إعادة تموضع قواتها في البحر الأحمر.
حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” التي كانت تعتبر رمزًا للتفوق الأمريكي، اضطرت إلى الانسحاب في 12 نوفمبر 2024 بعد فشل محاولاتها في المناورة على مسافات آمنة.
أما حاملة “روزفلت” فظهرت كمراقبٍ مترددٍ في خوض المواجهة، في حين تحولت “ترومان” إلى محور العمليات اليمنية التي طالتها بأكثر من 22 استهدافًا دقيقًا خلال أقل من ستة أشهر، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البحرية الأمريكية.
وعندما حاولت “فينسون” التقدم لتخفيف الضغط عن الأسطول، تلقت ضربة وصفتها تقارير البنتاغون بأنها من “أكثر العمليات إيلامًا في سجل البحرية الأمريكية”.
هذه الهجمات أعادت تشكيل معادلة الردع في البحر الأحمر، حيث أصبح الوجود الأمريكي عبئًا استراتيجيًا أكثر من كونه عامل قوة، بعدما أثبتت الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية أنها قادرة على تجاوز كل طبقات الدفاع البحري الأمريكي، من الرادارات إلى الأقمار الصناعية.
ومع تصاعد الضربات، وجدت واشنطن نفسها مضطرة لطلب وساطة عمانية لتجنب التصعيد، في وقتٍ خرج فيه ترامب بتصريحٍ لافتٍ اعترف فيه بعجز بلاده عن “كبح القدرات اليمنية”، واصفًا المقاتلين اليمنيين بـ “الأشد صلابة وشجاعة في مواجهة النيران”.
هذا الاعتراف لم يكن مجرد توصيفٍ لحالة آنية، بل إقرارٌ صريح بأن زمن الهيمنة الأمريكية المطلقة على البحار قد انتهى، وأن اليمن بات يملك من القدرات ما يؤهله لتغيير قواعد الاشتباك الإقليمي، ليس فقط دفاعًا عن حدوده وسيادته، بل نصرةً لفلسطين ومساندةً لجبهات المقاومة.
وهكذا، من حقبة أيزنهاور التي دشنت الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، إلى زمن ترومان الذي شهد نهايته الرمزية على يد العمليات اليمنية، يمكن القول إن القرن الجديد يشهد ولادة قوة بحرية يمنية مستقلة، استطاعت أن تحوّل البحر من ممر خاضع إلى ساحة ردع مفتوحة باسم الأمة والمقاومة.
لقد ولّى زمن الغطرسة البحرية الأمريكية، وحضر اليمن بثباته وعملياته النوعية، ليؤكد أن السيادة تُصنع بالإرادة لا بالأساطيل، وأن الردع لا يقاس بعدد حاملات الطائرات بل بقدرة الشعوب على الصمود والابتكار والمواجهة.